جيران «كنيسة إمبابة» يودعون كاهنها بالدموع

كان يوزع عليهم الهدايا في مناسباتهم وأعيادهم الإسلامية

سيف إبراهيم
سيف إبراهيم
TT

جيران «كنيسة إمبابة» يودعون كاهنها بالدموع

سيف إبراهيم
سيف إبراهيم

ارتبط العم سيف إبراهيم (66 سنة) برواد كنيسة أبو سيفين بعزبة مطار إمبابة بالجيزة (غرب القاهرة)، لكثرة مرورهم من أمامه وهو جالس على عتبة ورشته المجاورة للكنيسة، وفي الوقت الذي احتفظ فيه بعلاقات جيدة مع عمال وموظفي الكنيسة، فإنه كون صداقة مميزة مع كاهن الكنيسة القمص عبد المسيح بخيت.
يقول إبراهيم لـ«الشرق الأوسط»: «كان (أبونا عبد المسيح) رجلاً ودوداً للغاية، يحرص على توزيع الهدايا على جيرانه من المسلمين وأنا منهم خلال أعيادنا الدينية، ففي المولد النبوي الشريف، كان يقوم بتوزيع حلاوة المولد، وفي عيد الفطر يوزع (الكعك) وهكذا، لم يشكُ منه أحد قط بالشارع، لذلك أنا حزين جدا لرحيله».
وتلتقط منه ابنته أطراف الحديث، وتشارك أبيها في الحديث عن كاهن الكنيسة بينما تتواصل أعمال إزالة أثار الحريق من مبنى الكنيسة قائلة: «لا أتذكر وقوع أي أزمات بين أبناء الكنيسة وجيرانها منذ نشأتها قبل ثورة 25 يناير 2011، بل اعتاد الجيران على صدور أصوات مرتفعة من حضانتها في ساعة مبكرة يومياً ولم يشكُ أحداً».
وتشير إلى «أن القمص عبد المسيح رفض الخروج من الكنيسة لدى محاولات إنقاذه لعدم ترك الأطفال الصغار بمفردهم حتى لحقهم».

ويواصل إبراهيم حديثه وهو يحمل حفيدته الرضيعة على رجليه: «في شبابي عملت لثلاث سنوات مع زملاء مسيحيين لي في منطقة أوسيم بالجيزة، القريبة من محل إقامتي كنت أقيم معهم إقامة كاملة، أحسنوا إلي تماماً، وكانوا يقدمون لي طعام الإفطار في رمضان بصورة جيدة، ورغم صيامهم كانوا يجهزون لي طعاما يختلف عن طعام صيامهم».
كان إبراهيم يظن أن الأطفال الذين كان يغطي السواد وجوههم، وتم إخراجهم من الكنيسة في الصباح، مصابون بالإغماء جراء الدخان، لكن اكتشف لاحقا أنهم ماتوا مع (أبونا عبد المسيح) فظل يبكي أمام المنزل وقلبه يعتصر ألماً.
«مشهد حزين ومؤثر... أطفال زي الملايكة معديين من قدامي ربنا يصبر أهاليهم... أعرف بالطبع عددا منهم، وأعرف السيدة التي توفيت مع أبنائها الثلاثة جراء الحريق، وأعرف أبو المصري عامل الكنيسة». على حد تعبير إبراهيم، الذي يضيف بنبرة حزينة: «كانوا لما يحتاجوا أي حاجة من ورشتي كانوا بيجوا ليا على طول، واحنا كنا بنروح نصلح أي حاجة في الكنيسة لأننا نجارين».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


مقتل 9 بعد هجوم لـ«الدعم السريع» على المستشفى الرئيسي في الفاشر

أشخاص يسيرون بجوار مركبة مدمَّرة بعد قصف لقوات «الدعم السريع» على أم درمان (رويترز)
أشخاص يسيرون بجوار مركبة مدمَّرة بعد قصف لقوات «الدعم السريع» على أم درمان (رويترز)
TT

مقتل 9 بعد هجوم لـ«الدعم السريع» على المستشفى الرئيسي في الفاشر

أشخاص يسيرون بجوار مركبة مدمَّرة بعد قصف لقوات «الدعم السريع» على أم درمان (رويترز)
أشخاص يسيرون بجوار مركبة مدمَّرة بعد قصف لقوات «الدعم السريع» على أم درمان (رويترز)

قال مسؤول محلي في قطاع الصحة ونشطاء سودانيون إن قوات «الدعم السريع» هاجمت المستشفى الرئيسي الذي ما زال يعمل في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور بالسودان، اليوم الجمعة، مما أسفر عن مقتل تسعة، وإصابة 20 شخصاً.

وذكر المدير العام لوزارة الصحة بولاية شمال دارفور إبراهيم خاطر، و«تنسيقية لجان المقاومة في الفاشر»، وهي جماعة مؤيدة للديمقراطية ترصد العنف في المنطقة، إن طائرة مسيَّرة أطلقت أربعة صواريخ على المستشفى، خلال الليل، مما أدى إلى تدمير غرف وصالات للانتظار ومرافق أخرى.

ووفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء، أظهرت صور حطاماً متناثراً على أَسرَّة بالمستشفى ودماراً لحق الجدران والأسقف. وتقول قوات «الدعم السريع» إنها لا تستهدف المدنيين، ولم يتسنَّ الوصول إليها للتعليق.

واندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» منذ أكثر من 18 شهراً، وأدت إلى أزمة إنسانية واسعة، ونزوح أكثر من 12 مليون شخص. وتُواجه وكالات الأمم المتحدة صعوبة في تقديم الإغاثة.

والفاشر هي واحدة من أكثر خطوط المواجهة اشتعالاً بين قوات «الدعم السريع» والجيش السوداني وحلفائه الذين يقاتلون للحفاظ على موطئ قدم أخير في منطقة دارفور.

ويخشى مراقبون من أن يؤدي انتصار قوات «الدعم السريع» هناك إلى عنف على أساس عِرقي، كما حدث في غرب دارفور، العام الماضي.