كيف غيّر الملك عبد العزيز نهج كتابة تاريخ السعودية؟

راشد بن عساكر لـ«الشرق الأوسط»: الملك سلمان حرر إشكاليات تاريخية... وولي العهد جدّد بمنظور عصره

فؤاد حمزة في باريس موفداً من الملك المؤسس (غيتي)
فؤاد حمزة في باريس موفداً من الملك المؤسس (غيتي)
TT

كيف غيّر الملك عبد العزيز نهج كتابة تاريخ السعودية؟

فؤاد حمزة في باريس موفداً من الملك المؤسس (غيتي)
فؤاد حمزة في باريس موفداً من الملك المؤسس (غيتي)

ابتكر الملك عبد العزيز مؤسس الدولة السعودية الثالثة أنظمة سياسية غير مسبوقة، لعل من أهمها وأبرزها اعتماد شخصيات من معظم الجنسيات العربية ليكونوا مستشارين له، كما شهدت البلاد وصول زائرين قابلوا الملك وكتبوا عنه وعن دولته الناشئة، واستطاع الملك عبد العزيز بذكائه وفطنته وحكمته وقوته أن يكوّن من المستشارين مجموعة متناسقة تعمل وفق إرادته وفي إطار ما يخطط له، ولم يستطع أي مستشار مهما بلغت مكانته أن يفرض عليه خطاً سياسياً أو أن يزج به في قضية يتولاها ذلك المستشار، وقد استفاد منهم الملك في نطاق أهدافه المحلية والعربية والإسلامية وبناء الدولة الحديثة، كما استفاد منهم في تدوين تاريخ الوطن بصورته الحقيقية بعد أن منحهم الحرية في التأليف.
حول كل هذه الأمور التقت «الشرق الأوسط» الدكتور راشد بن عساكر الباحث والمؤرخ والمؤلف في تاريخ السعودية، ورصد الإضافات التي تحققت من المستشارين لدى الملك، وخصوصاً كتابة تاريخ البلاد، ودوافع الملك المؤسس من وجودهم معه، وجاء الحوار على النحو التالي...

> قبل وبعد إعلان توحيد المملكة العربية السعودية عام 1932، عمل مع الملك عبد العزيز مستشارون من معظم الجنسيات العربية. كمؤرخ متخصص في التاريخ السعودي، كيف تقرأ الاستفادة التي تحققت من وجود هؤلاء المستشارين؟
- لن أتحدث عن استفادة البلاد من هؤلاء المستشارين وتعداد المهام الموكلة لهم ولكن الحديث سيكون مقتصراً حول مساهمتهم في كتابة تاريخ السعودية، إذ سلك المستشارون عدداً من الطرق التي تختلف عن المؤرخين النجديين أو المحليين في إضفاء الطابع التحليلي والبحث عن أسباب تلك الأحداث والأخذ بالنظرة المجملة للنتائج وإخراجها بصورتها التي حدثت، فالمنهج التاريخي هو إحياء الماضي ووصفه مع تسجيل الأحداث والوقائع. ويتم ذلك برصد الأدلة والحقائق ثم تمحيصها لتخرج بشكل دقيق إلى مرحلة التدوين والتاريخ، وكان المعروف أن الكتابة التاريخية تسير وفق منهجين، الأول المنهج الحولي أو التاريخ المرتب على حسب السنين، بحيث إذا انتهت حوادث السنة انتقل إلى حوادث السنة التالية. وبهذا يتضح أن هذا المنهج الحولي هو المتحكم في الحوادث، وليست الحوادث هي المتحكمة في السنة. كما أن من عيوبه أنه يحول بين الربط الكلي لواقع التاريخ وجوهره. أما المنهج الثاني فهو منهج التاريخ الموضوعي أو حسب الموضوعات، وهذا سار به عدد من المؤرخين وسلكه المستشارون عموماً، وحرصوا فيه على التثبت في تتبع الحادثة بالمشاهدة والمعاينة وما امتلكوه من وثائق كانت متوفرة لهم، خاصة في عهد المؤسس، وهكذا امتزجت المعاينة بالمعرفة والتوثيق لتكون قريبة من الحقيقة التاريخية.

