إسرائيل تكثّف القصف على سوريا بعد كشف «مصانع الصواريخ» الإيرانية

مقتل 5 جنود في غارات على محيط دمشق

صورة بالأقمار الصناعية عقب قصف إسرائيلي استهدف مطار حلب يوم 6 سبتمبر الجاري (إيميج سات إنترناشيونال- أ.ف.ب)
صورة بالأقمار الصناعية عقب قصف إسرائيلي استهدف مطار حلب يوم 6 سبتمبر الجاري (إيميج سات إنترناشيونال- أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تكثّف القصف على سوريا بعد كشف «مصانع الصواريخ» الإيرانية

صورة بالأقمار الصناعية عقب قصف إسرائيلي استهدف مطار حلب يوم 6 سبتمبر الجاري (إيميج سات إنترناشيونال- أ.ف.ب)
صورة بالأقمار الصناعية عقب قصف إسرائيلي استهدف مطار حلب يوم 6 سبتمبر الجاري (إيميج سات إنترناشيونال- أ.ف.ب)

على الرغم من صمت إسرائيل الرسمي حول ما نسب إليها من قصف استهدف مطار دمشق الدولي، وبعض المواقع بريف العاصمة السورية الجنوبي، والذي أدى لمقتل جنود من الجيش، تابعت وسائل الإعلام العبرية الحدث، وربطت بينه وبين تصريحات وزير الدفاع، بيني غانتس، الذي كشف عن وجود عشرة مواقع يتم فيها صناعة وتطوير الصواريخ الإيرانية، بما في ذلك منشآت تابعة للجيش السوري.
وكان مصدر عسكري سوري قد أكد لوكالة أنباء النظام السوري (سانا)، أنه «في حوالي الساعة الثانية عشرة و45 دقيقة من فجر السبت، نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً برشقات من الصواريخ من اتجاه شمال شرقي بحيرة طبرية، مستهدفاً مطار دمشق الدولي وبعض النقاط جنوب مدينة دمشق. وقد تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت معظمها». وأضاف المصدر أن العدوان «أدى إلى استشهاد خمسة عسكريين، ووقوع بعض الخسائر المادية».
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، من جهته، إن «قصفاً إسرائيلياً حدث على مواقع في مزارع الغسولة قرب مطار دمشق الدولي، ومحيط منطقة السيدة زينب، ومنطقة الكسوة، في ريف دمشق، تتمركز فيها ميليشيات موالية لإيران، تزامناً مع محاولة الدفاعات الجوية التابعة للنظام التصدي لأهداف في سماء المنطقة الجنوبية».
وأبرزت وسائل الإعلام العبرية أن إسرائيل نفذت ما لا يقل عن 25 هجوماً على الأراضي السورية خلال عام 2022، تم خلالها استهداف مطار دمشق للمرة الثانية خلال أقل من شهر. وقالت إن طائرات حربية إسرائيلية هاجمت مساء 31 أغسطس (آب)، بعدد من الصواريخ من اتجاه بحيرة طبرية، بعض النقاط جنوب شرقي مدينة دمشق، بما فيها مطار دمشق الدولي، ما أدى إلى وقوع خسائر مادية، من ضمنها تدمير محطة المساعدات الملاحية، وجهاز قياس المسافات في مطار دمشق الدولي، وخروجها جميعها عن الخدمة. وأفاد «المرصد السوري»، في حينه، بأن عسكرياً يتبع قوات النظام قُتل نتيجة القصف الإسرائيلي على مناطق عسكرية لقوات النظام والميليشيات الموالية له.
وفي أعقاب الهجوم الجديد (السبت)، كما في هجمات أخرى سابقة، رفضت إسرائيل تأكيد أو نفي الحدث. وقال الجيش الإسرائيلي إنه لا يعلق على تقارير أجنبية. وأفادت مصادر دبلوماسية واستخباراتية إقليمية وكالة «رويترز»، بأن إسرائيل كثفت هجماتها على المطارات السورية، لتعطيل استخدام طهران المتزايد لخطوط الإمداد الجوية لتزويد حلفائها في سوريا ولبنان، بما في ذلك «حزب الله»، بالأسلحة. وقالت إن طهران تعتمد النقل الجوي كوسيلة مأمونة بشكل أكبر، لنقل المعدات العسكرية إلى قواتها والميليشيات التابعة لها في سوريا، بعد تعطل عمليات النقل البري.
وقال العميد في جيش الاحتياط الإسرائيلي، يوسي كوبرفاسر، وهو اليوم باحث في معهد القدس للأمن الاستراتيجي، إنها ليست صدفة؛ تكثيف الهجمات المنسوبة لإسرائيل في سوريا في الآونة الأخيرة. وأشار إلى أن سحب وحدات صاروخية روسية من سوريا ونقلها إلى الجبهة في أوكرانيا، فتح الباب نحو تكثيف العمليات الإسرائيلية. وقال إن الضربات الجوية على الأهداف السورية أدت إلى شلل الدفاعات الجوية السورية، فلم تستطع منع هذه الهجمات. وكان وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، قد قال يوم الاثنين، إن إيران استخدمت أكثر من عشر منشآت عسكرية في سوريا لإنتاج صواريخ وأسلحة متطورة، لتسليح جماعات تعمل لحسابها. وفي حديثه أمام مؤتمر في نيويورك، قدم غانتس خريطة لما قال إنها مواقع عسكرية لمركز الدراسات والبحوث العلمية، وهي وكالة حكومية سورية، تشارك في تصنيع الصواريخ والأسلحة لإيران، حسب «رويترز». وقال غانتس: «حولت إيران مركز الدراسات والبحوث العلمية (السوري) إلى منشآت لإنتاج صواريخ وأسلحة متوسطة وبعيدة المدى ودقيقة، مقدمة لـ(حزب الله) ووكلاء إيران. بعبارة أخرى: صار المركز جبهة إيرانية أخرى، ومصنعاً للأسلحة الاستراتيجية المتقدمة».
وأشارت «رويترز» إلى أن الضربات الإسرائيلية استهدفت بشكل متكرر مصياف، وهي منطقة في غرب محافظة حماة، قال عنها غانتس إن بها منشأة لإنتاج الأسلحة تحت الأرض تهدد إسرائيل والمنطقة. وأضاف غانتس: «مصياف على وجه التحديد تُستخدم لإنتاج صواريخ متطورة». وقال إن إيران تعمل أيضاً على تأسيس عملية لتصنيع الصواريخ والأسلحة في لبنان واليمن. وخلص قائلاً: «إذا لم يتوقف هذا التوجه، ففي غضون عقد من الزمن، ستكون هناك صناعات إيرانية متقدمة في جميع أنحاء المنطقة لإنتاج الأسلحة ونشر الرعب».


