فايا يونان لـ«الشرق الأوسط»: الشهرة بمثابة عوارض جانبية لا تؤثر عليّ

مسلسل «تاج» شهد ولادتها نجمة دراما

استلهمت الكثير من نجمي العمل بسام كوسا وتيم حسن (إنستغرام)
استلهمت الكثير من نجمي العمل بسام كوسا وتيم حسن (إنستغرام)
TT

فايا يونان لـ«الشرق الأوسط»: الشهرة بمثابة عوارض جانبية لا تؤثر عليّ

استلهمت الكثير من نجمي العمل بسام كوسا وتيم حسن (إنستغرام)
استلهمت الكثير من نجمي العمل بسام كوسا وتيم حسن (إنستغرام)

أثنى غالبية من شاهدوا المسلسل السوري التاريخي «تاج» على إطلالة بطلته فايا يونان، وأن موسم رمضان شهد السنة الحالية ولادة نجمة كان حضورها لافتاً. وعلى الرغم من وقوفها لأول مرة أمام الكاميرا للتمثيل، وهي مغنية معروفة، فإنها عرفت كيف تتعامل معها.

قدمت يونان شخصية نوران بأسلوب عذب يشبه صوتها في أغانٍ كثيرة اشتهرت بها. فالتمثيل بالنسبة لها كان بمثابة حلم مؤجل، راودها منذ الصغر ولكنها كانت تدرك بأن الفرصة لم تحن بعد.

جسّدت يونان شخصية نوران في مسلسل «تاج» (إنستغرام)

وتروي فايا يونان قصة مشاركتها في واحد من أهم الأعمال الدرامية لرمضان 2024، وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «عندما اتصلوا بي، اعتقدت أنهم يريدون مني أن أغني شارة المسلسل. ولكنني فهمت بعدها بأنني سأقدم واحدة من الشخصيات الرئيسية فيه. عجبت للأمر ولكن بعد محادثات وشرح وافٍ تحمست للفكرة، فأجريت تجربة أداء أعجبوا بها، وانطلقت».

تطبعك يونان بطاقتها الإيجابية، ونبرة صوتها فيها كثير من الفرح، ورغم أن دورها تطلّب منها تقديم شخصية تختلف عن طبيعتها فإنها آثرت أن تؤديها على المستوى المطلوب. «لقد لفتتني القصة لا سيما أنها تدور حول حقبة تاريخية مهمة شهدتها سوريا. لا شك أن شخصية نوران جذبتني وكذلك أفكارها ومبادئها. صحيح أن حقبة المقاومة والاستقلال سبق وعولجتا درامياً أكثر من مرة. ولكنها في (تاج) حملت قالباً مختلفاً وجديداً. وكان علي أن أبذل كل ما في وسعي كي أساهم في نقلها بموضوعية».

شهد موسم رمضان 2024 ولادتها نجمة درامية (إنستغرام)

تصف فايا شخصية نوران التي قدمتها بـ«الصعبة». وتتابع: «عندما حدثوني عنها لخصوها لي بكلمات قليلة. فمفتاح شخصيتها هو الحزن الهادئ إذ قلّما تبدو سعيدة. فتمر بتجارب عدّة وتفيض منها مشاعر مختلطة. وهنا لعب مدرب التمثيل عصام بوخالد دوراً رئيسياً في هذا الموضوع. وعرفت كيف أوصل أحاسيسها الغاضبة بكل هدوء.

واستخدمت كذلك انتماءها لطبقة اجتماعية تفرض عليها التأني بتصرفاتها واحترام الآخر. كل ذلك تطلّب مني لغة جسد وأداء يوصلان عمق تفكيرها بأسلوب يعتمد البساطة».

تقول يونان إنها ركنت إلى نبرة صوت ولغة عيون تترجم أحاسيس شخصية نوران. وبأنها لم تقدم هذا الدور إلّا بعد إدراكها بأنها صارت جاهزة له، «في الحقيقة لم أخطط لهذه الخطوة. وأعدّها تجربة استثنائية. فكما قصة العمل تحمّست لخوض التجربة لعناصرها الفنية المتكاملة. كيف لا وهي تدور أمام كاميرا المخرج المبدع سامر البرقاوي؟ وأتشارك فيها مع قامات فنية سورية يُحسب لها ألف حساب؟ كما أنها تحمل توقيع شركة إنتاج رائدة ألا وهي (الصبّاح إخوان). فكان المشروع برمته متكاملاً من ألِفه إلى يائه فوثقت به بلا تردد».