> كيف كان واقع التدوين في العصر الحديث في الجزيرة العربية؟
- تركز التدوين في الجزيرة العربية في العصر الحديث، وتحديداً في القرن العاشر الهجري-القرن السادس عشر الميلادي، على مرحلة الإقليمية، فظهرت المدرسة الحجازية واليمنية والنجدية والإحسائية والعمانية، فسعى مؤرخوها لاعتماد الطريقة الحولية، ولا سيما الحجازية واليمنية، قبل القرن العاشر الهجري وبعده.
ولا بد من التنبيه أن تدوين التاريخ في نجد اتسم بالمنهج الحولي، بدءاً من الشيخ أحمد بن بسام، المتوفي بعد عام 1056هـ (حسب ما وصلنا مدوناً مع فقدان تواريخ سابقة قبل هذه الفترة كتاريخ القاضي وغيره)، ووصولاً إلى فترة قيام الدولة السعودية الأولى، فقد كان منهج المؤرخين هو اختصار الحادثة التاريخية بجمل أو أسطر قليلة. ومنذ اشتداد عود الدولة السعودية الأولى حتى أوائل الدولة السعودية الثالثة والحديثة، كان منهج المؤرخين هو بسط الحدث بجمل طويلة ككتاب ابن غنام المسمى «روضة الأفكار» وكتاب «عنوان المجد» لابن بشر، وجاء الفارق هنا في دعم المؤرخ أو المؤلف من قبل شخصية دينية في الدرعية كالشيخ محمد بن عبد الوهاب لابن غنام أو دعم ابن بشر من قبل حاكم مركزي كالإمام فيصل بن تركي، ومساهمة الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ في بعض الإضافات من ناحية التراجم. وظهرت ملاحظات كثيرة حول هذين التاريخين، وخصوصاً الأول، في التركيز على الشخصية الدينية وتصنيم الأشخاص والمبالغات الممجوجة.
خلال استرداد الملك عبد العزيز للرياض منذ عام 1319هـ-1902م حتى عام 1351هـ-1932م استمرت المدرسة التقليدية وجمعت 3 مناهج في الكتابة، وهي: المنهج التقليدي القديم والمختصر (قبل قيام الدولة السعودية) والمنهج التقليدي المطول (ابن غنام وابن بشر وابن عيسى وغيرهم مثالاً). وظهر استثناء في منهج الكتابة في القرن الثالث عشر والرابع عشر الهجري، فقد برز مؤرخ جمع بين بعض الأقاليم المختلفة، وهو الشيخ عبد الله بن بسام المتوفى عام 1346هـ -1927م من خلال كتابة «تحفة المشتاق في تاريخ نجد والحجاز والعراق».

> في مرحلة التاريخ الحديث والمطور من خلال مستشاري الملك عبد العزيز، من هم أبرز المستشارين الذين قدموا للرياض وعملوا مع الملك عبد العزيز وساهموا في كتابة تاريخ البلاد؟

حافظ وهبة

- هناك كثير من المستشارين، لكن أبرزهم 5 وهم: حافظ وهبة (مصري) تعرف على الملك عبد العزيز منذ عام 1334هـ-1916م ثم قدم للرياض عام 1342هـ-1923م وأصبح مستشاراً للملك. له مؤلفات عدة، وتولى وزارة المعارف، ومن أبرز مؤلفاته «جزيرة العرب في القرن العشرين» و«خمسون عاماً في جزيرة العرب»، ويوسف ياسين (سوري) التحق بالعمل مع الملك عبد العزيز في عام 1343هـ -1924م، وعمل في وزارة الخارجية ومندوباً عن المملكة وممثلاً عنها، بالإضافة إلى أنه رئيس الشعبة السياسية ورئيس تحرير صحيفة «أم القرى».