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

إشهار تكتل واسع للقوى اليمنية لمواجهة الانقلاب الحوثي

جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)
جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)
TT

إشهار تكتل واسع للقوى اليمنية لمواجهة الانقلاب الحوثي

جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)
جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)

بهدف توحيد الصف اليمني ومساندة الشرعية في بسط نفوذها على التراب الوطني كله، أعلن 22 حزباً ومكوناً سياسياً يمنياً تشكيل تكتل سياسي جديد في البلاد، هدفه استعادة الدولة وتوحيد القوى ضد التمرد، وإنهاء الانقلاب، وحل القضية الجنوبية بوصفها قضيةً رئيسيةً، ووضع إطار خاص لها في الحل النهائي، والحفاظ على النظام الجمهوري في إطار دولة اتحادية.

إعلان التكتل واختيار نائب رئيس حزب «المؤتمر الشعبي» ورئيس مجلس الشورى أحمد عبيد بن دغر رئيساً له، كان حصيلة لقاءات عدة لمختلف الأحزاب والقوى السياسية - قبل مقاطعة المجلس الانتقالي الجنوبي - برعاية «المعهد الوطني الديمقراطي الأميركي»، حيث نصَّ الإعلان على قيام تكتل سياسي وطني طوعي للأحزاب والمكونات السياسية اليمنية، يسعى إلى تحقيق أهدافه الوطنية.

القوى السياسية الموقعة على التكتل اليمني الجديد الداعم للشرعية (إعلام محلي)

ووفق اللائحة التنظيمية للتكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية، ستكون للمجلس قيادة عليا تُسمى «المجلس الأعلى للتكتل» تتبعه الهيئة التنفيذية وسكرتارية المجلس، على أن يكون المقر الرئيسي له في مدينة عدن، العاصمة المؤقتة للبلاد، وتكون له فروع في بقية المحافظات.

