صدر عن نادي جدة الأدبي الثقافي كتاب جديد عنوانه «في حقول الشعر: دراسات في الشعر السعودي المعاصر» من تأليف الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن الحيدري أستاذ الأدب والنقد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وأخذ الرقم 266 ضمن إصدارات النادي.
يضم الكتاب أربعة بحوث علمية محكمة نُشرت في ثلاث مجلات علمية داخلية وخارجية، وهي: مجلة العلوم العربية (تصدر عن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية)، ومجلة دار العلوم بالفيوم في مصر، ومجلة كلية الآداب بجامعة سوهاج بمصر أيضاً، وتناولت البحوث ظواهر في الشعر السعودي المعاصر.
البحث الأول عنوانه: «صورة المعوق في الشعر السعودي: دراسة في المضمون والشكل»، وفيه حديث عن العلاقة بين الإبداع والإعاقة، وعن الإعاقة في الأدب العربي، والبحث الثاني عنوانه «الشعر في مواجهة الإرهاب: دراسة لنماذج من الشعر السعودي»، وجاء البحث الثالث وعنوانه «المخترعات في الشعر السعودي: الدهشة والأُلفة والحذر» في ثلاثة مباحث، وهي: حضور المخترعات في الشعر العربي، وصورة المخترعات في الشعر السعودي، والخصائص الفنية والأساليب الجمالية في شعر المخترعات، متناولاً الشعر السعودي في ثلاث زوايا، وهي: الدهشة، والأُلفة، والحذر.
أما البحث الرابع والأخير، فعنوانه «صدى التقنية الحديثة في الشعر السعودي»، ومهد له المؤلف بالحديث عن: الشكوى من الحضارة، وبدء استخدام الجوال في المملكة، ودخول الإنترنت للمملكة، ومفهوم الإعلام الجديد، وسطوة الهاتف الجوال، وجاء البحث في مبحثين، وهما: حضور التقنية في دراسات الباحثين السعوديين، وحضور التقنيات الحديثة في النصوص الشعرية السعودية.
وحاول المؤلف في هذه البحوث الأربعة مجتمعة توظيف البحث العلمي في تلمس هموم المجتمع ورصد المتغيرات في حياتهم، وتحليل نماذج من الشعر السعودي التي طرقت جوانب مهمة غفل عنها عدد من المبدعين.
وقد بلغت صفحات الكتاب 206 صفحات، وحمل الغلاف لوحة تشكيلية معبرة عن مضمون الكتاب من أعمال الفنان التشكيلي ناصر بن عبد الله الموسى، ويُتوقع أن يتوافر الكتاب في جناح النادي في معرض الرياض الدولي للكتاب.
والمؤلف من المتخصصين في الأدب السعودي، وسبق أن أصدر نحو عشرين كتاباً في مجال تخصصه (الأدب والنقد)، منها: السيرة الذاتية في الأدب السعودي، وحسين سرحان قاصاً، وآثار حسين سرحان النثرية، وإضاءات في أدب السيرة والسيرة الذاتية، والسيرة الذاتية في المملكة العربية السعودية، وابن الثقافة... وأبو الرواية حامد دمنهوري، ومؤتمرات الأدباء السعوديين، وعلي جواد الطاهر وجهوده في التأريخ للأدب في المملكة، وملامح ورؤى: دراسات في الأدب السعودي، وغيرها.
مجموعة شعرية سعودية
عن دار «تكوين» صدرت أخيراً المجموعة الشعرية «يخطئ الموتى»، للشاعر إبراهيم الحسين.
قبل هذه المجموعة صدرت للحسين خمس مجموعات: «خرجت من الأرض الضيقة» و«خشب يتمسح بالمارة»، و«انزلاق كعوبهم»، و«رغوة تباغت ريش الأوراق»، و«على حافة لوحة في المنعطف الموسيقي». وسيكون الديوان الجديد مشاركاً في معرض الرياض الدولي للكتاب.
من أجواء المجموعة الجديدة:
يخطئ الموتى ويتعجلون، بينهم وبين التأني عيون مغمضة بينهم وبين التباطؤ اضطجاع سحيق بينهم وبين التلكؤ أجساد وحيدة تخلصوا منها، هواء استبطأهم وينتظر أن يحملهم، جذور بتروا أفواهها فلم تعد تشرب...
يتعجلون فلا يكملون أذرعهم لا يتممون أقدامهم، بينهم وبين كل ذلك خطأ عريض...
لم يكملوا هواءهم ولا أصواتهم ولا ما بقي لهم من الأرض، نفضوا الخطى عن أقدامهم نزعوا الطرق كلها من سيقانهم وأخطأوا،
كان في أيديهم مصافحات وتخلوا عنها كان في عيونهم مواربات لكنهم لم يحتفظوا بها كأنها ستثقل عليهم ذهابهم يتعجلون لا يريدون أن يفوتهم الخطأ.
* * *
يخطئ الموتى حين يدفعوننا فجأة بكامل ثيابنا وبكامل غفلتنا إلى عمق خطئهم لا يمدون لنا أيديهم لا يلقون سريعاً أصواتهم ولا يهبون إلينا مطوحين نظراتهم، يتلفعون بخطئهم ويمضون؛ يربون قطيعتهم ويتركوننا هناك نشهق
* * *
ويخطئ الموتى ويجهلون... يجهلون الهواء الذي يتبعهم، تركوا هباته وألقوها من أيديهم، طردوها من صدورهم...
يجهلون الضوء الذي يطرق عيونهم فلا يفتحونها له،
يجهلون النظرات التي تحط عليهم منتفضة بريشها المبلل؛
يخطئون ويتجاهلون حتى الذي يتأرجح فوقهم معلقاً من نظرته
هكذا وهكذا يخطئ الجهلة.