إستشارات

إستشارات
TT

إستشارات

إستشارات

- مريض ارتفاع الضغط وتركيبة الأسنان
> عمري 78 سنة ولدي ارتفاع في ضغط الدم وارتفاع الكولسترول. وظهر عندي نتوء صغير أبيض اللون في اللثة اليمنى السفلى تحت طقم الأسنان الصناعية مباشرة بطول سنتمتر تقريباً لا يؤلم إلا قليلاً عند الضغط عليه. ما تنصح؟
- هذا ملخص أسئلتك. ومرضى ارتفاع ضغط الدم واضطرابات الكولسترول ومرضى القلب بالعموم، بحاجة إلى الاهتمام بأربعة جوانب عندما تكون لديهم تركيبات أسنان، سواء كانت أطقم الأسنان الجزئية أو الكلية. وهي:
- العناية الجيدة بطقم الأسنان للحفاظ على نظافته الخارجية (الجزء الذي يظهر للعيان) والداخلية (الجزء الملامس للثة).
- الاهتمام بصحة اللثة نفسها، لإبقائها بحالة صحية جيدة تساعد على ثبات طقم الأسنان، وتحفظ اللثة من أي التهابات أو تكون نتوءات.
- متابعة تأثيرات الأدوية التي يتناولها المرء على صحة اللثة والفم وثبات طقم الأسنان. سواء الأدوية لعلاج ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب. مثل أدوية إدرار البول وأدوية محاصرات قنوات الكالسيوم وغيرها.
- وإن كان طقم الأسنان جزئياً، وثمة أسنان طبيعية ثابتة في مكانها، يجدر الاهتمام بكيفية العناية بها وباللثة من حولها، وكيفية التعامل مع الأدوية التي يتناولها الشخص عند أي إجراءات علاجية في الأسنان، كخلع الضرس مثلاً، مثل أدوية زيادة سيولة الدم، وأيضاً الأدوية المضادة للصفائح الدموية كالأسبرين. ومدى الحاجة لتلقي مضادات حيوية.
والخطوة الأهم، العناية الصحية بطقم الأسنان. ولذا يجدر نزعه بعد تناول الطعام، وشطفه بالماء، مع الحرص على عدم انكسار الطقم أثناء ذلك أو تلف أي من أجزائه. ثم تنظيف الفم بعد إزالة الطقم باستخدام فرشة أسنان ناعمة. أي اللثة واللسان وسقف الحلق. وإضافة إلى هذا الشطف السريع لطقم الأسنان بعد تناول أي من وجبات الطعام، يجدر تنظيف الطقم مرة على الأقل يومياً بفرشاة ناعمة وبغسول خاص غير كاشط، لإزالة بقايا الطعام وغيرها من الرواسب. مع ملاحظة عدم استخدام غسول طقم الأسنان لتنظيف داخل الفم.
وقبل النوم، يجدر وضع الطقم في ماء أو في محلول خفيف خاص بأطقم الأسنان طوال الليل. ثم شطف طقم الأسنان جيداً في الصباح، قبل وضعه في الفم، لإزالة بقايا محلول النقع الليلي لطقم الأسنان. ولاحظ أن أدوية مدرات البول، قد تتسبب بجفاف في الفم، ما قد يتسبب بزوال الطبقة اللعابية التي ترطب الفاصل بين اللثة وباطن طقم الأسنان. الأمر الذي قد يتسبب بالتهابات سطحية نتيجة الاحتكاك أو تكوين نتوءات مؤلمة أو غير مؤلمة. كما أن بعض أدوية علاج القلب أو ارتفاع ضغط الدم، خصوصاً من فئة أدوية حاصرات قنوات الكالسيوم، قد تتسبب بنمو اللثة وتضخمها. وهو ما قد يتسبب باختلال ثبات طقم الأسنان، وتداعيات ذلك على سلامة اللثة، وعلى مدى الاستفادة من طقم الأسنان في عملية المضغ.
بالعموم، لا يتسبب تناول الأدوية المضادة للصفائح الدموية، كالأسبرين، بمشاكل النزيف في اللثة، إذا كان طقم الأسنان قد تم صنعه وتثبيته عند الوضع داخل الفم بعناية. كما من غير المتوقع أن تتسبب أدوية زيادة سيولة الدم بأي اضطرابات مشابهة.
ولكن عند ملاحظة أي تغيرات في اللثة أو نزيفاً، تجدر مراجعة طبيب الأسنان.
أما بالنسبة للنتوء، فلاحظ أن الأشخاص الذين يستخدمون أطقم الأسنان غالباً ما يعانون من مشكلات في ثبات الطقم والراحة عند استخدامه. لذا يجدر استبدال أطقم الأسنان كل حوالي 8 سنوات على أبعد تقدير، بسبب التغيرات العظمية في الفك، وفي شكل اللثة نفسها، وفي تجويف باطن طقم الأسنان، بمرور الوقت.
وإذا كان الشخص يرتدي طقم أسنان غير مناسب لفترة طويلة من الوقت، فقد يصاب بمشاكل وإزعاج في اللثة، مثل تورم اللثة. وذلك عندما لا يتلاءم طقم الأسنان مع ملامح طبوغرافيا الفم بشكل صحيح، ما قد يُؤدي إلى الاحتكاك المتكرر بأنسجة اللثة بطرق غير طبيعية، وهي التي قد لا يشعر المرء بحصولها لفترة طويلة. ويتسبب الاحتكاك والضغط الزائد ضد اللثة في تورم وتهيج اللثة، وألم اللثة، وربما النزيف عند ارتداء طقم الأسنان، وكذلك ربما الصداع المزمن، أو ألم المفصل الفكي الصدغي قرب الأذن.
كما قد تنشأ بثور ونتوءات ليفية على اللثة، إذا كان طقم الأسنان يميل إلى الاحتكاك بمناطق معينة من الفم. وظهور هذه البثور هو محاولة من الجسم لحماية نفسه من أذى ذلك الاحتكاك. وقد تُصاب البثور تلك بالعدوى الميكروبية، ما يزيد من حجمها أو الألم فيها أو تغير شكلها.
لذا يجدر مراجعة الطبيب والتأكد من ملائمة طقم الأسنان، ومراجعة الأدوية التي يتناولها المرء، قبل التقدم نحو فحوصات متعمقة للنتوء إذا لزم الأمر.

