الروبل الروسي الأفضل أداء في 2022... والين في أزمة

«المركزي» الياباني متفائل... وأوروبا متخوفة

يواصل الروبل الروسي أداءه المتفوق ليصبح الأفضل عالمياً (إ.ب.أ)
يواصل الروبل الروسي أداءه المتفوق ليصبح الأفضل عالمياً (إ.ب.أ)
TT

الروبل الروسي الأفضل أداء في 2022... والين في أزمة

يواصل الروبل الروسي أداءه المتفوق ليصبح الأفضل عالمياً (إ.ب.أ)
يواصل الروبل الروسي أداءه المتفوق ليصبح الأفضل عالمياً (إ.ب.أ)

تغيّرت خارطة أداء العملات العالمية خلال الأسابيع الأخيرة، ليتسيّد الروبل الروسي عملات العالم من حيث الأداء، فيما تتراجع قوة الين بعنف في ظل الضغوط الاقتصادية.
وقفز الروبل لأعلى مستوياته في سبعة أعوام أمام الدولار واليورو في بورصة موسكو يوم الثلاثاء، مدعوماً بقيود على تحركات رؤوس الأموال ومدفوعات ضرائب في نهاية الشهر.
ومساء الثلاثاء، كان الروبل مرتفعاً 3.22 في المائة عند 53.84 مقابل الدولار، وهو أقوى مستوى له منذ يونيو (حزيران) عام 2015. وأمام اليورو، صعد الروبل 4.02 في المائة إلى 56.48، وهو أعلى مستوى منذ مايو (أيار) عام 2015 أيضاً.
ويلقى الروبل، الذي أصبح العملة الأفضل أداء في العالم هذا العام، دعماً من ارتفاع إيرادات روسيا من صادرات السلع الأولية وهبوط حاد في الواردات وحظر على سحوبات الأسر من المدخرات بالعملة الأجنبية.
واستمد الروبل دعماً أيضاً من مدفوعات ضرائب الشركات أوائل الأسبوع المقبل. وبالنسبة للشركات التي تركز على التصدير، فإن ذلك يعني تحويل إيراداتها بالدولار واليورو إلى الروبل.
في المقابل، هوى الين الياباني إلى أدنى مستوى في 24 عاماً أمام الدولار الأميركي يوم الثلاثاء، وسط تناقض صارخ بين السياسة النقدية شديدة التيسير التي ينتهجها بنك اليابان المركزي وتصميم مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي على زيادات نشطة في أسعار الفائدة لكبح تضخم جامح.
وهبط الين 1.1 في المائة إلى 136.455 مقابل الدولار وهو أدنى مستوى له منذ أكتوبر (تشرين الأول) 1998، موسعاً خسائره التي أفقدته بالفعل أكثر من 18 في المائة من قيمته أمام العملة الخضراء هذا العام.
وجاءت تراجعات الين بعد أن بدد بنك اليابان المركزي، يوم الجمعة، أي توقعات بتغيير في السياسة النقدية، وواصل الوقوف وحيداً بين البنوك المركزية الكبرى الأخرى في التعهد بسياسة نقدية شديدة التيسير.
وهبط الين أيضاً 1.3 في المائة أمام العملة الأوروبية إلى 143.78 لليورو، وهو أدنى مستوى له منذ التاسع من يونيو.
ويأتي هبوط الين في وقت أظهر فيه محضر الاجتماع الأخير لمجلس السياسة النقدية في البنك المركزي الياباني الذي نشر يوم الأربعاء، أن المجلس يرى أن الاقتصاد الياباني يواصل السير في الاتجاه الصحيح، رغم أن التحسن ما زال محدوداً بسبب استمرار ظهور إصابات جديدة بفيروس كورونا.
وبحسب محضر الاجتماع الذي عقد يومي 27 و28 أبريل (نيسان) الماضي، فإن الصادرات والناتج الصناعي لليابان يواصلان التحسن، رغم استمرار ضعف التوظيف والدخول بشكل عام. كما أشار أعضاء المجلس إلى ارتفاع توقعات التضخم وبشكل خاص نتيجة ارتفاع أسعار المواد الخام. ووافق المجلس على استمرار السياسة النقدية التكيفية ما دامت لازمة من أجل زيادة معدل التضخم إلى مستوى 2 في المائة سنوياً.
وخلال ذلك الاجتماع، قرر مجلس السياسة النقدية الإبقاء على إجراءات التحفيز النقدية الضخمة، وسعر الفائدة عند مستوى سالب 0.5 في المائة، وزيادة توقعات معدل التضخم.
وبعيداً عن الأداء الحاد للعملتين الروسية واليابانية، انخفض اليورو والجنيه الإسترليني يوم الأربعاء مع عودة المخاوف من أن رفع أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية الرئيسية لاحتواء التضخم يهدد بإبطاء النمو العالمي بصورة حادة أو حتى بحدوث موجة ركود.
وأظهرت بيانات أن تضخم أسعار المستهلكين في بريطانيا وصل إلى أعلى مستوى له منذ 40 عاماً عند 9.1 في المائة، ما دفع الجنيه الإسترليني إلى الانخفاض واحداً في المائة تقريباً ليهبط إلى أدنى مستوياته في أسبوع عند 1.2162 دولار، قبل أن يقلّص بعضاً من خسائره. وانخفض 0.2 في المائة إلى 1.2254 دولار بحلول الساعة 1115 بتوقيت غرينتش. ومع شعور المستثمرين بالقلق مرة أخرى إزاء آفاق النمو العالمي، صعد الدولار الأميركي الذي يعد ملاذاً آمناً أمام معظم العملات الرئيسية الأخرى.
والحدث الرئيسي الآخر يوم الأربعاء كان بداية شهادة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم بأول، التي تستمر يومين أمام الكونغرس، حيث يتلمس المستثمرون المزيد من المؤشرات حول ما إذا كان المجلس سيبحث رفع سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس في اجتماعه الشهر المقبل.
وصعد مؤشر الدولار، الذي يقيس قيمته أمام سلة من ست عملات منها اليورو والين، 0.05 في المائة عند 104.5، وانخفض مؤشر اليورو 0.1 في المائة إلى 1.0524 دولار.
وفيما يتعلق بالعملات المرتبطة بالسلع، انخفضت الكرونة النرويجية 1.3 في المائة مقابل الدولار إلى 9.9750، بينما انخفض الدولار الأسترالي 0.94 في المائة إلى 0.6907 دولار، وذلك بفعل تراجع أسعار السلع الأساسية أيضاً.


