بين الخطأ والصواب

تقنية بيولوجية لعلاج سرطان الثدي

بين الخطأ والصواب
TT

بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب

* من الأخطاء الشائعة ألا تبدي الكثير من النساء الاهتمام المتوقع نحو الكشف المبكر عن سرطان الثدي على الرغم من الحملات العالمية والأخرى الوطنية التي تقام على مدار السنة للتعريف بهذا المرض الخطير وطرق الكشف عنه.
تشير كل الدراسات التي أجريت في مجال سرطان الثدي، إلى أن خطر الإصابة بهذا المرض يزداد مع تقدم العمر، وتكون المرأة عرضة للإصابة به في الستينات من عمرها أعلى بما يفوق 100 مرة منها في العشرينات. وقد ذكر العديد من الدراسات والتقارير أن امرأة من كل ثماني نساء تقريبا ستُشخَّص بسرطان الثدي في مرحلة من مراحل حياتها إذا عاشت إلى عمر 95. وعلى الرغم من ارتفاع احتمالية الإصابة بسرطان الثدي مع تقدم العمر فإنه يميل للخطورة أكثر لدى المصابات الأصغر عمرا، لأن 90 في المائة من النساء يمُتْن قبل سن الخامسة والتسعين بسبب النوبات القلبية والسكتات الدماغية أو من أنواع أخرى من السرطان.
تمثل أورام الثدي عبئا كبيرا على الأطباء والمرضى في الوقت نفسه، خاصة ما يسمى بـ«الورم عالي الخطورة»، وهو نوع من أنواع سرطان الثدي يمثل ما يقارب الربع من مجمل الحالات التي تشخص سنويا في المملكة، وتصل نسبة الإصابة به من 20 إلى 25 في المائة من إجمالي مريضات سرطان الثدي. هذا النوع من سرطان الثدي يعد واحدا من أشد أنوع سرطان الثدي خطورة بمنطقة الخليج والمنطقة العربية وعلى مستوى العالم.
وتستمر قدما جهود العلماء والباحثين نحو اكتشاف علاجات جديدة أكثر فعالية لمكافحة سرطان الثدي. وحديثا، استقطبت المملكة العربية السعودية علاجا جديدا لمكافحة مرض سرطان الثدي من النوع «عالي الخطورة» الذي يمثل أحدث التقنيات العلاجية البيولوجية ويتم استخدامه مع العلاج الكيميائي بهدف منع نمو الخلايا السرطانية والتداخل مع جزئيات معينة تتسبب في نمو الورم. يمثل هذا العلاج نقلة نوعية في الحد من انتشار الورم، فقد ثبتت إمكانية تطوير العلاج بعقار بيرجيتا (perjeta) لإطالة أمد حياة المرضى بنحو 15.7 شهر دون تطور يذكر للمرض، ممثلا بذلك تقدما كبيرا نادرا ما يراه الأطباء في التجارب السريرية. وقد بين استشاريو الأورام أن هذا المعيار العلاجي الحديث من الممكن أن يضاف بشكل إيجابي إلى الخيارات العلاجية الفاعلة المتاحة لمريضات سرطان الثدي.
ويؤكد الأطباء على أهمية العمل على زيادة مستوى الرعاية الصحية لمرضى سرطان الثدي المنتشر، وأيضا الزيادة في نوعية الخدمات التي تقدم لهن من أجل تخفيف الآلام وزيادة متوسط العمر بإذن الله، وإضافة تحسن ملموس في جودة الحياة لديهن مع التقليل من المضاعفات التي قد تكتسبها المريضة في خط الدفاع الأول.

الرضاعة الطبيعية لا تقي من البدانة

* من الأخطاء الشائعة أن تتوجه بعض الأمهات الوالدات إلى الرضاعة الصناعية بدلا من الطبيعية من أثدائهن، بحجة أن الطفل لا يقبل الثدي، أو أن الكمية المتاحة من الثدي غير كافية. وهذا ما ينفيه الأطباء ما دامت آلام المرضع صحيحة الجسم وخالية من الأمراض ولا يوجد لديها أي من موانع الإرضاع الطبيعي. وقد تحتاج عملية الرضاعة الطبيعية في الأيام الأولى إلى التدريب وبعض الصبر خاصة إذا كانت ترضع للمرة الأولى.
ولا شك أن للرضاعة الطبيعية فوائد كثيرة تعود إلى كل من الأم والرضيع. وتعتبر الرضاعة الطبيعية في كثير من الأحيان وسيلة فعالة لمنع السمنة لدى الأطفال، خاصة في العصر الحديث الذي انتشرت فيه السمنة بشكل كبير وفي معظم البيوت من دون استثناء.
وقد قام علماء وباحثون أميركيون من المركز الطبي لمستشفى سينسيناتي للأطفال (Cincinnati Children›s Hospital Medical Center) بأوهايو بعمل دراسة تحليلية لعدد 80 دراسة وصفية (observational studies)، سبق أن نفذت على مدى السنوات الـ20 الماضية. وكانت قد افترضت أن الرضاعة الطبيعية هي وقائية ضد تطوير البدانة في مرحلة الطفولة وما بعدها.
وأظهرت نتائج التحليل أن الأطفال الذين شربوا حليب الثدي كانت احتمالات إصابتهم بالسمنة أقل من الأطفال الذين تغذوا على الحليب الصناعي بنسبة 12 إلى 24 في المائة وفقا لطول وكثافة الرضاعة الطبيعية من الثدي التي حظوا بها من أمهاتهم.
ومع ذلك، ووفقا لفريق البحث في تقريرهم الأخير الذي نشر في مدونة «التقارير الحالية للسمنة» (Current Obesity Reports)، فإن الدراسات الحديثة أظهرت أن الرضاعة الطبيعية وحدها غير كافية في حماية الأطفال من السمنة، وأن هناك عوامل أخرى تلعب دورا في ذلك ولها تأثيرها، منها وزن الأم (ما إذا كانت هي نفسها تعاني من السمنة) ونوعية حليبها والظروف الاجتماعية والاقتصادية التي تعيشها الأسرة.
وكان هناك تركيز بشكل خاص على العلاقة بين بدانة الأمهات والسمنة عند ذريتهن، وقد وجد أن حليب النساء البدينات يكون مختلفا في تكوينه عن حليب النساء النحيفات، ومن هنا يأتي التأثير الوقائي ويختلف بحسب تكوين الأم. وعلاوة على ذلك، وجد أيضا أن لتكوين ميكروبات القناة الهضمية وطريقة ونمط الأكل في وقت مبكر للطفل تأثيرا مهما في إصابته بالسمنة.
نستخلص من هذه الدراسة أن إصابة الأطفال بالسمنة تعتمد على أكثر من عامل يتعرضون له منذ لحظة ولادتهم وخلال شهور رضاعتهم، كنوع الحليب (من الثدي أم صناعي)، ونوع وتركيب الحليب الصناعي، ونمط الحياة الذي تعيشه الأسرة.
ويظل قرار الرضاعة الطبيعية من الثدي هو الخيار الأول لإطعام المواليد، فحليب الأم هو الخيار الأمثل لتغذية الرضع، كما أنه يوفر بشكل حيوي المواد الغذائية، ودعم الحصانة، والعوامل الحيوية النشطة الأخرى اللازمة للأطفال الرضع في مراحل محددة خلال نموهم ومن أجل صحتهم وسلامتهم ونموهم الطبيعي ووقايتهم من الأمراض.

استشاري في طب المجتمع
مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة

[email protected]



دراسة تكشف ميزة جديدة لأدوية إنقاص الوزن مثل «أوزمبيك»: تحمي الكلى

صناديق من عقاري «أوزمبيك» و«ويغوفي» من إنتاج شركة «نوفو نورديسك» في صيدلية بلندن (رويترز)
صناديق من عقاري «أوزمبيك» و«ويغوفي» من إنتاج شركة «نوفو نورديسك» في صيدلية بلندن (رويترز)
TT

دراسة تكشف ميزة جديدة لأدوية إنقاص الوزن مثل «أوزمبيك»: تحمي الكلى

صناديق من عقاري «أوزمبيك» و«ويغوفي» من إنتاج شركة «نوفو نورديسك» في صيدلية بلندن (رويترز)
صناديق من عقاري «أوزمبيك» و«ويغوفي» من إنتاج شركة «نوفو نورديسك» في صيدلية بلندن (رويترز)

أفادت دراسة جديدة بأن أدوية السمنة الشائعة، مثل «أوزمبيك»، قد تساعد أيضاً في حماية الكلى.

وتشير نتائج الدراسة إلى أن الأدوية قد تقلل من خطر تدهور الكلى وفشلها، بغض النظر عما إذا كان الشخص مصاباً بمرض السكري أم لا.

ووفقاً للبحث، كان الانخفاض الإجمالي في خطر الفشل الكلوي وتدهور وظائف الكلى والوفاة بسبب أمراض الكلى بنسبة 19 في المائة.

وتُعرف هذه الأدوية باسم «محفزات مستقبلات (جي إل بي - 1)»، وهي تحاكي عمل هرمون يسمى «الببتيد» الشبيه بـ«الجلوكاغون 1»، والذي يحفز إنتاج الإنسولين ويخفض مستويات السكر في الدم، وقد تم تطويرها في الأصل لعلاج مرض السكري.

ومؤخراً، ظهرت هذه الأدوية علاجات فعالة للسمنة، وإبطاء عملية الهضم، وزيادة الشعور بالشبع وتقليل الجوع.

وقال المؤلف الرئيس للدراسة البروفسور سونيل بادفي، زميل معهد جورج للصحة العالمية وجامعة نيو ساوث ويلز في سيدني، إن الدراسة وسعت المعرفة الحالية حول الأدوية في مجالات رئيسة، بما في ذلك الفوائد للأشخاص المصابين بأمراض الكلى المزمنة، والأشخاص المصابين بالسكري وغير المصابين به.

وقال بادفي: «هذه هي أول دراسة تظهر فائدة واضحة لمستقبلات (جي إل بي - 1) في الفشل الكلوي أو مرض الكلى في المرحلة النهائية، مما يشير إلى أنها تلعب دوراً رئيساً في العلاج الوقائي للكلى والقلب للمرضى الذين يعانون من حالات طبية شائعة مثل مرض السكري من النوع الثاني، أو زيادة الوزن أو السمنة مع أمراض القلب والأوعية الدموية».

وتابع المؤلف الرئيس للدراسة: «هذه النتائج مهمة بشكل خاص للمرضى الذين يعانون من أمراض الكلى المزمنة. إنه تقدم يؤدي في النهاية إلى الفشل الكلوي الذي يتطلب غسيل الكلى أو زرع الكلى، والمرتبط بالوفاة المبكرة، ومعظمها بسبب أمراض القلب. ولها تأثير كبير على نوعية حياة المرضى وتتسبب في تكاليف رعاية صحية كبيرة».

وفي الدراسة التي نشرت بمجلة «لانسيت»، أجرى الباحثون تحليلاً لـ11 تجربة سريرية واسعة النطاق لمستقبلات «جي إل بي - 1» شملت ما مجموعه 85373 شخصاً.

وتم التحقيق في 7 مستقبلات «جي إل بي - 1» مختلفة من بين التجارب، بما في ذلك «سيماغلوتيد» (semaglutide) بصفته دواءً لعلاج مرض السكري من النوع الثاني، وجرى تسويقه لأول مرة باسم «أوزمبيك».

وأظهرت النتائج أنه مقارنة بالأدوية الوهمية، فإن مستقبلات «جي إلى بي - 1»، قللت من خطر الفشل الكلوي بنسبة 16 في المائة، وتدهور وظائف الكلى بنسبة 22 في المائة.

وأكد التحليل أيضاً النتائج السابقة التي تفيد بأن الأدوية تحمي صحة القلب، مع انخفاض بنسبة 14 في المائة بخطر الوفاة القلبية، والنوبات القلبية غير المميتة، والسكتة الدماغية غير المميتة، مقارنة بالدواء الوهمي. وكانت الوفاة لأي سبب أقل بنسبة 13 في المائة بين المرضى الذين عولجوا بمستقبلات «جي إل بي - 1».

وقال البروفسور فلادو بيركوفيتش، زميل الأستاذ في معهد جورج، وعميد جامعة نيو ساوث ويلز بسيدني والمشارك في الدراسة: «يُظهر هذا البحث أن مستقبلات (جي إل بي - 1) يمكن أن تلعب دوراً مهماً في معالجة العبء العالمي للأمراض غير المعدية». وأردف: «سيكون لدراستنا تأثير كبير على المبادئ التوجيهية السريرية لإدارة أمراض الكلى المزمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية لدى الأشخاص المصابين بالسكري وغير المصابين به».

وتابع بيركوفيتش: «هناك حاجة الآن إلى مزيد من العمل لتطبيق نتائج هذه الدراسة في الممارسة السريرية وتحسين الوصول إلى مستقبلات (جي إل بي - 1) للأشخاص الذين سيستفيدون منها».