يوميات يوسف ياسين
وبرز من المستشارين الذين كتبوا في تاريخ السعودية رشدي ملحس (فلسطيني) قدم إلى المملكة وأصبح معاوناً لصديقه يوسف ياسين في رئاسة تحرير صحيفة «أم القرى» منذ عام 1364هـ ونشر فيها بعض البحوث التاريخية، ثم أصبح رئيساً للشعبة السياسية في الديوان الملكي سنة 1366هـ -1947م، جمع بين الأدب والجغرافيا والتاريخ، واعتنى بتاريخ الجزيرة العربية المخطوط والمطبوع، وعُدّ من أبرز رواد البحوث التاريخية من المستشارين في عهد الملك عبد العزيز، ودوّن عن مؤرخي نجد والحجاز وبعض الشخصيات، وشرع في تحقيق الكتب المخطوطة، وأهمها تحقيق كتاب الأزرقي المسمى «أخبار مكة» كما اطلع على نسخ مخطوطة عن تاريخ نجد كـ«عنوان المجد في تاريخ نجد» لابن بشر، و«مثير الوجد» لابن جريس و«تاريخ أنساب القبائل» لابن لعبون، و«جزيرة العرب» للأصمعي، و«رسالة في الأنساب» لابن ضويان.
أما كتبه المنشورة فهناك «بحث المعادن» الذي طبع عام 1349هـ-1930م و«مسافات الطرق في السعودية» ضمن مطبعة الحكومة بمكة عام 1361هـ، وكتاب «تقويم الأوقات لعرض السعودية» صدر عام 1362هـ-1942م، وكذلك «تقويم أم القرى» عام 1353هـ، ومن كتبه المخطوطة: «معجم البلدان العربية - قسم الحجاز ونجد»، وقد بدأ فكرته في هذا المعجم عام 1349هـ-1930م قبل إطلاق اسم السعودية على البلاد.
أما رابع المستشارين ممن ساهموا في كتابة تاريخ السعودية فهو فؤاد حمزة (لبناني) الذي عينه الملك عبد العزيز معاوناً لمدير الشؤون الخارجية في عام 1345هـ-1927م، ومن أبرز كتبه: «قلب جزيرة العرب» المطبوع عام 1352هـ-1933 و«البلاد العربية السعودية» وطبعه عام 1355هـ -1936م. ومن كتب الأقاليم كتابه بعنوان «في بلاد عسير» المطبوع 1370هـ-1951م، وكتب عدداً من البحوث غير المطبوعة عن جزيرة العرب وسوق عكاظ وأمراء مكة المكرمة. وقد سعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز للحصول على مذكراته، وكان لمتابعته أثر بارز في الحصول عليها، ونشرت عن طريق «دارة الملك عبد العزيز» فيما بعد بعنوان «فؤاد حمزة... مذكرات ووثائق». ويعد كتاباه «قلب جزيرة العرب» و«البلاد العربية السعودية» من أهم الكتب الحديثة التي سار فيها على المنهج الحديث لكتابة تاريخ السعودية، ومثّل نقله نوعية في ذلك.
أخيراً، سجل خير الدين الزركلي (سوري)، اسمه خامس مستشار ملكي ألّف في تاريخ السعودية، ومن أهم مؤلفاته «ما رأيت وما سمعت»، وهو عبارة عن مشاهداته للحجاز والطائف. تعرف على الملك عبد العزيز مستشاراً عام 1930م. وفي عام 1963م أنجز كتابه المهم «شبه الجزيرة العربية في عهد الملك عبد العزيز». ويعد كتابه «الأعلام» من أهم مؤلفاته، جمع فيه نحو 15 ألف ترجمة.
كان لهؤلاء الخمسة أثر مهم في المنهج المحدث لرواية تاريخ السعودية.

