هل اقترب موعد العملية التركية في شمال سوريا؟

جانب من تدريبات قوات سورية موالية لتركيا عشية الهجوم المنتظر (أ.ف.ب)
جانب من تدريبات قوات سورية موالية لتركيا عشية الهجوم المنتظر (أ.ف.ب)
TT

هل اقترب موعد العملية التركية في شمال سوريا؟

جانب من تدريبات قوات سورية موالية لتركيا عشية الهجوم المنتظر (أ.ف.ب)
جانب من تدريبات قوات سورية موالية لتركيا عشية الهجوم المنتظر (أ.ف.ب)

يواصل الجيش التركي الدفع بتعزيزات مكثفة إلى خطوط التماس مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في محافظة حلب وسط مؤشرات على اقتراب الشروع في عملية عسكرية ستشمل منبج وتل رفعت لاستكمال إقامة منطقة آمنة على عمق 30 كيلومتراً داخل الأراضي سوريا.
وبدأت فصائل ما يعرف بـ«الجيش الوطني السوري» الموالي لتركيا إجراء عمليات مراجعة على الاستعدادات الأخيرة لانطلاق العملية العسكرية التي سبق أن أعلن عنها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في مايو (أيار) الماضي، قائلا إنها ستنطلق بين ليلة وضحاها عقب انتهاء تحضيرات إقامة الحزام الأمني على الحدود الجنوبية.
وكثفت وسائل الإعلام التركية على مدى الساعات الأخيرة نشر صور لاستعدادات فصائل الجيش الوطني في محافظة حلب. بينما أكد قادة في فصائل المعارضة الموالية لأنقرة أن العملية العسكرية «باتت أقرب من أي وقت مضى بعد وصول تعزيزات عسكرية نوعية» ونقلت وسائل إعلام تركية، الخميس، عن قادة بالجيش الوطني أن موعد إطلاق العمليات في ريفي حلب الشمالي والشرقي أصبحت مسألة أيام، وأنها ستكون على شكل هجوم سريع وخاطف على مختلف المحاور، وأنه تم إعطاء أوامر لمقاتلي الفصائل برفع الجاهزية القتالية إلى أعلى مستوى.
ودفع الجيش التركي على مدى الأيام الثلاثة الماضية بالمئات من عناصر القوات الخاصة التركية، وأرسل تعزيزات من الأسلحة النوعية إلى جبهتي منبج وتل رفعت. وتضمنت التعزيزات مئات الدبابات وراجمات الصواريخ والمدفعية. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن طائرة مسيرة تركية استهدفت، في ساعة متأخرة من ليل الأربعاء – الخميس، نقطة عسكرية لقوات «مجلس منبج العسكري»، التابعة لـ«قسد»، في منطقة العريمة بريف منبج، شرق حلب، حيث قتل أحد عناصر هذه القوات.
وجاء القصف بعد انتهاء زيارة لوفد من التحالف الدولي للحرب على «داعش»، ضم نحو 40 من الأميركيين والفرنسيين والبريطانيين، كان وصل إلى مطاحن منبج واجتمع مع قيادة «مجلس منبج العسكري» للتباحث في مستجدات المنطقة والتهديدات التركية، وتجول مساء الأربعاء، في المدينة والتقى مع الأهالي «لطمأنتهم إزاء العملية العسكرية التركية المحتملة»، قبل أن يغادر المنطقة.
أعلنت الإدارة الذاتية الكردية حالة الطوارئ تحسبا لاندلاع العملية التركية في أقرب وقت.
في الوقت ذاته، قصفت القوات التركية المتمركزة في قاعدة جبل الشيخ عقيل الواقعة على أطراف مدينة الباب بريف حلب الشرقي قرى تل مضيق ومزارع حساجك والنيربية وأم الحوش والشعالة ورادار الشعالة والحصية ما أدى إلى نزوح المئات من سكانها.
وجاء القصف التركي، بعد سقوط 4 صواريخ بالقرب من القاعدة التركية على أطراف قرية دابق قرب اخترين بريف حلب الشمالي، من مناطق سيطرة «قسد» والنظام السوري، حيث ردت القوات التركية بأكثر من 10 قذائف مدفعية وصاروخية.
وفي محور آخر، شهدت قريتا أم عشبة والداودية الواقعتان قرب خطوط التماس مع قوات «قسد» والنظام في منطقة أبو راسين ضمن ما يعرف بمنطقة «نبع السلام» الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها شرق رأس العين، تحركات للقوات التركية، حيث دخل رتل من المدرعات ضم 12 مصفحة من منطقة باب الفرج الحدودية واتجه جانب منها نحو قرية أم عشبة حيث توجد قاعدة عسكرية، والجانب الآخر إلى قاعدة في قرية الداودية.
وأعلنت الإدارة الكردية الذاتية لشمال وشرق سوريا حالة الطوارئ في مناطق سيطرتها جراء التهديدات التركية. وقالت بعد جلسة استثنائية، إنه تقرر «إعلان حالة الطوارئ العامة في عموم مناطق شمال وشرق سوريا والإيعاز لجميع المجالس والهيئات واللجان والمؤسسات التابعة لها، لإعداد خطط الطوارئ لمواجهة التهديدات التي تستهدف المنطقة».
وأضافت أنها «ستضع جميع الإمكانيات في خدمة حماية سكان المنطقة من أي هجوم تركي محتمل، وإعطاء المجلس التنفيذي الأولوية في مشاريعه لمواجهة هذه التهديدات».


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

أطلق الأردن سلسلة اتصالات مع دول عربية غداة استضافته اجتماعاً لبحث مسألة احتمالات عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومشاركتها في القمة المقبلة المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية هذا الشهر. وقالت مصادر أردنية لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماع عمّان التشاوري الذي عُقد (الاثنين) بحضور وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن وسوريا، ناقش احتمالات التصويت على قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية ضمن أنظمة الجامعة وآليات اعتماد القرارات فيها. وفي حين أن قرار عودة سوريا إلى الجامعة ليس مقتصراً على الاجتماعات التشاورية التي يعقدها وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن، فإن المصادر لا تستبعد اتفاق

شؤون إقليمية الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

بدأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس (الأربعاء) زيارة لدمشق تدوم يومين واستهلها بجولة محادثات مع نظيره السوري بشار الأسد تناولت تعزيز العلاقات المتينة أصلاً بين البلدين. وفيما تحدث رئيسي عن «انتصارات كبيرة» حققتها سوريا، أشار الأسد إلى أن إيران وقفت إلى جانب الحكومة السورية مثلما وقفت هذه الأخيرة إلى جانب إيران في حرب السنوات الثماني مع إيران في ثمانينات القرن الماضي. ووقع الأسد ورئيسي في نهاية محادثاتهما أمس «مذكرة تفاهم لخطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد». وزيارة رئيسي لدمشق هي الأولى التي يقوم بها رئيس إيراني منذ 13 سنة عندما زارها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم (الخميس)، إلى الأردن، مستهلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد به صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون للصحافيين المرافقين إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ووزير خارجيته، في مدينة العقبة على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة.