مواجهات واسعة شمال سوريا غداة استهداف الباب

فصائل تقصف مواقع النظام... ومظاهرات رفضاً لـ«المصالحة» معه

مقاتلون في «الجيش الوطني السوري» المدعوم من تركيا يطلقون من منطقة شمال شرقي حلب صاروخاً صوب مواقع النظام الليلة قبل الماضية (د.ب.أ)
مقاتلون في «الجيش الوطني السوري» المدعوم من تركيا يطلقون من منطقة شمال شرقي حلب صاروخاً صوب مواقع النظام الليلة قبل الماضية (د.ب.أ)
TT

مواجهات واسعة شمال سوريا غداة استهداف الباب

مقاتلون في «الجيش الوطني السوري» المدعوم من تركيا يطلقون من منطقة شمال شرقي حلب صاروخاً صوب مواقع النظام الليلة قبل الماضية (د.ب.أ)
مقاتلون في «الجيش الوطني السوري» المدعوم من تركيا يطلقون من منطقة شمال شرقي حلب صاروخاً صوب مواقع النظام الليلة قبل الماضية (د.ب.أ)

شهدت محافظة حلب، شمال سوريا، موجة واسعة من المواجهات بين القوات التركية وفصائل سورية موالية لها، من جانب، و«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) وقوات النظام السوري، من جانب آخر، غداة سقوط عشرات الضحايا بقصف استهدف مدينة الباب، شمال شرقي حلب.
ونفّذ أهالي الباب أمس، إضراباً عاماً تسبب في شلل مرافق الحياة في المدينة حداداً على أرواح ضحايا القصف الذي أُلقيت بالمسؤولية فيه على قوات النظام. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «المجزرة» خلفت 17 قتيلاً، بينهم 6 أطفال، و35 جريحاً. وأفيد بأن فصائل معارضة موالية لتركيا قصفت مواقع قوات النظام على محاور التماس بريف الباب. كما قصف الأتراك وحلفاؤهم بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ 9 قرى في ريف حلب الشمالي ضمن مناطق انتشار «قسد».
وغداة «مجزرة الباب»، أصدر «الائتلاف السوري المعارض» وفعاليات معارضة، بينها «تنسيقيات الثورة» وفصائل عسكرية، بيانات عزاء في الضحايا تضمنت تحميل المجتمع الدولي ومؤسساته الحقوقية مسؤولية ما يعاني منه الشعب السوري من «مجازر وجرائم».
في سياق منفصل، واصلت فاعليات سورية الخروج بمظاهرات في المدن والبلدات وتنظيم وقفات احتجاجية تحت عنوان «نحن ثوار لا معارضة»، رداً على تصريحات وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الأخيرة حول سعي تركيا لـ«المصالحة» بين المعارضة والنظام السوري. وقال ناشطون إن آلاف المدنيين خرجوا أول من أمس (الجمعة)، بمظاهرات غاضبة في مركز مدينة إدلب وسرمدا وكللي وكفرعروق وكفرلوسين في محافظة إدلب، وفي مدن مارع وأخترين وشمارخ وبزاعة في شمال حلب، وهتف خلالها المتظاهرون «لا مصالحة مع نظام الأسد».
... المزيد


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

أطلق الأردن سلسلة اتصالات مع دول عربية غداة استضافته اجتماعاً لبحث مسألة احتمالات عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومشاركتها في القمة المقبلة المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية هذا الشهر. وقالت مصادر أردنية لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماع عمّان التشاوري الذي عُقد (الاثنين) بحضور وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن وسوريا، ناقش احتمالات التصويت على قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية ضمن أنظمة الجامعة وآليات اعتماد القرارات فيها. وفي حين أن قرار عودة سوريا إلى الجامعة ليس مقتصراً على الاجتماعات التشاورية التي يعقدها وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن، فإن المصادر لا تستبعد اتفاق

شؤون إقليمية الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

بدأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس (الأربعاء) زيارة لدمشق تدوم يومين واستهلها بجولة محادثات مع نظيره السوري بشار الأسد تناولت تعزيز العلاقات المتينة أصلاً بين البلدين. وفيما تحدث رئيسي عن «انتصارات كبيرة» حققتها سوريا، أشار الأسد إلى أن إيران وقفت إلى جانب الحكومة السورية مثلما وقفت هذه الأخيرة إلى جانب إيران في حرب السنوات الثماني مع إيران في ثمانينات القرن الماضي. ووقع الأسد ورئيسي في نهاية محادثاتهما أمس «مذكرة تفاهم لخطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد». وزيارة رئيسي لدمشق هي الأولى التي يقوم بها رئيس إيراني منذ 13 سنة عندما زارها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