خير الدين الزركلي

> هل كانت تلك المساهمات في كتابة تاريخ البلاد بتشجيع ودفع من الملك عبد العزيز؟
- كان لتوجيه الملك عبد العزيز دور مهم في سلوك المستشارين للكتابة التاريخية بخلاف العمل الإداري والمضي فيها، بل ترك الحرية لهم للكتابة. كانت لدى الملك قناعة بأن عملية توحيد البلاد وتطويرها تحتاج إلى من يسجل وقائعها وتطوراتها، إضافة إلى شعوره بضرورة تحديث المصادر التاريخية المدونة عن البلاد، إذ لم يعد منهج الكتابات السابقة التقليدية مناسباً لعملية التحديث التي يقوم بها لبناء الدولة. كان الملك المؤسس مقتنعاً بأن الكتابات التقليدية قدمت صورة غير مكتملة لتاريخ البلاد، ما أوجب التجديد والتحديث. كما لمس الملك أن بعض الكتابات الحديثة نجح في إصلاح الخلل الذي كان بعضه قائماً والمتمثل في استخدام ألفاظ وكلمات غير مستحسنة يغلب عليها طابع العنف اللفظي، بل مندفعة، سواء تجاه المجتمع أو الغلو في بعض الشخصيات، مثل ابن غنام في «روضة الأفكار» وفي بعض مؤلفات سليمان بن سحمان. كما كان من أهداف هذا الدافع عند الملك عبد العزيز حرصه على عملية تهذيب تاريخ البلاد ونقله من الفردية والقبلية والطائفية والمناطقية إلى مرحلة شاملة تربط الفرد بهوية الوطن والمجتمع وبالتدين الوسطي.

> هذا التوجه والشعور من الملك عبد العزيز بخصوص ضرورة تحديث المصادر التاريخية المدونة عن تاريخ السعودية، هل حقق أهدافه؟


الملك عبد العزيز (غيتي)

- تم التعامل بالمنهج العلمي لتدوين تاريخ المملكة، فلم تصبح الكتابة تسير على المنهج الحولي والبلدان ووقائعها. وأصبح التحول للتاريخ الموضوعي العلمي للدولة، وهذا أدى إلى إعادة كتابة تاريخ السعودية بشكل حديث، خاصة بعد استرداد الحجاز ودخوله في كنف الدولة السعودية الحديثة. وقد استعان المستشارون بالوسائل الحديثة في تأليف الكتب من حيث تقسيم الكتب والفهارس العامة والاستعانة بالصور الفوتوغرافية للمواضع والشخصيات، وسلك المؤلفون منهجاً وعملاً يعتمد على إبراز المادة التاريخية وتوضيحها بأسلوب أدبي رصين وسهل. ومن ذلك اجتهادهم في وضع تقسيم تاريخي لمراحل الدولة السعودية؛ الأولى والثانية والثالثة، وسار على هذه التقسيمات الباحثون حتى اليوم، وهذا الأمر يحتاج إلى قراءة علمية تبين بعض الأوجه المختلفة.
وهنا يجب التأكيد على أن الملك عبد العزيز سهّل لهؤلاء المستشارين الاطلاع على الأوراق والوثائق والكتب والمخطوطات المحفوظة في الديوان الملكي مع الاستعانة بالاطلاع على ما لديهم للإفادة منه، كطلبه من الشيخ عبد الله البسام تزويد اللبناني أمين الريحاني بما يحتاجه من معلومات تاريخية عن المملكة. ونبّه الشيخ فؤاد حمزة عندما شرع في كتابة مؤلفه «قلب جزيرة العرب» ونشره إلى تشجيع الملك عبد العزيز له فقال: «وأحب أن أسجل هنا ثنائي العاطر على جميع الأصدقاء والإخوان الذين تفضلوا بإدلاء ملاحظاتهم القيمة وإرشاداتهم الثمينة في مواضع كثيرة من الكتاب وأخص بالشكر حضرة صاحب الجلالة الملك عبد العزيز الذي شجعني على المضي فيه».

