رؤساء البلديات العربية يسعون لإعادة توحيد «المشتركة» و«الموحدة»

TT

رؤساء البلديات العربية يسعون لإعادة توحيد «المشتركة» و«الموحدة»

في الوقت الذي يتصاعد فيه التوتر بين النواب العرب في الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي، وتتحدر لغة التخاطب إلى شتائم، باشر رؤساء البلديات العربية اتصالاتهما مع رؤساء «القائمة المشتركة للأحزاب العربية» و«القائمة الموحدة للحركة الإسلامية»، في محاولة لمصالحة الطرفين، والسعي إلى إعادة توحيد صفوفهما من جديد في الانتخابات القريبة المقبلة.
ورأى رئيس بلدية عرابة وسكرتير اللجنة القطرية لرؤساء السلطات العربية، عمر واكد نصار، أن «التدهور الذي نشهده في لغة التخاطب بين قادتنا السياسيين بات مقلقاً للغاية، خصوصاً في ظل الهجمة اليمينية العنصرية علينا وعلى شعبنا الفلسطيني في المناطق المحتلة. فنحن كمجتمع عربي نواجه تهديدات كبرى من القوى العنصرية والفاشية المتنامية في إسرائيل. البلديات العربية تعاني من أوضاع خطيرة، نتيجة لسياسة التمييز العنصري ضدنا والتباطؤ في تنفيذ القرارات الحكومية برفع الميزانيات وتمويل المشاريع. فإذا لم نعرف كيف نكون أقوياء ونعمل ونؤثر فإننا سندفع ثمناً باهظاً. ولن نكون أقوياء إلا بوحدتنا».
وأكد نصار، الذي ينتمي إلى «الجبهة الديمقراطية للسلم والمساواة»، وهي أحد أحزاب «القائمة المشتركة»، أن «الجمهور العربي، الذي رحب بوحدة المعسكرين في سنة 2015، قدم دعماً غير مسبوق وشارك في التصويت بنسبة 64 في المائة يومها، وأوصل 15 نائباً إلى الكنيست. لكنه في الانتخابات الأخيرة، وبعد أن رأى الانقسام في صفوف قيادته، شعر بالإحباط وانخفضت نسبة التصويت عنده إلى 41 في المائة فقط. وهذا أدى إلى انخفاض التمثيل العربي إلى 10 نواب (6 للمشتركة و4 للموحدة). ولا توجد رسالة أكثر وضوحاً من هذا. فالجمهور يقول لنا: اتحدوا ندعمكم».
رئيس بلدية رهط في النقب، فايز أبو صهيبان، وهو ينتمي إلى «الحركة الإسلامية»، قال: «العرب في إسرائيل بدأوا في تجربة مهمة عندما قام جناح (القائمة الموحدة) بدخول الائتلاف، وينبغي لهذه التجربة أن تنجح. وإن فشلت، يجب ألا يكون الطرف العربي هو الذي يُفشلها. وفي كل الحال تعد المهمة الملحة اليوم هي رفع نسبة التصويت بين العرب بغرض إدخال أكبر عدد من النواب ليمثلوهم». ورأى أن «مبادرة اللجنة القطرية التوجه إلى توحيد صفوف القيادة السياسية العربية تهدف إلى العودة لصيغة وحدة جميع الأحزاب العربية وإعادة تشكيل القائمة المشتركة كما كانت في عام 2015، لكن البداية ستكون في محاولة تقريب الأفكار ووضع الخلافات وراء ظهورنا والتوصل لاتفاق يقضي بتوحيد الأحزاب تحت إطار قائمة مشتركة... نحن نعرف أن احتمالية توحيد الأحزاب ليست سهلة، خصوصاً مع اختلاف نهج المشتركة ونهج الموحدة في التعاطي مع السياسة عبر الكنيست، لكننا في اللجنة القطرية سنعمل قدر المستطاع لتحقيق هذه الوحدة».
يُذكر أن معهداً إسرائيلياً متخصصاً في متابعة عمل النواب في البرلمان، أجرى تلخيصاً لعمل الكنيست في السنة الأخيرة، فوجد أن أعضاء الكنيست العرب كانوا من أنشط النواب. وجاء في الدراسة أن ثلاثة نواب عرب من القائمة المشتركة المعارضة، بقيادة بنيامين نتنياهو، إلى جانب نائب واحد من حزب المتدينين اليهود «يهدوت هتوراه»، احتلوا المراكز العشرة الأخيرة في اللائحة وكانوا مخيبين لآمال جمهورهم والأقل نشاطاً خلال السنة.
وبينت الدراسة أن القائمة المشتركة بشكل عام كانت أنشط الكتل البرلمانية على الإطلاق.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

الأمم المتحدة: نحو 70 % من قتلى حرب غزة نساء وأطفال

TT

الأمم المتحدة: نحو 70 % من قتلى حرب غزة نساء وأطفال

رجل يحمل امرأة فلسطينية فقدت ساقها عندما أُصيب منزل عائلتها في غارة إسرائيلية بمخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
رجل يحمل امرأة فلسطينية فقدت ساقها عندما أُصيب منزل عائلتها في غارة إسرائيلية بمخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

كشف تقرير للأمم المتحدة اليوم (الجمعة) أن النساء والأطفال يشكّلون «نحو 70 في المائة» من قتلى الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في الفترة بين نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 وأبريل (نيسان) 2024، بناء على تحليل تفصيلي لعينة ممثلة للضحايا، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحققت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان من أن «نحو 70 في المائة» من 8 آلاف و119 شخصاً، من بين 34 ألفاً و500 سُجّل مقتلهم في الأشهر الستة الأولى من الحرب «هم من الأطفال والنساء».

وفصّل تقريرها «الواقع المروِّع الذي يعيشه سكان إسرائيل وغزة منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023» عندما شنّت «حماس» هجومها غير المسبوق على الدولة العبرية الذي أدى إلى اندلاع حرب غزة.

ويفصّل أيضاً «بشكل معمق عمليات قتل المدنيين وانتهاك القانون الدولي» التي قد ترقى في كثير من الأحيان إلى «جرائم حرب» و«جرائم ضد الإنسانية»، وحتى «الإبادة الجماعية».

وأفادت الأمم المتحدة بأن التقرير يوضح «العبء الأكبر الذي يتحمله المدنيون جراء الهجمات».

رجل فلسطيني ينقل طفلة مصابة من منزلها الذي تأثر بالقصف الإسرائيلي على مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

وأشار التقرير إلى «استمرار الحكومة الإسرائيلية غير القانوني بعدم السماح بوصول المساعدات الإنسانية وتدمير البنية التحتية المدنية والنزوح الجماعي المتكرر».

وأضاف: «أدَّت هذه الممارسات التي تقوم بها القوات الإسرائيلية إلى مستويات غير مسبوقة من القتل والموت والإصابات والجوع والمرض والأوبئة».