ليبيا: الدبيبة وباشاغا لتكريس تعايش حكومتيهما في السلطة

أحزاب تبحث مع السفير الإيطالي سبل تجاوز «الانسداد السياسي»

رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة خلال مشاركته في فعاليات «اليوم العالمي للسياحة» (الحكومة)
رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة خلال مشاركته في فعاليات «اليوم العالمي للسياحة» (الحكومة)
TT

ليبيا: الدبيبة وباشاغا لتكريس تعايش حكومتيهما في السلطة

رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة خلال مشاركته في فعاليات «اليوم العالمي للسياحة» (الحكومة)
رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة خلال مشاركته في فعاليات «اليوم العالمي للسياحة» (الحكومة)

كرّس عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة، وغريمه فتحي باشاغا، رئيس حكومة «الاستقرار» الموازية، عملياً فكرة وجود حكومتيهما في وقت واحد، دون أن يحسم أي واحد منهما الصراع على السلطة، حيث يعكف كل واحد منهما على عقد اجتماعات مع وزرائهما بشكل شبه يومي للحسم في قضايا خدمية، تهم المواطنين والشعب الليبي.
في هذا السياق، شارك الدبيبة مساء أول من أمس، في احتفالية «اليوم العالمي للسياحة»، التي نظمتها وزارة السياحة والصناعات التقليدية، وأكد أن «العمل من أجل أن تكون السياحة في جميع جوانبها رافداً أساسياً للاقتصاد الوطني، يُعدّ هدفاً أساسياً لحكومة الوحدة الوطنية».
وفي المقابل واصل باشاغا ووزراؤه أمس، العمل في مدينة بنغازي (شرق)، بعقد سلسلة اجتماعات روتينية ذات طابع خدمي، حيث أكد «ضرورة إنفاذ القانون، والتنسيق المشترك بين الوزارات المختصة والأجهزة الأمنية وإداراتها، قصد تعزيز أمن المنافذ والحدود البحرية والبرية، ومكافحة الأنشطة غير القانونية لشبكات تهريب الوقود والهجرة غير الشرعية، والجريمة المنظمة».
كما خلص اجتماع وزاري ترأسه باشاغا أمس، إلى تشكيل لجنة أمنية عليا، بناءً على تعليماته، وفق بيان صحافي صادر عن الحكومة المكلفة من النواب. وضم الاجتماع وزير الخارجية بالحكومة المكلفة: حافظ قدور، ووزير الدفاع احميد حومة، ووزير الداخلية عصام أبو زريبة، إضافةً إلى وزير العدل خالد عبد ربه، ووزير الدولة لشؤون الحكومة ومجلس الوزراء محمد فرحات، ووزير الدولة لشؤون الهجرة غير الشرعية فتحي التباوي، ومسؤولي الأجهزة الأمنية.
في غضون ذلك، أعلنت نجلاء المنقوش، وزيرة الخارجية بحكومة الدبيبة، نقل مقر السفارة الليبية بالعاصمة الأميركية واشنطن، إلى المقر التاريخي المعروف باسم «بيت الضيافة» سابقاً، والذي اشترته ليبيا في عهد المملكة، وعدّت هذه الخطوة «دلالة على تقوية وبناء علاقات أوثق وأقوى بين ليبيا وأميركا»، وقالت المنقوش إنها «ستعود بالفائدة على البلدين». كما ناقشت المنقوش مع الجمعية الأميركية الليبية للأعمال، وبعض ممثلي الشركات الأميركية، تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين، من خلال عودة الشركات الأميركية للعمل في ليبيا للاستثمار في جميع المجالات، مشيرةً إلى اتفاق على تنسيق زيارة لبعض ممثلي الشركات الأميركية إلى ليبيا خلال الفترة القريبة القادمة.
من جهته، قال يوسف العقوري، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، إنه استمع في لقاء افتراضي مع فريق من السفارة الأميركية لتعريف حول قانون الاستقرار الأميركي وأهدافه، وأبرزها مساعدة الدول التي تمر بظروف صعبة من النواحي الاقتصادية والاجتماعية، والتحول الديمقراطي، بالاستفادة من الخبرات الأميركية والدولية. وأكد العقوري حرصه على إنجاح جميع البرامج التي تهدف لمساعدة الشعب الليبي، شريطة أن تلبّي الاحتياجات، وأن تكون بالتشاور وتبادل وجهات النظر مع جميع الليبيين من الأقاليم الثلاثة، واحترام سيادة البلاد والتنسيق مع السلطات المحلية.
إلى ذلك، تلقى عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب، لدى لقائه مساء أول من أمس، مع مسؤولين قبائليين درعاً تكريمية لـ«جهوده الوطنية»، وفقاً للمتحدث الرسمي باسم مجلس عبد الله بليحق، الذي أعلن عن تأجيل المجلس بند انتخاب النائب الثاني لرئيسه، وإقرار الحد الأدنى للأجور للعاملين بألف دينار ليبي.
في شأن آخر، التقت مجموعة من الأحزاب الليبية، التي تكونت منها «شبكة تواصل الأحزاب» مؤخراً، السفير الإيطالي لدى ليبيا، جوزيبي بوتشينو.
وقال حزب رئيس حزب «العدالة والبناء»، الذراع السياسية لجماعة الإخوان، في بيان أمس، إن الاجتماع يأتي ضمن سلسلة لقاءات سياسية مع الأطراف الدولية والمحلية المؤثرة في الشأن الليبي، بُغية النظر في الحلول السياسية الممكنة للانسداد السياسي القائم، ومن بينها إجراء الانتخابات الوطنية في أقرب الآجال، وفق قاعدة دستورية توافقية.
وأكد رؤساء وممثلو الأحزاب، وفقاً للبيان ذاته، أهمية وجود الأحزاب في المعادلات السياسية والحوارات الوطنية، لضمان تمثيل حقيقي للمكونات السياسية، والتأسيس الصحيح للعبور إلى مرحلة مستقرة، تقوم على أسسها دعائم الدولة المنشودة.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

