أعلن المهندس أسامة القصيبي مدير عام مشروع مسام لنزع الألغام في اليمن عن عملية إعادة انتشار لجميع فرق المشروع (32 فريقاً)، بعد التطورات الأخيرة في الجبهات القتالية، مبيناً أن 85 في المائة من كل الألغام التي تم نزعها خارجية المصدر.
وأوضح القصيبي خلال مؤتمر صحافي عقده في عدن أمس، أن المشروع الذي دخل عامه الرابع، بدأ تنفيذ عملية إعادة انتشار لجميع الفرق العاملة على الأراضي اليمنية، بسبب الأحداث المتسارعة في الساحل الغربي وشبوة وحريب وأطراف مأرب.
ولفت إلى أن عملية إعادة الانتشار ابتدأت من الساحل الغربي وانتهت في محافظة شبوة، وأضاف «كان يوجد في منطقة حيس فريق واحد، واليوم هناك 6 فرق، أما في شبوة كان هناك فريقان واليوم 8 فرق، إعادة الانتشار هذه تلبية لنداءات المواطنين في هذه المناطق».
وكشف أسامة القصيبي أن الألغام التي يتم نزعها هذا العام تطورت كثيراً عن الأعوام الماضية، وقال «الألغام التي نزعناها في 2018 مختلفة عن 2019، والتي نزعت في 2020 مختلفة عن سابقتها، وكذلك المنزوعة في 2021 تطورت أكثر».
وتابع «في شبوة هناك ألغام نراها للمرة الأولى بحجم أكبر من أي ألغام وجدناها في اليمن من قبل، عدد مهول من العبوات الناسفة زرعت بأرقام لا تصدق، هناك تطور في التكنولوجيا التي دخلت في العبوات الناسفة المستوردة من خارج اليمن».
ولفت القصيبي إلى أن المشروع وجد فنياً أن «المواد التي دخلت في تصنيع الألغام والعبوات الناسفة ليست من الداخل اليمني».
وأشار مدير مشروع مسام أن خسارة ثلاثة من خبراء المشروع خلال الأسبوعين الأخيرين اثنان في الساحل الغربي، وواحد في شبوة، كان نتيجة لتفجير الألغام والعبوات قبل الوصول إليها والتعامل معها، والتي كانت مفخخة بطريقة احترافية وأكثرها يتم التحكم بها عن بعد». وتابع «لذلك غيرنا قواعد اللعبة في مسام، ولم نعد نتحدث عن نزع ألغام بالمعنى التقليدي بل نحن في حرب ألغام، وكلما تقدم العدو نحاربه بوسيلة جديدة، ويعاد تدريب قادة الفرق لمواجهة هذه التقنية الجديدة».
وأفاد القصيبي أن بيحان وعسيلان بشبوة كانت على وشك أن تعلن مناطق خالية من الألغام بعد ثلاث سنوات من عمل مسام على الأرض لتطهيرها، إلا أنها ستحتاج إلى ثلاث سنوات أخرى من العمل بعد زرع الميليشيات الحوثية آلاف الألغام الجديدة، على حد تعبيره.
ولفت أسامة القصيبي إلى أن عملية إعادة الانتشار التي نفذت جاءت لتدريب بعض قادة الفرق على التقنيات الجديدة التي وجدناها على الأرض، وقال «للأسف الميليشيات الحوثية مستمرة في تطوير نفسها لزيادة أكبر عدد ممكن من القتلى سواء مدنيين أو عسكريين، أو من نازعي الألغام».
ورغم كل التحديات التي تواجه فرق المشروع – بحسب القصيبي – «لن يثنينا عن عملنا شيء وسوف نجد الوسائل للتعامل مع أي تهديد وإن كلفنا ذلك حياتنا».
وتابع «في آخر إحصائية قدم المشروع 28 شهيداً منهم خمسة أجانب، و33 مصاباً، لدينا 500 شخص على الأرض في اليمن من خبراء أجانب وفرق يمنية، ونحن في سباق مع الزمن لنزع أكبر عدد من الألغام والعبوات الناسفة».
ووفقاً لإحصائية رسمية، نزع مشروع مسام حتى الآن أكثر من 300 ألف لغم وعبوة ناسفة في جميع المناطق التي يعمل فيها.
وعن عدم استخدام المشروع لكاسحات الألغام، كشف القصيبي أن 70 في المائة منها لا تصلح للعمل في الأراضي اليمنية، وقال «استخدمنا كاسحات ألغام وأحياناً تسبب خطورة أكثر لأن تقوم بتكسير اللغم وتزيد الخطورة».
وأضاف «وجدنا أنواعاً مختلفة من الألغام المحلية لكن نسبتها قليلة مقارنة بالمستوردة التي تصل نسبتها إلى 85 في المائة من كل الأنواع التي تنزع اليوم».
وأوضح القصيبي أن محافظة الجوف وتعز والساحل الغربي كانت الأكثر زراعة بالألغام، إلا أن الوضع تغير اليوم وأصبحت شبوة الأولى، وتابع «في حيس وجدنا عبوات ناسفة في مدرسة أطفال، ومستوصف طبي، وفي خزان مياه للقرية، بكميات كبيرة واحترافية».
وتساءل مدير مشروع مسام بقوله «كم فريق نزع ألغام تحت إدارة صنعاء؟ والمدعوم من الأمم المتحدة؟ ولديهم فرق أكثر من مسام، حتى اليوم لم يجدوا أي لغم، رغم أن لديهم معدات حديثة تسلموها السنة الماضية وسيارات وكاشفات ألغام ووسائل حماية».
«مسام» يعيد انتشار 32 فريقاً في اليمن استجابة للتطورات العسكرية
القصيبي: نحو 85 % من الألغام المكتشفة جاءت من الخارج
«مسام» يعيد انتشار 32 فريقاً في اليمن استجابة للتطورات العسكرية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة