السعودية تؤكد مواصلة العمل وفق سياسة الاقتصاد الدائري للكربون

عبد العزيز بن سلمان: استهلاك النفط سيتزايد والطلب عليه سيستمر في النمو

الأمير عبد العزيز بن سلمان وزير الطاقة السعودي
الأمير عبد العزيز بن سلمان وزير الطاقة السعودي
TT

السعودية تؤكد مواصلة العمل وفق سياسة الاقتصاد الدائري للكربون

الأمير عبد العزيز بن سلمان وزير الطاقة السعودي
الأمير عبد العزيز بن سلمان وزير الطاقة السعودي

قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، إن بلاده تعتزم ضخ مزيد من النفط والوصول إلى مستهدف 13.5 مليون برميل يومياً بحلول 2027، مؤكداً في الوقت ذاته على مواصلة العمل وفق سياسة الاقتصاد الدائري للكربون.
ووفق تصريحات خلال حوار مع مجلة «التايم» الأميركية، أكد أن بلاده تعمل على تحقيق الحياد الصفري وخفض الانبعاثات بمقدار كبير، مستطرداً: «نستطيع أن نصبح أكثر كفاءة بتركيب العوازل في المباني أو من خلال وضع معايير أكثر كفاءة للصناعة، وغيره... يمكننا استغلال ثاني أكسيد الكربون الذي يطلق إلى الغلاف الجوي واستخدامه كمادة ذات قيمة مثلا لشركة أطعمة أو مشروبات، فيصبح مادة بدلاً من التخلص منه... احتجاز الكربون أمر جيد لكن استخدامه أفضل، وإلا ستضطر إلى التخلص منه في مكان ما».
وأضاف: «يهمنا التحول... بإمكاننا بيع البترول أو الغاز الذي لدينا مع التعامل مع انبعاثات الكربون، فلماذا تحصر نفسك في خيار أو اثنين؟ ينبغي أن تبقي خياراتك مفتوحة لتخفف من حدة المشكلة، التي هي انبعاثات الكربون».
ويرى الأمير عبد العزيز بن سلمان أن استهلاك النفط سيتزايد، والطلب عليه سيستمر في النمو، بيد أنه لا يعلم بأي مقدار، مشدداً على أن ذلك لا يزال غير واضح. وقال: «من يقول إنه يعلم تماماً أين ومتى وكيف سيحدث ذلك فهو يعيش في أوهام بالتأكيد... نحن بشر ولسنا معصومين عن الخطأ، لكن هذا هو اعتقادنا بالضبط».
وزاد وزير الطاقة السعودي: «لهذا اتخذنا قرار رفع الإنتاج إلى 13 مليون برميل يومياً في مارس (آذار) 2020، حينما كانت الأسعار بالسالب، وقتها}، مضيفاً: «قبل أن تصبح الأسعار بالسالب... أرسلنا إلى أرامكو نيابة عن الحكومة في هذه الوزارة أن يرفعوا الإنتاج إلى 13 مليون برميل... نستهدف أن تكون قدرتنا الإنتاجية من 13.4 إلى 13.5 مليون برميل يومياً بحلول 2027».
وبحسب الأمير عبد العزيز، أي شخص سيتعجب قائلاً: «كيف استطعتم اتخاذ هذا القرار؟»، سأجيب ببساطة: كما تعلمون مع هذه الأسعار المنخفضة، سيتقلص الإنتاج وكذلك الاستثمار. وبالتقدم في خطتنا التوسعية، فلدينا فرصة أفضل في الحصول على تلك السوق.
وفي تساؤل حول ما إذا سيستمر استهلاك مزيد من الوقود الأحفوري؟ رد وزير الطاقة السعودي: «أمامنا الأرقام، وهي ليست أرقامنا، بل أرقام الأمم المتحدة، 3 مليارات شخص حول العالم ليس لديهم أي مصدر طاقة فعلي، أي مصدر طاقة نظيفة حتى للطبخ... يستخدم هؤلاء الأشخاص الكتلة الحيوية، وكل شيء لحرقه، بما في ذلك قطع الأشجار، ويعرضون أنفسهم لمصادر الخطر، بما فيها المرض بل حتى الوفاة فقط ليلبوا متطلبات الحياة اليومية.
ولفت إلى أنه بـ500 مليون دولار، يمكن توفير الطاقة لـ750 مليون شخص لطبخ الطعام باستخدام الطاقة النظيفة، وباستخدام طاقة غاز البروبان، وتوفير المواقد لهم.
ويلفت الأمير عبد العزيز بن سلمان إلى أنه لا يمكن التحكم بكيفية تخفيف الدول الأخرى لاستهلاك الطاقة، إلا أن السؤال هو من سيستخدم النفط، ولأي غرض، ولماذا يُستهلك البنزين أو الديزل؟ وبأي تقنية؟ هذا يتجاوز صلاحيات منتج ما، مؤكداً أنه مع تطور التقنيات كتقنيات احتجاز الكربون، سيمكن تحقيق هدف الحياد الصفري قبل 2060.
ولكن ماذا لو حدث العكس، أي غلق الأسواق أمام النفط وأن لا تتطور التقنيات، قال وزير الطاقة السعودي: «حينها سترتفع انبعاثاتنا ويتأخر تحقيقنا لهدف الحياد إلى ما هو أبعد من 2060».


