أزمة الطاقة الأوروبية ترفع عقود الغاز الأميركية بالقرب من 10 دولارات

التخفيضات الضريبية لن تقلل حافز الألمان لترشيد استهلاك الغاز

منشأة لتخزين الغاز في ألمانيا (د.ب.أ)
منشأة لتخزين الغاز في ألمانيا (د.ب.أ)
TT

أزمة الطاقة الأوروبية ترفع عقود الغاز الأميركية بالقرب من 10 دولارات

منشأة لتخزين الغاز في ألمانيا (د.ب.أ)
منشأة لتخزين الغاز في ألمانيا (د.ب.أ)

قفزت العقود الآجلة الأميركية للغاز الطبيعي نحو 7 في المائة خلال تعاملات أمس الاثنين، لتقترب من حاجز 10 دولارات للمليون وحدة حرارية بريطانية، بدعم من توقعات لطلب قوي وأسعار قياسية في أوروبا ومخاوف حيال توفر الوقود.
وانخفض اليورو على الفور، لما دون مستوى التعادل مع الدولار، خلال تعاملات أمس، بفعل مخاوف متعلقة بتوقف إمدادات الغاز الأوروبية لمدة ثلاثة أيام آخر الشهر الجاري، ما قد يفاقم أزمة الطاقة.
وصعدت عقود الغاز الطبيعي تسليم سبتمبر (أيلول) 34 سنتاً، أو 3.6 في المائة، إلى 9.676 دولار للمليون وحدة حرارية عند الساعة 1350 بتوقيت غرينتش بعد أن قفزت نحو 7 في المائة إلى 9.982 دولار، وهو أعلى مستوى في 14 عاماً، في وقت سابق في الجلسة.
وما زالت الأسعار العالمية مرتفعة قرب 84 دولاراً للمليون وحدة حرارية في أوروبا و57 دولاراً في آسيا.
وقال عملاق الغاز الروسي غازبروم يوم الجمعة، إن روسيا ستوقف إمدادات الغاز الطبيعي إلى أوروبا لثلاثة أيام في نهاية الشهر عبر خط الأنابيب الرئيسي إلى المنطقة، ما يزيد الضغوط على أوروبا بينما تسعى لإعادة ملء مخزوناتها من الوقود قبيل الشتاء.
ويعتزم المستشار الألماني أولاف شولتس خلال زيارته التي تستغرق ثلاثة أيام لكندا السعي لتوسيع التعاون بشكل كبير مع ثاني أكبر دولة في العالم في مجال استخراج المواد الخام.
وقال شولتس مساء الأحد (التوقيت المحلي) عقب وصوله إلى مونتريال: «تمتلك كندا موارد معدنية غنية مثل روسيا - مع اختلاف أنها دولة ديمقراطية يمكن الاعتماد عليها... وهذا يفتح مجالات جديدة للتعاون. نريد أن نتعاون بشكل وثيق خصوصاً عندما يتعلق الأمر ببناء اقتصاد الهيدروجين».
ومن المقرر خلال الزيارة توقيع اتفاقية تعزز التعاون في إنتاج ونقل الهيدروجين. كما تهدف الزيارة إلى استكشاف سبل نقل الغاز الطبيعي المسال إلى ألمانيا واستخراج المعادن والمواد مثل النيكل والكوبالت والليثيوم والجرافيت المتوفرة في كندا والمهمة لإنتاج البطاريات.
تجدر الإشارة إلى أن كندا، التي تبلغ مساحتها ما يقارب 10 ملايين كيلومتر مربع، هي ثاني أكبر دولة في العالم من حيث المساحة بعد روسيا، ولكن في ظل عدد سكان يبلغ 37 مليون نسمة، فهي تعتبر قليلة السكان نسبياً.
في الأثناء، ذكر معظم الألمان في استطلاع للرأي أن خفض ضريبة المبيعات لن يقلل من جهودهم لخفض استهلاك الغاز الطبيعي. وفي الاستطلاع الذي أجراه معهد «يوجوف» لقياس مؤشرات الرأي ونُشرت نتائجه أمس الاثنين، قال 63 في المائة من الألمان إنهم لا يعتقدون أن التخفيض الضريبي سيقلل من الحافز لتقليل استهلاك الغاز.
وارتفعت أسعار الغاز في ألمانيا، وفي أنحاء أوروبا، بشكل كبير منذ بداية الحرب الروسية في أوكرانيا.
وفي المقابل، قال 24 في المائة من إجمالي 9300 شخص شملهم الاستطلاع إن تخفيض ضريبة المبيعات سيقلل من الحافز على ترشيد استهلاك الغاز. واعتباراً من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، يمكن لموردي الغاز في ألمانيا أن يمرروا تكاليف شراء أعلى بكثير للمستهلكين - نتيجة تقلص واردات الغاز الروسي الأرخص ثمناً.
ولتخفيف العبء المالي عن المستهلكين، أعلن المستشار أولاف شولتس الأسبوع الماضي أن الحكومة تخطط لخفض ضريبة القيمة المضافة على الغاز الطبيعي من 19 في المائة إلى 7 في المائة. ومن المقرر أن يطبق الإجراء الضريبي الجديد حتى نهاية مارس (آذار) 2024 بعد موافقة البرلمان عليه.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

الأسواق تتفاعل بقوة مع فوز ترمب... الأسهم والسندات والبتكوين تسجل ارتفاعات قوية

مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة دونالد ترمب يصل لإلقاء كلمة خلال حدث ليلة الانتخابات بمركز مؤتمرات بالم بيتش (أ.ف.ب)
مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة دونالد ترمب يصل لإلقاء كلمة خلال حدث ليلة الانتخابات بمركز مؤتمرات بالم بيتش (أ.ف.ب)
TT

الأسواق تتفاعل بقوة مع فوز ترمب... الأسهم والسندات والبتكوين تسجل ارتفاعات قوية

مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة دونالد ترمب يصل لإلقاء كلمة خلال حدث ليلة الانتخابات بمركز مؤتمرات بالم بيتش (أ.ف.ب)
مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة دونالد ترمب يصل لإلقاء كلمة خلال حدث ليلة الانتخابات بمركز مؤتمرات بالم بيتش (أ.ف.ب)

شهدت الأسواق العالمية، الأربعاء، ردود فعل متسارعة، عقب فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024، مما أضاف مزيداً من الزخم وعدم اليقين إلى المشهد الاقتصادي الدولي. وتتسارع الأسواق المالية؛ من الأسهم والسندات، إلى العملات والسلع، في الاستجابة لعودة ترمب إلى البيت الأبيض، وسط توقعات بإجراءات سياسية جديدة قد تُحدث تحولات كبرى في سياسات التجارة، والتعاملات الاقتصادية مع الحلفاء والمنافسين الدوليين. وفي ظل هذا التغير، بات المستثمرون يسعون لتحليل مواقف الإدارة الجديدة بشأن السياسات النقدية والضريبية، إضافةً إلى احتمالات فرض رسوم جمركية جديدة، أو تعزيز الحماية التجارية، مما قد يؤثر بعمق على سلاسل التوريد العالمية، ويدفع الشركات نحو إعادة تقييم استراتيجياتها.

وارتفعت أسعار الأسهم وعوائد السندات، في وقتٍ كان فيه الحزب الجمهوري يحقق انتصارات كبيرة في انتخابات الكونغرس. وارتفعت العقود الآجلة لمؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 1.7 في المائة، وزاد مؤشر «داو جونز» الصناعي بنسبة 1.8 في المائة، بينما سجل مؤشر «ناسداك المركب» ارتفاعاً بنسبة 1.8 في المائة. كما شهدت عملة البتكوين قفزة بنسبة 7.7 في المائة لتصل إلى مستوى قياسي بلغ 75.345 دولار، حيث راهن المستثمرون على فوز ترمب، الذي تعهّد بدعم العملات المشفرة. في الوقت نفسه، ارتفعت عوائد سندات الخزانة، حيث وصل العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 4.4 في المائة، من 4.28 في المائة يوم الثلاثاء.

من جانب آخر، سجلت أسواق الأسهم الآسيوية تداولات متباينة. فبينما ارتفع مؤشر «نيكاي 225» الياباني بنسبة 2.6 في المائة إلى 39.480.67 نقطة، انخفض مؤشر «هانغ سنغ» في هونغ كونغ بنسبة 2.6 في المائة ليغلق عند 20.475.39 نقطة، بعد موجة صعود دامت ثلاثة أيام. وفي الصين، ارتفع مؤشر «شنغهاي المركب» بنسبة 0.1 في المائة إلى 3.388.70 نقطة.