أزمة بيع مواد الإغاثة تتفاقم في السودان... وتبرؤ حكومي

أطفال يحملون حزماً من المساعدات الإنسانية في مدرسة للنازحين بمدينة القضارف شرق السودان (أ.ف.ب)
أطفال يحملون حزماً من المساعدات الإنسانية في مدرسة للنازحين بمدينة القضارف شرق السودان (أ.ف.ب)
TT

أزمة بيع مواد الإغاثة تتفاقم في السودان... وتبرؤ حكومي

أطفال يحملون حزماً من المساعدات الإنسانية في مدرسة للنازحين بمدينة القضارف شرق السودان (أ.ف.ب)
أطفال يحملون حزماً من المساعدات الإنسانية في مدرسة للنازحين بمدينة القضارف شرق السودان (أ.ف.ب)

تبرَّأت «مفوضية العون الإنساني» التابعة للحكومة السودانية، من بيع المواد الإغاثية في الأسواق، مؤكدةً أنه «لا يوجد تسريب للمساعدات الإنسانية (من جهتها)، وأن تصرفات بعض المواطنين لا يمكن أن تُحسب عليها»

وتفاقمت أزمة بيع المواد الإغاثية في الأسواق خلال الفترة الماضية، وأفاد سودانيون بأنهم شاهدوا في عدد من الولايات مواد غذائية مخصصة للمساعدات معروضة للبيع في الأسواق العامة، دون رقابة من السلطات.

لكنَّ مفوضة العون الإنساني، سلوى آدم بنيه، قالت لـ«الشرق الأوسط» إن «بيع مواطن لحصته من الإغاثة في السوق ليست مسؤوليتنا»، مشيرةً إلى أن «بعض المتلقين للمساعدات يضطرون إلى بيعها لشراء معونات أخرى يحتاجون إليها مثل دقيق حبوب الذرة والدخن».

وتَسبب الصراع الدائر بين الجيش و«قوات الدعم السريع» الذي تعدّه الأمم المتحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث، في مقتل ما بين 20 ألفاً و150 ألف شخص، بالإضافة إلى إجبار نحو 11 مليون شخص على النزوح.

لجنة للمراجعة

وكشفت المسؤولة الحكومية عن «تشكيل لجنة مكونة من ممثلي عدد من المؤسسات ذات الصلة لمراجعة مخازن تابعة لبعض المنظمات لمعرفة ما يوجد بها من مواد إغاثة، ولماذا لم يتم توزيعها؟».

وأكدت أن «اللجنة ستقف على تنفيذ المشاريع الخاصة بالمنظمات، وسترفع تقريرها إلى المفوضية في غضون أسبوعين لاتخاذ الإجراءات تجاهها».

وقالت الأمم المتحدة، الاثنين، إن أكثر من 30 مليون شخص، أكثر من نصفهم من الأطفال، يحتاجون إلى المساعدة في السودان بعد عشرين شهراً من الحرب المدمرة.

جانب من مساعدات الإغاثة في السودان (الأمم المتحدة)

ووجهت الأمم المتحدة نداءً لجمع 4.2 مليار دولار لتوفير المساعدات لـ20.9 مليون شخص داخل السودان من إجمالي 30.4 مليون شخص قالت إنهم في حاجة إلى المساعدة فيما سمتها «أزمة إنسانية غير مسبوقة».

وفي سبتمبر (أيلول ) 2023 أصدر مجلس الوزراء قراراً بإقالة مفوض العون الإنساني، نجم الدين موسي، وكان ذلك بعد نشر تقارير إعلامية أشارت إلى «فساد كبير» في ملف الإغاثة.

وتفيد وسائل إعلام محلية سودانية برصد بيع مواد غذائية «بكميات كبيرة» في أسواق ولاية بورتسودان التي تعد العاصمة المؤقتة للبلاد، في حين يشكو ملايين النازحين في مراكز الإيواء بعدد من الولايات من نقص المساعدات.

ورغم وصول آلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية بعد أشهر قليلة من اندلاع الحرب في السودان أبريل (نيسان) 2023، فإن مئات الآلاف من النازحين في مراكز الإيواء بالولايات التي تقع تحت سيطرة الجيش السوداني لم يتلقوا المعونات، ويعتمدون على توفير معاشهم من إمكانات ذاتية.

تسريب مُسبق

وقال ناشطون ومتطوعون في مجال العمل الإنساني لـ«الشرق الأوسط» إن «تسريب المساعدات الإنسانية قد يحدث مسبقاً قبل وصولها إلى مراكز الإيواء».

وشرح بعضهم أن «المواد الغذائية لا تصل إلى كل المحتاجين إليها بسبب تسريبها إلى الأسواق»، ورجحوا «تورط مسؤولين» في عملية التسريب تلك، من دون أن يحددوا أسماء.

لكن الناشطين أنفسهم أكدوا كذلك أن «بعض المواطنين يبيعون الفائض عن حاجتهم من المواد الغذائية في الأسواق»، وأفادوا بأنهم رصدوا «بعض تلك المواد في منازل لمواطنين».

لاجئون سودانيون فروا من العنف يتلقون المساعدات بالقرب من الحدود بين السودان وتشاد (رويترز)

وقال نشطاء آخرون في مدينة حلفا الجديدة شرق السودان، أنهم سألوا بعض أصحاب المحال التجارية عن مصدر البضائع (المصنَّفة مساعدات) التي تحصلوا عليها، لكنهم رفضوا الإفصاح عنها.

وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي وصلت أولى المساعدات الإنسانية إلى جنوب العاصمة السودانية الخرطوم، للمرة الأولى بعد 21 شهراً من اندلاع الحرب في البلاد بين الجيش و«قوات الدعم السريع».

وفي حين ترفض الحكومة السودانية الإقرار بحدوث مجاعة في البلاد، يشير أحدث تقرير للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، إلى أن 24 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.

ومنذ بداية الحرب، توجَّه اتهامات إلى طرفي الحرب بتعطيل المساعدات الإنسانية كجزء من استخدام «سلاح التجويع».