10 دراسات طبية قلبية بارزة عام 2021

أدوية لعلاج الكلى والسكري والسمنة تعزز صحة القلب... وشرب المياه يقلل احتمالات عجزه

10 دراسات طبية قلبية بارزة عام 2021
TT

10 دراسات طبية قلبية بارزة عام 2021

10 دراسات طبية قلبية بارزة عام 2021

ترصد الهيئات العالمية لطب القلب في كل عام أعلى 10 دراسات طبية استحوذت على اهتمام أوساط طب القلب الإكلينيكية والأكاديمية، وكذلك أثارت متابعة عموم الناس في مختلف مناطق العالم.
وفي 21 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عرضت «جمعية القلب الأوروبية (ESC)» الأخبار الطبية القلبية العشرة الأولى الأعلى قراءة ومتابعة، هذا العام. وأفادت عند تتبعها محتوى تلك الأخبار بأن قضايا السلوكيات الصحية في نمط الحياة اليومية والجوانب المتعلقة بالتغذية الصحية وسوء التغذية من جهة، وعلاقتها بحالة القلب الصحية من جهة أخرى، كانت هي الأعلى متابعة وقراءة هذا العام.
كما حددت «رابطة القلب الأميركية (AHA)» في 16 من الشهر الحالي أهم أبحاث أمراض القلب والسكتة الدماغية لعام 2021، وذكرت أنه مع استمرار وباء «كوفيد19» في السيطرة على عناوين الصحة العامة في عام 2021، فقد تقدمت الأبحاث في مجموعة متنوعة من جبهات أمراض القلب والأوعية الدموية، إضافة إلى فيروس «كورونا». ووفق ما أفادت به «الرابطة»، فقد تناولت النتائج الأكثر أهمية في عام 2021 جوانب التعامل مع الأمراض ذات الصلة بالتسبب في أمراض القلب والأوعية الدموية وتفاقمها، مثل مرض السكري والفشل الكلوي والسمنة.

