واشنطن تسرع جهودها لإنجاز اتفاق الغاز بعد تهديدات إسرائيل و«حزب الله»

TT

واشنطن تسرع جهودها لإنجاز اتفاق الغاز بعد تهديدات إسرائيل و«حزب الله»

ذكرت مصادر سياسية في تل أبيب، أمس، أن الإدارة الأميركية استجابت لطلب إسرائيل، ووافقت على تسريع جهودها لمحاولة إنجاز اتفاق حول النزاع الحدودي مع لبنان في المياه الاقتصادية وبئر الغاز (كاريش)، وذلك لمنع تدهور النزاع إلى حرب.
وقالت هذه المصادر إن جهات إسرائيلية أبلغت واشنطن بأنها ماضية في مخططها لتشغيل بئر كاريش في الموعد المحدد في شهر سبتمبر (أيلول)، وإنها تتوقع أن يفتعل «حزب الله» صداماً مسلحاً معها، بناء على تعليمات إيرانية.
وهددت بأنها ستردّ بقوة صاعقة على الحزب، وأن لبنان كله سيدفع الثمن. ولكي تعطي طابعاً جدياً للتهديد، نظمت جولة لرئيس الوزراء، يائير لبيد، في مقر قيادة الجيش في الشمال، وجولة على الحدود البرية مع لبنان، ثم حلقت طائرة مروحية به فوق منصة «كاريش»، في عمق البحر المتوسط. ومن هناك أطلق لبيد تصريحاً قال فيه: «احتياطات الغاز الإسرائيلية لديها القدرة على حل أزمة الطاقة العالمية»، وشدد على أن «لبنان أيضاً يمكنه التمتع من تطور الاحتياطات في مياهه الاقتصادية، عن طريق المفاوضات، التي يجب إنهاؤها بأقرب فرصة». وهدد لبيد «كل مَن يهدد الحقوق الإسرائيلية»، بردّ قاسٍ وشديد.
وكان الأمين العام لـ«حزب الله»، حسن نصر الله، هدد بأنه فيما لو لم تسمح إسرائيل للبنان بممارسة حقوقه بقضية موارد الغاز، فإن «حزب الله» يمكن أن يشن حرباً. وقال: «لا يوجد استخراج للنفط في كل الكيان الإسرائيلي، إن لم يأخذ لبنان حقه... الأمر مرتبط بالرد الإسرائيلي الذي يمكنه أن يفاقم الوضع إلى حرب».
وأشار نصر الله إلى أن الوسيط الأميركي «لم يأتِ حتى الآن بجواب واضح، مع أن لبنان قدم تنازلات كبيرة، وما يريده لبنان بالحد الأدنى لم يحصل عليه».
ويتوقعون في تل أبيب «أن يسعى (حزب الله) لمزيد من الاستفزازات»، وحسب ناطق عسكري «هو لا يريد هذه الاستفزازات، لأنه يعرف ماذا سيكون ثمنها، ولكنه ينفذها حسب تعليمات من إيران». وأطلق لبيد ووزير الدفاع بيني غانتس رسالة شديدة اللهجة إلى لبنان، قالا خلالها: «مَن يحاول المساس بنا يرتكب خطأ فادحاً». ويتضح أن إسرائيل توجهت إلى الولايات المتحدة بطلب أن تضاعف جهودها للتوصل إلى اتفاق مع لبنان حول هذا النزاع «لسحب الفتيل من تحت أقدام (حزب الله) وإيران».
وأكدت أن عدم التوصل إلى اتفاق حتى سبتمبر سيؤدي إلى اشتعال حربي حتماً، «لأن إسرائيل لن تتراجع عن موقفها بتشغيل (كاريش)، و(حزب الله) لن يجرؤ على رفض تعليمات طهران». يُذكر أن الوسيط الأميركي في هذا الملف، آموس هوكشتاين، كان قد رافق الرئيس جو بايدن في زيارته لإسرائيل. وأكد أنه لا يزال ينتظر جواباً من اللبنانيين حول اقتراحاته.


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

جنبلاط يحذّر من المكائد الإسرائيلية في جبل العرب وسوريا

رئيس «الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط (رويترز)
رئيس «الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط (رويترز)
TT

جنبلاط يحذّر من المكائد الإسرائيلية في جبل العرب وسوريا

رئيس «الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط (رويترز)
رئيس «الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط (رويترز)

حذّر رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط من المكائد الإسرائيلية في جبل العرب وسوريا، معلناً أنه سيزور دمشق للمرة الثانية قريباً للقاء الرئيس محمد الشرع، وللتأكيد أن دمشق عاصمة سوريا.

وأتى تحذير الزعيم الدرزي بعدما كان قد هدّد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، مساء السبت، بالتدخل عسكرياً في سوريا ضد قوات دمشق «إذا أقدم النظام على المساس بالدروز»، مشيراً إلى إصدار الأوامر للجيش بالاستعداد لذلك.

وأشار بيان صادر عن وزارة الدفاع الإسرائيلية، إلى ضاحية جرمانا جنوب شرقي دمشق ذات الكثافة السكانية العالية والغالبية المسيحية والدرزية، وأمر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وكاتس الجيش الإسرائيلي «بالاستعداد للدفاع» عن هذه الضاحية «التي تتعرض حالياً للهجوم من قِبل قوات النظام السوري»، كما جاء في النص.

ودعا جنبلاط في مؤتمر صحافي «الأحرار في جبل العرب وسوريا إلى الحذر من المكائد الإسرائيلية، ونعوّل كثيراً على الشخصيات العربية السورية من كلّ الأطياف لمواجهة مخطّط إسرائيل الجهنمي».

وأعلن جنبلاط الذي كان أول الشخصيات اللبنانية التي زارت دمشق بعد سقوط النظام السوري حيث التقى الشرع، أنّه سيزور دمشق مجدداً «لأقول للجميع إن الشام (دمشق) هي عاصمة سوريا»، لافتاً إلى أنّه طلب موعداً للقاء رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع.

وأضاف: «إسرائيل تريد استخدام الطوائف والمذاهب لمصلحتها ولتفتيت المنطقة، وتريد تحقيق مبدأ إسرائيل الكبرى، ومنع ذلك مسؤولية القادة العرب قبل فوات الأوان»، مشيراً إلى أنّ «هناك مشروع تخريب للمنطقة والأمن القومي العربي في سوريا وفلسطين، والدول العربية لن تكون بمنأى عن التخريب والتفتيت، وعلى قمة القاهرة الانتباه لذلك».

وليد جنبلاط خلال اللقاء مع الرئيس السوري أحمد الشرع في ديسمبر الماضي

وفي لبنان رأى جنبلاط، أنّ «إسرائيل هي مَن تعرقل الـ1701»، مشدّداً على «أنّنا سنبقى كما كنّا مع القوى الوطنيّة ضدّ الصلح مع إسرائيل إلى أن تقوم دولة فلسطينية في يوم ما، ويأتي الحلّ للاجئين الفلسطينيين».

وأكّد أنّ «هناك احتلالاً في الجنوب، ونعوّل على اتصالات الرئيس جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام مع الدول الكبرى»، لافتاً إلى أنّ «إعادة الإعمار مرتبطة بالإصلاح، والبرنامج الذي وضعه نواف سلام مقبول».

ذكرى اغتيال كمال جنبلاط

من جهة أخرى، أعلن جنبلاط أن «الاشتراكي» سيقوم بإحياء الذكرى الـ48 لاغتيال والده كمال جنبلاط، هذا العام باحتفال شعبي «وأنه لن تكون هناك دعوات رسمية ونريد العلم اللبناني وحده»، وذلك بعد سنوات من إحياء هذه الذكرى بشكل رسمي وبمشاركة عدد محدود من الشخصيات.

وليد جنبلاط جالساً تحت صورة أبيه (غيتي)

ويحيي «الاشتراكي» ذكرى اغتيال جنبلاط هذا العام للمرة الأولى بعد سقوط النظام السوري السابق المتهم باغتياله في 16 مارس (آذار) عام 1977 في منطقة الشوف بجبل لبنان.

ويستعد «الاشتراكي» لإحياء هذه الذكرى هذا العام بمشاركة شعبية واسعة، حيث من المتوقع أن يكون خلاله كلمة مهمة للزعيم الدرزي حول التطورات في المنطقة بشكل عام، وفي لبنان وسوريا بشكل خاص.

وليد جنبلاط خلال تأبين والده كمال عام 1977 (غيتي)