> هل اقتصر التأليف عن تاريخ السعودية على المستشارين الخمسة الذين ذكرتهم؟
- لم يقتصر ذلك على هؤلاء المستشارين فقط للملك، بل شارك فيه عدد من الزائرين. لكن كان بقاؤهم مرتبطاً بفترة قصيرة، ومن أبرزهم هشام الرفاعي، ودوّن في كتابه المعنون بـ«من ذكرياتي» شيئاً عن الملك عبد العزيز وبعض ذكرياته معه في تلك الفترة. وقد طبع كتابه في بغداد عام 1939 (1358هـ)، وفكر بإنشاء جريدة في الرياض بعد لقائه بالملك عبد العزيز، وكانت علاقته بالملك وطيدة، فقد كان والده يصحبه إلى مجلس الإمام عبد الرحمن عندما كان في الكويت، بالإضافة إلى دراسته في الكتّاب الذي درس فيه الملك عبد العزيز عندما كان في الكويت. وهو من عرض على أمين الريحاني مقابلة الملك عبد العزيز والترحيب به حال قدومه. وممن كتب عن الملك عبد العزيز، الريحاني الذي تعرف على الملك عبد العزيز أثناء مؤتمر العقير عام 1341هـ، وكان يدون ما حدثه به الملك عبد العزيز عن أهم مجريات حياته. ولم يكتب الريحاني كتابه بقصد كتابة تاريخ البلاد السعودية أو منطقة نجد، وإنما كان عن بعض أخبار الملك عبد العزيز.
وبرز اسم عبد الله فيلبي الذي عرف الملك والتحق به فيما بعد فكانت كتاباته تعبر عن أحداث ووقائع ومشاهدات عاصرها في عهد الملك عبد العزيز. وجاء زائرون قابلوا الملك عبد العزيز في كثير من الأوقات وكانت غاياتهم عقد الصداقة وتنمية العلاقات مع بلدانهم، فكانت كتابتهم تتركز حول شخصية الملك عبد العزيز والملامح العامة. إلا أنها لم تتطرق في الغالب إلى تاريخ بلادنا وتسجيله ونقل أحداثه السياسية والاجتماعية بصورة مفصلة، كما أن فئة منهم دوّنوا تقارير دبلوماسية عن مقابلاتهم للملك عبد العزيز، وقد تشمل هذه التقارير بعض الأخبار المختصرة عن تاريخ السعودية.

عبد الله فيلبي

> كمؤرخ وباحث، كيف تقرأ واقع كتابة التاريخ في عهد القيادة السعودية الحالية؟
- عناية الملك سلمان منذ أكثر من نصف قرن بتاريخ الوطن أمر معلوم لدى الباحثين والمؤرخين؛ حيث يُعدّ الملك المؤرخ الأول والمتابع الدقيق لكل ما ينشر عن تاريخ السعودية، فقلّ أن تجد باحثاً أو أستاذاً أو زائراً ألفّ أو أراد أن يؤلف في التاريخ السعودي، إلا ويحرص على مقابلة الملك سلمان عندما كان أميراً للرياض لمناقشته والاستفادة من إضافته وملاحظاته. وسُجل عن الملك سلمان أنه ساهم بتوثيق وتحقيق تاريخ بلاده، وحرّر إشكاليات في بعض الأحداث والوقائع وما ينشر عن تاريخ السعودية. وأذكر أنه في اجتماع علمي تاريخي عندما كان الملك سلمان أميراً للرياض، لمح أن في مكتبته 43 كتاباً ومؤلفاً عن تاريخ السعودية أنجز خلال شهر واحد قراءتها والتعليق عليها والتصحيح ومهاتفة مؤلفيها. وفي رحلة شقيقه الأمير سلطان بن عبد العزيز العلاجية، حمل معه كثيراً من المؤلفات التاريخية الجديدة وأكمل قراءتها والتواصل مع مؤلفيها هاتفياً. وسار ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على منهج والده في العناية الدقيقة بتاريخ بلاده بأطوارها الثلاثة، ولديه دقة واهتمام بنقل صورة المملكة منذ التأسيس على يد الإمام محمد بن سعود إلى اليوم، وفق أطر علمية وتجديدية تعتمد على التحليل والتوثيق والمتابعة وإبراز ما مرّ بالوطن من أحداث ووقائع وتغيرات مقرونة بالمنهج النقدي التاريخي الحديث. ولعل من أبرز الأعمال غير المسبوقة تذكير المجتمع بيوم التأسيس على يد الإمام محمد بن سعود؛ حيث أقرت القيادة السعودية يوماً للتأسيس لتذكير الأجيال بجهود الإمام المؤسس وأبنائه وأحفاده والمواطنين ورجاله المخلصين في عملية تأسيس البلاد ووضع قواعدها الأساسية لتحقيق الأمن والوحدة حتى أصبحت الدولة السعودية مضرباً للمثل في ذلك، وتمكنت خلال 300 عام من الصمود والحفاظ على الوحدة والسير في طريق التطوير والتحديث خلال مراحلها الثلاث.