أبحاث قلبية
ومن قائمة «جمعية القلب الأوروبية» وقائمة «رابطة القلب الأميركية»، فيما يلي نظرة عامة على أعلى 10 أبحاث قلبية في عام 2021، والتي كانت لافتة للنظر لدى عموم الناس في العالم:
1- أدوية الغليفلوزينات: أدوية مثبطات «إس جي إل تي2 SGLT2» التي تُسمى أدوية الغليفلوزينات، تمنع إعادة امتصاص سكر الغلوكوز في الكليتين بعد تسربه مع البول، وبالتالي تُخفض نسبة السكر في الدم. وهي تُستخدم حالياً خطاً ثانياً أو ثالثاً - بدلاً من استخدامها في الخط - الأول لعلاج النوع «2» من مرض السكري، بسبب وجود أدوية أخرى أقدم وأقل تكلفة من الغليفلوزينات.
ولكن بغض النظر عن دورها في ضبط نسبة السكر في الدم، وعند استخدامها لدى غير المصابين بمرض السكري، أثبتت جدواها في تقديم فوائد مهمة لعلاج مرضى القلب والأوعية الدموية، وأيضاً في خفض الوزن، خصوصاً في منع تفاقم حالات ضعف قصور القلب، من نواحي تقليل الوفيات وتقليل الحاجة إلى دخول المستشفى (الاستشفاء). وعلى سبيل المثال؛ كما ذكرت «رابطة القلب الأميركية»، فإن «قصور ضعف القلب مع حفظ الكسر القذفي (HFrEF) هو حالة ذات علاجات قليلة متاحة. وباستخدام هذه الفئة من الأدوية، وجد الباحثون في دراسة (أمبيريور EMPEROR) أن الدواء يمكن أن يقلل معدلات الموت القلبي الوعائي أو الاستشفاء بسبب قصور القلب بأكثر من 20 في المائة».
2- شرب الماء والقلب: وفق ما جرى عرضه ضمن «مؤتمر جمعية القلب الأوروبية»، أفادت نتائج دراسة من «المعهد القومي للقلب والرئة والدم» بالولايات المتحدة بأن الحفاظ على تروية جيدة للجسم طوال الحياة، بشرب الكميات اليومية الكافية من الماء، يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بضعف القلب. وقال الباحثون: «تشير النتائج إلى أننا بحاجة إلى الانتباه إلى كمية السوائل التي نتناولها كل يوم، واتخاذ إجراءات إذا وجدنا أننا نشرب القليل جداً».
وتفيد المصادر الطبية بأن نسبة الصوديوم في الدم مقياس دقيق لمستوى حالة تروية الجسم بالسوائل اللازمة. وعندما يشرب المرء كمية قليلة من السوائل، يزداد تركيز الصوديوم في الدم. وحينئذ يحاول الجسم جاهداً الحفاظ على الماء المتوفر داخله، وتنشط (أثناء تلك المحاولات) العمليات المعروف دورها السلبي في المساهمة في تطور ضعف القلب.
ولاحظ الباحثون في نتائج دراستهم أن ارتفاع تركيز الصوديوم في الدم في منتصف العمر، ارتبط بشكل مباشر مع الإصابة بفشل القلب وتضخم البطين الأيسر بعد 25 عاماً. كما ظل ارتفاع مستوى نسبة الصوديوم مرتبطاً بشكل كبير بفشل القلب وتضخم البطين الأيسر.
3- «كورونا» وقلوب الصغار: وقالت الرابطة: «يضع (كوفيد19) صحة قلب الشباب الصغار في العناوين الرئيسية». وأوضحت أنه بالنسبة للأطفال والشباب، فقد شكل الوباء تحديات خاصة على شكل حالات نادرة ومؤثرة مرتبطة بالفيروس، وهي حالة «متلازمة الالتهاب متعدد الأنظمة عند الأطفال (MIS – C)» في القلب والرئتين والكلى والدماغ والجلد والعينين والأعضاء الأخرى. والآثار القلبية الأكثر شيوعاً للمتلازمة الجديدة: عدم انتظام ضربات القلب، وانخفاض قوة القلب، وتوسع الشرايين التاجية، وتراكم السوائل في كيس التامور حول القلب.
وقالت الرابطة: «تواصل (رابطة القلب الأميركية) التوصية بالتطعيم ضد (كوفيد19) لدى البالغين والأطفال المؤهلين، وتلاحظ أن الأبحاث الجارية تظهر بوضوح أن خطر الإصابة بمضاعفات القلب والسكتة الدماغية ومشكلات تخثر الدم بعد الإصابة بـ(كوفيد19) أكثر من التطعيم».

النوم والقلب
4- وقت النوم والقلب: وفي حين أن العديد من الدراسات الطبية التحليلية قد بحثت في الصلة بين مدة النوم وأمراض القلب والأوعية الدموية، فإن العلاقة بين توقيت النوم وأمراض القلب لا تزال غير مكتشفة. ووفقاً لدراسة باحثين بريطانيين نُشرت في «مجلة جمعية القلب الأوروبية»، يرتبط النوم في الساعة العاشرة والحادية عشرة مساء، بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب، وذلك مقارنة بأوقات النوم المبكرة جداً أو المتأخرة.
وقال الباحثون: «يمتلك الجسم ساعة داخلية تعمل على مدار 24 ساعة، تسمى (إيقاع الساعة البيولوجية)، والتي تساعد على تنظيم الأداء البدني والعقلي. وتشير النتائج إلى أن النوم المبكر أو المتأخر قد يكون أكثر عرضة لتعطيل ساعة الجسم، مع عواقب سلبية على صحة القلب والأوعية الدموية».
5- الفينرينون: أدوية «الفينرينون (Finerenone)» تستخدم لتقليل مخاطر تدهور وظائف الكلى والفشل الكلوي والموت القلبي الوعائي والنوبات القلبية غير المميتة والاستشفاء لفشل القلب، لدى البالغين المصابين بأمراض الكلى المزمنة المرتبطة بمرض السكري من النوع «2».
وذكرت «رابطة القلب الأميركية» أن الأبحاث أظهرت بالفعل أن عقار «الفينرينون» يمكن أن يحسن النتائج الصحية في القلب والأوعية الدموية، ويحد من التدهور الكلوي لدى مرضى السكري من النوع «2» وأمراض الكلى المتقدمة. وقلل «الفينرينون» من خطر الموت أو مضاعفات القلب والأوعية الدموية بنسبة 13 في المائة مقارنة مع الدواء الوهمي. وكان الانخفاض في المقام الأول نتيجة لانخفاض حالات فشل القلب في المستشفى.
كما أفادت نتائج دراسة دولية أخرى، هي دراسة «AMPLITUDE - O» بأن تلقي أحد أنواع فئة أدوية «الفينرينون» أسبوعاً كحقنة تحت الجلد، قلل بنسبة 27 في المائة من احتمالات الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية أو الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية.
6- «سيماغلوتيد»: وصفت «الرابطة» الأمر بقولها: «التحدي الصحي العنيد للسمنة يلتقي بدواء فعال». وأضافت أنه قد يساعد دواء جرى تطويره لمرض السكري من النوع «2» في التحكم بشكل أفضل في مشكلة السمنة. وهو عقار «سيماغلوتيد (Semaglutide)» الذي يُعطى على شكل حقنة أسبوعية تحت الجلد. وأصبح في يونيو (حزيران) الماضي أول دواء منذ عام 2014 يُعتمد من قبل «إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA)» للتحكم في زيادة الوزن المزمنة. وقامت سلسلة من الدراسات في عام 2021 بتقديم نتائج مفيدة في خفض الوزن حتى لدى الأشخاص غير المصابين بالسكري، وذلك من خلال سلسلة دراسات «ستيب (STEP)» الأربع، التي جرت فيها مقارنة تلقي هذا العقار من قبل الذين لديهم سمنة ويوجد أو لا يوجد لديهم مرض السكري، مع تلقي دواء وهمي. وتبين أنه بعد استخدامه أشهراً عدة، فقد ثلثا الأشخاص الذين تلقوا «سيماغلوتيد» نحو 15 في المائة من أوزان أجسامهم في المتوسط، مقارنة بنحو اثنين في المائة فقط بين أولئك الذين تلقوا العلاج الوهمي.
7- الحمل والقلب: قالت «الرابطة» إن «مشكلات صحة القلب أثناء الحمل تعرض الأمهات والرضع والمراهقين للخطر». وأضافت أن أمراض القلب والأوعية الدموية تعد السبب الأول لوفيات الأمهات الحوامل في الولايات المتحدة، حيث يمكن أن تعمل عوامل الخطر التي تظهر قبل الحمل، على تهديد نتائج الحمل وتزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في وقت لاحق.
ووجدت دراسة حديثة أن الأمر يزداد سوءاً عند وجود عوامل خطر على صحة القلب قبل الحمل، مثل التدخين ما قبل الحمل، وارتفاع مؤشر كتلة الجسم، ووجود ارتفاع ضغط الدم، أو مرض السكري. وقالت الرابطة: «تشير أبحاث أخرى إلى أن الصحة السيئة لقلب الأم يمكن أن يتردد صداها لدى الطفل، إلى ما بعد الحمل وإلى أشهر في فترة ما بعد الولادة؛ وحتى فترة المراهقة».

