«المركزي» التركي يواصل تثبيت سعر الفائدة للشهر الثامن

رغم استمرار الاتجاه الصعودي للتضخم وتراجع الليرة

«البنك المركزي التركي» ثبت الفائدة رغم تراجع الليرة (رويترز)
«البنك المركزي التركي» ثبت الفائدة رغم تراجع الليرة (رويترز)
TT
20

«المركزي» التركي يواصل تثبيت سعر الفائدة للشهر الثامن

«البنك المركزي التركي» ثبت الفائدة رغم تراجع الليرة (رويترز)
«البنك المركزي التركي» ثبت الفائدة رغم تراجع الليرة (رويترز)

قرر «البنك المركزي التركي» تثبيت سعر الفائدة عند 14 في المائة على عمليات إعادة الشراء لأجل أسبوع (الريبو) المعتمد سعراً قياسياً لأسعار الفائدة، وذلك للشهر الثامن على التوالي رغم استمرار القفزات غير المسبوقة للتضخم وتراجع الليرة التركية أمام الدولار.
وقال البنك، في بيان عقب اجتماع للجنته للسياسة النقدية أمس (الخميس) برئاسة رئيس البنك شهاب كاوجي أوغلو، إن المخاطر الجيوسياسية التي يتصاعد تأثيرها، تسببت في إضعاف النشاط الاقتصادي العالمي، وفي زيادة حالات عدم اليقين.
وأضاف أن الارتفاع الأخير في التضخم جاء متأثراً بزيادة أسعار الطاقة العالمية والغذاء الناجمة عن الصراعات الساخنة، بالإضافة إلى اضطرابات عمليات العرض وزيادة الطلب.
وأكد البيان أن البنك المركزي سيواصل بحزم استخدام جميع الأدوات المتاحة له حتى تظهر مؤشرات قوية على انخفاض دائم في التضخم، ويتم تحقيق هدف 5 في المائة على المدى المتوسط، بما يتماشى مع الهدف الرئيسي المتمثل في استقرار الأسعار.
وكان البنك المركزي التركي خفض سعر الفائدة بواقع 500 نقطة أساس في الفترة من سبتمبر (أيلول) إلى ديسمبر (كانون الأول) الماضيين من 19 إلى 14 في المائة بضغوط من الرئيس رجب طيب إردوغان، الذي أعلن نفسه عدواً للفائدة، عادّاً أنها سبب كل الشرور، وأنها سبب لارتفاع التضخم، خلافاً للنظريات الاقتصادية المتعارف عليها.
وكشفت توقعات عن استمرار القفزات في معدل التضخم في تركيا، الذي وصل إلى 78.62 في المائة خلال يونيو (حزيران) الماضي، في أعلى مستوى منذ نحو ربع قرن، وسط مخاوف من موجة تذمر قبل الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقررة في يونيو (حزيران) العام المقبل.
وتوقع بنك «غولدمان ساكس» الأميركي أن يقترب التضخم في تركيا من معدل 80 في المائة قبل أن يبدأ التراجع في نهاية العام. وبحسب دراسة أجراها البنك، يتوقع أن ينخفض معدل التضخم بعدها إلى 60 في المائة.
وتواجه الحكومة التركية برئاسة الرئيس رجب طيب إردوغان احتقاناً شعبياً حاداً على خلفية تدهور الوضع الاجتماعي نتيجة الانهيارات المتتالية التي ضربت الليرة التركية والقفزة غير المسبوقة في التضخم وسط إصرار على الاستمرار في خفض أسعار الفائدة التي يعدّها الرئيس التركي السبب في التضخم، وهو ما تسبب في موجة غلاء غير مسبوقة وتدهور القدرة الشرائية للأتراك.
وعادت الليرة التركية في الأسبوعين الأخيرين إلى معدل يقترب من سعر صرفها الأدنى في التاريخ الذي حدث في 20 ديسمبر (كانون الأول) الماضي عندما انزلقت إلى مستوى 18.4 ليرة للدولار، وجرى تداولها أمس بالتزامن مع اجتماع لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي عند مستوى 17.67 ليرة للدولار.
وفقدت الليرة التركية 44 في المائة من قيمتها مقابل الدولار عام 2021 ونحو 26 في المائة من قيمتها هذا العام لتتربع على قائمة الأسوأ أداء في عملات الأسواق الناشئة. ولا تزال ترزح تحت الضغط؛ حيث إن العائدات الحقيقية في تركيا سلبية بعد الخطوات المتخذة لتشديد السياسة النقدية في جميع أنحاء العالم، بخلاف الوضع فيها.
ولم يجر البنك المركزي التركي أي تغييرات على سعر الفائدة في الاجتماعات السبعة الأولى للجنة السياسة النقدية العام الحالي، متعهداً بمواصلة استخدام جميع الأدوات المتاحة له بحزم في إطار استراتيجية دعم الليرة، حتى تظهر مؤشرات قوية تشير إلى انخفاض دائم في التضخم وتحقيق الاستقرار في المستوى العام للأسعار الذي سيؤثر إيجابياً على استقرار الاقتصاد الكلي والاستقرار المالي من خلال انخفاض مخاطر أقساط ديون الدولة، واستمرار استبدال العملة العكسي والاتجاه التصاعدي في احتياطات النقد الأجنبي، والانخفاض الدائم في تكاليف التمويل، وتهيئة أرضية مناسبة لاستمرار الاستثمار والإنتاج ونمو العمالة بطريقة صحية ومستدامة.