مقالات ذات صلة

أمير منطقة الرياض يتوج الفائزين بـ«كأسي المؤسس»

الرياضة أمير منطقة الرياض يتوج الفائزين بـ«كأسي المؤسس»

أمير منطقة الرياض يتوج الفائزين بـ«كأسي المؤسس»

توج الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض بطلي الشوطين الرئيسيين في كأس المؤسس، التي نظمها نادي سباقات الخيل في ميدان الملك عبد العزيز. وحقق «عسفان الخالدية» ابن «ليث الخالدية» المملوك لأبناء الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز لقب الشوط العاشر للخيل العربية، وحقق جائزة الخمسة ملايين ريال، وبلغت مسافة هذا الشوط 1600 متر، ونجح الجواد في وصول خط النهاية خلال 1:46 دقيقة، وذلك تحت قيادة المدرب سعد مطلق والخيال عبد الله العوفي.

فهد العيسى (الرياض)
السعودية تحتفي بعلمها الذي ظل شامخاً عالياً خفاقاً على مدى 3 قرون

السعودية تحتفي بعلمها الذي ظل شامخاً عالياً خفاقاً على مدى 3 قرون

احتفت المملكة العربية السعودية في جميع مناطقها، يوم أمس (السبت)، بـ«يوم العلم»، الذي يصادف 11 مارس (آذار)، والذي أقره خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ليكون ذكرى سنوية خاصة بهذه المناسبة، حين أصدر في مطلع الشهر الحالي، أمراً ملكياً ليكون هذا التاريخ يوماً خاصاً بالعلم. وجاء في سياق الأمر الملكي: «وحيث إن يوم 27 من ذي الحجة 1355هـ الموافق 11 مارس 1937م، هو اليوم الذي أقر فيه الملك عبد العزيز، طيب الله ثراه ـ العلم بشكله الذي نراه اليوم يرفرف بدلالاته العظيمة التي تشير إلى التوحيد والعدل والقوة والنماء والرخاء، أمرنا بما هو آتٍ: أولاً: يكون يوم (11 مارس) من كل عام يوماً خاصاً بال

«الشرق الأوسط» (الرياض)
سارية العلم في جدة تزيح طاجيكستان من «غينيس» وتحتل المركز الثاني

سارية العلم في جدة تزيح طاجيكستان من «غينيس» وتحتل المركز الثاني

من أفضل المشاهد التي يمكن أن تراها من نافذة الطائرة، وأنت قادم إلى جدة، «سارية العلم»، التي تحمل راية التوحيد، والتي رُفعت على السارية لأول مرة في اليوم الوطني السعودي في 23 سبتمبر (أيلول) 2014، وتُرفرف على ارتفاع 171 متراً، حيث تغطي النباتات مساحة 9 آلاف متر مربع من حولها، ويحيط بها 13 ضوءاً يمثل عددها مناطق المملكة الـ13. وبتثبيت العلم السعودي ورفعه عليها، كُسر الرقم القياسي في موسوعة «غينيس» لطاجيكستان البالغ 165 متراً، بفارق 6 أمتار، لتصبح بهذا المشروع ثاني أكبر سارية علم في العالم بعد سارية العاصمة الإدارية الموجودة في مصر.

أسماء الغابري (جدة)
«معرض العلم» السعودي يحاكي سيرته وتطوراته عبر 4 مراحل تاريخية

«معرض العلم» السعودي يحاكي سيرته وتطوراته عبر 4 مراحل تاريخية

استذكاراً ليوم 11 مارس (آذار)، يحتفل السعوديون للمرة الأولى بيوم العلم، وبقيمته الوطنية والتاريخية الممتدة منذ 3 قرون. وأعاد يوم العلم السعودي، الذي صدر بأمر ملكي، صلة السعوديين برمز الوحدة والسيادة الوطنية، وفتح نوافذ إلى التاريخ الشاهد على مراحل تطوره، متزامناً مع حقب مفصلية من تاريخ البلاد وهي تواجه شروط الاستدامة واستحقاقات التنمية. وفي ساحة العدل، المقابلة لجامع الإمام تركي بن عبد الله المعروف في منطقة قصر الحكم، ومن قصر المصمك التي تمثل الرياض القديمة، ومنطلق نهضة السعودية المعاصرة، نظمت وزارة الثقافة السعودية فعاليات فنية وثقافية وإثرائية تُرسي الارتباط الوثيق بين المواطن وبين العَلَم،