وبحسب اللائحة التنظيمية للتكتل، فإن الأسس والمبادئ التي سيقوم عليها هي الدستور والقوانين النافذة والمرجعيات المتفق عليها وطنياً وإقليمياً ودولياً، والتعددية السياسية، والتداول السلمي للسلطة، والعدالة، والمواطنة المتساوية، والتوافق والشراكة، والشفافية، والتسامح.

ونصَّ الباب الثالث من اللائحة التنظيمية على أن «يسعى التكتل إلى الحفاظ على سيادة الجمهورية واستقلالها وسلامة أراضيها، والتوافق على رؤية مشتركة لعملية السلام، ودعم سلطات الدولة لتوحيد قرارها وبسط نفوذها على كافة التراب الوطني، وتعزيز علاقة اليمن بدول الجوار، ومحيطه العربي والمجتمع الدولي».

وكان المجلس الانتقالي الجنوبي، الشريك في السلطة الشرعية، شارك في اللقاء التأسيسي للتكتل الجديد، لكنه عاد وقاطعه. وأكد المتحدث الرسمي باسمه، سالم ثابت العولقي، أن المجلس الانتقالي الجنوبي يتابع نشاط التكتل الذي تعمل عليه مجموعة من الأطراف لإعلانه، ويؤكد عدم مشاركته في هذا التكتل أو الأنشطة الخاصة به، وأنه سيوضح لاحقاً موقفه من مخرجات هذا التكتل.

ومن المقرر أن يحل التكتل الجديد محل «تحالف الأحزاب الداعمة للشرعية»، الذي تأسس منذ سنوات عدة؛ بهدف دعم الحكومة الشرعية في المعركة مع جماعة الحوثي الانقلابية.

ويختلف التكتل الجديد عن سابقه في عدد القوى والأطراف المكونة له، حيث انضم إليه «المكتب السياسي للمقاومة الوطنية» بقيادة العميد طارق صالح عضو مجلس القيادة الرئاسي، و«مؤتمر حضرموت الجامع»، وغيرهما من القوى التي لم تكن في إطار التحالف السابق.

ووقَّع على الإعلان كل من حزب «المؤتمر الشعبي العام»، وحزب «التجمع اليمني للإصلاح»، و«الحزب الاشتراكي اليمني»، و«التنظيم الناصري»، و«المكتب السياسي للمقاومة الوطنية»، و«الحراك الجنوبي السلمي»، وحزب «الرشاد اليمني»، وحزب «العدالة والبناء».

كما وقَّع عليه «الائتلاف الوطني الجنوبي»، و«حركة النهضة للتغيير السلمي»، وحزب «التضامن الوطني»، و«الحراك الثوري الجنوبي»، وحزب «التجمع الوحدوي»، و«اتحاد القوى الشعبية»، و«مؤتمر حضرموت الجامع»، وحزب «السلم والتنمية»، وحزب «البعث الاشتراكي»، وحزب «البعث القومي»، وحزب «الشعب الديمقراطي»، و«مجلس شبوة الوطني»، و«الحزب الجمهوري»، وحزب «جبهة التحرير».

وذكرت مصادر قيادية في التكتل اليمني الجديد أن قيادته ستكون بالتناوب بين ممثلي القوى السياسية المُشكِّلة للتكتل، كما ستُشكَّل هيئة تنفيذية من مختلف هذه القوى إلى جانب سكرتارية عامة؛ لمتابعة النشاط اليومي في المقر الرئيسي وفي بقية فروعه في المحافظات، على أن يتم تلافي القصور الذي صاحب عمل «تحالف الأحزاب الداعمة للشرعية»، الذي تحوَّل إلى إطار لا يؤثر في أي قرار، ويكتفي بإعلان مواقف في المناسبات فقط.

بن دغر مُطالَب بتقديم نموذج مختلف بعد إخفاق التحالفات اليمنية السابقة (إعلام حكومي)

ووفق مراقبين، فإن نجاح التكتل الجديد سيكون مرهوناً بقدرته على تجاوز مرحلة البيانات وإعلان المواقف، والعمل الفعلي على توحيد مواقف القوى السياسية اليمنية والانفتاح على المعارضين له، وتعزيز سلطة الحكومة الشرعية، ومكافحة الفساد، وتصحيح التقاسم الحزبي للمواقع والوظائف على حساب الكفاءات، والتوصل إلى رؤية موحدة بشأن عملية السلام مع الجماعة الحوثية.