مقالات ذات صلة

إسبانيا تحقق في احتمال دخول نفط روسي إليها عبر دول أخرى

الاقتصاد إسبانيا تحقق في احتمال دخول نفط روسي إليها عبر دول أخرى

إسبانيا تحقق في احتمال دخول نفط روسي إليها عبر دول أخرى

أعلنت الحكومة الإسبانية أمس (الجمعة) فتح تحقيق في احتمال دخول شحنات من النفط الروسي إلى أراضيها عبر دول ثالثة ودعت إلى بذل جهود أوروبية مشتركة لـ«تعزيز إمكانية تتبع» واردات المحروقات. وقالت وزيرة الانتقال البيئي الإسبانية تيريزا ريبيرا في رسالة: «في مواجهة أي شكوك، من الضروري التحقق» مما إذا كانت «المنتجات المستوردة تأتي من المكان المشار إليه أو من بلد آخر وما إذا كانت هناك أي مخالفة». وأوضحت الوزيرة الإسبانية أن «هذه المخاوف» هي التي دفعت إسبانيا إلى «التحقيق» في إمكانية وصول نفط روسي إلى أراضيها، مذكرة بأن واردات المحروقات «مرفقة نظريا بوثائق تثبت مصدرها».

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الاقتصاد موسكو تسيطر على شركتي طاقة أوروبيتين وتهدد بالمزيد

موسكو تسيطر على شركتي طاقة أوروبيتين وتهدد بالمزيد

سيطرت موسكو على أصول شركتين للطاقة، ألمانية وفنلندية، ردا على المعاملة بالمثل لشركات روسية موجودة في أوروبا، وهددت بتوسيع قائمة الشركات الأجنبية المستهدفة بمصادرة «مؤقتة» لأصولها داخل البلاد. وقال الكرملين، أمس الأربعاء، إن تحرك موسكو للسيطرة المؤقتة على أصول مجموعة «فورتوم» الفنلندية للطاقة و«يونيبر» الألمانية التي كانت تابعة لها، جاء ردا على ما وصفه بالاستيلاء غير القانوني على أصول روسية في الخارج. تمتلك «يونيبر»، الشركة الأم، حصة 83.7 في المائة في شركة «يونيبرو»، الفرع الروسي، التي زودت ألمانيا لسنوات بشحنات الغاز الطبيعي. ودخلت الشركة في ضائقة شديدة العام الماضي بسبب قطع إمدادات الغاز الرو