محمد هلال (الرياض)
«الدرعية» تستعيد أقدم أسواقها التاريخية وتحتفي بتراثها الثقافي

«الدرعية» تستعيد أقدم أسواقها التاريخية وتحتفي بتراثها الثقافي

بالتزامن مع يوم العلم الوطني السعودي، الذي تحتفل به السعودية لأول مرة تعزيزاً لقيمته التاريخية والوطنية، تستعيد الدرعية مهد الدولة السعودية الأولى، إحدى أعرق أسواقها التاريخية، حيث أحيت دوي حركتها التجارية وعبقها العلمي، إذ كانت محلاً لتبادل البضائع والتعليم في آن معاً. وتقع «سوق الموسم» التاريخية في الدرعية على ضفاف وادي حنيفة، واشتهرت بكثرة الحوانيت فيها، حيث يجتمع الناس لتبادل البضائع، والبيع والشراء، وتلبية احتياجاتهم المعيشية. السوق التي تتخذ موقعاً استراتيجياً، بتوسطها بين أهم أحياء منطقة الدرعية (الطريف والبجيري) على طرفي وادي حنيفة، كانت حوانيتها مبنيّة من القصب وسعف النخل، وكانت زاخرة

عمر البدوي (الرياض)

مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
TT

مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)

أكد نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي، أن إيران والسعودية تعتزمان إرساء السلام وديمومة الهدوء في منطقة متنامية ومستقرّة، مضيفاً أن ذلك يتطلب «استمرار التعاون الثنائي والإقليمي وتعزيزه، مستهدفين تذليل التهديدات الحالية».

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش زيارته إلى السعودية التي تخلّلها بحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، خلال لقاء، الاثنين، مع وليد الخريجي، نائب وزير الخارجية السعودي، قال روانجي: «الإجراءات الإيرانية - السعودية تتوّج نموذجاً ناجحاً للتعاون الثنائي ومتعدد الأطراف دوليّاً في إطار التنمية والسلام والأمن الإقليمي والدولي»، مشدّداً على استمرار البلدين في تنمية التعاون في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والقنصلية؛ بناءً على الأواصر التاريخية والثقافية ومبدأ حسن الجوار، على حد وصفه.

الجولة الثانية من المشاورات الثلاثية عُقدت في الرياض الثلاثاء (واس)

والثلاثاء، رحبت السعودية وإيران «بالدور الإيجابي المستمر لجمهورية الصين الشعبية وأهمية دعمها ومتابعتها لتنفيذ (اتفاق بكين)»، وفقاً لبيان صادر عن الخارجية السعودية، أعقب الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في العاصمة السعودية الرياض.

وأشار نائب وزير الخارجية الإيراني إلى أن الطرفين «تبادلا آراءً مختلفة لانطلاقة جادة وعملية للتعاون المشترك»، ووصف اجتماع اللجنة الثلاثية في الرياض، بأنه «وفَّر فرصة قيّمة» علاقات متواصلة وإيجابية بين إيران والسعودية والصين.

روانجي الذي شغل سابقاً منصب سفير إيران لدى الأمم المتحدة، وعضو فريق التفاوض النووي الإيراني مع مجموعة «5+1»، اعتبر أن أجواء الاجتماعات كانت «ودّية وشفافة»، وزاد أن الدول الثلاث تبادلت الآراء والموضوعات ذات الاهتمام المشترك وأكّدت على استمرار هذه المسيرة «الإيجابية والاستشرافية» وكشف عن لقاءات «بنّاءة وودية» أجراها الوفد الإيراني مع مضيفه السعودي ومع الجانب الصيني، استُعرضت خلالها مواضيع تعزيز التعاون الثنائي، والثلاثي إلى جانب النظر في العلاقات طوال العام الماضي.

الجولة الأولى من الاجتماعات التي عُقدت في بكين العام الماضي (واس)

وجدّد الجانبان، السعودي والإيراني، بُعيد انعقاد الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في الرياض، الخميس، برئاسة نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، ومشاركة الوفد الصيني برئاسة نائب وزير الخارجية الصيني دنغ لي، والوفد الإيراني برئاسة نائب وزير خارجية إيران للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي؛ التزامهما بتنفيذ «اتفاق بكين» ببنوده كافة، واستمرار سعيهما لتعزيز علاقات حسن الجوار بين بلديهما من خلال الالتزام بميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة التعاون الإسلامي والقانون الدولي، بما في ذلك احترام سيادة الدول واستقلالها وأمنها.

من جانبها، أعلنت الصين استعدادها للاستمرار في دعم وتشجيع الخطوات التي اتخذتها السعودية وإيران، نحو تطوير علاقتهما في مختلف المجالات.

ولي العهد السعودي والنائب الأول للرئيس الإيراني خلال لقاء في الرياض الشهر الحالي (واس)

ورحّبت الدول الثلاث بالتقدم المستمر في العلاقات السعودية - الإيرانية وما يوفره من فرص للتواصل المباشر بين البلدين على المستويات والقطاعات كافة، مشيرةً إلى الأهمية الكبرى لهذه الاتصالات والاجتماعات والزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين، خصوصاً في ظل التوترات والتصعيد الحالي في المنطقة؛ ما يهدد أمن المنطقة والعالم.

كما رحّب المشاركون بالتقدم الذي شهدته الخدمات القنصلية بين البلدين، التي مكّنت أكثر من 87 ألف حاج إيراني من أداء فريضة الحج، وأكثر من 52 ألف إيراني من أداء مناسك العمرة بكل يسر وأمن خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي.

ورحّبت الدول الثلاث بعقد الاجتماع الأول للجنة الإعلامية السعودية - الإيرانية المشتركة، وتوقيع مذكرة تفاهم بين معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية ومعهد الدراسات السياسية والدولية، التابع لوزارة الخارجية الإيرانية.

كما أعرب البلدان عن استعدادهما لتوقيع اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي (DTAA)، وتتطلع الدول الثلاث إلى توسيع التعاون فيما بينهما في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصادية والسياسية.

ودعت الدول الثلاث إلى وقف فوري للعدوان الإسرائيلي في كلٍ من فلسطين ولبنان، وتدين الهجوم الإسرائيلي وانتهاكه سيادة الأراضي الإيرانية وسلامتها، كما دعت إلى استمرار تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى فلسطين ولبنان، محذرة من أن استمرار دائرة العنف والتصعيد يشكل تهديداً خطيراً لأمن المنطقة والعالم، بالإضافة إلى الأمن البحري.

وفي الملف اليمني، أكدت الدول الثلاث من جديد دعمها الحل السياسي الشامل في اليمن بما يتوافق مع المبادئ المعترف بها دولياً تحت رعاية الأمم المتحدة.

وكانت أعمال «الاجتماع الأول للجنة الثلاثية المشتركة السعودية - الصينية - الإيرانية»، اختتمت أعمالها في العاصمة الصينية بكّين، ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، وأكد خلاله المجتمعون على استمرار عقد اجتماعات اللجنة الثلاثية المشتركة، وعلى مدى الأشهر الماضية، خطت السعودية وإيران خطوات نحو تطوير العلاقات وتنفيذ «اتفاق بكين»، بإعادة فتح سفارتيهما في كلا البلدين، والاتفاق على تعزيز التعاون في كل المجالات، لا سيما الأمنية والاقتصادية.

وأعادت إيران في 6 يونيو (حزيران) الماضي، فتح أبواب سفارتها في الرياض بعد 7 أعوام على توقف نشاطها، وقال علي رضا بيغدلي، نائب وزير الخارجية للشؤون القنصلية (حينها): «نعدّ هذا اليوم مهماً في تاريخ العلاقات السعودية - الإيرانية، ونثق بأن التعاون سيعود إلى ذروته»، مضيفاً: «بعودة العلاقات بين إيران والسعودية، سنشهد صفحة جديدة في العلاقات الثنائية والإقليمية نحو مزيد من التعاون والتقارب من أجل الوصول إلى الاستقرار والازدهار والتنمية».