نمط الحياة الصحي.. هل يمكنه مقاومة العناصر الوراثية المسببة للأمراض؟

النظام الغذائي وممارسة الرياضة قد يساعدان في الوقاية من أمراض القلب

نمط الحياة الصحي.. هل يمكنه مقاومة العناصر الوراثية المسببة للأمراض؟
TT

نمط الحياة الصحي.. هل يمكنه مقاومة العناصر الوراثية المسببة للأمراض؟

نمط الحياة الصحي.. هل يمكنه مقاومة العناصر الوراثية المسببة للأمراض؟

من المعروف أن العادات الصحية السليمة مثل ممارسة الرياضة وتناول الغذاء الصحي والامتناع عن التدخين وخفض مستوى الكوليسترول وضغط الدم من شأنها حماية القلب والأوعية الدموية من أي ضرر. وإذا كان لدى عائلتك تاريخ وراثي من الإصابة بأمراض الأوعية الدموية، فقد تساعدك هذه الخطوات على تهدئة تلك الجينات الوراثية التي تزيد من احتمالات الإصابة بتلك الأمراض.

موازنة الأخطار

يقول الدكتور إيريك ريم، الأستاذ في كلية الصحة العامة بجامعة هارفارد ومدير برنامج أمراض الأوعية الدموية: «نعلم أن نمط الحياة يؤثر على من 70 إلى 80 في المائة من احتمالات الإصابة بأمراض القلب. لذا حتى إذا كنت لا تعرف أي شيء عن جيناتك، فسأسدي لك نصيحة للحد من خطر الإصابة بتلك الأمراض».
على سبيل المثال حتى إذا كنت تحمل عددا من الـ35 جينا المرتبطة بالبدانة، يمكنك اتخاذ الكثير من الخطوات للحد من كمية الدهون التي يخزنها جسمك وبالتالي الحد من مخاطر الإصابة بأمراض الأوعية الدموية.
لذلك ينصح الجميع باتخاذ إجراءات مبكرة واتباع نظام غذائي صحي وممارسة أنشطة رياضية والامتناع عن التدخين وتقليل الصوديوم من أجل الوقاية من المرض. ومن المصادفة أن الكثير من تلك الخطوات قد تساعد في تفعيل جينات مفيدة وتثبيط جينات ضارة. وتحتوي المكونات الأساسية في النظام الغذائي للبحر المتوسط على أغذية مفيدة للقلب وهي زيت الزيتون والخضراوات والسمك على عناصر فعالة بيولوجية يمكن أن تؤثر على نشاط الجينات الجيد. إضافة إلى ذلك، قد تساعد بعض الفيتامينات والأغذية المضادة للأكسدة في حماية الحمض النووي من الضرر.

وجود عنصر وراثي

حدد العلماء حتى هذه اللحظة عشرات من الجينات التي يبدو أنها تزيد من احتمالات إصابة بعض الأشخاص بأمراض القلب، مثل ارتفاع ضغط الدم. مع ذلك قد يكون النظر في تاريخ وجود مرض القلب في الأسرة مؤشرا أفضل في تحديد احتمالات الإصابة، من وضع خريطة جينية للشخص. ويقول الدكتور ريم: «إذا توفي والدك بسبب أزمة قلبية قبل بلوغ سن الستين أو الخمسة والستين، فإن احتمال إصابتك بمرض القلب أكثر من احتمال إصابة شخص آخر لا يوجد له تاريخ بالإصابة بالمرض في أسرته، بمقدار مرتين ونصف».
وفي الوقت الذي قد يظهر احتمال الإصابة الكبير في جيناتك، هناك عوامل بيئية أخرى مؤثرة. على سبيل المثال، إذا كانت نشأتك في منزل به مدخنون أو أفراد يتناولون طعاما غير صحي، فمن المرجح أن يعزز ذلك تاريخ إصابة والديك بالمرض ويزيد من احتمال إصابتك بمشكلات في القلب. مع ذلك ورغم خلفيتك، يمكنك الحد من احتمالات الإصابة بشكل كبير إذا أدخلت بعض التحسينات المعروفة على نمط حياتك.

الطب غير النمطي

منذ ما يزيد على عشر سنوات، عندما تم الانتهاء من رسم خريطة الجينوم البشري، ملأ الأمل نفوس الأطباء في أن تفتح تلك الخريطة الباب نحو طب غير نمطي، أي طريقة علاج محسنة تقوم على احتمالات متصلة مطبوعة على شفرتك الجينية. ومع ذلك فإن الواقع لم يرقَ إلى تلك التطلعات. ويقول الدكتور ريم: «تأثير الجينات على أمراض القلب محدود، إلا إذا كان لديك واحد من الطفرات الجينية النادرة التي تعرضك لخطر الإصابة بأمراض الأوعية الدموية. ولا يوجد حاليا الكثير من الوسائل التي تقي من تلك الحالات».
وقد يلعب الاختبار الوراثي في المستقبل دورا أساسيا في معرفة الأشخاص الذين سيستجيبون بشكل أفضل لعقاقير محددة. وفي إحدى الحالات اكتشف باحثون استجابة كثير من الأميركيين من ذوي الأصول الأفريقية ممن يعانون من مرض في القلب، بشكل جيد لعقارين قديمين. والمثير للاهتمام هو أن استخدام هذه العقاقير كان قد تراجع قبل هذا الاكتشاف نظرًا لقلة فعاليتها مقارنة بالعقاقير الأحدث بحسب ما أوضحته دراسة أجريت في الثمانينات. مع ذلك، كان كل من أجريت عليهم تلك الدراسة تقريبا من البيض، كذلك كان لدى البعض تنوع جيني يمنع أجسامهم من الاستجابة بشكل كامل لأنواع بعينها من العقاقير المضادة للتجلط.

حبوب سحرية

لا توجد حاليا حبوب سحرية يمكنك تناولها لإعادة ضبط الترتيب الجيني، لكن لا يعني هذا بالضرورة أنك أسير ملفك الوراثي. ويقول الدكتور ريم: «لا تزال المخاطر الجينية قليلة إجمالا وتتراجع حسب الاختيارات التي تتعلق بنمط الحياة. يمكنك تقليل تأثير تاريخ المرض في العائلة وهناك كثير من الدراسات التي توضح قدرة الأشخاص الذين يوجد المرض في عائلاتهم على الحد من احتمالات إصابتهم بأمراض القلب بشكل كبير من خلال اتباع أنماط حياة معروفة».



للوقاية من سرطان القولون... تجنب استخدام هذه الزيوت في طهي الطعام

زيوت البذور يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون (رويترز)
زيوت البذور يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون (رويترز)
TT

للوقاية من سرطان القولون... تجنب استخدام هذه الزيوت في طهي الطعام

زيوت البذور يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون (رويترز)
زيوت البذور يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون (رويترز)

حذَّرت دراسة جديدة من أن زيوت البذور -وهي زيوت نباتية تستخدم في طهي الطعام، مثل زيوت عباد الشمس والذرة وفول الصويا- يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون.

وحسب شبكة «فوكس نيوز» الأميركية، فقد قام فريق الدراسة التابع لجامعة جنوب فلوريدا، ومعهد سرطان مستشفى تامبا العام، بتحليل 162 عينة ورم من مرضى سرطان القولون.

ووجد الباحثون أن الأورام تحتوي على «عدد زائد» من الجزيئات التي تسبب الالتهاب و«نقصاً» في الجزيئات المختصة بالشفاء.

وقال مؤلف الدراسة الدكتور تيموثي ييتمان، أستاذ الجراحة في كلية الطب بجامعة جنوب فلوريدا: «من المعروف أن المرضى الذين يتبعون أنظمة غذائية غير صحية يعانون من زيادة الالتهاب في أجسامهم. وتشمل هذه الأنظمة زيوت الطهي النباتية التي تستخدم على نطاق واسع».

وأضاف: «لقد وجدت دراستنا صلة كبيرة بين الالتهاب الذي قد تتسبب فيه هذه الزيوت، وبين ارتفاع خطر الإصابة بسرطان القولون. هذا السرطان يشبه الجرح المزمن الذي لن يلتئم مع نقص الجزيئات المختصة بالشفاء في الجسم. فإذا كان جسمك يعيش على هذه الزيوت يومياً، فإن قدرة هذا الجرح على الالتئام تقل بسبب الالتهاب، وقمع الجهاز المناعي الذي يسمح في النهاية للسرطان بالنمو».

وبالإضافة إلى «زيوت البذور المسببة للالتهابات»، أشار ييتمان أيضاً إلى أن هناك بعض الأطعمة التي قد تتسبب في هذا المرض، مثل السكريات المضافة، والدهون المشبعة، والأطعمة المصنعة.

وفي دراسات سابقة، وجد فريق الدراسة نفسه أن «النظام الغذائي غير المتوازن» يزيد أيضاً من خطر الإصابة بأمراض القلب، ومرض ألزهايمر، والسكري.

وأوصى الباحثون بالابتعاد عن الزيوت النباتية والأطعمة غير الصحية، والانتقال إلى تلك الغنية بالألياف وأحماض «أوميغا 3» الدهنية، والفواكه، والخضراوات، والحبوب الكاملة، وذلك لتقليل خطر الإصابة بسرطان القولون والخرف وكثير من الأمراض الأخرى.