القهوة والملح
8- القهوة والقلب: وبدعم من النتائج الإيجابية للتصوير القلبي بالرنين المغنطيسي، وبعد متابعة استمرت من 10 إلى 15 عاماً، أفادت دراسة طبية بأن شرب القهوة باعتدال له فوائد صحية على شرايين القلب والدماغ. وارتبط تناول ما يصل إلى 3 أكواب من القهوة يومياً بانخفاض خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وأمراض القلب القاتلة. وهذه هي أكبر دراسة لتقييم الآثار القلبية والوعائية لاستهلاك القهوة بانتظام من قبل الأشخاص الذين لم يجر من قبل تشخيص إصابتهم بأمراض القلب.
وأفاد الباحثون بأن النتائج تشير إلى أن تناول القهوة المنتظم سلوك آمن، ولم يكن مرتبطاً بنتائج عكسية على القلب والأوعية الدموية والوفيات الناجمة عن جميع الأسباب؛ بل إن شرب ما بين نصف كوب و3 أكواب من القهوة يومياً، ارتبط بشكل مستقل بكل من: انخفاض مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية، وانخفاض مخاطر الوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وانخفاض مخاطر الوفاة لأي سبب كان. وأضافوا: «أشار تحليل التصوير بالرنين المغناطيسي للقلب (C – MRI) إلى أنه مقارنة بالمشاركين الذين لم يشربوا القهوة بانتظام، فإن المستهلكين اليوميين لها يتمتعون بقلوب ذات حجم صحي وتعمل بشكل أفضل».
9- الملح والسكتة الدماغية: استخدام نوعيات الملح منخفضة المحتوى بعنصر الصوديوم، يُقلل من الإصابات بالسكتة الدماغية لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو السكتة الدماغية السابقة. ووصفت «جمعية القلب الأوروبية» الدراسة التي توصلت إلى هذه النتائج، بأنها «دراسة خبر عاجل متأخر (Late Breaking Research) قُدمت في (جلسة الخط الساخن) ضمن فعاليات المؤتمر السنوي لـ(جمعية القلب الأوروبية) في أواخر أغسطس (آب) الماضي».
وقال الباحثون: «تقدم هذه الدراسة دليلاً واضحاً على أن هذا التدخل، الذي يمكن استخدامه بسرعة كبيرة وبتكلفة منخفضة جداً، يسهم في تقليل الإصابات بالسكتة الدماغية وحالات الوفاة المبكرة». وذكروا بلغة الأرقام أن تطبيق ذلك في المجتمعات؛ المجتمع الصيني مثالاً، سيمنع في كل عام نحو 800 ألف حالة سكتة دماغية أو وفاة مبكرة. وأضافوا: «نتيجة التجربة مثيرة بشكل خاص؛ لأن استخدام بديل الملح شيء سهل التصنيع للغاية وغير مكلف، ولديه القدرة على الحد من الاضطرابات الصحية المتعلقة بأمراض القلب والأوعية الدموية».

ضعف الانتصاب
10- ضعف الانتصاب والتغذية: وفقاً لبحث قُدم في «المؤتمر السنوي لجمعية القلب الأوروبية»، فإن الرجال الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أكثر عرضة للإصابة بضعف الانتصاب مقارنة بمن لديهم ضغط دم طبيعي. وضعف الانتصاب يعدّ طبياً؛ في المقام الأول، ناتجاً عن فقد قدرة الشرايين الصغيرة على التمدد وزيادة التدفق إلى العضو الذكري. وأظهرت الأبحاث السابقة أن «حمية البحر الأبيض المتوسط (Mediterranean Diet)» تخفض ضغط الدم وتمنع النوبات القلبية والسكتات الدماغية لدى الأفراد المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. ويركز هذا النمط الغذائي على الفاكهة والخضراوات والحبوب الكاملة وزيت الزيتون والأسماك، والاستهلاك المتواضع لمنتجات الألبان، والحد من اللحوم الحمراء.
ولدى الرجال في منتصف العمر (متوسط أعمارهم 56 سنة) الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم وضعف الانتصاب، وجد الباحثون أن الذين اتبعوا بشكل أعلى نظام تغذية البحر الأبيض المتوسط، أصبح لديهم احتياطي أعلى في تدفق الدم إلى الشرايين التاجية القلبية، ونسبة أعلى من هرمون «تستوستيرون» الذكوري، وأداء انتصاب أفضل.


مقالات ذات صلة

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

مع بداية فصل الشتاء وزيادة احتمالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي واستمرار الحديث عن الأعراض المزمنة لمرض «كوفيد - 19»....

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك 6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

لا يزال كبار الطهاة العالميين، إضافة إلى ربات البيوت الماهرات في الطهي، يستخدمون أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر Cast Iron Cookware.

د. عبير مبارك (الرياض)
صحتك من اليسار: القلب السليم مقابل القلب المصاب بالرجفان الأذيني (غيتي)

تتبُع الرجفان الأذيني باستخدام ساعة ذكية؟ تجنّبْ هذا الفخ

يعاني الملايين من الأميركيين من الرجفان الأذيني - وهو اضطراب سريع وغير منتظم في إيقاع القلب يزيد من خطر المضاعفات القلبية الوعائية، بما في ذلك السكتة الدماغية

جولي كورليس (كمبردج - ولاية ماساشوستس الأميركية)
صحتك الأحياء الحضرية تشجع السكان على المشي (جامعة ويسترن أونتاريو)

الأحياء المزدحمة تشجع السكان على المشي

أفادت دراسة أميركية بأن تصميم الأحياء السكنية يُمكن أن يؤثر بشكل كبير على مستوى النشاط البدني للأفراد، خصوصاً المشي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل
TT

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب. ولم أحصل على نتائج مُرضية في غالب الأحيان. ما تنصح؟»

وللإجابة فإني أفترض بداية أن تناوله فياغرا كان بعد استشارة الطبيب وإجرائه الفحص الإكلينيكي والفحوصات اللازمة لهذه الحالة، وأنه تناول الحبة حسب توجيهات الطبيب.

مفعول فياغرا

ولكن سواء كان الأمر كذلك أو لم يكن، فإن الأمر يتطلب متابعة عرض النقاط التالية بشكل سردي متسلسل لفهم أسباب فشل أو توقف مفعول فياغرا، أو غيره من أدوية تنشيط الانتصاب، عن العمل:

1. فياغرا دواء مصمم لمساعدة الشخص للحصول على الانتصاب والحفاظ عليه، إذا كان يعاني من ضعف الانتصاب. والدواء النشط هو «سيلدينافيل»، والذي يصنف على أنه من فئة أدوية «مثبط للفوسفوديستيراز - 5». وهناك أدوية أخرى من نفس الفئة، ولديها مميزات قد لا تتوفر في فياغرا، مثل سيالس (تادالافيل)، وليفيترا (فاردينافيل)، وستيندرا (أفانافيل).

وهذه الفئة من الأدوية هي خط العلاج الأول لضعف الانتصاب. ومع ذلك، قد تجد أن أياً منها لا يعمل أبداً أو يتوقف تدريجياً عن العمل، بعد استخدامه بنجاح لفترة.

وإذا حدث هذا، فأنت لست وحدك، حيث تشير المصادر الطبية إلى أن ما يصل إلى 40 في المائة من المرضى قد لا يستجيبون بشكل مرضٍ لهذه الأدوية ولا يجدون الرضا بتناولها. كما أنه، ووفقاً للجمعية الأميركية لجراحة المسالك البولية، فإن «الاستخدام غير الصحيح» لفئة أدوية «مثبط للفوسفوديستيراز - 5» يمثل 56 في المائة إلى 81 في المائة من حالات فشل العلاج.

2. يحدث الانتصاب عندما تكون هناك زيادة في تدفق الدم إلى القضيب. وإذا كان تدفق الدم هذا محدوداً، يعاني الشخص من ضعف الانتصاب. وأثناء الإثارة الجنسية، يتم إطلاق بروتين يسمى «أحادي فوسفات الغوانوزين الدوري». وهذا يزيد من تدفق الدم إلى القضيب للحصول على الانتصاب أو الحفاظ عليه. ولكن بمجرد إطلاقه، يقوم بروتين آخر يسمى «فوسفوديستيراز - 5» بتكسير بروتين «أحادي فوسفات الغوانوزين الدوري»، مما يحد من تدفق الدم إلى القضيب، وبالتالي يتلاشى الانتصاب (أي نتيجة تفاعل بين نوعين من البروتينات).

ويعمل دواء فياغرا وغيره من مجموعة أدوية مثبطة للفوسفوديستيراز - 5. عن طريق تثبيط وإعاقة عملية التكسير هذه مؤقتاً، بغية الحفاظ على زيادة تدفق الدم إلى القضيب واستمرار انتصابه بهيئة أقوى أثناء الجماع. وبهذا يستفيد منْ لديه ضعف في الانتصاب بشكل مُرضٍ، وكذلك يستفيد بشكل أقوى منْ ليس لديه ضعف في الانتصاب بالأصل، ولكن لديه عوامل نفسية وذهنية تشتت رغبته الجنسية في أن تترجم بطريقة طبيعية عبر تكوين انتصاب العضو الذكري.