تابعت مسلسل «تاج» كغيرها من المشاهدين (إنستغرام)

أخاف يونان بداية، الوقوف أمام تيم حسن وبسام كوسا وكفاح الخوص وغيرهم، تقول: «شعرت بمسؤولية كبيرة تقع على عاتقي، ولكنني في الوقت نفسه ارتقيت مع الموقف. لقد تعلمت منهم الكثير».

سبق أن شاركت يونان في مسلسل «ذهب غالي» مع الممثل إيهاب شعبان، ومن المتوقع أن يُعرض قريباً. ولكنها في المقابل تؤكّد أن التمثيل لن يسرقها من مهنتها الأصلية ألا وهي الغناء. «إنها مهنتي الأساسية التي أعتز بها، ولكن ذلك لا يمنع من استمراري في التمثيل. أتمنى ذلك لأني أحببت هذا العالم لا سيما إذا حمل في طياته رسائل اجتماعية وإنسانية».

الشهرة لا تترك عليها أي تأثير (إنستغرام)

تابعت يونان دورها على الشاشة الصغيرة في «تاج» طيلة شهر رمضان. فكانت تنتظر موعد عرضه كغيرها من مشاهديه. فبذلك كما تقول تستطيع أن تطوّر نفسها وأداءها. «من دون شك، كان التوتر يمتلكني وأنا أشاهد نفسي في مسلسل بهذه الضخامة. وكنت أدوّن ملاحظات حول أدائي وأستمتع به في الوقت نفسه. لست من النوع الذي يجلد نفسه بانتقاد قاسٍ، ولكني في كل أعمالي وحتى في الغناء، أعيد حساباتي وأراجع نفسي. كما أصغي باهتمام إلى آراء الناس خصوصاً من الوسط الفني. وأنا سعيدة بردود الفعل الإيجابية التي تلقيتها في هذا الشأن».

الشهرة ليست بالأمر الجديد على فايا يونان التي سبق وحصدتها من خلال الغناء. وفي هذا الصدد تقول: «الشهرة لم تؤثر يوماً على حياتي الشخصية، إنها تدور في إطار بسيط وعادي. وأعدّ الشهرة بمثابة عوارض جانبية ترافق النجاحات في عالم الفن. إنها ليست أساسية ولا رئيسية عندي كي تترك أي تأثير».


مقالات ذات صلة

تصريحات «صادمة» لإيناس الدغيدي تعيدها إلى دائرة الجدل

يوميات الشرق إيناس الدغيدي تثير الجدل مجدداً (إنستغرام)

تصريحات «صادمة» لإيناس الدغيدي تعيدها إلى دائرة الجدل

أعادت تصريحات تلفزيونية جديدة وُصفت بأنها «صادمة» المخرجة المصرية إيناس الدغيدي إلى دائرة الجدل، حين تحدثت عن عدم ارتباطها بزواج عرفي لكنها عاشت «المساكنة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق شخصية (برّاك) التي يقدمها كاكولي في المسلسل مليئة بالعقد النفسية (إنستغرام الفنان)

علي كاكولي لـ«الشرق الأوسط»: دوري في «فعل ماضي» مستفز

المسلسل الذي بدأ عرضه الخميس الماضي على منصة «شاهد»، يُظهر أنه لا هروب من الماضي؛ إذ تحاول هند تجاوز الليالي الحمراء التي شكّلت ماضيها.

