تهديدات إيران تتصدر مباحثات قمة كامب ديفيد

أوباما يطلع قادة الدول الخليجية على تفاصيل المفاوضات مع طهران ويؤكد التزام بلاده بتطوير منظومة دفاع صاروخية خليجية موحدة

المشاركون الرئيسيون في قمة كامب ديفيد بحسب البيت الأبيض‏
المشاركون الرئيسيون في قمة كامب ديفيد بحسب البيت الأبيض‏
TT

تهديدات إيران تتصدر مباحثات قمة كامب ديفيد

المشاركون الرئيسيون في قمة كامب ديفيد بحسب البيت الأبيض‏
المشاركون الرئيسيون في قمة كامب ديفيد بحسب البيت الأبيض‏

بن رودس: منفتحون للخيارات بشأن أزمة سوريا.. ودول الخليج متفقة على ضرورة الحل السياسي في اليمن

انطلقت أمس القمة الأميركية - الخليجية في منتجع كامب ديفيد بمشاركة الرئيس الأميركي باراك أوباما وقادة دول مجلس التعاون الخليجي، وبحثت القمة المخاوف الخليجية من إيران وتناولت الأوضاع في كل من اليمن وسوريا.
وسعى الرئيس الأميركي خلال لقائه مع قادة الدول الخليجية صباح أمس الخميس إلى توضيح تفاصيل الاتفاق الذي تسعى الولايات المتحدة ومجموعة دول 5+1 إلى إبرامه مع إيران لمنع طهران من امتلاك إمكانات تمكنها من تصنيع قنبلة نووية والخطوات الفعلية لتعزيز منظومة أمنية متقدمة لدعم أمن الدول الخليجية في مواجهة التهديدات، سواء من إيران أو غيرها من التهديدات.
وتراهن الإدارة الأميركية على إقناع القادة الخليجيين بأن إبرام الاتفاق النووي مع طهران سيضع الحكومة الإيرانية تحت التزامات دولية مشددة والسير في مسار يمكن أن يكون بناء ويمهد لإجراء مناقشات مثمرة مع إيران حول صلاتها بالإرهاب ودعمها لمختلف المجموعات مثل دعم الحوثيين وحزب الله.
وتأمل الإدارة الأميركية من خلال الاتفاق النووي مع إيران تفعيل علاقات حسن الجوار في المنطقة، كما تسعى الإدارة الأميركية إلى دفع الحكومة الإيرانية إلى الانفتاح الاقتصادي، مع إزالة العقوبات التي أثقلت كاهلها طيلة السنوات الماضية.
وأوضح مسؤولون أميركيون أن القمة ركزت بشكل كبير على التدخلات الإيرانية في دول المنطقة ومحاولاتها المتكررة في زعزعة استقرارها. وتركزت النقاشات على الضمانات الأمنية والعسكرية التي توفرها الولايات المتحدة للدول الخليجية بما في ذلك منظومة الدفاع الصاروخي والتدريبات العسكرية واستراتيجيات الأمن ورفع الإمكانات الخليجية لمواجهة التحديات، فيما استبعد المسؤولون الأميركيون احتمالات حدوث سباق تسلح نووي في المنطقة.
وأشار مسؤول أميركي لـ«الشرق الأوسط» إلى أن البيان الرئاسي الذي سيعلنه الرئيس أوباما يركز على إعادة تأكيد وتعميق الشراكة القوية بين الولايات المتحدة ودول الخليج وتتعهد فيه الولايات المتحدة بمساعدة دول الخليج للدفاع عن نفسها ضد أي تهديدات خارجية.
وأوضح البيان الالتزامات الأميركية في ما يتعلق بتسريع عمليات نقل الأسلحة إلى المنطقة وانطلاق عمليات تدريب عسكرية واسعة وتعاون ضد الهجمات الإرهابية والإلكترونية وإقامة شراكة جديدة لتحسين التعاون في مجال الدفاع الصاروخي ومكافحة الإرهاب، كما تتضمن نصا صريحا على الالتزام الأميركي بالعمل مع الدول الخليجية لمواجهة نشاطات إيران وتصرفاتها التي تزعزع الاستقرار في المنطقة، وينص البيان على حث إيران على اتخاذ خطوات لحل الخلافات مع جيرانها بالطرق السلمية.