حالات ضعف الانتصاب

3. عملية الانتصاب هي عملية معقدة تتطلب نجاح أجزاء مختلفة من الجهاز العصبي والأوعية الدموية والغدد الصماء والجهاز التناسلي والصحة النفسية، في تكوين الانتصاب. وتُعرّف الأوساط الطبية ضعف الانتصاب بأنه: عدم القدرة على تكوين الانتصاب والحفاظ عليه لإتمام ممارسة العملية الجنسية لفترة معتادة. ويحدد الإصدار الخامس للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطراب العقلي DSM – 5 أن تستمر المشكلة لمدة لا تقل عن 6 أشهر كأحد عناصر تشخيص الإصابة به.

وتؤكد المصادر الطبية على أنه من الضروري إتمام عملية تشخيص الإصابة بضعف الانتصاب بطريقة طبية صحيحة، وليس الاعتماد فقط على ملاحظة الرجل أن لديه «عدم رضا واكتفاء» بدرجة الانتصاب للعضو الذكري. والطريقة الطبية الأكثر استخداماً هي «الفهرس الدولي لوظيفة الانتصاب» International Index of Erectile Function، وهو استبيان مكون من 15 عنصراً، ويعتبر المعيار الذهبي لتقييم المرضى بالنسبة لمشكلة ضعف الانتصاب.

4. تجدر ملاحظة أن هناك حالتين من ضعف الانتصاب، الحالة الأولى ضعف الانتصاب الذي قد يُعاني منه الرجل من آن لآخر أو أن الانتصاب الذي تكوّن لديه لا يستمر حتى إتمام العملية الجنسية. والحالة الثانية هي الضعف التام عن الانتصاب بشكل دائم. ولذا يقول أطباء كليفليلاند كلينك: «ثمة العديد من الدراسات التي حاولت معرفة مدى انتشار هذه المشكلة. وأفادت دراسة شيخوخة الذكور في ولاية ماساتشوستس أن المعاناة منها في أوقات دون أخرى ترتفع بشكل متزايد مع تقدم العمر، ونحو 40 في المائة من الرجال يتأثرون به بعد بلوغ سن 40 سنة، ونحو 70 في المائة من الرجال يتأثرون به في سن 70 سنة. أما حالة الضعف التام في الانتصاب فتصيب نحو 5 في المائة من الرجال في عمر 40 سنة، و15 في المائة منهم في عمر 70 سنة».

رصد عوامل الخطر والأسباب

5. قبل بدء تجربة العلاج الطبي لضعف الانتصاب، من الضروري معالجة عوامل الخطر القابلة للتعديل والتي تتسبب بضعف الانتصاب. ومعلوم أن عوامل الخطر لضعف الانتصاب تشمل التدخين، والسمنة، وأمراض القلب والأوعية الدموية، واضطرابات الكولسترول، وعدم انضباط مرض السكري، والاكتئاب، وجراحة البروستاتا، واضطرابات النوم، والتوتر النفسي، ومرض انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم، واضطرابات الغدة الدرقية، ونقص هرمون التستوستيرون.

وكل هذه حالات تتسبب بضعف الانتصاب، والتغلب على هذه المشكلة لديهم، يكون بضبط هذه العوامل ومعالجتها أولاً للتغلب على ضعف الانتصاب. كما يجب أن يستكشف التاريخ الدقيق للعوامل النفسية والاجتماعية والعلاقاتية مع شريكة الحياة والممارسات الجنسية، التي قد تؤثر على الأداء الجنسي. وقد يجدر النظر في الإحالة إلى معالج جنسي.

6. أولى خطوات معالجة ضعف الانتصاب، هي تحديد السبب أو الأسباب وراء نشوء حالة ضعف الانتصاب. وتوضح إرشادات علاج ضعف الانتصاب الصادرة عن الجمعية الأميركية لجراحة المسالك البولية، أن تعديل نمط عيش الحياة اليومية بطريقة صحية يحسن وظيفة الانتصاب ويقلل من معدل انخفاضه الوظيفي مع تقدم العمر.

وهذه نقطة مهمة يغفل عنها كثير من الرجال الذين يواجهون مشكلة ضعف الانتصاب ويتجهون تلقائياً نحو طلب تلقي أحد فئة أدوية مثبطات الفوسفوديستيراز من النوع 5 بأنواعها المختلفة في الصيدليات. ولا يلتفتون بشكل كامل نحو نصح الطبيب للمرضى بشأن تعديلات سلوكيات نمط الحياة اليومية.