إيمان الخطاف (الدمام)
إعلام الإعلامي الأميركي فيل دوناهيو (أ.ب)

وفاة رائد البرامج الحوارية في أميركا فيل دوناهيو عن 88 عاماً

توفي فيل دوناهيو، الذي غيّر وجه التلفزيون الأميركي في الفترة الصباحية ببرنامج حواري كان يسلط الضوء على قضايا اجتماعية وسياسية راهنة ومثيرة للجدل، عن 88 عاماً.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق «مش مهم الاسم» أحدث أعمالها الدرامية (إنستغرام)

رولا بقسماتي تطل في «جنون فنون» على شاشة «إل بي سي آي»

في «جنون فنون» تتفنن رولا بقسماتي بفضل سرعة البديهة والعفوية اللتين تتمتع بهما. البرنامج يعتمد على التسلية والترفيه.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق الإعلامي الساخر باسم يوسف (صفحته في «فيسبوك»)

أنظارٌ على احتمال عودة باسم يوسف إلى الشاشة عبر «آرابس غوت تالنت»

اختيار باسم يوسف للظهور في برنامج مسابقات ضخم هو انعكاس للمعايير الجديدة لاختيار وجوه مشهورة على الشاشات لجذب الجمهور.

منى أبو النصر (القاهرة )

اختبار «اللهجة الفلاحي»... تندُّر افتراضي يتطوّر إلى «وصم اجتماعي»

لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)
لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)
TT

اختبار «اللهجة الفلاحي»... تندُّر افتراضي يتطوّر إلى «وصم اجتماعي»

لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)
لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)

مع انتشار اختبار «اللهجة الفلاحي» عبر مواقع التواصل في مصر بشكل لافت خلال الساعات الماضية، وتندُّر كثيرين على مفردات الاختبار التي عدَّها البعض «غير مألوفة» وتحمل معاني متعدّدة؛ تطوّر هذا الاختبار إلى «وصم اجتماعي» بتحوّل ناجحين فيه إلى مادة للسخرية، بينما تباهى خاسرون بالنتيجة، وعدّوا أنفسهم من أبناء «الطبقة الراقية».

وكتبت صاحبة حساب باسم بسمة هاني بعد نشر نتيجة اختبارها «اللهجة الفلاحي»، 5/ 20، عبر «فيسبوك»: «يعني أنا طلعت من EGYPT»، مع تعبير «زغرودة» للدلالة إلى الفرح.

ونشر حساب باسم المهندس رامي صورة لرجل يركب حماراً ويجري بسرعة وفرح، معلّقاً أنه هكذا يرى مَن نجحوا في اختبار «اللهجة الفلاحي».

وكتب حساب باسم سعيد عوض البرقوقي عبر «فيسبوك»: «هذا اختبار اللهجة الفلاحي... هيا لنرى الفلاحين الموجودين هنا وأقصد فلاحي المكان وليس الفكر».

ورداً على موجة السخرية والتندُّر من هذا الاختبار، كتب صاحب حساب باسم محمد في «إكس»: «هناك فلاحون يرتدون جلباباً ثمنه ألف جنيه (الدولار يساوي 48.62 جنيه مصري) ويمتلك بيتاً من هذا الطراز – نشر صورة لبيت بتصميم فاخر – ويعرف الصح من الخطأ، ويعلم بالأصول وهو أهل للكرم، تحية لأهالينا في الأرياف».

وأمام التحذير من تعرّض المتفاعلين مع الاختبار إلى حملات اختراق، كتب الإعلامي الدكتور محمد ثروت على صفحته في «فيسبوك»: «اختبار اللهجة الفلاحي مجرّد (ترند) كوميدي وليس هاكرز، ويعبّر عن جهل شديد في أصولنا وعاداتنا المصرية القديمة». فيما كتب حساب باسم إبراهيم عبر «إكس»: «أخاف المشاركة في الاختبار والحصول على 10/ 20. أهلي في البلد سيغضبون مني».

وتضمّ مصر عدداً من اللهجات المحلّية، وهو ما يردُّه بعض الباحثين إلى اللغة المصرية القديمة التي تفاعلت مع اللغة العربية؛ منها اللهجة القاهرية، واللهجة الصعيدية (جنوب مصر)، واللهجة الفلاحي (دلتا مصر)، واللهجة الإسكندراني (شمال مصر)، واللهجة الساحلية واللهجة البدوية. ولمعظم هذه اللهجات اختبارات أيضاً عبر «فيسبوك».

