عرب و عجم

عرب و عجم
TT

عرب و عجم

عرب و عجم

> فيصل بن فلاح الحربي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية كوبا، قدم أول من أمس، نسخة من أوراق اعتماده سفيراً غير مقيم لدى جمهورية الدومينيكان، لوزير العلاقات الخارجية روبيرتو الفاريز. وجرى خلال اللقاء استعراض عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وسبل تعزيز العلاقات بين البلدين.
> أليساندرو فراكاستي، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بمصر، شارك وزيرة البيئة المصرية الدكتورة ياسمين فؤاد، أول من أمس، في إطلاق حملة ترويجية لمحميات جنوب سيناء تحت شعار «Eco South Sinai»، في إطار الاستعداد لعقد مؤتمر المناخ «cop27» بشرم الشيخ نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وضمن حملة «إيكو إيجيبت» للترويج للسياحة البيئية. وتهدف الحملة للترويج للمحميات الطبيعية، والمساعدة على خلق منتج سياحي.
> عزيز الديحاني، سفير الكويت لدى الأردن، استقبله أول من أمس، مدير عام مستشفى الملك المؤسس عبد الله الجامعي الدكتور محمد الغزو. واستمع السفير إلى شرح لكافة الخدمات التي يقدمها المستشفى، خصوصاً لمصابي «كورونا» من خلال كوادر طبية مؤهلة ومدربة، حيث ثمن السفير أساليب التعامل معهم، وكذلك الجهود المبذولة لخدمة المرضى، لا سيما الرعايا الكويتيين، لافتاً إلى حجم التعاون بين البلدين، الأمر الذي يعطي إشارة واضحة نحو متانة ورسوخ العلاقات الكويتية الأردنية.
> محمد فال ولد أحمد أباه، قدم أول من أمس، أوراق اعتماده سفيراً فوق العادة وكامل السلطة للجمهورية الإسلامية الموريتانية لدى جمهورية باكستان الإسلامية، إلى الرئيس الباكستاني عارف علوي، وذلك بالقصر الرئاسي في إسلام آباد. وخص الرئيس الباكستاني السفير بلقاء تم خلاله استعراض علاقات التعاون بين البلدين وسبل تعزيزها، ونقل السفير تحيات رئيس الجمهورية الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، إلى الرئيس علوي، مؤكداً عزمه العمل من أجل تعزيز وتطوير التعاون بين البلدين.
> أشرف سويلم، سفير جمهورية مصر العربية في كمبالا، استقبله أول من أمس، الفريق موهوزي كاينروجابا قائد القوات البرية الأوغندية ومستشار الرئيس الأوغندي للقوات الخاصة، حيث تطرق اللقاء إلى العلاقات الثنائية وعدد من القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك، وأعرب الجنرال موهوزي عن اعتزازه الشخصي بالعلاقات التاريخية المصرية الأوغندية، وتقديره لمصر قيادة وجيشاً وشعباً، وتطلعه لتعميق التعاون العسكري بين البلدين، بما في ذلك في مجال مكافحة الإرهاب، مشيداً بالدعم المصري المقدم في مختلف المجالات.
> ربيكا غريندلاي، سفيرة أستراليا لدى لبنان، استقبلها أول من أمس، وزير الدفاع اللبناني موريس سليم، في زيارة وداعية بمناسبة قرب انتهاء مهامها في لبنان. وتناول اللقاء أهمية تعزيز التعاون العسكري بين البلدين، كما اطلع وزير الدفاع من الملحق العسكري الأسترالي دوغ غريفيس، الذي رافق السفيرة الأسترالية خلال الزيارة، على المساعدات المقدمة للجيش اللبناني وخطوات التعاون المستقبلية.
> الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، التقى أول من أمس، حميد أصغر خان، سفير جمهورية باكستان الإسلامية لدى المملكة المغربية، بمقر المنظمة في الرباط، حيث بحثا سبل تعزيز التعاون والشراكة الثنائية في مجالات التربية والعلوم والثقافة، واستعراض أبرز البرامج والأنشطة التي سيتم تنفيذها بالتعاون بين الإيسيسكو وباكستان خلال المرحلة المقبلة، ومناقشة عدد من مقترحات التعاون، وتدريب وبناء قدرات الشباب والنساء في التكنولوجيا والابتكار والفنون وغيرها.
> أسامة شلتوت، سفير مصر لدى الكويت، التقي أول من أمس، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الكويتي الشيخ أحمد منصور الأحمد الصباح، لبحث عدد من الموضوعات المتعلقة بالشأن الأمني وسبل تعزيزها، لا سيما في مجال تبادل المعلومات والخبرات والتدريبات المشتركة. وأعرب السفير عن شكره وتقديره على حسن الاستقبال، وما تحظى به الجالية المصرية من رعاية واهتمام في دولة الكويت. من جانبه، أكد الوزير خلال اللقاء على عمق ومتانة العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين.
> نيكوليتا بومباردييري، سفيرة إيطاليا لدى لبنان، اسقبلها أول من أمس، وزير الأشغال العامة والنقل اللبناني علي حميه، برفقة وفد من اتحاد المقاولين الإيطاليين ووفد من المكتب التجاري في السفارة، وتم خلال اللقاء عرض آفاق التعاون في القطاعات التي تعنى بها الوزارة، منها النقل وسكك الحديد وقطاع المرافئ والبنى التحتية والخدماتية، ورحب الوزير بالشركات الإيطالية كافة المهتمة بالاستثمار في لبنان، خصوصاً في مجالات النقل وسكك الحديد وتأهيل الطرق ومرفأ بيروت.
> ميكلوس تروملير، سفير المجر المعتمد لدى موريتانيا، استقبلته أول من أمس، وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي الموريتانية آمال سيدي ولد الشيخ عبد الله، في نواكشوط، وخلال اللقاء تطرق الجانبان لعلاقات التعاون بين البلدين وسبل تعزيزه وتطويره، وحضر اللقاء المستشار المكلف بالاتصال في الوزارة.
> بوبازين عبد الحميد، السفير الجزائري في فيتنام، التقى أول من أمس، لو كوانج هونغ، نائب وزير البناء الفيتنامي، رئيس جمعية الصداقة الفيتنامية الجزائرية، حيث أكد السفير أن الجزائر تأمل في تعزيز شراكتها الاقتصادية مع فيتنام لتتماشى مع العلاقات السياسية السليمة بين البلدين. وقال إن فيتنام والجزائر ستحتفلان هذا العام بالذكرى الستين لعلاقاتهما الدبلوماسية، وهي فرصة جيدة للجانبين لتحديد اتفاقيات التعاون بينهما، والمساهمة في تعزيز العلاقات الثنائية وتنميتها.