وعلى سبيل المثال، تذكر الجمعية الأميركية لجراحة المسالك البولية أن بعد سنة واحدة من التوقف عن التدخين، وُجد أن المرضى لديهم تحسن بنسبة 25 في المائة في جودة الانتصاب. وكذلك الحال مع حفظ وزن الجسم ضمن المعدلات الطبيعية والحفاظ على ممارسة الرياضة البدنية ومعالجة انقطاع التنفس أثناء النوم وغيرها من الأسباب.

7. ضعف الانتصاب قد يظهر نتيجة الآثار الجانبية للأدوية التي يتناولها الشخص، وقد يُساهم في نشوء هذه المشكلة. وهنا قد يكون من الصعب على أدوية ضعف الانتصاب التغلب على تلك الآثار الجانبية. وعندما يشتبه الطبيب في أن «بعض» أدوية علاج الاكتئاب، أو ارتفاع ضغط الدم، أو الحساسية، أو إدرار البول، أو الأدوية الهرمونية، أو غيرها من أنواع الأدوية المستخدمة بشكل شائع في أوساط المرضى، قد تكون هناك ضرورية للبحث عن أدوية بديلة ذات آثار جانبية أفضل.

وللتوضيح على سبيل المثال، يرتبط تناول أدوية «حاصرات بيتا» بضعف الانتصاب، رغم عدم تحديد السبب بشكل جيد. وقد تساهم معرفة المريض بأن ضعف الانتصاب أحد الآثار الجانبية المحتملة لحاصرات بيتا، في عدم رضاه عن الوظيفة الانتصابية لديه بعد بدء تناوله حاصرات بيتا. ويمكن للطبيب النظر في تجربة دواء بديل للمرضى الذين يتناولون حاصرات بيتا من الجيل الأول (مثل بروبرانولول، أتينولول) إلى أدوية الجيل الثاني (ميتوبرولول، نيبيفولول) من حاصرات بيتا الأقل تسبباً بضعف الانتصاب. كما أن وصف أدوية أخرى لعلاج ارتفاع ضغط الدم، قد يكون أقل تسبباً في ضعف الانتصاب. ومع ذلك، يجب أن يظل علاج ارتفاع ضغط الدم هو الأولوية، لأن مرض ارتفاع ضغط الدم وعدم انضباط الارتفاعات فيه، سبب قوي في ضعف الانتصاب بحد ذاته. وكثيراً ما تتحسن قدرات الانتصاب بضبط ارتفاع ضغط الدم إلى المستويات المُستهدفة علاجياً.

أسباب عدم عمل «فياغرا»

8. السبب الأول لعدم عمل فياغرا أو غيره من أدوية فئة مثبط للفوسفوديستيراز - 5 هو أن مشكلة ضعف الانتصاب ليست ناجمة عن مشكلة في الأوعية الدموية التي تعمل على احتباس الدم في العضو الذكري. وهذا يعني أن عمل هذه الأدوية على زيادة تدفق الدم لا يُساعد في تنشيط الانتصاب. ويمكن أن يحدث هذا بسبب اعتلال الأعصاب أو مشاكل أخرى. وقد تشمل بعض الحالات العصبية التي قد تؤثر على فعالية الفياغرا ما يلي:

- اعتلال الأعصاب بسبب عدم انضباط نسبة السكر في الدم لدى مرضى السكري.

- مرض التصلب المتعدد.

- مرض باركنسون.

- جراحة سابقة في البروستاتا.

- السكتة الدماغية السابقة.

- إصابة مباشرة في أعصاب الحبل الشوكي.

9. الارتباط بين أمراض شرايين القلب وضعف الانتصاب قوي. ووجود مرض تضيق شرايين القلب قد يعني عدم عمل فياغرا نتيجة وجود عائق كبير أمام تدفق الدم في الشريان القضيبي. أي قد يكون هذا أحد أعراض تضيقات الشرايين المغذية للقضيب، وهو عامل خطر للإصابة بالنوبة القلبية والسكتة الدماغية. وفي هذه الحالة، لن تستجيب الشرايين للفياغرا لأنه مجرد موسع للأوعية الدموية. كما أن وجود تسريب وريدي، أي وجود صمامات لا تعمل بكفاءة في الأوردة التي تُصرّف تجمع الدم في القضيب، يعيق تماسك الانتصاب.

وبعد تناول فياغرا، قد يتدفق الدم بمعدل متزايد إلى القضيب، لكنه سيتسرب بالكامل ولن يبقى طويلاً بما يكفي للتسبب في الانتصاب. ووجود المشاكل النفسية بدرجة إكلينيكية مُؤثرة، قد يعيق عمل الفياغرا لدى البعض ممنْ لديهم القلق والاكتئاب والإجهاد المزمن، أو ضغوط في العلاقة مع شريكة الحياة أو لديهم قلق من كفاءة الأداء الجنسي.

الاستخدام غير الصحيح يمثل 56 - 81 % من حالات فشل العلاج

الجرعة ووقت تناول الدواء

10. وفقاً للجمعية الأميركية لجراحة المسالك البولية AUA، فإن «الاستخدام غير الصحيح» لفئة أدوية «مثبط للفوسفوديستيراز - 5» يمثل نسبة عالية من حالات فشل العلاج. وعدم تناول فياغرا، أو غيرها من أدوية تنشيط الانتصاب، بطريقة صحيحة، قد يُؤدي إلى عدم الاستفادة. وللتوضيح، هذه الأدوية تتشابه في طريقة عملها رغم أن ثمة اختلافات ثانوية فيما بينها نتيجة لأن لكل واحد منها تركيبة كيميائية مختلفة. الأمر الذي يُؤثر على طريقة عمل كل دواء منها، مثل مدى سرعة ظهور مفعول الدواء وسرعة اختفاء مفعوله والآثار الجانبية المحتملة. ويعمل عقار سيلدينافيل (فياغرا) بأقصى مستويات مفعوله عند تناوله على معدة فارغة قبل الممارسة الجنسية بساعة واحدة، ويدوم مفعوله لما يُقارب 6 ساعات. ولذا تجنب تناول الفياغرا مع وجبة كبيرة أو وجبة عالية الدهون، كما لا تتوقع أن تعمل الفياغرا قبل دقائق فقط من ممارسة الجنس. بينما يعمل عقار فاردينافيل (لفيترا) بأقصى مستويات مفعوله عند تناوله قبل الممارسة الجنسية بساعة واحدة، على معدة خالية أو ممتلئة. ويدوم مفعوله قرابة 7 ساعات. وبالمقابل، عقار تادالافيل (سيياليس) يُمكن تناوله مع الأكل أو من دونه قبل الممارسة الجنسية بمدة ساعة واحدة إلى اثنتين، ويدوم مفعوله لمدة 36 ساعة. وقد تكون الجرعة غير مناسبة.

ولذا فإن أول شيء يجب التحقق منه إذا لم يكن الفياغرا يعمل هو الجرعة المناسبة. والجرعة الأكثر شيوعاً من الفياغرا لعلاج ضعف الانتصاب هي 50 ملليغراما، والتي يتم تناولها قبل ساعة واحدة من النشاط الجنسي. ومع ذلك، قد لا يكون هذا كافياً لبعض الأشخاص. ويمكن للطبيب مساعدتك في تحديد ما إذا كانت الجرعة الأعلى من 100 ملليغرام تناسبك.

والمهم في كل ما تقدم ملاحظة أن فياغرا هو نوع من الأدوية المثبطة للفوسفوديستيراز 5. وتُستخدم أدوية مثبطة للفوسفوديستيراز 5 كعلاج أولي لضعف الانتصاب. ورغم أن مثبطات الفوسفوديستيراز 5 تميل إلى العمل بشكل جيد، فإنها قد لا تكون فعالة للجميع. وقد يكون هذا بسبب الظروف الصحية الأساسية وعوامل نمط الحياة، من بين أمور أخرى. وإذا لم يعمل أحد أنواع أدوية مثبطة للفوسفوديستيراز 5، قد يعمل نوع آخر من أدوية هذه الفئة. ولذا يجب التفكير في التحدث مع الطبيب إذا لم يساعد الفياغرا في علاج أعراض ضعف الانتصاب لديك. وقد يوصى بعلاج بديل بما سيكون هو الأفضل لك.