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم الكرملين يهدّد بمصادرة أصول مزيد من الشركات الأجنبية في روسيا

الكرملين يهدّد بمصادرة أصول مزيد من الشركات الأجنبية في روسيا

حذّر الكرملين اليوم (الأربعاء)، من أن روسيا قد توسّع قائمة الشركات الأجنبية المستهدفة بمصادرة مؤقتة لأصولها في روسيا، غداة توقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمرسوم وافق فيه على الاستيلاء على مجموعتَي «فورتوم» و«يونيبر». وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف لصحافيين: «إذا لزم الأمر، قد توسّع قائمة الشركات. الهدف من المرسوم هو إنشاء صندوق تعويضات للتطبيق المحتمل لإجراءات انتقامية ضد المصادرة غير القانونية للأصول الروسية في الخارج».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد دراسة تُظهر خروقات واسعة لسقف أسعار النفط الروسي في آسيا

دراسة تُظهر خروقات واسعة لسقف أسعار النفط الروسي في آسيا

قال فريق من الباحثين إنه من المرجح أن سقف أسعار النفط المحدد من جانب مجموعة السبع شهد خروقات واسعة في آسيا في النصف الأول من العام، حسبما أفادت وكالة الأنباء الألمانية. وقام فريق الباحثين بتحليل بيانات رسمية بشأن التجارة الخارجية الروسية إلى جانب معلومات خاصة بعمليات الشحن، حسبما نقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء، اليوم (الأربعاء). وفي ديسمبر (كانون الأول)، فرضت مجموعة الدول الصناعية السبع حداً أقصى على أسعار النفط الروسي يبلغ 60 دولاراً للبرميل، مما منع الشركات في تلك الدول من تقديم مجموعة واسعة من الخدمات لا سيما التأمين والشحن، في حال شراء الشحنات بأسعار فوق ذلك المستوى. ووفقاً لدراسة التجارة وب

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد موسكو تضع يدها على الأصول الروسية لشركتَي طاقة أجنبيتين

موسكو تضع يدها على الأصول الروسية لشركتَي طاقة أجنبيتين

وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوماً يضع الشركات الروسية التابعة لاثنين من مورّدي الطاقة الأجانب («يونيبر» الألمانية، و«فورتوم أويج» الفنلندية) تحت سيطرة الدولة، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وقال المرسوم الذي نُشر أمس (الثلاثاء)، إن هذه الخطوة رد فعل ضروري على التهديد بتأميم الأصول الروسية في الخارج. وهدد المرسوم بأنه في حالة مصادرة أصول الدولة الروسية أو الشركات الروسية أو الأفراد في الخارج، ستتولى موسكو السيطرة على الشركات الناشئة من الدولة الأجنبية المقابلة. وتمتلك «يونيبر» حصة 83.73 في المائة في شركة «يونيبرو» الروسية الفرعية، التي زوّدت ألمانيا لسنوات بشحنات الغاز الطبيعي. ودخلت ا

«الشرق الأوسط» (موسكو)

إطلاق الجولة الثالثة من مشاريع الهيدروجين الأخضر في عُمان

وزير الطاقة العماني يتحدث خلال إطلاق الجولة الثالثة من مزايدات مشاريع الهيدروجين الأخضر (وكالة الأنباء العمانية)
وزير الطاقة العماني يتحدث خلال إطلاق الجولة الثالثة من مزايدات مشاريع الهيدروجين الأخضر (وكالة الأنباء العمانية)
TT

إطلاق الجولة الثالثة من مشاريع الهيدروجين الأخضر في عُمان

وزير الطاقة العماني يتحدث خلال إطلاق الجولة الثالثة من مزايدات مشاريع الهيدروجين الأخضر (وكالة الأنباء العمانية)
وزير الطاقة العماني يتحدث خلال إطلاق الجولة الثالثة من مزايدات مشاريع الهيدروجين الأخضر (وكالة الأنباء العمانية)

أعلنت شركة هيدروجين عُمان (هايدروم)، اليوم (الأربعاء)، إطلاق الجولة الثالثة من المزايدات العلنية على أراضي مشاريع الهيدروجين الأخضر في عُمان، ومن المقرر البدء بها مطلع عام 2025.

