تركيا لا ترى داعياً لاستعجال عمليتها العسكرية شمال سوريا

واصلت تعزيز قواتها في أرياف حلب وقصف مواقع «قسد»

منظر جوي لسوق للماشية في معرة مصرين بمحافظة إدلب شمال سوريا أمس (أ.ف.ب)
منظر جوي لسوق للماشية في معرة مصرين بمحافظة إدلب شمال سوريا أمس (أ.ف.ب)
TT

تركيا لا ترى داعياً لاستعجال عمليتها العسكرية شمال سوريا

منظر جوي لسوق للماشية في معرة مصرين بمحافظة إدلب شمال سوريا أمس (أ.ف.ب)
منظر جوي لسوق للماشية في معرة مصرين بمحافظة إدلب شمال سوريا أمس (أ.ف.ب)

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إنه ليس هناك داعٍ للاستعجال في شن عملية عسكرية محتملة في شمال سوريا سبق له الإعلان عنها في مايو (أيار) الماضي. وفي الوقت ذاته، واصل الجيش التركي الدفع بتعزيزات عسكرية لقواته هناك مع استمرار القصف على مواقع «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) المستهدفة بالعملية العسكرية.
وفي رده على سؤال عن تصريحاته التي أدلى بها الاثنين الماضي بشأن القيام بعمليات جديدة لاستكمال الحزام الأمني شمال سوريا، بمجرد الانتهاء من التحضيرات، وهل المقصود التحضيرات العسكرية أم الدبلوماسية وهل ثمة تحفظات روسية؟ قال إردوغان إنه ليس هناك داعٍ للاستعجال، وإن العملية ستنفذ عندما يحين الوقت المناسب.
وأضاف إردوغان، في تصريحات لصحافيين رافقوه في طريق العودة من مدريد حيث شارك في قمة قادة دول حلف شمال الأطلسي (ناتو): «قد نأتي على حين غرة ذات ليلة»، في إشارة إلى أن العملية قد تنفذ فجأة.
وكان إردوغان قد قال، الاثنين، إن العملية العسكرية التي تستهدف مواقع «قسد» في منبج وتل رفعت، بحسب النطاق المكاني للعملية الذي حدده من قبل، ستنطلق بعد اكتمال التحضيرات الخاصة بها لاستكمال «الحزام الأمني على حدودنا» مع سوريا.
وفي مايو (أيار) الماضي، أعلن إردوغان أن القوات التركية ستنفذ عملية عسكرية في شمال سوريا بهدف استكمال المناطق الآمنة على الحدود الجنوبية لبلاده، وأن العملية ستنطلق بين ليلة وضحاها وستشمل في مرحلتها الأولى منبج وتل رفعت بهدف تأمين الحدود الجنوبية لتركيا واستيعاب مزيد من اللاجئين السوريين في تركيا.
وحذرت الولايات المتحدة وكذلك روسيا من خطر أي تحرك عسكري تركي في شمال سوريا، بينما هدد النظام السوري بالتصدي لأي هجوم للجيش التركي.
في الوقت ذاته، واصل الجيش التركي الدفع بتعزيزات إلى قواعده ونقاطه المنتشرة في ريف حلب الشمالي. ودخل رتل عسكري جديد، أمس، من معبر باب السلامة الحدودي الواقع بين مدينة أعزاز شمال حلب وتركيا، تألف من 5 دبابات وراجمة صواريخ ثقيلة و15 ناقلة جنود مدرعة.
ويعد هذا هو الرتل الثالث الذي يدخل إلى المنطقة منذ 16 يونيو (حزيران) الماضي، إذ سبقه، الاثنين الماضي، رتل ضم آليات ثقيلة ومدرعات وناقلات جند وكاسحات ألغام، اتجه إلى القاعدة التركية في جبل الشيخ عقيل بمدينة الباب بريف حلب الشرقي، وذلك بعد رتل تألف من شاحنات تحمل دبابات ومدرعات مختلفة وناقلات جند دخل في 16 يونيو.
في غضون ذلك، قصفت القوات التركية وفصائل ما يعرف بـ«الجيش الوطني السوري» الموالي لأنقرة 4 قرى في ريف منبج الغربي شرق حلب، كما قصفت القوات التركية مزارع دير القاق بالجهة المقابلة لمعبر أبو الزندين وقرية الشعالة جنوب الباب بريف حلب الشمالي الشرقي. وقتل اثنان من المدنيين جراء قصف مدفعي نفذته القوات التركية المنتشرة في منطقة «درع الفرات» على أطراف قرية عرب حسن الواقعة بريف مدينة منبج الشمالي.
على صعيد آخر، رفعت السلطات التركية عدد الأحياء المغلقة أمام الأجانب الراغبين بتثبيت قيد النفوس فيها إلى 1169 بعد أن كانت 781 حياً. وبحسب بيان لدائرة الهجرة التركية، بدأ تطبيق القرار اعتباراً من أمس ويشمل 62 ولاية من عدد الولايات التركية البالغ 81 ولاية.
وتصدرت ولاية شانلي أورفا، بجنوب تركيا، عدد الأحياء التي جرى حظر التسجيل فيها بـ169 حياً، تلتها غازي عنتاب بـ161 حياً، ثم كيليس بـ82 حياً، وإسطنبول بـ53 حياً.
وأعلن وزير الداخلية سليمان صويلو، في يونيو الماضي، أنه سيتم تخفيض نسبة الأجانب الذين يمكنهم الإقامة في الأحياء من 25 إلى 20 في المائة، اعتباراً من أول يوليو (تموز) الحالي، وبناءً على ذلك سيتم إغلاق 1200 حي أمام طلبات الإقامة.
في السياق، طالب رئيس حزب «التغيير» التركي المعارض، مصطفى ساري غل، بتوزيع اللاجئين السوريين وغيرهم بالتساوي على دول الاتحاد الأوروبي بما يتناسب مع سكانها، قائلاً: «إنه أمر غير عادل أن يجلس الاتحاد الأوروبي مرتاح البال وخالي المسؤولية من عبء اللاجئين». وأضاف أن الاتحاد الأوروبي ترك 6.5 مليون لاجئ على أراضي تركيا بالتزامن مع حديثه عن حقوق الإنسان، معتبراً «أنه مجتمع منافق... لقد فتح أبوابه أمام 4.5 مليون لاجئ أوكراني وأغلق أبوابه أمام السوريين».