وقال بن رودس نائب مستشارة الأمن القومي الأميركي للاتصالات خلال المؤتمر الصحافي للبيت الأبيض من منتجع كامب ديفيد إن الرئيس أوباما قدم توضيحات مفصلة حول المفاوضات التي تعقدها القوى الدولية في مجموعة 5+1 مع إيران بشأن برنامجها النووي، وأشار إلى أن قادة دول الخليج أبدوا قلقهم من تصرفات إيران المقلقة وأهمية التعاون الأميركي - الخليجي لتعزيز أمن الدول الخليجية ورفع الإمكانات العسكرية والأمنية لدى الدول الخليجية مجمعة، وتسريع توريد الأسلحة وتطوير منظومة الدفاع الصاروخية لدى الخليج، إضافة إلى تطوير إمكانات مكافحة الإرهاب وإمكانية تشكيل قوة لمكافحة الإرهاب.
وقال رودس: «أوضحنا لدول الخليج أن رفع العقوبات سيتم وفقا لمدى احترام إيران للاتفاق (عند إبرامه) ومدى توقف طهران عن دعم الإرهاب، وإذا سارت حكومة روحاني في مسار بناء فإن ذلك سيؤدي إلى أمر جيد للإقليم، ومن السهل أن ندفع إيران للسير في مسار بناء في ظل اتفاق ملزم أكثر من دفعها دون اتفاق».
وحول تخفيف العقوبات في حال إبرام اتفاق مع إيران قال رودس: «لقد خضعت طهران تحت طائلة العقوبات لعدة سنوات ولم تمنعها العقوبات المفروضة عليها من التدخل في شؤون المنطقة، وعثرت على التمويل لبرامجها النووية، فالعقوبات فقط نجحت في جلب إيران إلى طاولة المفاوضات، ونتوقع أن يكون هناك أولوية لدى الحكومة الإيرانية لتقوم باستثمار الأموال التي ستحصل عليها عند تخفيف العقوبات في دعم الاقتصاد الإيراني، وفي الوقت نفسه لا نستبعد أن توجه إيران جزءا من تلك الأموال إلى الجانب الأمني».
وشدد نائب مستشارة الأمن القومي على أن الولايات المتحدة لا تريد رؤية سباق تسلح نووي في المنطقة، موضحا أن أيا من الدول الخليجية المشاركة في القمة لم تعط مؤشرات على أنها تسعى لبرنامج نووي يمكن أن يثير القلق، وأوضح رودس أن بلاده تفتح الباب للتعاون مع الدول في مجال الطاقة النووية السلمية، وقال: «إننا نمضي في اتفاق مع إيران لأننا لا نريد سباق تسلح».
وأكد رودس التزام بلاده بمواجهة التحديات التي تواجهها المنطقة، سواء المتعلقة بتدخلات إيران أو أي تهديدات أخرى من خلال تعزيز القدرات العسكرية لدول الخليج والتنسيق بين المنظومات العسكرية لدى الدول الخليجية مجتمعة.
وفي ما يتعلق بالملف السوري أوضح رودس أن القمة لم تتطرق لفكرة إنشاء منطقة آمنة في سوريا، موضحا أن الدول الخليجية تساند القيام بتحرك عسكري داخل سوريا من خلال زيادة الدعم المقدم للمعارضة من خلال برامج تدريب وتسليح المعارضة السورية المعتدلة، وقال رودس: «إقامة منطقة حظر طيران أو منطقة آمنة في سوريا لم تكن محل نقاش، وفي اعتقادنا أنها ليست خيارا يمكن أن يغير الواقع على الأرض، لكننا منفتحون لمناقشة كل الخيارات لدعم المعارضة السورية».
وفي ما يتعلق باليمن أشار رودس إلى الدعم الذي قدمته الولايات المتحدة للتحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية منذ بداية عاصفة الحزم، وأوضح أن هناك اتفاقا حول خطوة تدهور الأوضاع والأزمة الإنسانية الهائلة في اليمن، وهناك رؤية مشتركة لتعزيز هدنة وقف إطلاق النار لتقديم المساعدات الإنسانية. وأضاف: «منذ بداية العمليات العسكرية وهناك إدراك لدى السعودية ودول التحالف أنه لا يوجد حل عسكري في اليمن، وإنما الحل هو استئناف عملية سياسية لاستعادة الشرعية للحكومة اليمنية، وهناك جهود تقودها الرياض ومنظمة الأمم المتحدة للدفع نحو الحل السياسي».



«هاواي الصينية» توسع نطاق الإغلاق لمواجهة تفشي «كوفيد 19»

«هاواي الصينية» توسع نطاق الإغلاق لمواجهة تفشي «كوفيد 19»
TT

«هاواي الصينية» توسع نطاق الإغلاق لمواجهة تفشي «كوفيد 19»

«هاواي الصينية» توسع نطاق الإغلاق لمواجهة تفشي «كوفيد 19»

ذكرت وسائل إعلام رسمية صينية أن إقليم هاينان الصيني، وهو جزيرة تعتمد اعتماداً أساسياً على السياحة، أغلق مزيداً من المناطق، الاثنين، في إطار مكافحة أسوأ تفشٍ لـ«كوفيد 19» يشهده بعد عامين، لم يرصد فيهما سوى عدد قليل جداً من حالات الإصابة، مقارنة بمناطق أخرى من البلاد.
وسجل الإقليم، الذي لم يرصد العام الماضي سوى حالتي عدوى محليتين ظهرت عليهما أعراض، أكثر من 1500 حالة عدوى محلية هذا الشهر، كان أكثر من 1000 منها مصحوباً بأعراض.
ورغم أن ذلك المعدل منخفض بالمعايير العالمية، فهو أكبر تفشٍ في هاينان، المعروفة باسم «هاواي الصينية»، منذ ظهور المرض للمرة الأولى في مدينة ووهان وسط الصين أواخر عام 2019.
وذكرت تقارير، بثّتها وسائل إعلام رسمية، أن هايكو عاصمة الإقليم التي يقطنها نحو 2.9 مليون نسمة و3 بلدات أصغر أمرت السكان بالالتزام بإجراءات إغلاق، الاثنين.
وبذلك تكون 9 مدن وبلدات على الأقل، يقطنها إجمالاً نحو 7 ملايين نسمة، أمرت سكانها بالبقاء في منازلهم وعدم الخروج إلا للضرورة مثل إجراء فحوص «كوفيد 19» وشراء الاحتياجات الأساسية أو للوظائف الضرورية. كما أوقفت تلك المدن والبلدات خدمات المواصلات العامة.
وستستمر تلك الإجراءات لفترات متفاوتة، أقصرها لساعات، اليوم (الاثنين)، في هايكو وفقاً لما ذكرته وسائل الإعلام الرسمية.
وحتى أمس (الأحد)، كان هناك نحو 25 ألف سائح عالقين في فنادق سانيا، أكثر مدن هاينان تضرراً من التفشي الأحدث والمركز السياحي الرئيسي في الجزيرة. فيما طُلب من نحو 50 ألف آخرين البقاء في شقق العطلات الخاصة بهم. وقالت سلطات المدن إنه بإمكان السياح المغادرة بعد إجراء فحوص الكشف عن «كوفيد 19».
وطلبت السلطات من الفنادق خفض أسعارها إلى النصف للسائحين العالقين، لكن كانت هناك بعض «الحالات القليلة» التي رفضت فيها الفنادق الامتثال لذلك، أو ضاعفت من أسعارها فجأة، بحسب ما ذكرته صحيفة «غلوبال تايمز» التابعة للحزب الشيوعي الحاكم، مضيفة أنه سيتم معالجة هذه المشكلات.
وعلى مستوى البر الرئيسي، قالت لجنة الصحة الوطنية إن الصين سجلت 807 حالات عدوى محلية، (الأحد)، من بينها 324 حالة ظهرت عليها أعراض. ولم تكن هناك وفيات، ما أبقى حصيلة وفيات المرض على مستوى البلاد دون تغيير عند 5226.
وحتى الأحد، بلغ عدد الحالات المؤكدة والتي ظهرت عليها أعراض في بر الصين الرئيسي 231266 إجمالاً، بما يشمل حالات محلية، ولمسافرين قادمين من الخارج.
وسجلت بكين حالتين، الأحد، بينما قالت حكومة مدينة شنغهاي إن المركز التجاري الصيني لم يسجل أي إصابات جديدة منقولة محلياً بفيروس كورونا، يوم الأحد، دون تغيير عن اليوم السابق. ولم تسجل أيضاً أي وفيات مرتبطة بـ«كوفيد 19» يوم الأحد، دون تغيير عن اليوم السابق، حسبما أوردت «رويترز».