«بينك وبيني» يبلغ غايته بإسعاد الناس والرهان على الفرح

عبد الله إسماعيل ورؤى الصبان مقدّما البرنامج
عبد الله إسماعيل ورؤى الصبان مقدّما البرنامج
TT

«بينك وبيني» يبلغ غايته بإسعاد الناس والرهان على الفرح

عبد الله إسماعيل ورؤى الصبان مقدّما البرنامج
عبد الله إسماعيل ورؤى الصبان مقدّما البرنامج

ينهي برنامج المسابقات «بينك وبيني» (تلفزيون «دبي») موسمه الرمضاني، مع حلقة خاصة بالعيد. شهر من المرح والطاقة، والكثير من الجوائز والمبالغ النقدية. مقدماه عبد الله إسماعيل ورؤى الصبان على مسافة قريبة من الناس، يفعلان ما في وسعهما لزيادة أعداد الرابحين. 31 حلقة تترك أثرها في مشهد رمضان، لا تُصعب على المشترك طريق الكسب. للمقدمين دورهما، عبد الله بمرحه، ورؤى بإصرارها على المساعدة واهتمامها بفوز الجميع. من برامج الترفيه اللطيفة، يجعل الابتسامة زينة الوجوه.
ستة مشتركين في الحلقة، أرسلوا رسالة نصية بكلمة «دبي» أو «Dubai» إلى الرقم المخصص للمسابقة، وفق بلدانهم. على شاشات عملاقة، أطلوا مع أفراد من عائلاتهم كل ليلة. تخاف رؤى الصبان من سيف الوقت، وتُذكر المشترك بأن آخرين ينتظرون دورهم ولا بد من بعض الاستعجال أحياناً. إطلالتها أنيقة طوال 31 حلقة، تكترث لتفاصيلها كاكتراثها وزميلها في التقديم على محتوى ترفيهي يُسلي المشاهد العربي ويُحمسه على المشاركة والفوز.
يصل البرنامج إلى النهاية، والنهايات توقظ الغصة. يحاول المقدمان السيطرة على حزن تولده وصول اللحظات السعيدة إلى ختامها، فيذكران بقاعدة الحياة: «مصير كل الأشياء إدراك النهاية». رجاؤهما أن تكون الحلقات قد تركت شيئاً من الأثر وكثيراً من المرح، وبالفعل أمتعت.
على المشتركين في كل حلقة الإجابة على سؤال من أربعة احتمالات بـ15 ثانية. رؤى في المرصاد، تُهون الإجابة. يعد الصحافي جورج موسى أسئلة ليس المقصود منها وضع المشترك في مواجهة مع تكسير الرأس، بل يجره بيده إلى الفوز الأول بألفي درهم، فالمرحلة الثانية حيث ينتظره «المندوس». الأرقام من 1 إلى 7، والجوائز وصلت إلى 50 ألف درهم حيناً وإلى سيارة حيناً آخر، عدا المبالغ المألوفة: 5000 درهم أو 10 آلاف درهم، وما يرفع علو الهيصات.
«المندوس» هو الصندوق، أي «يلا إلى الربح والفوز». خلف كل رقم، جائزة يحاول عبد الله إسماعيل مفاوضة المشترك على قيمتها، فتتصدى له رؤى الصبان لتنتهي الجولة بكسب المشترك أكبر مبلغ ممكن وذهاب المفاوضات سدى. المعادلة على هذا الشكل: عبد الله يفاوض، «لكن شِدْ الحيل وركز مع رؤى»، ينصح المشترك. لا ترضى بأقل من الربح للجميع.
ظنت أنها هذه المرة أضرت، عوض أن تنفع وترفع الأرباح. فزميلها في التقديم خبأ صورة السيارة خلف جائزة مكتوب عليها 5000 درهم. كانت شجعت المشترك على عدم قبول عرض عبد الله، ونصحته بالتمسك بـ«المندوس» ولو فاوضه على مائة ألف درهم. تأكد الجميع أن السيارة في انتظاره، فإذا بالورقة المخادعة تصيب رؤى الصبان بصدمة. تُرد إليها روحها مع إعلان عبد الله بأن الجائزة الحقيقية هي السيارة، وما مبلغ الـ5000 درهم سوى جائزة إضافية. يعلو التصفيق والتهليل، مع مسحة دمع، فيمتلئ المقدمان بالبهجة لوصول البرنامج إلى غايته: إسعاد الناس والرهان على الفرح.
لم تجد رؤى الصبان كلمة واحدة تصف بها تجربتها في تقديم البرنامج رداً على سؤال زميلها عبد الله، فأجابت بكلمات: «فوز، فرحة، طاقة إيجابية»، ثم ردت السؤال إليه: «وأنت، بأي كلمة تختصر تجربتك؟». جوابه أنها تجربة مرت كنسمة، لفحته من الأعماق. تبادلا الإعجاب، فأشاد بأناقتها ورقيها، وردت الإشادة، «أتعلم منك يا أبو محمد»، ممازحة إطلالته اليومية بالزي الإماراتي الأبيض، بينما تمضي وقتاً في اللباس والتبرج واختيار المجوهرات، مع تسابق الماركات على اعتماد أزيائها في البرنامج.
بعد «مرحباً، حياك الله»، «ندخل في اللعبة على طول». لا يخرج مشترك خاسراً، ولو تطلب الأمر من المقدمين تمديد الوقت والمساعدة الصريحة في الإجابة. مرت الـ15 ثانية مدة تفكير رابح السيارة بالإجابة على السؤال: «مَن هو كاتب رواية (الحرب والسلام)؟». بين الاحتمالات، حذفت له رؤى الأديب العربي نجيب محفوظ، وكادت تحترق أعصابها وهي تنتظر الإجابة الصحيحة، قبل أن تتدخل بشكل علني: «اسمه من ثلاثة أحرف». انقضى الوقت، ليتلفظ بالاحتمال الأول: «ليو تولستوي»، ومع ذلك أبقيا على الاحتفالات قائمة. 50 ألف درهم وسيارة في حلقة واحدة.
خلال الفاصل الإعلاني، دارت بين المقدمين «سوالف الأكل»، فنقلا الأجواء على الهواء. المشتركون من جنسيات عربية مختلفة، فتحضر الأغنية المناسبة لهوية كل بلد. من تونس، «برشا برشا يا مدلل»؛ من مصر، «الغزالة رايقة ما الناس الحلوة سايقة»؛ ومن السعودية، «مشكلني» لراشد الماجد: «ابعد عن الشر يا روحي وغنيلو». وما ألطف المقدمين وهما يتقمصان لغة البلد ولسان ناسه! ومع كل مشترك جديد، ترحيب: «يا هلا والله»، قبل الانطلاق برحلة الربح.
ينقضي البرنامج ويترك وراءه مُشاهداً ممتناً على اللحظات الجميلة. الحقيقة أنه لم يضف «قليلاً من الفرح»، بل الكثير. بعد ربح السيارة ومبلغ الـ50 ألف درهم، شعرت مشتركة بشيء من الحزن، فلن تكون الفائزة بالجوائز الكبرى. طيبت رؤى الصبان خاطرها بما يخفف آلام البشر: «كل واحد بياخد نصيبه». هذه القناعة جائزة لا تُثمن.