مقالات ذات صلة

«المركزي» التركي: تراجع التضخم أبطأ من المتوقع

شؤون إقليمية «المركزي» التركي: تراجع التضخم أبطأ من المتوقع

«المركزي» التركي: تراجع التضخم أبطأ من المتوقع

قال محافظ «البنك المركزي التركي»، شهاب قافجي أوغلو، أمس (الخميس)، إن المؤسسة أبقت على توقعاتها للتضخم عند 22.3 في المائة لعام 2023، وهو ما يقل عن نصف النسبة بحسب توقعات السوق، رغم انخفاض التضخم بمعدل أبطأ مما كان البنك يتوقعه. وأثارت التخفيضات غير التقليدية في أسعار الفائدة التي طبقها الرئيس رجب طيب إردوغان أزمة عملة في أواخر عام 2021، ليصل التضخم إلى أعلى مستوى له في 24 عاماً، عند 85.51 في المائة، العام الماضي.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

<div>دفع إقدام تركيا على دخول مجال الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء عبر محطة «أككويو» التي تنشئها شركة «روساتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد، والتي اكتسبت صفة «المنشأة النووية» بعد أن جرى تسليم الوقود النووي للمفاعل الأول من مفاعلاتها الأربعة الخميس الماضي، إلى تجديد المخاوف والتساؤلات بشأن مخاطر الطاقة النووية خصوصاً في ظل بقاء كارثة تشيرنوبل ماثلة في أذهان الأتراك على الرغم من مرور ما يقرب من 40 عاما على وقوعها. فنظراً للتقارب الجغرافي بين تركيا وأوكرانيا، التي شهدت تلك الكارثة المروعة عام 1986، ووقوعهما على البحر الأسود، قوبلت مشروعات إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية باعتراضات شديدة في البد</div>

شؤون إقليمية انخفاض معدل التضخم في تركيا للشهر السادس على التوالي

انخفاض معدل التضخم في تركيا للشهر السادس على التوالي

انخفض معدل التضخّم في تركيا مجدداً في أبريل (نيسان) للشهر السادس على التوالي ليصل الى 43,68% خلال سنة، قبل أقل من أسبوعين على الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقررة في البلاد.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية الليرة التركية في أدنى مستوياتها مع اقتراب الانتخابات

الليرة التركية في أدنى مستوياتها مع اقتراب الانتخابات

تراجعت الليرة التركيّة إلى أدنى مستوى لها، مقابل الدولار، أمس الثلاثاء، مع استمرار حالة عدم اليقين بشأن نتائج الانتخابات الرئاسيّة والتشريعيّة، في منتصف مايو (أيار)، والتي قد تؤدّي إلى أوّل تغيير سياسي منذ عشرين عاماً، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وتراجعت العملة إلى 19.5996 ليرة للدولار الواحد، وهو أمر غير مسبوق، منذ اعتماد الليرة الجديدة في يناير (كانون الثاني) 2005. منذ الانخفاض المتسارع لقيمة العملة التركيّة في نهاية 2021، اتّخذت الحكومة تدابير لدعمها، على أثر تراجعها جرّاء التضخّم وخروج رؤوس الأموال. وقال مايك هاريس؛ من شركة «كريبستون ستراتيجيك ماكرو» الاستشاريّة، إنّ «ذلك قد فشل»، فع

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
العالم كليتشدار أوغلو أعلن برنامج أول 100 يوم... وإردوغان يتهم الغرب بالوقوف ضده

كليتشدار أوغلو أعلن برنامج أول 100 يوم... وإردوغان يتهم الغرب بالوقوف ضده

بينما أطلق مرشح المعارضة لرئاسة تركيا كمال كليتشدار أوغلو برنامج الـ100 يوم الأولى بعد توليه الحكم عقب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في 14 مايو (أيار) المقبل، أكد الرئيس رجب طيب إردوغان ثقته في الفوز بالرئاسة مجددا من الجولة الأولى، معتبرا أن الانتخابات ستكون رسالة للغرب «المتربص» بتركيا. وتضمن البرنامج، الذي نشره كليتشدار أوغلو في كتيب صدر اليوم (الخميس) بعنوان: «ما سنفعله في أول 100 يوم من الحكم»، أولويات مهامه التي لخصها في تلبية احتياجات منكوبي زلزالي 6 فبراير (شباط)، وتحسين أوضاع الموظفين والمزارعين وأصحاب المتاجر والشباب والنساء والمتقاعدين والأسر، متعهداً بإطلاق حرب ضد الفساد

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

الخارجية الإيرانية: قرقاش يحمل رسالة ترمب إلى طهران

عراقجي يتحدث أمام مجموعة من فريقه الدبلوماسي في طهران اليوم (الخارجية الإيرانية)
عراقجي يتحدث أمام مجموعة من فريقه الدبلوماسي في طهران اليوم (الخارجية الإيرانية)
TT
20

الخارجية الإيرانية: قرقاش يحمل رسالة ترمب إلى طهران

عراقجي يتحدث أمام مجموعة من فريقه الدبلوماسي في طهران اليوم (الخارجية الإيرانية)
عراقجي يتحدث أمام مجموعة من فريقه الدبلوماسي في طهران اليوم (الخارجية الإيرانية)

أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أن أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، سيحمل رسالة من الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى طهران في الساعات المقبلة.

ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن إسماعيل بقائي قوله إن قرقاش سيجري مشاورات مع وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي.

وأضاف أن قرقاش يحمل خلال زيارته رسالة من الرئيس الأميركي دونالد ترمب موجّهة إلى إيران.

وجاء ذلك بعدما ذكرت وكالة «مهر» الحكومية أن قرقاش سيزور طهران اليوم الأربعاء للقاء عدد من المسؤولين الإيرانيين والتشاور معهم، بما في ذلك عراقجي، دون الخوض في مزيد من التفاصيل.

وكان عراقجي قد أعلن صباح الأربعاء أن دولة عربية ستنقل رسالة من ترمب إلى طهران قريباً، ولم يقدم معلومات إضافية بشأن هذه الدولة أو موعد تلقي الرسالة.

وقال عراقجي للصحافيين في العاصمة الإيرانية: «لم تصلنا الرسالة بعد لكن من المقرر أن يسلّمها مبعوث من دولة عربية قريباً في طهران».

وكان ترمب كشف الجمعة الماضي أنه بعث برسالة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، يضغط فيها للتفاوض بشأن اتفاق نووي جديد، أو مواجهة عمل عسكري محتمل.

ونفى مسؤولون إيرانيون تلقي رسالة أميركية خلال الأيام الماضية، مكررين موقف طهران بأنها لن تفاوض تحت سياسة «الضغوط القصوى» التي أعاد الرئيس الأميركي العمل بها حيال إيران، منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) الماضي.

