الرئيس الجزائري يتعهد للمعارضة الإفراج عن معتقلي الحراك

جانب من محادثات الرئيس تبون مع الناشط المعارض عبد العزيز رحابي (رئاسة الجمهورية)
جانب من محادثات الرئيس تبون مع الناشط المعارض عبد العزيز رحابي (رئاسة الجمهورية)
TT

الرئيس الجزائري يتعهد للمعارضة الإفراج عن معتقلي الحراك

جانب من محادثات الرئيس تبون مع الناشط المعارض عبد العزيز رحابي (رئاسة الجمهورية)
جانب من محادثات الرئيس تبون مع الناشط المعارض عبد العزيز رحابي (رئاسة الجمهورية)

بينما نقلت قيادة «جبهة القوى الاشتراكية» عن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، عزمه الإفراج عن معتقلي الحراك، البالغ عددهم 300 شخص، انتخب مناضلو «التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية»، القيادي عثمان معزوز، رئيساً للحزب خلفاً لمحسن بلعابس.
وأكد يوسف أوشيش، السكرتير الأول لـ«القوى الاشتراكية»، أمس، في مؤتمر صحافي بالعاصمة، أن الرئيس تعهد بإطلاق سراح المعتقلين، وذلك خلال لقائهما بقصر الرئاسة الخميس الماضي، الذي بحث الأوضاع السياسية في البلاد، منها سجن ومتابعة النشطاء السياسيين المعارضين للحكومة.
وأفاد أوشيش بأنه طلب من الرئيس إلغاء مادة مثيرة للجدل في القانون الجنائي، تتعلق بمتابعة الأشخاص بتهمة الإرهاب. وهي المادة التي ترى المعارضة ونشطاء الحراك أنها «غطاء لتبرير سجن المعارضين». وتقول إنه تحت طائلة هذه المادة (87 مكرر)، يوجد في السجن الكثير من الأشخاص، غالبيتهم ينتمون لتنظيمي «رشاد» الإسلامي، و«حركة الحكم الذاتي في القبائل»، المصنفين جماعة إرهابية.
ولم يذكر أوشيش إن كان الرئيس قد حدد تاريخاً يستعيد فيه المساجين حريتهم، علماً بأن الصحافة قالت منذ مدة بأن ذلك سيكون عشية الخامس من يوليو (تموز) المقبل، الذي سيشهد الاحتفال السنوي باستقلال البلاد (1962).
واستهجن مسؤول الحزب الأقدم في المعارضة (تأسس عام 1963)، اعتقال رئيس بلدية تابع له بمنطقة القبائل. كما ندد بكون الاعتقال تم عشية دعوته للقاء الرئيس. وطالب أوشيش بإطلاق سراحه «فوراً ودون شروط»، مشيراً إلى أنه حدث الرئيس عن «ضرورة رفع القيود عن العمل السياسي، والتوقف عن حرمان الجزائريين من ممارسة حريتهم».
واستقبل تبون خلال الأسابيع الماضية قادة أحزاب وشخصيات سياسية، لكن لا أحد منهم نقل عنه أي وعد بشأن مصير المعتقلين، الذين لا تعترف لهم السلطة بصفة «سجناء الرأي»، وتعدهم «مخالفين للقانون». في المقابل، ذكر تبون في هذه اللقاءات أنه يريد «تأسيس جبهة داخلية قوية ضد المخاطر والمؤامرات الأجنبية». ووضع هذه الفكرة تحت عنوان «لم شمل الجزائريين».
وتعرض أوشيش لانتقاد شديد من طرف خصوم له في الحزب، يعدون أن قبول الجلوس إلى رئيس الدولة بمثابة «تنازل عن مبادئ» الحزب، الذي اشتهر في عهد مؤسسه ورئيسه رجل الثورة الراحل، حسين آيت أحمد، بمعارضته الراديكالية للسلطة.
إلى ذلك، اختار مناضلو «التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية»، ليلة أول من أمس، في ختام المؤتمر السادس للحزب، عثمان معزوز رئيساً جديداً، بعد تفوقه على مراد بياتور بفارق ضئيل من الأصوات. وصرح معزوز بعد انتخابه بأنه «يسدي الشكر والعرفان» لسلفه محسن بلعابس، الذي رفض الترشح لولاية ثالثة، مؤكداً أنه «سيحافظ على خط الحزب» المعروف برفضه لكل سياسات السلطة، بما في ذلك «الحوار»، الذي تجريه الرئاسة حالياً مع قادة الأحزاب. كما أنه قاطع انتخابات البرلمان التي جرت العام الماضي.
ويعد معزوز من بين نشطاء الحراك، الذين تعرضوا للمتابعة القضائية، بسبب مواقفهم من تسيير الشأن العام. وقد دانته المحكمة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بالسجن تسعة أشهر مع التنفيذ، من دون أمر بإيداعه الحبس الاحتياطي. واستأنف الحكم في انتظار ضبط تاريخ محاكمته في الاستئناف.
من جهة أخرى، يخوض أبو الفضل بعجي، أمين عام حزب «جبهة التحرير الوطني»، الذي يعد القوة السياسية الأولى والموالية للسلطة، «معركة تأديبية» مع مجموعة من معارضيه في الحزب، الذين نظموا مظاهرات أمام مقر «الجبهة» بالعاصمة للمطالبة برحيله. ويرتقب أن يحليهم على «هيئة الانضباط»، تمهيداً لفصلهم من الحزب قبل موعد المؤتمر المنتظر نهاية العام.
وكان القضاء قد دان بعضهم بالسجن مع وقف التنفيذ، على أثر شكوى رفعها الأمين العام الذي استخلف جمال ولد عباس، المسجون منذ عامين ونصف العام بتهم فساد.


مقالات ذات صلة

الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

شمال افريقيا الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

أكد وزيران جزائريان استعداد سلطات البلاد لتجنب سيناريو موسم الحرائق القاتل، الذي وقع خلال العامين الماضيين، وسبّب مقتل عشرات الأشخاص. وقال وزير الفلاحة والتنمية الريفية الجزائري، عبد الحفيظ هني، في ندوة استضافتها وزارته مساء أمس، إن سلطات البلاد أعدت المئات من أبراج المراقبة والفرق المتنقلة، إضافة لمعدات لوجيستية من أجل دعم أعمال مكافحة الحرائق، موضحاً أنه «سيكون هناك أكثر من 387 برج مراقبة، و544 فرقة متنقلة، و42 شاحنة صهريج للتزود بالمياه، و3523 نقطة للتزود بالمياه، و784 ورشة عمل بتعداد 8294 عوناً قابلاً للتجنيد في حالة الضرورة القصوى».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الجزائر: التماس بسجن وزير سابق 12 سنة مع التنفيذ

الجزائر: التماس بسجن وزير سابق 12 سنة مع التنفيذ

التمست النيابة بمحكمة بالجزائر العاصمة، أمس، السجن 12 سنة مع التنفيذ بحق وزير الموارد المائية السابق، أرزقي براقي بتهمة الفساد. وفي غضون ذلك، أعلن محامو الصحافي إحسان القاضي عن تنظيم محاكمته في الاستئناف في 21 من الشهر الحالي، علماً بأن القضاء سبق أن أدانه ابتدائياً بالسجن خمس سنوات، 3 منها نافذة، بتهمة «تلقي تمويل أجنبي» لمؤسسته الإعلامية. وانتهت أمس مرافعات المحامين والنيابة في قضية الوزير السابق براقي بوضع القضية في المداولة، في انتظار إصدار الحكم الأسبوع المقبل.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا رئيس الشورى السعودي يدعو من الجزائر لتوسيع الاستثمار ومصادر الدخل

رئيس الشورى السعودي يدعو من الجزائر لتوسيع الاستثمار ومصادر الدخل

استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في مقر القصر الرئاسي بالجزائر، الثلاثاء، الدكتور عبد الله آل الشيخ، رئيس مجلس الشورى السعودي الذي يقوم بزيارة رسمية؛ تلبية للدعوة التي تلقاها من رئيس مجلس الأمة الجزائري. وشدد آل الشيخ على «تبادل الخبرات لتحقيق المصالح التي تخدم العمل البرلماني، والوصول إلى التكامل بين البلدين اللذين يسيران على النهج نفسه من أجل التخلص من التبعية للمحروقات، وتوسيع مجالات الاستثمار ومصادر الدخل»، وفق بيان لـ«المجلس الشعبي الوطني» الجزائري (الغرفة البرلمانية). ووفق البيان، أجرى رئيس المجلس إبراهيم بوغالي محادثات مع آل الشيخ، تناولت «واقع وآفاق العلاقات الثنائية الأخوية، واس

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الجزائر: السجن بين 10 و15 سنة لوجهاء نظام بوتفليقة

الجزائر: السجن بين 10 و15 سنة لوجهاء نظام بوتفليقة

قضت محكمة الاستئناف بالعاصمة الجزائرية، أمس، بسجن سعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس الراحل، 12 سنة مع التنفيذ، فيما تراوحت الأحكام بحق مجموعة رجال الأعمال المقربين منه ما بين ثماني سنوات و15 سنة مع التنفيذ، والبراءة لمدير بنك حكومي وبرلماني، وذلك على أساس متابعات بتهم فساد. وأُسدل القضاء الستار عن واحدة من أكبر المحاكمات ضد وجهاء النظام في عهد بوتفليقة (1999 - 2019)، والتي دامت أسبوعين، سادها التوتر في أغلب الأحيان، وتشدد من جانب قاضي الجلسة وممثل النيابة في استجواب المتهمين، الذي بلغ عددهم 70 شخصاً، أكثرهم كانوا موظفين في أجهزة الدولة في مجال الاستثمار والصفقات العمومية، الذين أشارت التحقيقات إلى تو

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

مصر تُكثف جهودها لدعم سوريا والحفاظ على مؤسساتها

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (الخارجية المصرية)
TT

مصر تُكثف جهودها لدعم سوريا والحفاظ على مؤسساتها

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (الخارجية المصرية)

تُكثف مصر جهودها لدعم سوريا والحفاظ على مؤسساتها، وتعمل مع الأطراف المعنية وفقاً لأربع محددات رئيسة، يرتكز عليها موقف القاهرة من الأحداث، وهو ما عَدّه خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» بمثابة أساس ينبغي البناء عليه لوضع خطط عملية، مشيرين إلى «ارتباط المحددات المصرية بالموقف العربي».

وبينما شارك وزير الخارجية المصري، الدكتور بدر عبد العاطي، في اجتماع «لجنة الاتصال العربية الوزارية» بشأن سوريا، الذي عقد بالأردن، السبت، أوضح المتحدث باسم «الخارجية المصرية»، السفير تميم خلاف، محددات موقف القاهرة من تطورات الأوضاع في سوريا.

وقال خلاف في تصريحات متلفزة، مساء الجمعة: «إن هناك 4 عناصر أساسية تُشكل الموقف المصري الرسمي بشأن أحداث سوريا»، موضحاً أن «القاهرة تُصر على ضرورة الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية وعدم تقسيمها». وأشار إلى أن الموقف المصري «يتمحور حول أن سوريا بحاجة إلى عملية سياسية شاملة، تُؤسس لمرحلة جديدة من دون تدخلات خارجية»، مبرزاً في هذا السياق أن «هناك تحركات لبدء عملية سياسية شاملة تؤسس لتلك المرحلة الجديدة».

أما العنصر الثالث من محددات الموقف المصري فيتركز على «ضرورة أن تكون هناك مشاركة دولية لإعادة إعمار سوريا»، في حين يشمل المحدد الرابع «ضرورة إعادة المواطنين السوريين إلى بلادهم، وضمان الأمن والاستقرار في البلاد»، حسب خلاف، الذي أكد أن دمشق «تحتاج إلى إدارة العملية الانتقالية بحنكة».

مركبات عسكرية إسرائيلية في مدينة القنيطرة السورية كما شوهدت من الجانب الإسرائيلي من مرتفعات الجولان (إ.ب.أ)

كما أشار متحدث «الخارجية» إلى أن «القاهرة تتابع باهتمام كبير التغيير السياسي الذي تشهده سوريا، التي تجمعها علاقات تاريخية بمصر، واللتين كانتا دولة واحدة، وحاربتا معاً في حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973».

وقال بهذا الخصوص: «هناك رغبة مصرية صادقة في مساعدة سوريا في هذه المرحلة العصيبة، والخروج من الأزمة، خصوصاً أن مصر عبّرت عن موقفها بإدانة استيلاء إسرائيل على المنطقة العازلة، وقصف القواعد العسكرية السورية»، مشيراً إلى «تحركات دولية في مجلس الأمن من أجل صدور قرار يلزم إسرائيل بوقف ما تقوم به في الأراضي السورية».

وأضاف خلاف موضحاً أن «مصر تتحرك في مسارها الإقليمي بالجامعة العربية في هذا الصدد، وتسعى لتوجيه المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية».

وكانت جامعة الدول العربية قد عقدت اجتماعاً، مساء الخميس، بمبادرة مصرية، خلُص إلى إصدار قرار عربي «يدين توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا»، مع الدعوة لتحرك المجموعة العربية في نيويورك لعقد جلسة في «مجلس الأمن» الدولي بهذا الشأن.

من جهته، قال مستشار «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية»، الدكتور عمرو الشوبكي: «إن المحددات المصرية الأربع في محلها، لكنها تحتاج إلى خطط وتحركات فعلية على الأرض». مشيراً إلى «التحرك المصري من أجل إصدار قرار عربي يدين التوغل الإسرائيلي في الجولان، ودعمه بتحرك مماثل في مجلس الأمن». وقال: «إنه ينبغي أن يتم تعزيز هذا التحرك بتنسيق مع تركيا».

وأضاف الشوبكي موضحاً أن «المحددات المصرية تتوافق بشكل كبير مع الموقف العربي»، مطالباً بـ«وضع خطط عملية لصياغة تحركات سياسية ودبلوماسية، تشتبك مع التطورات في سوريا، وتدعم المسار الانتقالي؛ انطلاقاً من المحددات المصرية».

أشخاص يجمعون معادن من موقع غارة إسرائيلية استهدفت شحنات أسلحة تابعة للقوات الحكومية السورية السابقة في القامشلي (أ.ف.ب)

وعلى مدار الأيام الماضية، أجرت مصر اتصالات مكثفة مع الأطراف الإقليمية والدولية بشأن تطورات الوضع في سوريا، وأكدت مراراً «دعمها عملية سياسية شاملة بملكية وطنية سورية، تلبي طموحات الشعب السوري، وتحفظ استقرار سوريا وأمنها وسيادتها على كامل أراضيها».

واستعرض وزير الخارجية المصري، خلال مشاركته في اجتماع «لجنة الاتصال العربية الوزارية» حول سوريا بالأردن، السبت، موقف بلاده الداعي إلى «ضرورة الوقوف إلى جانب الشعب السوري في هذا الظرف الدقيق، والحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسلامتها، واحترام سيادتها، ودعم مؤسسات الدولة لتعزيز قدراتها للقيام بأدوارها في خدمة الشعب»، حسب إفادة رسمية لـ«الخارجية المصرية».

وشدد الوزير عبد العاطي على «رفض مصر الكامل لتوغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا، وأدان احتلال إسرائيل للأراضي السورية، وانتهاك (اتفاق فض الاشتباك) بين سوريا وإسرائيل لعام 1974».

ووفق مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير حسين هريدي، فإن موقف القاهرة من التطورات في سوريا «مرتبط بالموقف العربي»، مشيراً إلى مشاركة مصر في اجتماع الأردن، اليوم السبت، والذي يشمل أطرافاً إقليمية ودولية. وأكد هريدي «أهمية الاجتماع، لا سيما مع وجود لاعبين إقليميين ودوليين على الأرض في سوريا حالياً».