تحذيرات تركية من سيناريوهات لتقسيم سوريا إلى 4 دويلات

مقاتلان من الفصائل الموالية لتركيا في جنوب منبج (أ.ف.ب)
مقاتلان من الفصائل الموالية لتركيا في جنوب منبج (أ.ف.ب)
TT

تحذيرات تركية من سيناريوهات لتقسيم سوريا إلى 4 دويلات

مقاتلان من الفصائل الموالية لتركيا في جنوب منبج (أ.ف.ب)
مقاتلان من الفصائل الموالية لتركيا في جنوب منبج (أ.ف.ب)

تتصاعد التحذيرات والمخاوف في تركيا من احتمالات سيناريوهات سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، في الوقت الذي تستمر فيه الاشتباكات بين الفصائل المدعومة من تركيا وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) في شرق حلب مع استمرار الضربات الجوية التركية على مواقع لـ«قسد» في شرق الفرات.

وحذر رئيس حزب «الحركة القومية»، شريك حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في «تحالف الشعب»، دولت بهشلي، من سيناريوهات يجري تحضيرها على عجل لسوريا قبل تسلم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب السلطة في 20 يناير (كانون الثاني) الحالي.

دولت بهشلي (حسابه في «إكس»)

وقال بهشلي، في كلمة خلال اجتماع مجموعة حزبه بالبرلمان الثلاثاء، إن «لعبة (داعش) والقنابل المتفجرة التي يتم لعبها مع العام الجديد في الولايات المتحدة هي علامات على استعدادات ماكرة يجري تحضيرها لسوريا على عجل قبل أيام قليلة من تولي ترمب منصبه». وأضاف: «لا يوجد أحد لم يشاهد الألعاب التي تُلعب من حولنا، لقد انتهى عصر القمع في سوريا، حان الوقت لكي تبنى سوريا وتنهض. ولا بد من دعم السياسات البناءة التي تنتهجها الإدارة الجديدة».

تقسيم سوريا

في السياق ذاته، عبر رئيس حزب «الرفاه من جديد»، فاتح أربكان، عن مخاوفه بشأن ما يحدث في سوريا، متوقعاً أن يجري تقسيم سوريا إلى 4 دويلات وتشكيل منطقة حكم ذاتي لحزب «الاتحاد الديمقراطي» و«وحدات حماية الشعب» الكردية (أكبر مكونات «قسد»)، على الحدود التركية.

رئيس «حزب الرفاه من جديد» فاتح أربكان (موقع الحزب)

وأضاف أربكان، في مقابلة تلفزيونية، أن «هناك تقارير في الصحف الأميركية والإسرائيلية والفرنسية عن وجود مفاوضات بشأن تقسيم سوريا إلى 4 دويلات، يجري التخطيط لإقامة 4 مناطق حكم ذاتي، ويتم التعبير عن هذا الاتحاد باعتباره خطوة من خطوات مشروع الشرق الأوسط الكبير».

وطالب أربكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بالإعلان فوراً عن تركه منصبه رئيساً مشاركاً لمشروع الشرق الأوسط الكبير، وأن يقف ضد هذا السيناريو، محذراً من أنه بعد العراق وسوريا سيأتي دور إيران ومن بعدها تركيا، ويجب على الجمهورية التركية منع تقسيم سوريا وضمان الحفاظ على البنية الوحدوية وسلامة أراضيها.

وأكد إردوغان رفضه أي تقسيم لسوريا بعد سقوط الأسد، قائلاً: «لا يمكننا أن نسمح تحت أي ذريعة كانت بأن يتمّ تقسيم سوريا، وفي حال لاحظنا أدنى خطر لحصول ذلك، فسنتخذ سريعاً الإجراءات اللازمة».

وأضاف إردوغان، في تصريحات ليل الاثنين - الثلاثاء عقب ترؤسه اجتماع حكومته في أنقرة، أن «نهاية المسلحين الأكراد في سوريا تقترب، ولا مجال للإرهاب في مستقبل سوريا بعد الإطاحة بالأسد».