اعتمد ترمب هذه الاستراتيجية حيال طهران خلال ولايته الأولى (2017 - 2021)، وكان من أبرز مظاهرها سحب بلاده من الاتفاق الدولي بشأن البرنامج النووي الإيراني، وإعادة فرض عقوبات اقتصادية قاسية على طهران، وكذلك تصنيف «الحرس الثوري» الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية، وذلك بهدف وضع قيود إضافية على البرنامج النووي الإيراني ولجم الأنشطة الإقليمية والباليستية لـ«الحرس الثوري». وغداة إعلان ترمب عن الرسالة، انتقد خامنئي السياسة الأميركية. وقال خلال اجتماع مع كبار المسؤولين الإيرانيين: «بعض الحكومات المتغطرسة، لا أعرف حقاً مصطلحاً أكثر ملاءمة لبعض الشخصيات والقادة الأجانب من كلمة غطرسة، تصر على المحادثات»، من دون أن يذكر ترمب، أو قضية الرسالة.

وقال خامنئي إن إيران لن تتفاوض تحت ضغط «التنمر» الأميركي. وأشار إلى رفضه مطالب الإدارة الأميركية، قائلاً: «إنهم يطرحون مطالب جديدة لن تقبلها إيران بالتأكيد، مثل قدراتنا الدفاعية، ومدى صواريخنا، ونفوذنا الإقليمي، وألا نتواصل مع جهات».

وكان خامنئي، صاحب الكلمة الفصل في السياسات العليا لإيران، قد حضّ الحكومة في فبراير (شباط) على عدم التفاوض مع الولايات المتحدة، محذّراً من أن ذلك سيكون «غير حكيم».

والثلاثاء، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان: «من غير المقبول أن يقولوا: نأمركم بألا تفعلوا كذا أو كذا، وإلا فسنفعل كذا». وتابع متوجهاً إلى ترمب: «لن آتي أبداً للتفاوض معك... افعل ما تريد من حماقات».

والأحد، قالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة إن طهران ستدرس إجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة إذا كان هدف المحادثات هو معالجة المخاوف بشأن إنتاج أسلحة نووية، معلنة في الوقت نفسه رفضها أي محاولة لتفكيك البرنامج.

وأضافت البعثة، في منشور على منصة «إكس»، الأحد، أنه إذا كان الهدف من المفاوضات هو تفكيك البرنامج النووي «السلمي» الإيراني، فإن «مثل هذه المفاوضات لن تُعقد أبداً».

وبعد ساعات، قال عباس عراقجي على منصة «إكس» إن «برنامج إيران للطاقة النووية كان وسيبقى دوماً سلمياً بالكامل. وبالتالي لا توجد أساساً أي عسكرة محتملة لهذا البرنامج. نحن لن نتفاوض تحت الضغط والترهيب». وانسحب ترمب في عام 2018 من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران وقوى عالمية، وإعادة فرض عقوبات على طهران التي ردت بالتخلي عن التزاماتها النووية بعد عام.

وتعليقاً على اجتماع مجلس الأمن الدولي المغلق اليوم الأربعاء بشأن البرنامج النووي الإيراني، قال عراقجي إن الاجتماع «عملية جديدة وغريبة تُشكك في حسن نية الدول التي دعت إليه».

ودعت ست دول للاجتماع من أصل 15 عضواً في المجلس، وهي فرنسا واليونان وبنما وكوريا الجنوبية وبريطانيا والولايات المتحدة، بسبب زيادة إيران لمخزونها من اليورانيوم المخصب لدرجة تقارب المستوى المطلوب لصنع أسلحة. وتنفي طهران رغبتها في صنع سلاح نووي.

ومع ذلك، حذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن إيران تُسرع وتيرة تخصيب اليورانيوم «بشكل كبير» إلى درجة نقاء تصل إلى 60 في المائة، وهي نسبة قريبة من درجة 90 في المائة تقريباً اللازمة لصنع أسلحة. واكتسبت المحادثات بين طهران والدول المتبقية المشاركة في الاتفاق النووي لعام 2015 زخماً متزايداً، إذ لا يزال البرنامج النووي الإيراني قضية عالمية تحظى بالأهمية.

وقال عراقجي اليوم إن إيران ستجري قريباً جولة خامسة من المحادثات مع القوى الأوروبية المشاركة في الاتفاق النووي، وهي فرنسا وبريطانيا وألمانيا، وأكد عقد اجتماع في بكين يوم الجمعة مع دولتين مشاركتين أيضاً، هما روسيا والصين.