العجز التجاري التركي عند أعلى مستوى منذ بداية العام

الليرة تلامس أدنى مستوياتها التاريخية

سفينة شحن ترفع علم سيراليون تمر عبر مضيق البوسفور قبالة إسطنبول (د.ب.أ)
سفينة شحن ترفع علم سيراليون تمر عبر مضيق البوسفور قبالة إسطنبول (د.ب.أ)
TT

العجز التجاري التركي عند أعلى مستوى منذ بداية العام

سفينة شحن ترفع علم سيراليون تمر عبر مضيق البوسفور قبالة إسطنبول (د.ب.أ)
سفينة شحن ترفع علم سيراليون تمر عبر مضيق البوسفور قبالة إسطنبول (د.ب.أ)

سجل العجز التجاري في تركيا ارتفاعا هو الأعلى منذ بداية العام الحالي في شهر يوليو (تموز) الماضي.
وشهد عجز التجارة الخارجية لتركيا في شهر يوليو زيادة بنسبة 147 في المائة، محققا 10.7 مليار دولار، مقابل 8.2 مليار دولار في شهر يونيو (حزيران) السابق عليه، بحسب ما أظهرت البيانات الرسمية لمعهد الإحصاء التركي الاثنين.
وحققت الصادرات التركية زيادة بنسبة 13.4 في المائة والواردات زيادة بنسبة 41.4 في المائة خلال يوليو. وبحسب البيانات المؤقتة لمعهد الإحصاء التركي ووزارة التجارة عن شهر يوليو، بلغت قيمة الصادرات 18.6 مليار دولار، والواردات 29.2 مليار دولار.
وسجلت الصادرات والواردات ارتفاعا بنسبة 19.1 في المائة و40.7 في المائة على التوالي خلال الأشهر السبعة الأولى من العام، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. وبلغت قيمة الصادرات 144.3 مليار دولار، والواردات 206.5 مليار دولار.
وبلغت نسبة الزيادة في عجز التجارة الخارجية 143.7 في المائة في الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى يوليو الماضيين، ليصل إلى 62.2 مليار دولار مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وتفاعلا مع البيانات الجديدة، هبطت الليرة التركية في تعاملات بداية الأسبوع إلى مستوى 18.20 ليرة للدولار، وإن كان أداؤها تحسن بشكل طفيف عن طفرة في الخسائر في نهاية الأسبوع الماضي عندما هوت إلى مستوى 18.34 ليرة للدولار في ختام تعاملات الجمعة الماضي، لتقترب بشدة إلى أدنى مستوى هبوط تاريخي حدث في 20 ديسمبر (كانون الأول) الماضي عندما هوت إلى مستوى 18.36 ليرة للدولار.ووجه البنك المركزي ضربة جديدة لليرة، عندما فاجأ الأسواق، الخميس قبل الماضي، بخفض سعر الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس إلى 13 في المائة، قائلا إنه بحاجة إلى مواصلة دفع النمو الاقتصادي على الرغم من ارتفاع التضخم إلى ما يقرب من 80 في المائة، والاتجاه العام بين البنوك المركزية في العالم لتشديد السياسات النقدية.
وأعلن معهد الإحصاء عن ارتفاع مؤشر الثقة بالاقتصاد خلال أغسطس (آب) الحالي إلى 94.3 نقطة مقابل 93.4 نقطة في يوليو الماضي.
وكشف استطلاع حديث للمعهد أجراه بين الممولين عن توقعات بوصول التضخم في نهاية العام إلى 70.6 في المائة، بينما توقع البنك المركزي الشهر الماضي معدل تضخم 60.4 في المائة بنهاية العام. كما توقع المشاركون وصول الليرة التركية إلى مستوى قياسي جديد من الهبوط هذا العام عند 19.65 ليرة للدولار.
ويؤكد خبراء أن معدل التضخم السنوي في تركيا لا يقل بحال من الأحوال حاليا عن 132 في المائة، وأن الأرقام الرسمية المعلنة من جانب الدولة والتي أفادت بأن معدل التضخم سجل في يوليو 79.6 في المائة على أساس سنوي بعيدة عن البيانات الحقيقية. وتوقع الأكاديمي في جامعة جونز هوبكنز، ستيف هانكي، في مقابلة مع وكالة «بلومبرغ» الأميركية أن يستمر الرئيس رجب طيب إردوغان في تأجيج التضخم مع حربه، التي قال إنها لا أساس لها من الصحة، مع أسعار الفائدة، لافتا إلى أن تركيا احتلت المركز الثالث في تقرير التضخم العالمي الأسبوع الماضي. وأظهرت البيانات الرسمية التركية أن التضخم السنوي صعد إلى 79.6 في المائة في يوليو الماضي، من 78.6 في الماضي في يونيو. وشهدت إسطنبول نموا في الأسعار تجاوزت نسبته 99 في المائة في يوليو مقارنة بالشهر ذاته العام الماضي.
وأعلنت وكالة «موديز» الدولية للتصنيف الائتماني، في وقت سابق من أغسطس الحالي، خفض التصنيف الائتماني السيادي لتركيا بواقع درجة واحدة من «بي 2» إلى «بي 3»، فيما عدلت من نظرتها المستقبلية للاقتصاد التركي من سلبية إلى مستقرة.
ولفتت الوكالة إلى أن السياسات النقدية «المتساهلة للغاية» وارتفاع تكاليف الغذاء والطاقة أدى كل ذلك إلى زيادة معدلات التضخم في تركيا، وضعف العملة بشدة، حيث انخفضت هذا العام بنحو 35 في المائة، بعد أن هبطت بنسبة 44 في المائة العام الماضي، إثر تخفيضات غير تقليدية في أسعار الفائدة بواقع 5 في المائة من 19 إلى 14 في المائة، لتصبح من العملات الأسوأ أداء في الأسواق الناشئة.
ونبهت «موديز» إلى ارتفاع ضغوط ميزان المدفوعات ومخاطر حدوث مزيد من الانخفاض في احتياطيات البلاد من العملات الأجنبية. وقالت إنه «من المرجح أن يتجاوز عجز حساب المعاملات الجارية التوقعات السابقة بفارق كبير، وهو ما سوف يزيد احتياجات التمويل الخارجي في وقت تواجه فيه الأوضاع المالية صعوبة على المستوى العالمي».