مقالات ذات صلة

عرب وعجم

عرب وعجم

عرب وعجم

> نايف بن بندر السديري، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة الأردنية الهاشمية، استقبل أول من أمس، الدكتور زهير حسين غنيم، الأمين العام للاتحاد العالمي للكشاف المسلم، والوفد المرافق له، حيث تم خلال اللقاء بحث سبل التعاون المشترك بين الجانبين. من جانبه، قدّم الأمين العام درع الاتحاد للسفير؛ تقديراً وعرفاناً لحُسن الاستقبال والحفاوة. > حميد شبار، سفير المملكة المغربية المعتمد لدى موريتانيا، التقى أول من أمس، وزير التجارة والصناعة والصناعة التقليدية والسياحة الموريتاني لمرابط ولد بناهي.

عرب وعجم

عرب وعجم

> عبد الله علي عتيق السبوسي، قدّم أول من أمس، أوراق اعتماده سفيراً لدولة الإمارات غير مقيم لدى جزر سليمان، إلى الحاكم العام لجزر سليمان السير ديفيد فوناكي. وتم خلال اللقاء استعراض مجالات التعاون بين دولة الإمارات وجزر سليمان، وبحث سبل تطويرها بما يحقق مصالح وطموحات البلدين والشعبين الصديقين. وأعرب السفير عن اعتزازه بتمثيل دولة الإمارات.

عرب و عجم

عرب و عجم

> عبد العزيز بن علي الصقر، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الجمهورية التونسية، استقبله رئيس مجلس نواب الشعب التونسي إبراهيم بودربالة، وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية، وسبل دعمها وتعزيزها، وأشاد بودربالة بالعلاقات الأخوية التي تربط البلدين الشقيقين.

عرب وعجم

عرب وعجم

> خالد فقيه، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية بلغاريا، حضر، مأدبة غداء بضيافة من ملك جمهورية بلغاريا سيميون الثاني، في القصر الملكي.

عرب وعجم

عرب وعجم

> فهد بن معيوف الرويلي، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية فرنسا، أدى أول من أمس، صلاة عيد الفطر في مسجد باريس الكبير، تلاها تبادل التهاني بين السفراء ورؤساء الجالية المسلمة الفرنسية، في الحفل الذي رعاه عميد المسجد حافظ شمس الدين، وذلك بحضور عدد من المسؤولين الفرنسيين لتهنئة مسلمي فرنسا بعيد الفطر.


100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
TT

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)

في الرابع من شهر الخِصب وبراعم اللوز والورد، وُلد عاصي الرحباني. كانت البلادُ فكرةً فَتيّة لم تبلغ بعد عامها الثالث. وكانت أنطلياس، مسقط الرأس، قريةً لبنانيةً ساحليّة تتعطّر بزهر الليمون، وتَطربُ لارتطام الموج بصخور شاطئها.
لو قُدّر له أن يبلغ عامه المائة اليوم، لأَبصر عاصي التحوّلات التي أصابت البلاد وقُراها. تلاشت الأحلام، لكنّ «الرحباني الكبير» ثابتٌ كحقيقةٍ مُطلَقة وعَصي على الغياب؛ مقيمٌ في الأمس، متجذّر في الحاضر وممتدّةٌ جذوره إلى كل الآتي من الزمان.


عاصي الرحباني خلال جلسة تمرين ويبدو شقيقه الياس على البيانو (أرشيف Rahbani Productions)

«مهما قلنا عن عاصي قليل، ومهما فعلت الدولة لتكريمه قليل، وهذا يشمل كذلك منصور وفيروز»، يقول المؤلّف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة مئويّة عمّه. أما الصحافي والباحث محمود الزيباوي، الذي تعمّق كثيراً في إرث الرحابنة، فيرى أن التكريم الحقيقي يكون بتأليف لجنة تصنّف ما لم يُنشر من لوحاته الغنائية الموجودة في إذاعتَي دمشق ولبنان، وتعمل على نشره.
يقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى». غير أنّ ما انتشر من أغانٍ ومسرحيات وأفلام، على مدى أربعة عقود من عمل الثلاثي الرحباني عاصي ومنصور وفيروز، أصبح ذخيرةً للقرون المقبلة، وليس للقرن الرحباني الأول فحسب.

«فوتي احفظي، قومي سجّلي»
«كان بركاناً يغلي بالعمل... يكتب بسرعة ولا يتوقف عند هاجس صناعة ما هو أجمل، بل يترك السرد يمشي كي لا ينقطع الدفق»، هكذا يتذكّر أسامة عمّه عاصي. وفي بال الزيباوي كذلك، «عاصي هو تجسيدٌ للشغف وللإنسان المهووس بعمله». لم يكن مستغرباً أن يرنّ الهاتف عند أحد أصدقائه الساعة الثالثة فجراً، ليخرج صوت عاصي من السمّاعة قارئاً له ما كتب أو آخذاً رأيه في لحنٍ أنهاه للتوّ.
ووفق ما سمعه الزيباوي، فإن «بعض تمارين السيدة فيروز وتسجيلاتها كان من الممكن أن يمتدّ لـ40 ساعة متواصلة. يعيد التسجيل إذا لم يعجبه تفصيل، وهذا كان يرهقها»، رغم أنه الزوج وأب الأولاد الأربعة، إلا أن «عاصي بقي الأستاذ الذي تزوّج تلميذته»، على حدّ وصف الزيباوي. ومن أكثر الجمل التي تتذكّرها التلميذة عن أستاذها: «فوتي احفظي، قومي سَجّلي». أضنى الأمر فيروز وغالباً ما اعترفت به في الحوارات معها قبل أن تُطلقَ تنهيدةً صامتة: «كان ديكتاتوراً ومتطلّباً وقاسياً ومش سهل الرِضا أبداً... كان صعب كتير بالفن. لمّا يقرر شي يمشي فيه، ما يهمّه مواقفي».


عاصي وفيروز (تويتر)
نعم، كان عاصي الرحباني ديكتاتوراً في الفن وفق كل مَن عاصروه وعملوا معه. «كل العباقرة ديكتاتوريين، وهذا ضروري في الفن»، يقول أسامة الرحباني. ثم إن تلك القسوة لم تأتِ من عدم، فعاصي ومنصور ابنا الوَعر والحرمان.
أثقلت كتفَي عاصي منذ الصغر همومٌ أكبر من سنّه، فتحمّلَ وأخوه مسؤولية العائلة بعد وفاة الوالد. كان السند المعنوي والمادّي لأهل بيته. كمعطفٍ ردّ البردَ عنهم، كما في تلك الليلة العاصفة التي استقل فيها دراجة هوائية وقادها تحت حبال المطر من أنطلياس إلى الدورة، بحثاً عن منصور الذي تأخّر بالعودة من الوظيفة في بيروت. يروي أسامة الرحباني أنها «كانت لحظة مؤثرة جداً بين الأخوين، أبصرا خلالها وضعهما المادي المُذري... لم ينسيا ذلك المشهد أبداً، ومن مواقفَ كتلك استمدّا قوّتهما».
وكما في الصِبا كذلك في الطفولة، عندما كانت تمطر فتدخل المياه إلى المدرسة، كان يظنّ منصور أن الطوفان المذكور في الكتاب المقدّس قد بدأ. يُصاب بالهلَع ويصرخ مطالباً المدرّسين بالذهاب إلى أخيه، فيلاقيه عاصي ويحتضنه مهدّئاً من رَوعه.

«سهرة حبّ»... بالدَين
تعاقبت مواسم العزّ على سنوات عاصي الرحباني. فبعد بدايةٍ متعثّرة وحربٍ شرسة ضد أسلوبه الموسيقي الثائر على القديم، سلك دروب المجد. متسلّحاً بخياله المطرّز بحكايا جدّته غيتا و«عنتريّات» الوالد حنّا عاصي، اخترع قصصاً خفتت بفعلِ سحرِها الأصواتُ المُعترضة. أما لحناً، فابتدعَ نغمات غير مطابقة للنظريات السائدة، و«أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية»، على ما يشرح أسامة الرحباني.


صورة تجمع عاصي ومنصور الرحباني وفيروز بالموسيقار محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، بحضور بديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
كان عاصي مستعداً للخسارة المادية من أجل الربح الفني. يحكي محمود الزيباوي أنه، ولشدّة مثاليته، «سجّل مسرحية (سهرة حب) مرتَين ولم تعجبه النتيجة، فاقترض مبلغاً من المال ليسجّلها مرة ثالثة». ويضيف أن «أساطير كثيرة نُسجت حول الرحابنة، لكن الأسطورة الحقيقية الوحيدة هي جمال عملهم».
ما كانت لتكتمل أسطورة عاصي، لولا صوت تلك الصبية التي دخلت قفصَه الذهبي نهاد حدّاد، وطارت منه «فيروز».
«أدهشته»، يؤكّد الزيباوي؛ ويستطرد: «لكنّ أحداً منهما لم يعرف كيف يميّز بين نهاد حداد وفيروز»... «هي طبعاً المُلهِمة»، يقول أسامة الرحباني؛ «لمح فيها الشخصية التي لطالما أراد رسمَها، ورأى امرأةً تتجاوب مع تلك الشخصية»، ويضيف أن «عاصي دفع بصوت فيروز إلى الأعلى، فهو في الفن كان عنيفاً ويؤمن بالعصَب. كان يكره الارتخاء الموسيقي ويربط النجاح بالطبع الفني القوي، وهذا موجود عند فيروز».


زفاف عاصي الرحباني ونهاد حداد (فيروز) عام 1955 (تويتر)

دماغٌ بحجم وطن
من عزّ المجد، سرقت جلطة دماغيّة عاصي الرحباني عام 1972. «أكثر ما يثير الحزن أن عاصي مرض وهو في ذروة عطائه وإبداعه، وقد زادت الحرب اللبنانية من مرضه وصعّبت العمل كثيراً»، وفق الزيباوي. لم يكن القلق من الغد الغامض غريباً عليه. فهو ومنذ أودى انفجارٌ في إحدى الكسّارات بحياة زوج خالته يوسف الزيناتي، الذي كان يعتبره صياداً خارقاً واستوحى منه شخصيات لمسرحه، سكنته الأسئلة الحائرة حول الموت وما بعدَه.
الدماغ الذي وصفه الطبيب الفرنسي المعالج بأنه من أكبر ما رأى، عاد ليضيء كقمرٍ ليالي الحصّادين والعاشقين والوطن المشلّع. نهض عاصي ورجع إلى البزُق الذي ورثه عن والده، وإلى نُبله وكرمه الذي يسرد أسامة الرحباني عنهما الكثير.
بعد المرض، لانت قسوة عاصي في العمل وتَضاعفَ كرَمُه المعهود. يقول أسامة الرحباني إن «أقصى لحظات فرحه كانت لحظة العطاء». أعطى من ماله ومن فِكرِه، وعُرف بيدِه الموضوعة دائماً في جيبِه استعداداً لتوزيع النقود على المحتاجين في الشارع. أما داخل البيت، فتجسّد الكرَم عاداتٍ لطيفة وطريفة، كأن يشتري 20 كنزة متشابهة ويوزّعها على رجال العائلة وشبّانها.
خلال سنواته الأخيرة ومع احتدام الحرب، زاد قلق عاصي الرحباني على أفراد العائلة. ما كان يوفّر مزحة أو حكاية ليهدّئ بها خوف الأطفال، كما في ذلك اليوم من صيف 1975 الذي استُهدفت فيه بلدة بكفيا، مصيَف العائلة. يذكر أسامة الرحباني كيف دخل عاصي إلى الغرفة التي تجمّع فيها أولاد العائلة مرتعدين، فبدأ يقلّد الممثلين الأميركيين وهم يُطلقون النار في الأفلام الإيطالية، ليُنسيَهم ما في الخارج من أزيز رصاص حقيقي. وسط الدمار، بنى لهم وطناً من خيالٍ جميل، تماماً كما فعل وما زال يفعل في عامِه المائة، مع اللبنانيين.


عاصي الرحباني (غيتي)