الطاقة والغذاء... يتصدران مباحثات رئيسة المفوضية الأوروبية بالقاهرة

خلال زيارة وشيكة لمصر

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره البولندي أندريه دودا في القاهرة أواخر الشهر الماضي (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره البولندي أندريه دودا في القاهرة أواخر الشهر الماضي (الرئاسة المصرية)
TT

الطاقة والغذاء... يتصدران مباحثات رئيسة المفوضية الأوروبية بالقاهرة

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره البولندي أندريه دودا في القاهرة أواخر الشهر الماضي (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره البولندي أندريه دودا في القاهرة أواخر الشهر الماضي (الرئاسة المصرية)

(تحليل إخباري)
بدأت أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية، زيارة إلى المنطقة استهلتها بإسرائيل، أمس، ومن المقرر أن تتضمن كذلك مصر، فيما يبرز ملفان رئيسيان على جدول المباحثات بين الأطراف الثلاثة، وهما: «الطاقة، والغذاء». ومنذ اندلاع أزمة الصراع الروسي - الغربي في أوكرانيا، أقرت دول الاتحاد بضرورة «إيجاد مصادر جديدة لإمدادات الطاقة والحد من الاعتماد على موسكو»، فيما تأثرت على نحو لافت عمليات تصدير القمح من أوكرانيا إلى عدد من دول المنطقة، من بينها مصر، التي لجأت بدورها إلى أسواق جديدة بعضها أوروبية لتدبير احتياجاتها. ووفق الإفادات الرسمية قبل الزيارة، وكذلك التسريبات المتعلقة بجدول أعمالها، فإنه من المنتظر أن تشهد زيارة فون دير لاين، توقيع مذكرة تفاهم بين الاتحاد ومصر وإسرائيل بهدف ضمان تصدير الغاز بشكل منتظم إلى أوروبا. وفقاً لمسودة بيان حول الاتفاق المرتقب، كشفت عنها شبكة «بلومبرغ»، مطلع الشهر الحالي، فإن «الصفقة ستشمل إسالة الغاز الطبيعي الإسرائيلي في مصانع مصرية قبل شحنه إلى الاتحاد الأوروبي»، وأضافت المسودة أن «أمن إمدادات الغاز هو مصدر قلق رئيسي مشترك، وستعمل مصر والاتحاد الأوروبي معاً على التسليم المستقر للغاز إلى الاتحاد الأوروبي». وستركز اللقاءات، وفق بيان زيارة المسؤولة الأوروبية، على «التعاون في مجال الطاقة بشكل رئيسي». وقبل بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، كان الاتحاد الأوروبي يستورد أكثر من ربع النفط الذي يحتاج إليه من روسيا. وأعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال لقاء مع نظيره البولندي، أندريه دودا، قبل أسبوعين تقريباً، عن اعتقاده بأن «الأزمة الروسية - الأوكرانية التي تلقي بظلالها على الاقتصاد العالمي بأسره تهدد الأمن الغذائي لمختلف دول العالم»، موضحاً أن بلاده تتبنى «السبل كافة المؤدية إلى التهدئة والتوصل لحل سلمي للنزاع، وكذلك أهمية إيجاد البدائل والحلول لتجنيب الشعوب الآثار السلبية». وحسب بيان للمفوضية الأوروبية، فإن رئيستها التي يصحبها خلال زيارتها إلى تل أبيب، رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، ستلتقي اليوم (الثلاثاء) برئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت.
وفي أواخر الشهر الماضي، أعلنت وزيرة الطاقة الإسرائيلية كارين إلحرار، عن أنه «تم تشكيل فريق عمل بين إسرائيل ومصر وأوروبا لإعداد ترتيبات التصدير»، معتبرة أن «هناك فرصة حقيقية أمام إسرائيل لتصدير الغاز الطبيعي إلى أوروبا، وأنها تأمل في التوقيع على اتفاق مبدئي قريباً».
وفي السنوات الأخيرة، حولت اكتشافات الغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط، إسرائيل، من مستورد للغاز الطبيعي إلى مصدر له.
على صعيد الغذاء، فإن فون دير لاين، قالت قبيل زيارتها إن مباحثاتها في مصر تأتي «في إطار الجهود الأوروبية لتجنب أزمة غذاء عالمية تلوح في الأفق»، وأضافت مخاطبة أعضاء البرلمان الأوروبي: «سأكون في مصر لأناقش مع المسؤولين كيف يمكننا الدعم بشأن الأمن الغذائي في المنطقة والعالم».
ونوهت رئيسة المفوضية الأوروبية بأن «أفريقيا تعتمد اليوم بشدة على واردات الغذاء، وهذا يجعلها عرضة للخطر»، مشددة على أهمية المساعدات الإنسانية للقارة السمراء في الوقت الراهن، لكن على المدى المتوسط إلى الطويل، يجب ألا نجلب الغذاء إلى البلدان الأفريقية بل التكنولوجيا اللازمة لإنتاجه محلياً.