وقال وزير الطاقة والمعادن العماني ورئيس مجلس إدارة «هايدروم»، سالم العوفي، إن إعلان خطط الجولة الثالثة من المزادات يُظهر التزام عُمان بمواصلة تطوير هذا القطاع الواعد وفق خطوات مدروسة ورؤية استراتيجية، مشيراً إلى أنه سيتم التركيز على تعزيز القيمة الحقيقية لكل مشروع، سواء من حيث الاستدامة أو الابتكار التكنولوجي أو الأثر الاقتصادي؛ من خلال استثمار موارد الدولة المتجددة وموقعها الجغرافي.

في حين ذكرت الشركة أن هذه الجولة استراتيجيات جديدة لتخصيص الأراضي، وتطوير إجراءات مزايدة أكثر كفاءة، ودراسة إمكانية اقتراح آليات مبتكرة مثل المزادات ثنائية الجوانب التي تهدف إلى ربط قطاع إنتاج الهيدروجين الأخضر بالصناعات التحويلية مثل الحديد الأخضر والأسمدة. وأكدت على تركز الجولة المقبلة لجذب المستثمرين العالميين والمحليين، مع إعطاء الأولوية لتعزيز المحتوى المحلي، وضمان جاهزية البنية الأساسية، والتوافق مع متطلبات الأسواق العالمية، ما يدعم تطور منظومة الهيدروجين في عُمان ويعزز مكانتها على خريطة قطاع الطاقة المتجددة.

ومن المتوقع فتح باب تقديم العطاءات في الربع الأول من عام 2025، على أن يتم الإعلان عن المشاريع الفائزة بين الربع الأخير من العام نفسه والربع الأول من عام 2026.

وقال العوفي إنه يسعى لبناء منظومة متكاملة للهيدروجين الأخضر، تسهم في تحقيق التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة، حيث يمثل هذا التوجه ركيزة أساسية في رؤيته لتعزيز الشراكات الدولية، وتوفير حلول مبتكرة تُسهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية المستدامة على المستويين المحلي والدولي.

وتم خلال جلسات العمل مناقشة موضوع التعاون الجاري لتطوير ممر الهيدروجين السائل، الذي أُطلق خلال مؤتمر الأطراف «كوب 28» عبر اتفاقية دراسة مع ميناء أمستردام وشركة «أيكولوج» وشركة «إن بي دبليو»، مؤكداً أن هذا التعاون حقق إنجازاً مهماً تمثل في استكمال دراسة أكدت جدوى إنشاء سفن نقل متخصصة لتصدير الهيدروجين المسال.

وأكد العوفي أن ميناء «الدقم» يعد محوراً استراتيجيّاً لهذه الجهود، حيث يدعم تصدير الهيدروجين الأخضر من عُمان إلى الأسواق الأوروبية عبر ميناء أمستردام، وإلى أسواق آسيا والمحيط الهادئ عبر سنغافورة.

من جانبه أوضح المدير العام لشركة «هايدروم»، عبد العزيز الشيذاني، أن المشاركة الواسعة في يوم المستثمر الذي تنظمه الشركة، عكست مدى الاهتمام العالمي والثقة في رؤية عُمان لتطوير اقتصاد الهيدروجين الأخضر، حيث مثلت الفعالية فرصة قيّمة لتبادل الرؤى وتعزيز الحوار مع الشركاء العالميين حول تطوير القطاع. وأكد على أن الحوارات والشراكات وما تم الإعلان عنه خلال الفعالية يبرز الجهود المشتركة لما تحقق، ويمهد الطريق لاستكشاف المزيد من الفرص التي تعزز مسيرة شركة هيدروجين عُمان نحو الإسهام في خطة سلطنة عُمان للتحول في قطاع الطاقة.