مقالات ذات صلة

وزراء في «ملتقى الميزانية» يؤكدون على مرونة الاقتصاد السعودي

الاقتصاد وزيرا المالية والاقتصاد والتخطيط في أولى الجلسات الحوارية في «ملتقى الميزانية لعام 2025» (واس) play-circle 00:28

وزراء في «ملتقى الميزانية» يؤكدون على مرونة الاقتصاد السعودي

شدَّد وزراء سعوديون على استمرارية النجاح في تنفيذ «رؤية 2030»، وقدرة الاقتصاد السعودي على مواجهة التحديات وتحقيق التنوع، مؤكدين على المرونة التي يتمتع بها.

مساعد الزياني (الرياض)
الاقتصاد جلسات علمية و11 ورقة عمل في اليوم الثاني من مؤتمر الابتكار في استدامة المياه (الشرق الأوسط)

رئيسة «إيرث كابيتال»: السعودية تستثمر في التقنيات لتلبية احتياجاتها المائية

أكدت الرئيسة التنفيذية لـ«إيرث كابيتال» أن السعودية إحدى الدول التي تواجه تحديات مائية ضخمة، إلا أنها تلعب دوراً ريادياً في مواجهة هذه الأزمة.

أسماء الغابري (جدة)
الاقتصاد مساعد وزير الاستثمار يتحدث إلى الحضور (الشرق الأوسط)

السعودية تُجري 800 إصلاح لتعزيز البيئة الاستثمارية

أكد مساعد وزير الاستثمار، الرئيس التنفيذي لهيئة تسويق الاستثمار، المهندس إبراهيم المبارك، أن السعودية تشهد تحولًا سريعاً لم تشهده أي دولة في العالم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد نائب وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس منصور المشيطي يتحدث إلى الحضور في ملتقى «ميزانية 2025» (الشرق الأوسط)

انخفاض تكلفة إنتاج المياه بالسعودية 50 % وخطط لمشاريع بـ15.4 مليار دولار

أكد نائب وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس منصور المشيطي أن ما حققته المملكة بمحطات إنتاج المياه المحلاة خلال 8 أعوام يعادل ما تم تحقيقه في 4 عقود ماضية

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من الجلسة الحوارية في «ملتقى ميزانية 2025» بالرياض (الشرق الأوسط)

الخطيب: 5 % نسبة مساهمة السياحة في الاقتصاد السعودي

قال وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب إن القطاع السياحي حقق تقدماً كبيراً حيث ارتفعت مساهمته في الاقتصاد إلى 5 % بنهاية العام الماضي

«الشرق الأوسط» (الرياض)

