مرة أخرى يعود أطباء مصر ونقاباتهم إلى ساحة الجدل والتقاضي، في أعقاب اتهام جديد من لاعب كرة قديم سابق شهير لأعضائها بـ«تقاعسهم عن أداء عملهم»، وهو ما رفضته النقابة، معتبرة إياه «إساءة» لـ«الجيش الأبيض المصري».
وأعلنت «نقابة أطباء مصر»، الأحد، عن تقدمها ببلاغ إلى النائب العام المصري، ضد لاعب كرة القدم أحمد حسام، الشهير بـ«ميدو»، بتهمة «التحريض ضد الأطباء، وتوجيه ألفاظ السب والقذف ضد جموع أطباء مصر، ونشر أخبار كاذبة أدت إلى تكدير السلم العام، وتوجيه الإهانة لمؤسسات الدولة».
بدوره، أوضح الدكتور أيمن سالم، أمين عام نقابة الأطباء، أن «أعضاء مجلس النقابة قرروا من خلال التصويت عبر (واتساب)، تقديم بلاغ ضد ميدو»، مشيراً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «ما قاله ميدو رد فعل انفعالي غير محسوب من شخصية عامة، وما كان يجب أن يتحدث بهذه الطريقة العشوائية؛ خصوصاً أنه لا يصح اتهام جميع الأطباء بانعدام الضمير؛ لأن هذا يؤدي إلى تشويه صورة الأطباء، وينتج عن ذلك ما نشاهده من حوادث متكررة للاعتداء عليهم في المستشفيات».
وبدأ الجدل في أعقاب فيديو نشره ميدو على حسابه الشخصي على «إنستغرام»، وصف فيه القطاع الطبي في مصر بـ«المهزلة»، وقال إن «القطاع الطبي في مصر فاشل، ومعظم الأطباء بلا ضمير».
ورداً على البلاغ، قال ميدو، في بيان على حسابه على «إنستغرام»، إنه «لم يتلقَّ إخطاراً رسمياً بشأن البلاغ حتى الآن». وأضاف: «هذا البلاغ وسام على صدره، وسأخرج من هذه المعركة منتصراً».
تصريحات ميدو جددت الحديث عن هجرة الأطباء المصريين للخارج، وظروف عملهم الصعبة في مصر، وهو ما حذرت منه نقابة الأطباء مؤخراً، مشيرة إلى «استقالة آلاف الأطباء المصريين في السنوات الثلاث الماضية». وقال سالم إنه «ليس مع تصعيد الأمور للنيابة، فهي ليست الطريقة المناسبة لتحسين صورة الأطباء، كما أن مبدأ الأطباء هو السلام، والأفضل شرح الأمور لميدو، حتى يخرج ويتحدث بالشكل الصحيح»؛ مشيراً إلى أن «ما يحدث من تشويه للأطباء هو نتاج سنوات من حملات إعلامية وغيرها، أدت لما نراه حالياً، وتتطلب معالجتها سنوات من العمل».
وهذه ليست المرة الأولى التي تلجأ فيها نقابة الأطباء للنيابة للرد على انتقادات لأعضائها، ففي بداية العام الجاري، واجهت النقابة موجة من الانتقادات في أعقاب اتهام زوجة الإعلامي المصري الراحل وائل الإبراشي لأحد الأطباء، بالتسبب في وفاة زوجها، بخطأ طبي في علاجه من فيروس «كورونا»، وهو الاتهام الذي كرره الإعلامي والطبيب خالد منتصر، أن «الإبراشي راح ضحية جريمة طبية مكتملة الأركان». وتداولت وسائل الإعلام في حينها تصريحات أرملة الإبراشي، ومنتصر، ووصل الأمر إلى النيابة العامة التي بدأت التحقيق في ملابسات الوفاة.
كما تقدمت نقابة الأطباء، بداية العام الجاري أيضاً، ببلاغ ضد صحيفة مصرية، اتهمتها فيه «بنشر أخبار كاذبة تسيء إلى الطب والأطباء المصريين»، وذلك في أعقاب نشر الجريدة مقاطع فيديو «حملت إدانة للأطباء عن أضرار لبعض المرضى، دون وجود ثمة دليل أو صدور أي أحكام من الجهات المختصة في تلك الوقائع»، وفقاً للبلاغ.
الاتهامات للأطباء في مصر لم تكن قاصرة على المواطنين والشخصيات العامة؛ بل امتدت للحكومة، ففي يونيو (حزيران) عام 2020، أثارت تصريحات للدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، غضب الأطباء؛ حيث قال مدبولي، خلال مؤتمر صحافي أعقب اجتماع اللجنة العليا لمكافحة فيروس «كورونا»، إن «عدم انتظام بعض الأطباء بالمستشفيات كان سبباً في زيادة عدد الوفيات بـ(كورونا)»، لتحتج النقابة بإصدار بيان صحافي طالبت فيه بـ«اعتذار رسمي».
الأطباء المصريون في ساحات الجدل والتقاضي مجدداً
الأطباء المصريون في ساحات الجدل والتقاضي مجدداً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة