ضعف القلب الانبساطي
> امرأة عمرها 39 سنة، وجرى تشخيص وجود ضعف انبساطي في القلب لديها. ما هذه الحالة، وبماذا تنصح؟
جاستن مكيل - بريد إلكتروني
- هذا ملخص أسئلتك. ونتيجة تصوير القلب بالأشعة فوق الصوتية الذي أرسلته للمريضة، تشير إلى أن حجم جميع حجرات القلب طبيعي، وكذلك جميع صمامات القلب طبيعية في شكلها وعملها. كما أن قوة انقباض القلب لضخ الدم طبيعية، ولكن تُوجد «مرحلة أولى من الضعف الانبساطي»، أي تدني قدرة القلب على الارتخاء والانبساط لاستيعاب الدم الآتي إليه، وهي مشكلة في «التعبئة» وليست في قدرة «الضخ».
وإضافة إلى مرض شرايين القلب، يبدو أن هناك العديد من الحالات التي تساهم في نشوء الخلل الانبساطي لعضلة القلب، كارتفاع ضغط الدم، وتضخم عضلة القلب، ومرض السكري، والسمنة، وانقطاع التنفس أثناء النوم.
وحالياً، يُلاحظ تشخيص الضعف الانبساطي بشكل متكرر أكثر مما مضى، بسبب توفر وسائل فحص القلب بدقة، خصوصاً فحص تصوير القلب بالأشعة الصوتية (الإيكو). وقد ينزعج البعض جداً عند سماع ذلك، ولكن غالبية الذين يجري تشخيص إصابتهم بالمرحلة الأولى من ضعف القلب الانبساطي (مع عدم وجود أي اضطرابات أخرى في القلب) لا يتطور الأمر لديهم، ويعيشون حياة طبيعية. والقليل منهم قد يتطور لديهم، خصوصاً الذين لديهم مرض في شرايين القلب أو لديهم عدم انضباط في علاج ارتفاع ضغط الدم، أو عدم انضباط لمرض السكري، أو الذين لا يعملون على إنقاص وزنهم ضمن المعدلات الطبيعية، أو الذين يستمرون في التدخين، أو يستمرون في عدم ممارسة الرياضة اليومية.
ولدى غير مرضى السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو مرضى شرايين القلب، فإن اتباع برنامج يومي للنشاط الرياضي يمكن أن يحسّن الوظيفة الانبساطية للقلب، مثل المشي السريع والهرولة والسباحة. والأمر الآخر هو خفض الوزن، ليكون ضمن المعدلات الطبيعية، وذلك بالحرص على تناول وجبات الطعام الصحية بكميات صغيرة، أي الغنية بالخضراوات والفواكه والبقول، مع استخدام زيت الزيتون، وتقليل تناول الخبز الأبيض والمعكرونة وبقية المعجنات المقلية والبطاطا المقلية والسكريات وغيرها.
وقد يصف الطبيب أدوية مُدرّة للبول لتخفيف الاحتقان في الأوعية الدموية، خصوصاً الأوعية الدموية في الرئتين. كما قد يصف، وفق الحالة الصحية للمريض، أدوية لضبط معدل نبض القلب، لإعطاء البطين الأيسر راحة زمنية لاستيعاب الدم الآتي إليه. وتبقى: ممارسة الرياضة البدنية اليومية، وخفض وزن الجسم، والتحكم العلاجي في أي حالات مرضية مرافقة، هي الأهم.
ولكن شكوى المريضة من «ألم الصدر» مع بذل المجهود البدني، كما في رسالتك، بحاجة إلى مزيد من الفحوصات، (رغم أن قوة انقباض القلب لديها طبيعية، ولا يوجد اختلال في انقباض أي من جدران القلب)؛ ومن ذلك اختبار جهد القلب بالهرولة على الدواسة الكهربائية (تردميل) إذا أمكنها ذلك، أو فحوصات أخرى يقررها الطبيب.
ولذا يجدر المتابعة مع الطبيب لاستكمال الفحوصات، ووضع خطة علاجية للعوامل التي يُمكن أن تكون قد تسببت في هذا الخلل الانبساطي لعضلة القلب؛ لأن أفضل استراتيجية للتعامل مع هذا الخلل الانبساطي، هي محاولة تحديد الأسباب التي أدت إلى حصوله، ومعالجتها. وكذلك يجري العمل مع الطبيب على تحقيق الوقاية من ظهور أي أعراض لدى المريضة بسبب هذا الضعف الانبساطي، والسيطرة عليها لو أنها ظهرت لديها.
زراعة قوقعة الأذن
> متى يُنصح بعملية زراعة قوقعة الأذن؟
- هذا ملخص أسئلتك عن نصيحة الطبيب بإجراء زراعة قوقعة الأذن، وتخوفك من ذلك. ولاحظي أن في زراعة قوقعة الأذن تجري زراعة جهاز إلكتروني صغير (زراعة قوقعة أحادية في أذن واحدة أو ثنائية في كلتا الأذنين) لإعادة القدرة على السمع بشكل جزئي.
وبخلاف سماعات الأذن الطبية المعروفة، التي تُضخم الأصوات، فإن جهاز القوقعة الصناعية المزروع، هو «مُعالج صوتي» مكون من جزء خارجي (خلف الأذن) وآخر داخلي (مزروع تحت الجلد). ويعمل الجهازان على تجاوز مرور الصوت الخارجي بالأجزاء التالفة في الأذن (التي تتسبب في ضعف السمع)، وذلك بالعمل على توصيل الصوت الخارجي مباشرة إلى العصب السمعي؛ أي يجري التقاط الصوت الخارجي للكلام بجهاز الاستقبال الخارجي، ثم يتم إرساله (كإشارات صوتية) إلى جهاز استقبال تمت زراعته تحت الجلد خلف الأذن، ثم يجري توصيل ذلك للعصب السمعي.
وبهذا الجهاز المزروع، يتمكن الإنسان من سماع الكلام دون الحاجة إلى إشارات بصرية مثل قراءة حركة الشفاه، وسماع البرامج التلفزيونية والموسيقى والمحادثات الهاتفية، وتحديد مصادر الأصوات، والتعرف على أصوات الطبيعية المحيطة بنا في الحياة اليومية، وسماع الكلام عند الوجود في مكان به أصوات صاخبة. أي يمكن للأشخاص بعد الزراعة أن يتواصلوا مع الغير ويعيشوا حياة أفضل.
ولدى الطبيب دواع للنصيحة بزراعة قوقعة الأذن، مثل الضعف الشديد في السمع، الذي لا تفيد في تحسينه السماعات الطبية للأذن، أي للأشخاص المصابين بفقدان السمع الحاد نتيجة وجود تلف في الأذن الداخلية، والذين لم يعد بإمكانهم السمع باستخدام الأجهزة المساعدة على السمع. وكذلك عندما يكون ثمة ضعف شديد للسمع لدرجة أن الشخص يختل لديه التواصل الكلامي مع الغير.
ولكن يجدر أن تكون لدى المريض رغبة وتفهم لكيفية الاستفادة من زراعة القوقعة لاحقاً والتعاون مع الطبيب لتحقيق ذلك؛ لأن الاستفادة المرجوة تتطلب وجود دافع لدى المريض للمشاركة في عملية «تفعيل» جهاز قوقعة الأذن المزروع وبرنامج «إعادة التأهيل السمعي» بعد العملية، وتكون لديه «توقعات واقعية» لما سيجنيه من فوائد.
وخلال عملية التفعيل، يجري التأكد من عمل أجزاء الزراعة، وضبط معالج الصوت ليناسب المرء في أفضل ما يُمكن، وتحديد الأصوات التي سيسمعها، وتعليم المريض كيفية العناية بالجهاز. والتأهيل مهم أيضاً، ويتطلب تعاون المريض، لتدريب الدماغ على فهم الأصوات المسموعة بعد الزراعة. والدماغ إن تعطل لفترة عن سماع الكلام والضوضاء المحيطة، يحتاج إلى إعادة التعود عليها، وإعادة التعرّف على ما تعنيه. ولذا تختلف نتائج جراحة زراعة القوقعة من شخص لآخر. وأحد عوامل ذلك درجة شدة ضعف السمع وطول مدة المعاناة منها، وكذلك تجاوب وتعاون المريض في التعود على طريقة السمع الجديدة.