اختبار «اللهجة الفلاحي» يغزو وسائل التواصل (فيسبوك)

في هذا السياق، يرى أستاذ الأدب والتراث الشعبي في جامعة القاهرة الدكتور خالد أبو الليل أنّ «هذا (الترند) دليل أصالة وليس وصمة اجتماعية»، ويؤكد لـ«الشرق الأوسط» أنّ «إقبال البعض في وسائل التواصل على هذا الاختبار محاولة للعودة إلى الجذور».

ويُضيف: «صوَّر بعض الأعمال الدرامية أو السينمائية الفلاح في صورة متدنّية، فترسَّخت اجتماعياً بشكل مغاير للحقيقة، حتى إنّ أي شخص يمتهن سلوكاً غير مناسب في المدينة، يجد، حتى اليوم، مَن يقول له (أنت فلاح) بوصفها وصمة تحمل معاني سلبية، على عكس طبيعة الفلاح التي تعني الأصالة والعمل والفَلاح. محاولة تحميل الكلمة معاني سلبية لعلَّها رغبةُ البعض في التقليل من قيمة المجتمعات الزراعية لأغراض طبقية».

ويتابع: «مَن يخوض الاختبار يشاء استعادة المعاني التي تعبّر عن أصالته وجذوره، أما من يتندّرون ويسخرون من الفلاحين فهُم قاصرو التفكير. ومن يخسرون ويرون أنّ خسارتهم تضعهم في مرتبة اجتماعية أعلى، فهذا تبرير للفشل».

ويشير أبو الليل إلى دور إيجابي تؤدّيه أحياناً وسائل التواصل رغم الانتقادات الموجَّهة إليها، موضحاً: «أرى ذلك في هذا الاختبار الذي لا يخلو من طرافة، لكنه يحمل دلالة عميقة تردُّ الحسبان للفلاح رمزاً للأصالة والانتماء».

لقطة من فيلم «المواطن مصري» الذي تدور أحداثه في الريف (يوتيوب)

ويعيش في الريف نحو 57.8 في المائة من سكان مصر بعدد 45 مليوناً و558 ألف نسمة، وفق آخر إحصائية نشرها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عام 2022، بينما يبلغ سكان المدن نحو 40 مليوناً و240 ألف نسمة.

من جهتها، ترى أستاذة علم الاجتماع في جامعة بنها، الدكتورة هالة منصور، أنّ «الثقافة الشعبية المصرية لا تعدُّ وصف (الفلاح) أمراً سلبياً، بل تشير إليه على أنه (ابن أصول) وجذوره راسخة»، مضيفة لـ«الشرق الأوسط»: «يُسأل الوافدون إلى القاهرة أو المدن الكبرى عن أصولهم، فمَن لا ينتمي إلى قرية يُعدُّ غير أصيل».

وتُرجِع الوصم الاجتماعي الخاص بالفلاحين إلى «الهجرة الريفية الحضرية التي اتّسع نطاقها بدرجة كبيرة نظراً إلى ثورة الإعلام ومواقع التواصل التي رسَّخت سلوكيات كانت بعيدة عن أهل الريف».

وتشير إلى أنّ «السينما والدراما والأغنيات ترسّخ لهذا المنظور»، لافتة إلى أنه «من سلبيات ثورة 1952 التقليل من قيمة المهن الزراعية، والاعتماد على الصناعة بوصفها قاطرة الاقتصاد. وقد أصبحت تلك المهن في مرتبة متدنّية ليُشاع أنَّ مَن يعمل في الزراعة هو الفاشل في التعليم، وهذا لغط يتطلّب درجة من الوعي والانتباه لتصحيحه، فتعود القرية إلى دورها المركزي في الإنتاج، ومكانها الطبيعي في قمة الهرم الاجتماعي».

وعمَّن فشلوا في اختبار «اللهجة الفلاحي» وتفاخرهم بذلك بوصفهم ينتمون إلى طبقة اجتماعية راقية، تختم أستاذة علم الاجتماع: «هذه وصمة عار عليهم، وليست وسيلة للتباهي».