مقالات ذات صلة

«المركزي» التركي: تراجع التضخم أبطأ من المتوقع

شؤون إقليمية «المركزي» التركي: تراجع التضخم أبطأ من المتوقع

«المركزي» التركي: تراجع التضخم أبطأ من المتوقع

قال محافظ «البنك المركزي التركي»، شهاب قافجي أوغلو، أمس (الخميس)، إن المؤسسة أبقت على توقعاتها للتضخم عند 22.3 في المائة لعام 2023، وهو ما يقل عن نصف النسبة بحسب توقعات السوق، رغم انخفاض التضخم بمعدل أبطأ مما كان البنك يتوقعه. وأثارت التخفيضات غير التقليدية في أسعار الفائدة التي طبقها الرئيس رجب طيب إردوغان أزمة عملة في أواخر عام 2021، ليصل التضخم إلى أعلى مستوى له في 24 عاماً، عند 85.51 في المائة، العام الماضي.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

<div>دفع إقدام تركيا على دخول مجال الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء عبر محطة «أككويو» التي تنشئها شركة «روساتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد، والتي اكتسبت صفة «المنشأة النووية» بعد أن جرى تسليم الوقود النووي للمفاعل الأول من مفاعلاتها الأربعة الخميس الماضي، إلى تجديد المخاوف والتساؤلات بشأن مخاطر الطاقة النووية خصوصاً في ظل بقاء كارثة تشيرنوبل ماثلة في أذهان الأتراك على الرغم من مرور ما يقرب من 40 عاما على وقوعها. فنظراً للتقارب الجغرافي بين تركيا وأوكرانيا، التي شهدت تلك الكارثة المروعة عام 1986، ووقوعهما على البحر الأسود، قوبلت مشروعات إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية باعتراضات شديدة في البد</div>

شؤون إقليمية انخفاض معدل التضخم في تركيا للشهر السادس على التوالي

انخفاض معدل التضخم في تركيا للشهر السادس على التوالي

انخفض معدل التضخّم في تركيا مجدداً في أبريل (نيسان) للشهر السادس على التوالي ليصل الى 43,68% خلال سنة، قبل أقل من أسبوعين على الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقررة في البلاد.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية الليرة التركية في أدنى مستوياتها مع اقتراب الانتخابات