مقالات ذات صلة

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

يوميات الشرق وحدها الثقة بمَن يعمل معهم تُخفّف الحِمْل (صور المخرج)

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

ينظر المخرج السوري سامر البرقاوي إلى ما قدَّم برضا، ولا يفسح المجال لغصّة من نوع «ماذا لو أنجرتُ بغير هذا الشكل في الماضي؟»... يطرح أسئلة المستقبل.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق تعبُ مصطفى المصطفى تجاه أن يكون الدور حقيقياً تسبَّب في نجاحه (صور الفنان)

مصطفى المصطفى: ننجح حين نؤدّي الدور لا وجهات نظرنا

اكتسبت الشخصية خصوصية حين وضعها النصّ في معترك صراع الديوك. بمهارة، حضن الديك ومنحه الدفء. صوَّره مخلوقاً له وجوده، ومنحه حيّزاً خاصاً ضمن المشهد.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

بين الوجوه ما يُنجِح الصورة من المحاولة الأولى، وبينها غير المهيّأ للتصوير. يتدخّل أحمد الحرك لالتقاط الإحساس الصحيح والملامح المطلوبة.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق الفنان المصري دياب حمل السلاح من أجل «مليحة» (الشرق الأوسط)

دياب: لن أجامل أحداً في اختيار أدواري

أكد الفنان المصري دياب أنه وافق على مسلسل «مليحة» ليكون بطولته الأولى في الدراما التلفزيونية من دون قراءة السيناريو، وذكر أنه تعلّم حمل السلاح من أجل الدور.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق استلهمت الكثير من نجمي العمل بسام كوسا وتيم حسن (إنستغرام)

فايا يونان لـ«الشرق الأوسط»: الشهرة بمثابة عوارض جانبية لا تؤثر عليّ

تابعت فايا يونان دورها على الشاشة الصغيرة في مسلسل «تاج» طيلة شهر رمضان. فكانت تنتظر موعد عرضه كغيرها من مشاهديه.

فيفيان حداد (بيروت)

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».