إردوغان هدد بعملية عسكرية جديدة في شمال سوريا (الرئاسة التركية)

وهدد إردوغان بشن القوات التركية عملية عسكرية جديدة عبر الحدود داخل سوريا ضد «وحدات حماية الشعب» الكردية إذا شعرت تركيا بتهديد، مضيفاً: «لدينا القدرة على القيام بذلك، وعلى الجميع تقدير حساباتهم على هذا الأساس».

في السياق ذاته، قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الأردني أيمن الصفدي عقب مباحثاتهما في أنقرة الاثنين، إن القضاء على «وحدات حماية الشعب» الكردية في سوريا بات مسألة وقت.

وفي إشارة إلى الدعم الأميركي والأوروبي للوحدات الكردية، قال فيدان: «نحن في وضع يسمح لنا؛ ليس فقط برصد؛ بل بسحق أي نوع من المؤامرات في المنطقة».

بوادر عملية عسكرية

وعد المحلل السياسي التركي، الكاتب مراد يتكين، أن الجيش التركي يخطط لشن عملية عسكرية موسعة تستهدف حزب «العمال» الكردستاني و«وحدات حماية الشعب» الكردية في شمالي العراق وسوريا.

ولفت إلى تهديد إردوغان، خلال مؤتمر لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم في مدينة سامسون شمال تركيا الأحد، بـ«دفن الإرهابيين القتلة الانفصاليين مع أسلحتهم، إذا لم يقوموا بدفنها من تلقاء أنفسهم»، وأنهم ليس أمامهم خيار ثالث.

وزير الدفاع التركي يشار غولر خلال تفقده وحدات عسكرية على الحدود مع سوريا في أواخر ديسمبر الماضي (الدفاع التركية)

وقال يتكين، إن إردوغان يريد من المسلحين الأكراد ليس فقط وقف إطلاق النار بل دفن أسلحتهم، موضحاً أن التهديد بـ«دفنهم» له معنى مجازي ومادي، وأن عنوان التهديد لم يعد في تركيا، بل في سوريا والعراق، حيث قام حزب «العمال» الكردستاني بتطوير قوات مسلحة بفضل تعاونه مع أميركا.

وأضاف أن الدلائل تشير إلى أن تركيا تستعد لضرب قوات حزب «العمال» الكردستاني بكل قوتها العسكرية، وأنه ينبغي قراءة أنشطة التفتيش التي قام بها وزير الدفاع، يشار غولر، وقادة القوات المسلحة التركية في الأسابيع والأيام القليلة الماضية على الوحدات العسكرية في نقاط استراتيجية على طول الحدود مع سوريا والعراق وإيران، في ضوء تهديدات إردوغان الأخيرة.

في غضون ذلك، عبرت إسرائيل عن قلقها تجاه الهجمات التي تنفذها تركيا والفصائل الموالية لها على «قسد» في شمال سوريا. وقال المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، إيدن بار، إن القوى الدولية يتعين عليها الضغط على تركيا لوقف الهجوم على الأكراد في شمال سوريا.

وأضاف بار للصحافيين، بحسب ما نقلت وكالة «رويترز»، أنه «يتعين على المجتمع الدولي أن يدعو تركيا لوقف تلك الاعتداءات والقتل، وعلى المجتمع الدولي حماية الأكراد».

اشتباكات شرق حلب

وتدور مواجهات في شمال سوريا بين فصائل «الجيش الوطني السوري» المدعومة من تركيا، و«قسد» التي تقودها «وحدات حماية الشعب» الكردية، التي تعدها أنقرة امتداداً لحزب «العمال» الكردستاني في سوريا، ومن ثم تصنفها «إرهابية».

عناصر من فصائل الجيش الوطني السوري في أطراف منبج (أ.ف.ب)

واندلعت اشتباكات عنيفة، الثلاثاء، بين الفصائل و«قسد» على محور سد تشرين بريف حلب الشرقي. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «قسد» تمكنت من تفجير مصفحة نقل للجنود، فيما استهدفت مسيرة تابعة لها سيارة عسكرية للفصائل الموالية لتركيا، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل عنصرين من الفصائل وإصابة عنصرين من «قسد».

وفيما تتواصل الاشتباكات العنيفة في قرى جنوب وشرق منبج وشمال سد تشرين في ريف حلب الشرقي، نفذت مسيرات تركية 4 ضربات جوية على مواقع في ريف الرقة، حيث استهدفت منزلاً في بلدة الجرنية وسيارة عسكرية قرب منطقة الرمالة، ومنطقة الإذاعة والكراج في الطبقة.