«الطاقة الدولية»: 3 ملايين برميل يومياً من النفط الروسي قد تتوقف الشهر المقبل

تخشى «صدمة» على صعيد الإمدادات العالمية

العقوبات الأميركية على النفط الروسي ستؤثر على قطاع الطاقة العالمي (أ.ف.ب)
العقوبات الأميركية على النفط الروسي ستؤثر على قطاع الطاقة العالمي (أ.ف.ب)
TT
20

«الطاقة الدولية»: 3 ملايين برميل يومياً من النفط الروسي قد تتوقف الشهر المقبل

العقوبات الأميركية على النفط الروسي ستؤثر على قطاع الطاقة العالمي (أ.ف.ب)
العقوبات الأميركية على النفط الروسي ستؤثر على قطاع الطاقة العالمي (أ.ف.ب)

قالت وكالة الطاقة الدولية، أمس الأربعاء، إن 3 ملايين برميل يومياً من النفط الروسي ومنتجاته قد لا تصل إلى الأسواق مع بداية أبريل (نيسان) المقبل، في أعقاب غزو روسيا أوكرانيا، في ظل العقوبات وإحجام المشترين، وهو ما يمثل «صدمة» في إمدادات النفط العالمية.
وقالت الوكالة في تقريرها الشهري: «نتوقع انخفاضاً في إجمالي الصادرات يصل إلى 2.5 مليون برميل يومياً، يمثل الخام 1.5 مليون برميل يومياً منها، والمنتجات مليون برميل يومياً».
وتوقعت كذلك تراجع الطلب المحلي الروسي على منتجات النفط. وقالت الوكالة، ومقرها باريس: «هذه الخسائر ستزداد إذا ما تصاعد الحظر والاستياء العام».
وخفضت وكالة الطاقة من توقعاتها للطلب العالمي على النفط في الفترة من الربع الثاني وحتى الربع الرابع من عام 2022 بمقدار 1.3 مليون برميل يومياً، مشيرة إلى أن ارتفاع أسعار السلع والعقوبات على روسيا «من المتوقع أن يكبحا بشكل ملموس نمو الاقتصاد العالمي» إضافة إلى أثر التضخم.
كما خفضت توقعات نمو الطلب للعام بأكمله بواقع 950 ألف برميل يومياً إلى 2.1 مليون برميل يومياً على أساس متوسط طلب يبلغ 99.7 مليون برميل يومياً. ويعني هذا أن العام الحالي سيكون الثالث الذي ينخفض فيه الطلب عن مستويات ما قبل الوباء.
أدت الحرب في أوكرانيا إلى تقلبات كبيرة في أسعار النفط التي اقتربت من مستويات قياسية (بلغ سعر برميل «خام برنت» 139.13 دولار في 7 مارس/ آذار) قبل أن تتراجع.
وتعدّ روسيا أكبر مصدر في العالم بـ8 ملايين برميل يومياً من النفط الخام والمنتجات المكررة. وقررت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة فرض حظر على النفط الروسي بعد غزو أوكرانيا، لكن قطاع الطاقة استثني إلى حد كبير من العقوبات الأوروبية خصوصاً.
وتشير وكالة الطاقة الدولية إلى أن العديد من الشركات (شركات النفط والوسطاء والمصارف...) ابتعدت عن روسيا.
في الأثناء، قالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية إن مخزونات النفط الخام ونواتج التقطير في الولايات المتحدة ارتفعت الأسبوع الماضي في حين تراجع مخزون البنزين.
وأضافت الوكالة الحكومية أن مخزونات الخام زادت 4.3 مليون برميل على مدار الأسبوع المنتهي في 11 مارس الحالي لتصل إلى 415.9 مليون برميل، مقارنة مع توقعات محللين استطلعت «رويترز» آراءهم والتي كانت تشير إلى انخفاض قدره 1.4 مليون برميل.
وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة أن مخزونات الخام في مركز التسليم بولاية أوكلاهوما زادت بمقدار 1.8 مليون برميل الأسبوع الماضي، وهي أول زيادة منذ أواخر ديسمبر (كانون الأول).
وهبط مخزون البنزين بمقدار 3.6 مليون برميل على مدار الأسبوع الماضي إلى 241 مليون برميل، بينما كان من المتوقع أن ينخفض 1.6 مليون برميل.
وزادت مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، بمقدار 332 ألف برميل إلى 114.2 مليون برميل مقابل توقعات بانخفاض قدره 1.8 مليون برميل.
وأظهرت البيانات أن صافي واردات الولايات المتحدة من النفط الخام الأسبوع الماضي انخفض بمقدار 438 ألف برميل يومياً إلى 3.46 مليون برميل يومياً.
في غضون ذلك، يزور رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الإمارات والسعودية، في إطار جهود للحصول على مزيد من إمدادات النفط. وفي الوقت الذي تواجه فيه بريطانيا؛ شأنها شأن معظم دول الغرب، حالة من الهياج في أسعار الطاقة، يحرص جونسون على تشجيع المنتجين على زيادة الإنتاج والحصول على إمدادات أخرى لتقليل العبء على المستهلكين وخفض الاعتماد على الصادرات الروسية.


مقالات ذات صلة

الاقتصاد أوراق نقدية من فئة الدولار الأميركي (رويترز)

تراجع الدولار مع تزايد المخاوف بشأن النمو الأميركي وترقب بيانات الوظائف

تراجع الدولار الأميركي يوم الجمعة ليقترب من أدنى مستوى له في أربعة أشهر، في ظل تزايد القلق بشأن آفاق النمو في أكبر اقتصاد في العالم.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد شاشة تعرض مؤشرات الأسهم في بورصة نيويورك (رويترز)

الأسواق المالية العالمية تتأرجح وسط تحولات كبرى في الإنفاق الأوروبي

شهدت الأسواق المالية العالمية، يوم الخميس، حالة من إعادة الضبط الجذرية، بعد أن أطلق الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، إعادة هيكلة جذرية للعلاقات عبر المحيط الأطلسي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
خاص جانب من مضيق هرمز الذي تطل عليه محافظة مسندم العمانية (الشرق الأوسط)

خاص مسندم العمانية تشهد تحولات تنموية تعزز مكانتها الاستراتيجية على مضيق هرمز

تشهد محافظة مسندم تحولات تنموية كبيرة تهدف إلى تعزيز مكانتها الاستراتيجية، وتحقيق نهضة اقتصادية وسياحية متكاملة.

آيات نور (مسندم)
الاقتصاد عامل في مصنع «هيونداي موتور» في آسام بكوريا الجنوبية (رويترز)

تباطؤ قطاع التصنيع في كوريا الجنوبية مع تراجع التوظيف

سجل نشاط المصانع في كوريا الجنوبية انكماشاً في فبراير، مع تراجع التوظيف بأسرع وتيرة في عامين ونصف عام، وسط تصاعد حالة عدم اليقين بشأن الأوضاع الاقتصادية.

«الشرق الأوسط» (سيول )

ترمب يقلل من المخاوف حول الرسوم... ولا يستبعد حدوث ركود هذا العام

ترمب يستمع إلى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت في البيت الأبيض (رويترز)
ترمب يستمع إلى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت في البيت الأبيض (رويترز)
TT
20

ترمب يقلل من المخاوف حول الرسوم... ولا يستبعد حدوث ركود هذا العام

ترمب يستمع إلى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت في البيت الأبيض (رويترز)
ترمب يستمع إلى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت في البيت الأبيض (رويترز)

رفض الرئيس الأميركي دونالد ترمب المخاوف التجارية بشأن حالة عدم اليقين الناجمة عن التعريفات الجمركية المخطط لها على مجموعة من الشركاء التجاريين الأميركيين، واحتمال ارتفاع الأسعار، دون أن يستبعد احتمال حدوث ركود، هذا العام.

بعد فرض تعريفات جمركية بنسبة 25 في المائة على الواردات من المكسيك وكندا، والتي دفعت الأسواق إلى الانهيار بسبب مخاوف من حرب تجارية، قال ترمب إن خططه لفرض تعريفات «متبادلة» أوسع نطاقاً ستدخل حيز التنفيذ في 2 أبريل (نيسان) المقبل، وترفعها لتتناسب مع ما تُقدره الدول الأخرى.

وقال، في مقابلة مسجلة مع قناة «فوكس نيوز»: «في 2 أبريل، يصبح كل شيء متبادلاً. ما يفرضونه علينا، نفرضه عليهم».

وعندما سُئل عن تحذير بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا من انكماش اقتصادي، في الربع الأول من العام، أقرّ ترمب، على ما يبدو، بأن خططه قد تؤثر على النمو في الولايات المتحدة. ومع ذلك، زعم أنها ستكون في النهاية «رائعة بالنسبة لنا».

وعندما سُئل عما إذا كان يتوقع ركوداً في عام 2025، ردَّ ترمب: «أكره التنبؤ بأشياء من هذا القبيل. هناك فترة انتقالية لأن ما نقوم به كبير جداً. نحن نعيد الثروة إلى أميركا. هذا شيء كبير». ثم أضاف: «يستغرق الأمر بعض الوقت».

في «وول ستريت»، كان أسبوعاً صعباً مع تقلبات جامحة تهيمن عليها المخاوف بشأن الاقتصاد وعدم اليقين بشأن تعريفات ترمب.

وقد تجاهل ترمب المخاوف من جانب الشركات التي تسعى إلى الاستقرار، أثناء اتخاذ قرارات الاستثمار. وقال إن «العولميين، العولميين الكبار، كانوا، لسنوات، ينهبون الولايات المتحدة، والآن كل ما نفعله هو استعادة بعضٍ منها، وسنعامل بلدنا بشكل عادل... كما تعلمون، يمكن أن ترتفع التعريفات الجمركية مع مرور الوقت، وقد ترتفع، كما تعلمون، لا أعرف ما إذا كان ذلك قابلاً للتنبؤ».

وكان ترمب قد رفع، الأسبوع الماضي، التعريفات الجمركية على المكسيك وكندا على شركات تصنيع السيارات الأميركية، ثم جميع الواردات إلى الولايات المتحدة تقريباً، لكنه أبقاها على السلع من الصين.

وهناك مزيد من التعريفات الجمركية، هذا الأسبوع، حيث قال وزير التجارة هوارد لوتنيك، لقناة «إن بي سي»، إن التعريفات الجمركية بنسبة 25 في المائة على واردات الصلب والألمنيوم ستدخل حيز التنفيذ، يوم الأربعاء. وأوضح لوتنيك أن التعريفات الجمركية التي هدّد بها ترمب على منتجات الألبان والأخشاب الكندية ستنتظر حتى أبريل.

وقال: «هل ستكون هناك تشوهات؟ بالطبع... قد تصبح السلع الأجنبية أكثر تكلفة قليلاً. لكن السلع الأميركية ستصبح أرخص، وسوف نضطر إلى خفض أسعارها. إنك ستساعد الأميركيين من خلال شراء المنتجات الأميركية».