المعارضة السورية تكلف «مجالس عسكرية» مهمة «تحرير» منبج وتل رفعت

مقاتلون من المعارضة السورية المدعومة من تركيا في حقل بجبل الزاوية في ريف إدلب أبريل (نيسان) 2020 (رويترز)
مقاتلون من المعارضة السورية المدعومة من تركيا في حقل بجبل الزاوية في ريف إدلب أبريل (نيسان) 2020 (رويترز)
TT

المعارضة السورية تكلف «مجالس عسكرية» مهمة «تحرير» منبج وتل رفعت

مقاتلون من المعارضة السورية المدعومة من تركيا في حقل بجبل الزاوية في ريف إدلب أبريل (نيسان) 2020 (رويترز)
مقاتلون من المعارضة السورية المدعومة من تركيا في حقل بجبل الزاوية في ريف إدلب أبريل (نيسان) 2020 (رويترز)

كَلفت فصائل المعارضة المنضوية في «الجيش الوطني السوري»، المدعوم من أنقرة، المجالس العسكرية التي تشكلت أخيراً لمدينتي تل رفعت ومنبج بريف حلب، بقيادة العمليات العسكرية، بالتعاون مع القوات التركية، لـ«تحريرهما» من «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد).
وقال المقدم المهندس عدنان أبو فيصل، وهو قائد المجلس العسكري لمدينة منبج، إنه «تماشياً مع التطورات العسكرية المهمة في شمال حلب، والتحضير للعملية العسكرية الجديدة من قبل فصائل (الجيش الوطني السوري) والقوات التركية بهدف تحرير تل رفعت ومنبج من (قوات سوريا الديمقراطية) (قسد)، أوكلت مهمة قيادة العمليات العسكرية إلى المجالس العسكرية المشكلة مؤخراً في هاتين المدينتين، لمعرفتها بطبيعة المنطقة». وأضاف: «بالنسبة لمهام مجلس منبج العسكري، فإن الهدف الأساسي والرئيسي هو قيادة معركة تحرير تل رفعت ومنبج من قوات (قسد) بالتعاون مع الحليف التركي، والأمر الآخر هو حماية المدينتين والمدنيين من أي عمليات تخريبية أو انتهاكات قد تقوم بها مجموعات أو خلايا تخريبية تتبع لجهات مجهولة، وتوجيه فرق الهندسة لإزالة مخلفات الحرب». وأشار إلى أن عدد سكان منبج يبلغ نحو 120 ألف نسمة «غالبيتهم من العرب».
من جهته، قال قيادي في فصائل المعارضة، إن «جميع فصائل (الجيش الوطني السوري) أعلنت خلال الساعات الماضية جاهزيتها القتالية، وهي بانتظار ساعة الصفر لإطلاق العملية العسكرية بالاشتراك مع القوات التركية، ضد (قسد)»، مشيراً إلى أن المناطق التي ستشملها العملية هي تل رفعت ومنبج والقرى المجاورة لهما.
وأضاف أنه «جرى خلال اليومين الماضيين، تنسيق كبير بين قوات (قسد)، وقوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية، ما أفضى إلى السماح لعدد من قوات النظام بالتمركز في عدد من المواقع العسكرية لـ(قسد) في مناطق تل رفعت ومنطقة منغ بريف حلب، وتقدم عدد من أفراد الميليشيات الإيرانية إلى مواقع قريبة من خطوط التماس في منطقة الشهباء شمال غربي حلب». وتحدث عن «رصد وصول تعزيزات عسكرية جديدة لقوات النظام إلى مطار منغ، وأيضاً مئات العناصر من الميليشيات الإيرانية إلى منطقة دير حافر والسفيرة شمال شرقي حلب».
وقال ناشطون إن «المئات من المدنيين في قرية عون الدادات بريف منبج الشمالي، خرجوا بتظاهرة احتجاجية ضد (قوات سوريا الديمقراطية) (قسد)، حيث توجه المحتجون إلى معبر العون وحاجز معمل الزعتر، تنديداً بممارسات (قسد) ومواصلتها زرع الألغام في المناطق المدنية».
في سياق منفصل، حذرت منظمات محلية بينها منظمة الدفاع المدني السوري «الخوذ البيضاء» من خطر تدهور الأمن الغذائي في شمال غربي سوريا، في ظل استمرار القصف البري والجوي لقوات النظام والمقاتلات الروسية، واستهدافها المنشآت الصناعية والزراعية، ومحاولة روسيا منع إدخال المساعدات الإنسانية للسوريين عبر الحدود، ومطالبتها بإغلاق منفذ باب الهوى (شريان الحياة)، أمام المساعدات الإنسانية المقدمة من برنامج الغذاء العالمي للسوريين. وقال نشطاء في حماة وإدلب، شمال غربي سوريا، إن «مساحات كبيرة من مزارع القمح والشعير في القسم الشمالي من سهل الغاب (70 كيلومتراً شمال غربي حماة) تعرضت للحرائق بفعل القصف المتعمد من قبل قوات النظام والميليشيات الإيرانية المتمركزة في معسكرات البحصة وجورين، ما ألحق الضرر بأكثر من ألفي دونم من القمح والشعير، فضلاً عن قصف مزارع الزيتون والتين في مناطق جبل الزاوية جنوب إدلب».


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

أطلق الأردن سلسلة اتصالات مع دول عربية غداة استضافته اجتماعاً لبحث مسألة احتمالات عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومشاركتها في القمة المقبلة المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية هذا الشهر. وقالت مصادر أردنية لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماع عمّان التشاوري الذي عُقد (الاثنين) بحضور وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن وسوريا، ناقش احتمالات التصويت على قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية ضمن أنظمة الجامعة وآليات اعتماد القرارات فيها. وفي حين أن قرار عودة سوريا إلى الجامعة ليس مقتصراً على الاجتماعات التشاورية التي يعقدها وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن، فإن المصادر لا تستبعد اتفاق

شؤون إقليمية الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

بدأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس (الأربعاء) زيارة لدمشق تدوم يومين واستهلها بجولة محادثات مع نظيره السوري بشار الأسد تناولت تعزيز العلاقات المتينة أصلاً بين البلدين. وفيما تحدث رئيسي عن «انتصارات كبيرة» حققتها سوريا، أشار الأسد إلى أن إيران وقفت إلى جانب الحكومة السورية مثلما وقفت هذه الأخيرة إلى جانب إيران في حرب السنوات الثماني مع إيران في ثمانينات القرن الماضي. ووقع الأسد ورئيسي في نهاية محادثاتهما أمس «مذكرة تفاهم لخطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد». وزيارة رئيسي لدمشق هي الأولى التي يقوم بها رئيس إيراني منذ 13 سنة عندما زارها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.