الليرة التركية في أدنى مستوياتها مع اقتراب الانتخابات

تراجعت الليرة التركيّة إلى أدنى مستوى لها، مقابل الدولار، أمس الثلاثاء، مع استمرار حالة عدم اليقين بشأن نتائج الانتخابات الرئاسيّة والتشريعيّة، في منتصف مايو (أيار)، والتي قد تؤدّي إلى أوّل تغيير سياسي منذ عشرين عاماً، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وتراجعت العملة إلى 19.5996 ليرة للدولار الواحد، وهو أمر غير مسبوق، منذ اعتماد الليرة الجديدة في يناير (كانون الثاني) 2005. منذ الانخفاض المتسارع لقيمة العملة التركيّة في نهاية 2021، اتّخذت الحكومة تدابير لدعمها، على أثر تراجعها جرّاء التضخّم وخروج رؤوس الأموال. وقال مايك هاريس؛ من شركة «كريبستون ستراتيجيك ماكرو» الاستشاريّة، إنّ «ذلك قد فشل»، فع

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
العالم كليتشدار أوغلو أعلن برنامج أول 100 يوم... وإردوغان يتهم الغرب بالوقوف ضده

كليتشدار أوغلو أعلن برنامج أول 100 يوم... وإردوغان يتهم الغرب بالوقوف ضده

بينما أطلق مرشح المعارضة لرئاسة تركيا كمال كليتشدار أوغلو برنامج الـ100 يوم الأولى بعد توليه الحكم عقب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في 14 مايو (أيار) المقبل، أكد الرئيس رجب طيب إردوغان ثقته في الفوز بالرئاسة مجددا من الجولة الأولى، معتبرا أن الانتخابات ستكون رسالة للغرب «المتربص» بتركيا. وتضمن البرنامج، الذي نشره كليتشدار أوغلو في كتيب صدر اليوم (الخميس) بعنوان: «ما سنفعله في أول 100 يوم من الحكم»، أولويات مهامه التي لخصها في تلبية احتياجات منكوبي زلزالي 6 فبراير (شباط)، وتحسين أوضاع الموظفين والمزارعين وأصحاب المتاجر والشباب والنساء والمتقاعدين والأسر، متعهداً بإطلاق حرب ضد الفساد

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

تقرير: إسرائيل لا ترى إمكانية التفاوض مع «حماس» إلا بعد الاتفاق مع «حزب الله»

صور للمحتجَزين لدى «حماس» (رويترز)
صور للمحتجَزين لدى «حماس» (رويترز)
TT

تقرير: إسرائيل لا ترى إمكانية التفاوض مع «حماس» إلا بعد الاتفاق مع «حزب الله»

صور للمحتجَزين لدى «حماس» (رويترز)
صور للمحتجَزين لدى «حماس» (رويترز)

قال أحد أعضاء فريق التفاوض لعائلات الرهائن الإسرائيليين لدى «حماس»، خلال اجتماع هذا الأسبوع، إن التفاوض بشأن الرهائن الإسرائيليين تقلَّص منذ تعيين يسرائيل كاتس وزيراً للدفاع، وفق ما نقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» عن تقرير لـ«القناة 12» العبرية.

ووفق التقرير، سألت عائلات الرهائن عن ادعاء كاتس، للصحافيين، بأن تقدماً حدث في المحادثات، بعد أن وافقت «حماس» على التنازل عن مطلبها بالتزام إسرائيلي مسبق بإنهاء الحرب، في جزء من صفقة الرهائن.

ورد على مفاوض الرهائن بأن ادعاء كاتس غير دقيق، وأن موقف «حماس» من إنهاء الحرب لم يتغير، وقال المفاوض إنها لا تزال على استعداد للموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار على مراحل، والذي جرت مناقشته منذ مايو (أيار) الماضي.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه يعارض إنهاء الحرب مقابل الرهائن.

وأفادت «القناة 12» أيضاً بأن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تعتقد أن التوصل لاتفاق مع «حماس» لن يكون ممكناً إلا بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار مع «حزب الله».

وقال مسؤول للشبكة إن الأمل هو أن يؤدي الاتفاق الأخير إلى إحراز تقدم في الاتفاق الأول.