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


الدبيبة متحدياً من «يريدون السلطة» في ليبيا: لن تحكمونا

الدبيبة خلال فعالية شبابية في مصراتة الليبية (من مقطع فيديو بثته منصة «حكومتنا»)
الدبيبة خلال فعالية شبابية في مصراتة الليبية (من مقطع فيديو بثته منصة «حكومتنا»)
TT

الدبيبة متحدياً من «يريدون السلطة» في ليبيا: لن تحكمونا

الدبيبة خلال فعالية شبابية في مصراتة الليبية (من مقطع فيديو بثته منصة «حكومتنا»)
الدبيبة خلال فعالية شبابية في مصراتة الليبية (من مقطع فيديو بثته منصة «حكومتنا»)

أثار عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» الليبية المؤقتة، حفيظة وغضب أنصار نظام الرئيس الراحل معمر القذافي، وعدد من أطياف المجتمع الراغبين في السلطة، بعدما تعهّد «بعدم إعادتهم إلى حكم البلاد مرة ثانية».

الدبيبة خلال فعالية شبابية في مصراتة الليبية (من مقطع فيديو بثته منصة «حكومتنا»)

وكان الدبيبة يلقي كلمة أمام فعاليات ختام «ملتقى شباب ليبيا الجامع» في مصراتة، مساء السبت، وتطرَّق فيها إلى «الذين يريدون العودة إلى السلطة»، مثل النظام السابق ومؤيدي «الملكية الدستورية»، بالإضافة إلى من يريد «العسكر»، وقال متحدياً: «لن يحكمونا».

ووجّه حديثه لليبيين، وقال: «هناك 4 مكونات هي أسباب المشكلة في ليبيا».

وتُعدّ هذه المرة الأولى التي يوجه فيها الدبيبة انتقادات لاذعة لكل هذه الأطراف مجتمعة، من منطلق أن «الحكم في ليبيا يحدَّد بالدستور وليس بخشم البندقية».

حفتر في لقاء سابق مع عدد من قادة قواته ببنغازي (الجيش الوطني)

ودون أن يذكر أسماء أشخاص، قال: «هناك من يريد الحكم بالسلاح، وآخرون يتخذون من الدين شعاراً ويريدون السلطة، بجانب من يدعون للعودة إليها مرة ثانية؛ سواء الملكية أم نظام القذافي»؛ في إشارة إلى سيف الإسلام القذافي، وأنصار «الملكية الدستورية» الذين يستهدفون تنصيب الأمير محمد السنوسي ملكاً على البلاد.

واستطرد الدبيبة: «النظام العسكري لن يحكمنا مرة أخرى، ولا تفكروا فيمن تجاوز الثمانين أو التسعين عاماً وما زال يحلم بحكم ليبيا»؛ في إشارة إلى المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني.

وخرجت صفحات، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، موالية للنظام السابق، تنتقد الدبيبة، وتتهم حكمه بـ«الفساد»، رافضة تلميحاته بشأن المشانق التي كانت تُعلَّق بالمدن الرياضية إبان عهد القذافي. وذلك في معرض تعليقه على هتاف مجموعة من الشباب للقذافي، بعد خسارة منتخبهم أمام بنين في تصفيات «أمم أفريقيا».

سيف الإسلام نجل الرئيس الراحل معمر القذافي (أ.ف.ب)

وبجانب انتقاده النظم السابقة، التي قال إنها «تريد العودة لحكم ليبيا»، تطرّق الدبيبة أيضاً إلى من «يستخدمون الشعارات الدينية»، ومن «ينادون بحكم القبيلة».

وتحدّث الدبيبة أمام جموع الشباب في أمور مختلفة؛ من بينها المجموعات المسلَّحة، التي كرر رغبته في «دمجها في مؤسسات الدولة، ومنح عناصرها رواتب»، مذكّراً بأن عماد الطرابلسي «كان زعيم ميليشيا، والآن لديه مسؤوليات لحفظ الأمن والاستقرار بصفته وزيراً للداخلية في حكومتي الشرعية».

وللعلم، أتى الدبيبة إلى السلطة التنفيذية في ليبيا، وفق مخرجات «حوار جنيف» في 5 فبراير (شباط) 2021 بولاية مؤقتة مدتها عام واحد فقط، للإشراف على الانتخابات العامة، لكنه يؤكد عدم تخليه عن السلطة إلا بإجراء انتخابات عامة في البلاد.

محمد السنوسي يتوسط شخصيات ليبية من المنطقة الغربية (حساب محمد السنوسي على «إكس»)

وكثّف الأمير محمد الحسن الرضا السنوسي لقاءاته بشخصيات ليبية في إسطنبول مؤخراً، ما طرح عدداً من الأسئلة حينها حول هدف الرجل المقيم في بريطانيا من مشاوراته الكثيرة مع أطياف سياسية واجتماعية مختلفة.

ومحمد الحسن هو نجل الرضا السنوسي، الذي عيَّنه الملك إدريس السنوسي ولياً للعهد في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1956، وتُوفي في 28 من أبريل (نيسان) 1992.

ولوحظ أن السنوسي، الذي لم يزرْ ليبيا منذ كان صبياً، يكثّف لقاءاته في الخارج بشخصيات ليبية مختلفة، بعضها ينتمي لقبائل من المنطقة الغربية، بالإضافة إلى الأمازيغ والطوارق؛ وذلك بهدف «إنجاح المساعي نحو حوار وطني شامل، تحت مظلة الشرعية الملكية الدستورية».

ولا تزال شروط الترشح لمنصب الرئيس في ليبيا عائقاً أمام التوافق بشأن القوانين اللازمة للاستحقاق المؤجل، في ظل وجود معارضة بشكل كامل لترشح مزدوجي الجنسية والعسكريين، والذين عليهم أحكام جنائية لهذا المنصب.