طلبات إعانات البطالة تتراجع في الولايات المتحدة

آلاف الأشخاص خارج مكتب بطالة مؤقت في مبنى الكابيتول بولاية كنتاكي (رويترز)
آلاف الأشخاص خارج مكتب بطالة مؤقت في مبنى الكابيتول بولاية كنتاكي (رويترز)
TT

طلبات إعانات البطالة تتراجع في الولايات المتحدة

آلاف الأشخاص خارج مكتب بطالة مؤقت في مبنى الكابيتول بولاية كنتاكي (رويترز)
آلاف الأشخاص خارج مكتب بطالة مؤقت في مبنى الكابيتول بولاية كنتاكي (رويترز)

انخفض عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة الأسبوع الماضي، لكن العديد من العمال المسرحين ما زالوا يعانون من فترات طويلة من البطالة، ما يبقي الباب مفتوحاً أمام إمكانية خفض أسعار الفائدة مرة أخرى من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر (كانون الأول).

وأفادت وزارة العمل، يوم الأربعاء، بأن الطلبات الأولية للحصول على إعانات البطالة في الولايات المتحدة تراجعت بمقدار ألفي طلب، ليصل العدد إلى 213 ألف طلب معدلة موسمياً للأسبوع المنتهي في 23 نوفمبر (تشرين الثاني). وتم نشر التقرير في وقت مبكر هذا الأسبوع بسبب عطلة عيد الشكر يوم الخميس.

وكان الاقتصاديون الذين استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا 216 ألف طلب للأسبوع الأخير. وقد انخفضت الطلبات عن أعلى مستوى لها في عام ونصف العام، سُجل في أوائل أكتوبر (تشرين الأول)، وكان نتيجة للأعاصير والإضرابات في شركة «بوينغ» وشركات الطيران الأخرى. وهي الآن عند مستويات تشير إلى انخفاض معدلات التسريح من العمل وانتعاش التوظيف في نوفمبر. ففي أكتوبر، أدت العواصف والإضراب الذي استمر 7 أسابيع في شركة «بوينغ» إلى تقليص الزيادة في الوظائف غير الزراعية إلى 12 ألف وظيفة فقط.

وعلى الرغم من التوقعات بانتعاش في الوظائف، من المرجح أن يبقى معدل البطالة ثابتاً أو حتى يرتفع هذا الشهر. فقد ارتفع عدد الأشخاص الذين يتلقون إعانات بعد الأسبوع الأول من المساعدة، وهو مقياس غير مباشر للتوظيف، بمقدار 9 آلاف ليصل إلى 1.907 مليون شخص وفق بيانات معدلة موسمياً في الأسبوع المنتهي في 16 نوفمبر، وفقاً لتقرير طلبات البطالة.

وتشير بيانات الطلبات المستمرة المرتفعة إلى أن العديد من العمال المسرحين يجدون صعوبة في العثور على وظائف جديدة. وتغطي هذه البيانات الفترة التي يتم خلالها مسح الأسر لمعدل البطالة لشهر نوفمبر. وقد ظل معدل البطالة ثابتاً عند 4.1 في المائة لمدة شهرين متتاليين. وسيكون تقرير التوظيف لشهر نوفمبر أمراً حاسماً في تحديد قرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة في منتصف ديسمبر.

ويرى معظم الاقتصاديين أن خفض أسعار الفائدة في الشهر المقبل أمر غير مؤكد في ظل إشارات تباطؤ انخفاض التضخم.

وأظهرت محاضر اجتماع السياسة الفيدرالية في 6 - 7 نوفمبر، التي نُشرت يوم الثلاثاء، أن المسؤولين بدا أنهم منقسمون بشأن مدى الحاجة إلى مواصلة خفض الأسعار. وكان الاحتياطي الفيدرالي قد خفض تكاليف الاقتراض بمقدار 25 نقطة أساس في وقت سابق من هذا الشهر، ما أدى إلى خفض سعر الفائدة القياسي إلى نطاق 4.50 - 4.75 في المائة.

وبدأ البنك المركزي الأميركي في تخفيف السياسة النقدية منذ سبتمبر (أيلول) بعد أن رفع أسعار الفائدة في عامي 2022 و2023 لمكافحة التضخم.