- ارتفاع ضغط الدم بالليل
> لدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وألاحظ أن قياسات ضغط الدم لدي أعلى في فترة المساء. ما السبب وما تنصح؟
- هذا ملخص أسئلتك. ولاحظ أنه مع اهتمام الشخص بإجراء القياس المنزلي لضغط الدم في فترات المساء، يُمكن ملاحظة هذا الارتفاع الليلي في ضغط الدم لدى بعض المرضى. وهذا الاهتمام بالقياس المنزلي، باستخدام جهاز جيد لقياس ضغط الدم، هو بالفعل سلوك صحي ممتاز في متابعة قراءات قياس ضغط الدم والاطمئنان على ضبطه.
ومن الممكن حصول ذلك الارتفاع الليلي لدى بعض المرضى الذين لديهم مرض السكري وارتفاع ضغط الدم، والذين يتناولون أدوية معالجتهما. كما لاحظ معي أن الطبيعي في قياسات ضغط الدم، هو أن ينخفض في فترة الليل، ويبدأ في الارتفاع قبل استيقاظ المرء من النوم في الصباح. ثم يستمر في الزيادة أثناء ساعات النهار، حتى يصل إلى أقصى ارتفاع له في منتصف اليوم. وبعدها يبدأ ضغط الدم في الانخفاض التدريجي في فترة آخر النهار وفي المساء. ثم يواصل ضغط الدم الانخفاض بصورة طبيعية ليلاً أثناء النوم. أي أن الطبيعي هو أن يكون ضغط الدم بالعموم أقل في الليل مقارنة بالنهار. تحديداً، الطبيعي حصول انخفاض مقدار ضغط الدم في الليل بنسبة 10 إلى20 في المائة، مقارنة بمقداره في النهار. ولاحظ معي كذلك أن المطلوب في معالجة ارتفاع ضغط الدم هو ضبطه ضمن المعدلات الطبيعية طوال ساعات اليوم الـ24 في الليل والنهار. وتُعرف الأوساط الطبية ارتفاع ضغط الدم الليلي أنه ما كان أعلى من 120/70 ملم زئبق، وارتفاع ضغط الدم بالنهار (في العيادة أو في المنزل بالصباح) ما كان أعلى من 130/800 ملم زئبق، لأن هذه القياسات هي المطلوب الوصول إليها في ضبط ضغط الدم.
وضبط ارتفاع ضغط الدم بالشكل المطلوب يشمل تحقيق ثلاثة أمور:
- خفض ضغط الدم ضمن المعدلات المُستهدفة علاجياً طوال الـ24 ساعة.
- الحفاظ على إيقاع التغير اليومي في مقدار ضغط الدم (أي الانخفاض الليلي مقارنة بالنهار).
- منع حصول أي تقلبات تفوق المعدل الطبيعي في ضغط الدم بالنهار أو الليل.
ومن أهم أسباب ارتفاع ضغط الدم بالليل هو عدم كفاية الأدوية في تحقيق نجاح معالجة مريض ارتفاع ضغط الدم. وذلك إما لعدم تناول أدوية ضغط الدم وفقاً لإرشادات الطبيب، أو عدم كفاية جرعة العلاج، أو عدم توزيع أوقات تناول تلك الأدوية بالشكل الذي يحتاجه المريض في أوقات الليل والنهار.
وتشير المصادر الطبية إلى أسباب أخرى، من أهمها إصابة المرء بمرض انقطاع التنفس أثناء النوم، دون أن يعلم ذلك. وكذلك وجود ضعف في الكلى، أو كسل الغدة الدرقية، أو عدم تناول وجبات العشاء بمكونات صحية، أو قلة ممارسة الرياضة البدنية، أو السمنة، أو التدخين الليلي، أو الأرق المزمن. وهذه العوامل المحتملة قد تكون السبب في ارتفاع ضغط الدم الليلي، وتتطلب من الطبيب المعالج التنبه لها.
لذا تجدر مراجعة الطبيب للبحث في الأسباب المُحتملة ومعالجتها، وإن لم يكن ثمة أي منها، فيجدر العمل على تعديل جرعات وأوقات تناول أدوية علاج الضغط. وتذكر حقيقة طبية، وهي أن ارتفاع ضغط الدم يُمكن ضبطه وخفضه ليكون ضمن المعدلات الطبيعية لا محالة، ولكن هذا يتطلب متابعة وتعاوناً مع الطبيب.

- استشاري باطنية وطب قلب للكبار
- الرجاء إرسال الأسئلة إلى العنوان الإلكتروني: [email protected]


مقالات ذات صلة

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

مع بداية فصل الشتاء وزيادة احتمالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي واستمرار الحديث عن الأعراض المزمنة لمرض «كوفيد - 19»....

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك 6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

لا يزال كبار الطهاة العالميين، إضافة إلى ربات البيوت الماهرات في الطهي، يستخدمون أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر Cast Iron Cookware.

د. عبير مبارك (الرياض)
صحتك من اليسار: القلب السليم مقابل القلب المصاب بالرجفان الأذيني (غيتي)

تتبُع الرجفان الأذيني باستخدام ساعة ذكية؟ تجنّبْ هذا الفخ

يعاني الملايين من الأميركيين من الرجفان الأذيني - وهو اضطراب سريع وغير منتظم في إيقاع القلب يزيد من خطر المضاعفات القلبية الوعائية، بما في ذلك السكتة الدماغية

جولي كورليس (كمبردج - ولاية ماساشوستس الأميركية)
صحتك الأحياء الحضرية تشجع السكان على المشي (جامعة ويسترن أونتاريو)

الأحياء المزدحمة تشجع السكان على المشي

أفادت دراسة أميركية بأن تصميم الأحياء السكنية يُمكن أن يؤثر بشكل كبير على مستوى النشاط البدني للأفراد، خصوصاً المشي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل
TT

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب. ولم أحصل على نتائج مُرضية في غالب الأحيان. ما تنصح؟»

وللإجابة فإني أفترض بداية أن تناوله فياغرا كان بعد استشارة الطبيب وإجرائه الفحص الإكلينيكي والفحوصات اللازمة لهذه الحالة، وأنه تناول الحبة حسب توجيهات الطبيب.

مفعول فياغرا

ولكن سواء كان الأمر كذلك أو لم يكن، فإن الأمر يتطلب متابعة عرض النقاط التالية بشكل سردي متسلسل لفهم أسباب فشل أو توقف مفعول فياغرا، أو غيره من أدوية تنشيط الانتصاب، عن العمل:

1. فياغرا دواء مصمم لمساعدة الشخص للحصول على الانتصاب والحفاظ عليه، إذا كان يعاني من ضعف الانتصاب. والدواء النشط هو «سيلدينافيل»، والذي يصنف على أنه من فئة أدوية «مثبط للفوسفوديستيراز - 5». وهناك أدوية أخرى من نفس الفئة، ولديها مميزات قد لا تتوفر في فياغرا، مثل سيالس (تادالافيل)، وليفيترا (فاردينافيل)، وستيندرا (أفانافيل).

وهذه الفئة من الأدوية هي خط العلاج الأول لضعف الانتصاب. ومع ذلك، قد تجد أن أياً منها لا يعمل أبداً أو يتوقف تدريجياً عن العمل، بعد استخدامه بنجاح لفترة.

وإذا حدث هذا، فأنت لست وحدك، حيث تشير المصادر الطبية إلى أن ما يصل إلى 40 في المائة من المرضى قد لا يستجيبون بشكل مرضٍ لهذه الأدوية ولا يجدون الرضا بتناولها. كما أنه، ووفقاً للجمعية الأميركية لجراحة المسالك البولية، فإن «الاستخدام غير الصحيح» لفئة أدوية «مثبط للفوسفوديستيراز - 5» يمثل 56 في المائة إلى 81 في المائة من حالات فشل العلاج.

2. يحدث الانتصاب عندما تكون هناك زيادة في تدفق الدم إلى القضيب. وإذا كان تدفق الدم هذا محدوداً، يعاني الشخص من ضعف الانتصاب. وأثناء الإثارة الجنسية، يتم إطلاق بروتين يسمى «أحادي فوسفات الغوانوزين الدوري». وهذا يزيد من تدفق الدم إلى القضيب للحصول على الانتصاب أو الحفاظ عليه. ولكن بمجرد إطلاقه، يقوم بروتين آخر يسمى «فوسفوديستيراز - 5» بتكسير بروتين «أحادي فوسفات الغوانوزين الدوري»، مما يحد من تدفق الدم إلى القضيب، وبالتالي يتلاشى الانتصاب (أي نتيجة تفاعل بين نوعين من البروتينات).

ويعمل دواء فياغرا وغيره من مجموعة أدوية مثبطة للفوسفوديستيراز - 5. عن طريق تثبيط وإعاقة عملية التكسير هذه مؤقتاً، بغية الحفاظ على زيادة تدفق الدم إلى القضيب واستمرار انتصابه بهيئة أقوى أثناء الجماع. وبهذا يستفيد منْ لديه ضعف في الانتصاب بشكل مُرضٍ، وكذلك يستفيد بشكل أقوى منْ ليس لديه ضعف في الانتصاب بالأصل، ولكن لديه عوامل نفسية وذهنية تشتت رغبته الجنسية في أن تترجم بطريقة طبيعية عبر تكوين انتصاب العضو الذكري.

حالات ضعف الانتصاب

3. عملية الانتصاب هي عملية معقدة تتطلب نجاح أجزاء مختلفة من الجهاز العصبي والأوعية الدموية والغدد الصماء والجهاز التناسلي والصحة النفسية، في تكوين الانتصاب. وتُعرّف الأوساط الطبية ضعف الانتصاب بأنه: عدم القدرة على تكوين الانتصاب والحفاظ عليه لإتمام ممارسة العملية الجنسية لفترة معتادة. ويحدد الإصدار الخامس للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطراب العقلي DSM – 5 أن تستمر المشكلة لمدة لا تقل عن 6 أشهر كأحد عناصر تشخيص الإصابة به.

وتؤكد المصادر الطبية على أنه من الضروري إتمام عملية تشخيص الإصابة بضعف الانتصاب بطريقة طبية صحيحة، وليس الاعتماد فقط على ملاحظة الرجل أن لديه «عدم رضا واكتفاء» بدرجة الانتصاب للعضو الذكري. والطريقة الطبية الأكثر استخداماً هي «الفهرس الدولي لوظيفة الانتصاب» International Index of Erectile Function، وهو استبيان مكون من 15 عنصراً، ويعتبر المعيار الذهبي لتقييم المرضى بالنسبة لمشكلة ضعف الانتصاب.

4. تجدر ملاحظة أن هناك حالتين من ضعف الانتصاب، الحالة الأولى ضعف الانتصاب الذي قد يُعاني منه الرجل من آن لآخر أو أن الانتصاب الذي تكوّن لديه لا يستمر حتى إتمام العملية الجنسية. والحالة الثانية هي الضعف التام عن الانتصاب بشكل دائم. ولذا يقول أطباء كليفليلاند كلينك: «ثمة العديد من الدراسات التي حاولت معرفة مدى انتشار هذه المشكلة. وأفادت دراسة شيخوخة الذكور في ولاية ماساتشوستس أن المعاناة منها في أوقات دون أخرى ترتفع بشكل متزايد مع تقدم العمر، ونحو 40 في المائة من الرجال يتأثرون به بعد بلوغ سن 40 سنة، ونحو 70 في المائة من الرجال يتأثرون به في سن 70 سنة. أما حالة الضعف التام في الانتصاب فتصيب نحو 5 في المائة من الرجال في عمر 40 سنة، و15 في المائة منهم في عمر 70 سنة».

رصد عوامل الخطر والأسباب

5. قبل بدء تجربة العلاج الطبي لضعف الانتصاب، من الضروري معالجة عوامل الخطر القابلة للتعديل والتي تتسبب بضعف الانتصاب. ومعلوم أن عوامل الخطر لضعف الانتصاب تشمل التدخين، والسمنة، وأمراض القلب والأوعية الدموية، واضطرابات الكولسترول، وعدم انضباط مرض السكري، والاكتئاب، وجراحة البروستاتا، واضطرابات النوم، والتوتر النفسي، ومرض انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم، واضطرابات الغدة الدرقية، ونقص هرمون التستوستيرون.

وكل هذه حالات تتسبب بضعف الانتصاب، والتغلب على هذه المشكلة لديهم، يكون بضبط هذه العوامل ومعالجتها أولاً للتغلب على ضعف الانتصاب. كما يجب أن يستكشف التاريخ الدقيق للعوامل النفسية والاجتماعية والعلاقاتية مع شريكة الحياة والممارسات الجنسية، التي قد تؤثر على الأداء الجنسي. وقد يجدر النظر في الإحالة إلى معالج جنسي.

6. أولى خطوات معالجة ضعف الانتصاب، هي تحديد السبب أو الأسباب وراء نشوء حالة ضعف الانتصاب. وتوضح إرشادات علاج ضعف الانتصاب الصادرة عن الجمعية الأميركية لجراحة المسالك البولية، أن تعديل نمط عيش الحياة اليومية بطريقة صحية يحسن وظيفة الانتصاب ويقلل من معدل انخفاضه الوظيفي مع تقدم العمر.

وهذه نقطة مهمة يغفل عنها كثير من الرجال الذين يواجهون مشكلة ضعف الانتصاب ويتجهون تلقائياً نحو طلب تلقي أحد فئة أدوية مثبطات الفوسفوديستيراز من النوع 5 بأنواعها المختلفة في الصيدليات. ولا يلتفتون بشكل كامل نحو نصح الطبيب للمرضى بشأن تعديلات سلوكيات نمط الحياة اليومية.

وعلى سبيل المثال، تذكر الجمعية الأميركية لجراحة المسالك البولية أن بعد سنة واحدة من التوقف عن التدخين، وُجد أن المرضى لديهم تحسن بنسبة 25 في المائة في جودة الانتصاب. وكذلك الحال مع حفظ وزن الجسم ضمن المعدلات الطبيعية والحفاظ على ممارسة الرياضة البدنية ومعالجة انقطاع التنفس أثناء النوم وغيرها من الأسباب.

7. ضعف الانتصاب قد يظهر نتيجة الآثار الجانبية للأدوية التي يتناولها الشخص، وقد يُساهم في نشوء هذه المشكلة. وهنا قد يكون من الصعب على أدوية ضعف الانتصاب التغلب على تلك الآثار الجانبية. وعندما يشتبه الطبيب في أن «بعض» أدوية علاج الاكتئاب، أو ارتفاع ضغط الدم، أو الحساسية، أو إدرار البول، أو الأدوية الهرمونية، أو غيرها من أنواع الأدوية المستخدمة بشكل شائع في أوساط المرضى، قد تكون هناك ضرورية للبحث عن أدوية بديلة ذات آثار جانبية أفضل.

وللتوضيح على سبيل المثال، يرتبط تناول أدوية «حاصرات بيتا» بضعف الانتصاب، رغم عدم تحديد السبب بشكل جيد. وقد تساهم معرفة المريض بأن ضعف الانتصاب أحد الآثار الجانبية المحتملة لحاصرات بيتا، في عدم رضاه عن الوظيفة الانتصابية لديه بعد بدء تناوله حاصرات بيتا. ويمكن للطبيب النظر في تجربة دواء بديل للمرضى الذين يتناولون حاصرات بيتا من الجيل الأول (مثل بروبرانولول، أتينولول) إلى أدوية الجيل الثاني (ميتوبرولول، نيبيفولول) من حاصرات بيتا الأقل تسبباً بضعف الانتصاب. كما أن وصف أدوية أخرى لعلاج ارتفاع ضغط الدم، قد يكون أقل تسبباً في ضعف الانتصاب. ومع ذلك، يجب أن يظل علاج ارتفاع ضغط الدم هو الأولوية، لأن مرض ارتفاع ضغط الدم وعدم انضباط الارتفاعات فيه، سبب قوي في ضعف الانتصاب بحد ذاته. وكثيراً ما تتحسن قدرات الانتصاب بضبط ارتفاع ضغط الدم إلى المستويات المُستهدفة علاجياً.

أسباب عدم عمل «فياغرا»

8. السبب الأول لعدم عمل فياغرا أو غيره من أدوية فئة مثبط للفوسفوديستيراز - 5 هو أن مشكلة ضعف الانتصاب ليست ناجمة عن مشكلة في الأوعية الدموية التي تعمل على احتباس الدم في العضو الذكري. وهذا يعني أن عمل هذه الأدوية على زيادة تدفق الدم لا يُساعد في تنشيط الانتصاب. ويمكن أن يحدث هذا بسبب اعتلال الأعصاب أو مشاكل أخرى. وقد تشمل بعض الحالات العصبية التي قد تؤثر على فعالية الفياغرا ما يلي:

- اعتلال الأعصاب بسبب عدم انضباط نسبة السكر في الدم لدى مرضى السكري.

- مرض التصلب المتعدد.

- مرض باركنسون.

- جراحة سابقة في البروستاتا.

- السكتة الدماغية السابقة.

- إصابة مباشرة في أعصاب الحبل الشوكي.

9. الارتباط بين أمراض شرايين القلب وضعف الانتصاب قوي. ووجود مرض تضيق شرايين القلب قد يعني عدم عمل فياغرا نتيجة وجود عائق كبير أمام تدفق الدم في الشريان القضيبي. أي قد يكون هذا أحد أعراض تضيقات الشرايين المغذية للقضيب، وهو عامل خطر للإصابة بالنوبة القلبية والسكتة الدماغية. وفي هذه الحالة، لن تستجيب الشرايين للفياغرا لأنه مجرد موسع للأوعية الدموية. كما أن وجود تسريب وريدي، أي وجود صمامات لا تعمل بكفاءة في الأوردة التي تُصرّف تجمع الدم في القضيب، يعيق تماسك الانتصاب.

وبعد تناول فياغرا، قد يتدفق الدم بمعدل متزايد إلى القضيب، لكنه سيتسرب بالكامل ولن يبقى طويلاً بما يكفي للتسبب في الانتصاب. ووجود المشاكل النفسية بدرجة إكلينيكية مُؤثرة، قد يعيق عمل الفياغرا لدى البعض ممنْ لديهم القلق والاكتئاب والإجهاد المزمن، أو ضغوط في العلاقة مع شريكة الحياة أو لديهم قلق من كفاءة الأداء الجنسي.

الاستخدام غير الصحيح يمثل 56 - 81 % من حالات فشل العلاج

الجرعة ووقت تناول الدواء

10. وفقاً للجمعية الأميركية لجراحة المسالك البولية AUA، فإن «الاستخدام غير الصحيح» لفئة أدوية «مثبط للفوسفوديستيراز - 5» يمثل نسبة عالية من حالات فشل العلاج. وعدم تناول فياغرا، أو غيرها من أدوية تنشيط الانتصاب، بطريقة صحيحة، قد يُؤدي إلى عدم الاستفادة. وللتوضيح، هذه الأدوية تتشابه في طريقة عملها رغم أن ثمة اختلافات ثانوية فيما بينها نتيجة لأن لكل واحد منها تركيبة كيميائية مختلفة. الأمر الذي يُؤثر على طريقة عمل كل دواء منها، مثل مدى سرعة ظهور مفعول الدواء وسرعة اختفاء مفعوله والآثار الجانبية المحتملة. ويعمل عقار سيلدينافيل (فياغرا) بأقصى مستويات مفعوله عند تناوله على معدة فارغة قبل الممارسة الجنسية بساعة واحدة، ويدوم مفعوله لما يُقارب 6 ساعات. ولذا تجنب تناول الفياغرا مع وجبة كبيرة أو وجبة عالية الدهون، كما لا تتوقع أن تعمل الفياغرا قبل دقائق فقط من ممارسة الجنس. بينما يعمل عقار فاردينافيل (لفيترا) بأقصى مستويات مفعوله عند تناوله قبل الممارسة الجنسية بساعة واحدة، على معدة خالية أو ممتلئة. ويدوم مفعوله قرابة 7 ساعات. وبالمقابل، عقار تادالافيل (سيياليس) يُمكن تناوله مع الأكل أو من دونه قبل الممارسة الجنسية بمدة ساعة واحدة إلى اثنتين، ويدوم مفعوله لمدة 36 ساعة. وقد تكون الجرعة غير مناسبة.

ولذا فإن أول شيء يجب التحقق منه إذا لم يكن الفياغرا يعمل هو الجرعة المناسبة. والجرعة الأكثر شيوعاً من الفياغرا لعلاج ضعف الانتصاب هي 50 ملليغراما، والتي يتم تناولها قبل ساعة واحدة من النشاط الجنسي. ومع ذلك، قد لا يكون هذا كافياً لبعض الأشخاص. ويمكن للطبيب مساعدتك في تحديد ما إذا كانت الجرعة الأعلى من 100 ملليغرام تناسبك.

والمهم في كل ما تقدم ملاحظة أن فياغرا هو نوع من الأدوية المثبطة للفوسفوديستيراز 5. وتُستخدم أدوية مثبطة للفوسفوديستيراز 5 كعلاج أولي لضعف الانتصاب. ورغم أن مثبطات الفوسفوديستيراز 5 تميل إلى العمل بشكل جيد، فإنها قد لا تكون فعالة للجميع. وقد يكون هذا بسبب الظروف الصحية الأساسية وعوامل نمط الحياة، من بين أمور أخرى. وإذا لم يعمل أحد أنواع أدوية مثبطة للفوسفوديستيراز 5، قد يعمل نوع آخر من أدوية هذه الفئة. ولذا يجب التفكير في التحدث مع الطبيب إذا لم يساعد الفياغرا في علاج أعراض ضعف الانتصاب لديك. وقد يوصى بعلاج بديل بما سيكون هو الأفضل لك.