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

هوكستين: القوات الإسرائيلية ستنسحب قبل انتشار الجيش اللبناني في الجنوب

المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
TT

هوكستين: القوات الإسرائيلية ستنسحب قبل انتشار الجيش اللبناني في الجنوب

المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)

أكد المبعوث الأميركي، آموس هوكستين، الأربعاء، أن القوات الإسرائيلية ستنسحب من المناطق الجنوبية قبل انتشار الجيش اللبناني، وذلك غداة إعلان التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله».

وأضاف هوكستين في تصريحات تلفزيونية لوسائل إعلام لبنانية: «(حزب الله) انتهك القرار 1701 لأكثر من عقدين وإذا انتهك القرارات مجدداً سنضع الآليات اللازمة لذلك».

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس، وقفاً لإطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» دخل حيّز التنفيذ في الرابعة صباحاً بالتوقيت المحلّي.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الاتفاق سيسمح لبلاده التي ستحتفظ «بحرية التحرّك» في لبنان، وفق قوله، بـ«التركيز على التهديد الإيراني»، وبـ«عزل» حركة «حماس» في قطاع غزة.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن اتفاق وقف النار في لبنان يجب أن «يفتح الطريق أمام وقف للنار طال انتظاره» في غزة.

وأعلن الجيش اللبناني، اليوم، أنه بدأ نقل وحدات عسكرية إلى قطاع جنوب الليطاني، ليباشر تعزيز انتشاره في القطاع، بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، وذلك بعد اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، الذي بدأ سريانه منذ ساعات.

وقال الجيش في بيان إن ذلك يأتي «استناداً إلى التزام الحكومة اللبنانية بتنفيذ القرار (1701) الصادر عن مجلس الأمن بمندرجاته كافة، والالتزامات ذات الصلة، لا سيما ما يتعلق بتعزيز انتشار الجيش والقوى الأمنية كافة في منطقة جنوب الليطاني».

وأضاف أن الوحدات العسكرية المعنية «تجري عملية انتقال من عدة مناطق إلى قطاع جنوب الليطاني؛ حيث ستتمركز في المواقع المحددة لها».

وكان رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي قد أعلن في وقت سابق أن لبنان سيعزز انتشار الجيش في الجنوب في إطار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

وقال ميقاتي بعد جلسة حكومية إن مجلس الوزراء أكّد الالتزام بقراره «رقم واحد، تاريخ 11/10/2014، في شقه المتعلق بالتزام الحكومة اللبنانية تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701... بمندرجاته كافة لا سيما فيما يتعلق بتعزيز انتشار الجيش والقوى الأمنية كافة في منطقة جنوب الليطاني».

وطالب في الوقت نفسه «بالتزام العدو الإسرائيلي بقرار وقف إطلاق النار والانسحاب من كل المناطق والمواقع التي احتلها، تنفيذا للقرار 1701 كاملا».

وأرسى القرار 1701 وقفا للأعمال الحربية بين إسرائيل و«حزب الله» بعد حرب مدمّرة خاضاها في صيف 2006.

وينصّ القرار كذلك على انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان، وتعزيز انتشار قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) وحصر الوجود العسكري في المنطقة الحدودية بالجيش اللبناني والقوة الدولية.وأعرب ميقاتي في الوقت نفسه عن أمله بأن تكون الهدنة «صفحة جديدة في لبنان... تؤدي إلى انتخاب رئيس جمهورية» بعد عامين من شغور المنصب في ظلّ الخلافات السياسية الحادة بين «حزب الله» حليف إيران، وخصومه السياسيين.

من جهته، دعا رئيس البرلمان اللبناني وزعيم حركة أمل نبيه بري النازحين جراء الحرب بين إسرائيل و«حزب الله»، للعودة إلى مناطقهم مع بدء سريان وقف إطلاق النار. وقال في كلمة متلفزة «أدعوكم للعودة إلى مسقط رؤوسكم الشامخة... عودوا إلى أرضكم التي لا يمكن أن تزداد شموخاً ومنعة إلا بحضوركم وعودتكم إليها».ودعا كذلك إلى «الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية» بعد عامين من شغور المنصب.

ومن المنتظر أن تتولى الولايات المتحدة وفرنسا فضلاً عن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وقال هوكستين إن بلاده ستدعم الجيش اللبناني الذي سينتشر في المنطقة. وأكد: «سندعم الجيش اللبناني بشكل أوسع، والولايات المتحدة هي الداعم الأكبر له، وسنعمل مع المجتمع الدولي جنبا إلى جنب».