الجزائر تطلق مصنعاً لإنتاج لقاح «كوفيد ـ 19»

بهدف تصنيع 320 ألف جرعة يومياً من «كورونا فاك»

تدشين مصنع إنتاج لقاح «كورونا فاك» بمدينة قسنطينة أمس (رويترز)
تدشين مصنع إنتاج لقاح «كورونا فاك» بمدينة قسنطينة أمس (رويترز)
TT
20

الجزائر تطلق مصنعاً لإنتاج لقاح «كوفيد ـ 19»

تدشين مصنع إنتاج لقاح «كورونا فاك» بمدينة قسنطينة أمس (رويترز)
تدشين مصنع إنتاج لقاح «كورونا فاك» بمدينة قسنطينة أمس (رويترز)

بدأت الجزائر، أمس، في إنتاج لقاح «سينوفاك» للوقاية من مرض «كوفيد – 19» بالشراكة مع الصين. ويهدف اللقاح المصنع محلياً، الذي يحمل اسم «كورونا فاك»، إلى تلبية الطلب المحلي وتصدير الفائض.
وأشرف الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمن على إطلاق عمل المصنع الجديد، الذي يقع بمدينة قسنطينة (500 كلم شرق العاصمة)، بتأطير فني من مجموعة إنتاج الدواء الحكومية «صيدال»، وبمرافقة من خبراء صينيين في مجال مكافحة الفيروسات. وتم إبرام الاتفاق الخاص بإطلاق مصنع الإنتاج، مع الجانب الصيني، في 25 يوليو (تموز) الماضي.
وحضر مراسيم إطلاق الإنتاج وزراء التعليم العالي والبحث العلمي والصناعة والتجارة والنقل والصحة والصناعة الصيدلانية. وصرَّحت مديرة «صيدال» فاطمة قاسم لوسائل الإعلام محلية، بأن بداية عمل المصنع سبقها تسلم ألف لتر من المادة الأولية من مصنع إنتاج «سينوفاك» بالصين، ما يعادل 1.7 مليون جرعة، وذلك يوم 27 أغسطس (آب) الماضي. وأوضحت أن مصنع قسنطينة يملك قدرة إنتاج 320 ألف جرعة يومياً بطاقة اشتغال 8 ساعات في اليوم. وذكرت قاسم أن المصنع سينتج 8 ملايين جرعة شهرياً، و96 مليون جرعة سنوياً.
وفي حال اشتغال المصنع 16 ساعة يومياً، سيمكنه إنتاج 200 مليون جرعة سنوياً، وبذلك سيصبح بإمكان «صيدال» تغطية كل الاحتياجات الوطنية واحتياجات كل القارة الأفريقية، من اللقاح المضاد لكورونا، بحسب مديرة شركة الدواء الحكومية. وتعتزم الجزائر تصدير كميات كبيرة من «كورونا فاك» إلى بلدان القارة السمراء، بحسب تصريحات الوزير الأول، ووزير الصحة عبد الرحمن بن بوزيد.
وأكدت فاطمة قاسم أن المصنع سيبدأ بإنتاج مليون جرعة الشهر المقبل، ثم 2 مليون في الشهر الموالي، ثم 3 ملايين في ديسمبر (كانون الأول)، فيما سيصل الإنتاج إلى 5.3 مليون بداية عام 2022، مشيرة إلى أن الفرق الفنية بوحدة الإنتاج بقسنطينة، «تملك الكفاءة والقدرة اللازمتين لتوفير كميات الإنتاج في أحسن الظروف، وذلك بفضل التكوين العالي الذي حصلوا عليه في الجزائر والخارج».
من جهته، قال سمير سمراني، مدير المصنع، إن إدارته «تعمل على تعزيز الإمكانات البشرية لمراقبة جودة اللقاح، وفق المعايير الدولية. وقد تم تأهيل كوادر جزائريين بالاستفادة من عدة دورات تكوينية في إطار مشروع إنتاج اللقاح. وتم التكوين التطبيقي على مستوى معهد «باستور» بالعاصمة، وأشرفت على التكوين النظري، الوكالة الوطنية للمواد الصيدلانية وبالتنسيق مع أساتذة وباحثين في البيولوجيا الخلوية والجزيئية من جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا بالعاصمة».
وأكد وزير الصحة، أول من أمس، أن الإقبال على التطعيم بات ضعيفاً منذ أسبوعين، على خلفية تراجع عدد الإصابات والوفيات. ودعا المواطنين إلى أخذ اللقاح في أقرب وقت، «حتى نقي أنفسنا من موجة رابعة محتملة».
وفي ذروة الإصابة بمتحور «دلتا»، خلال شهري يوليو وأغسطس الماضيين، تجاوز عدد الإصابات الألف، فيما اقتربت الوفيات من الـ40 يومياً.


مقالات ذات صلة

يرتبط بـ«كورونا»... مختبر ووهان الصيني يخطط لتجارب «مشؤومة» جديدة على الخفافيش

آسيا قوات أمنية تقف خارج معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بالصين (رويترز)

يرتبط بـ«كورونا»... مختبر ووهان الصيني يخطط لتجارب «مشؤومة» جديدة على الخفافيش

حذر خبراء من أن العلماء الصينيين يخططون لإجراء تجارب «مشؤومة» مماثلة لتلك التي ربطها البعض بتفشي جائحة «كوفيد - 19».

«الشرق الأوسط» (بكين)
الولايات المتحدة​ وسط ازدياد عدم الثقة في السلطات الصحية وشركات الأدوية يقرر مزيد من الأهل عدم تطعيم أطفالهم (أ.ف.ب) play-circle

مخاوف من كارثة صحية في أميركا وسط انخفاض معدلات التطعيم

يحذِّر العاملون في المجال الصحي في الولايات المتحدة من «كارثة تلوح في الأفق» مع انخفاض معدلات التطعيم، وتسجيل إصابات جديدة بمرض الحصبة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك جائحة كورونا نشأت «على الأرجح» داخل مختبر ولم تكن طبيعية (أ.ف.ب)

فيروس كورونا الجديد في الصين... هل يهدد العالم بجائحة جديدة؟

أثار إعلان علماء في معهد «ووهان» لعلم الفيروسات عن اكتشاف فيروس كورونا جديد يُعرف باسم «HKU5 - CoV - 2» قلقاً عالمياً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك عالمة تظهر داخل مختبر معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بالصين (إ.ب.أ)

يشبه «كوفيد»... اكتشاف فيروس كورونا جديد لدى الخفافيش في مختبر صيني

أعلن باحثون في معهد ووهان لأبحاث الفيروسات في الصين، أنهم اكتشفوا فيروس «كورونا» جديداً في الخفافيش يدخل الخلايا باستخدام البوابة نفسها.

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» بنيويورك (أ.ب)

دراسة: بعض الأشخاص يصابون بـ«متلازمة ما بعد التطعيم» بسبب لقاحات «كوفيد-19»

قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إن اللقاحات التي تلقّاها الناس، خلال فترة جائحة «كوفيد-19»، منعت ملايين الوفيات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
TT
20

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)

تجدد القتال في «إقليم سول» يُحيي نزاعاً يعود عمره لأكثر من عقدين بين إقليمي «أرض الصومال» الانفصالي و«بونتلاند»، وسط مخاوف من تفاقم الصراع بين الجانبين؛ ما يزيد من تعقيدات منطقة القرن الأفريقي.

وبادر رئيس أرض الصومال، عبد الرحمن عرو، بالتعهد بـ«الدفاع عن الإقليم بيد ويد أخرى تحمل السلام»، وهو ما يراه خبراء في الشأن الأفريقي، لن يحمل فرصاً قريبة لإنهاء الأزمة، وسط توقعات بتفاقم النزاع، خصوصاً مع عدم وجود «نية حسنة»، وتشكك الأطراف في بعضها، وإصرار كل طرف على أحقيته بالسيطرة على الإقليم.

وأدان «عرو» القتال الذي اندلع، يوم الجمعة الماضي، بين قوات إدارتي أرض الصومال وإدارة خاتمة في منطقة بوقداركاين بإقليم سول، قائلاً: «نأسف للهجوم العدواني على منطقة سلمية، وسنعمل على الدفاع عن أرض الصومال بيد، بينما نسعى لتحقيق السلام بيد أخرى»، حسبما أورده موقع الصومال الجديد الإخباري، الأحد.

وجاءت تصريحات «عرو» بعد «معارك عنيفة تجددت بين الجانبين اللذين لهما تاريخ طويل من الصراع في المنطقة، حيث تبادلا الاتهامات حول الجهة التي بدأت القتال»، وفق المصدر نفسه.

ويعيد القتال الحالي سنوات طويلة من النزاع، آخرها في فبراير (شباط) 2023، عقب اندلاع قتال عنيف بين قوات إدارتي أرض الصومال وخاتمة في منطقة «بسيق»، وفي سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، نشرت إدارة أرض الصومال مزيداً من قواتها على خط المواجهة الشرقي لإقليم سول، بعد توتر بين قوات ولايتي بونتلاند وأرض الصومال في «سول» في أغسطس (آب) 2022.

كما أودت اشتباكات في عام 2018 في الإقليم نفسه، بحياة عشرات الضحايا والمصابين والمشردين، قبل أن يتوصل المتنازعان لاتفاق أواخر العام لوقف إطلاق النار، وسط تأكيد ولاية بونتلاند على عزمها استعادة أراضيها التي تحتلها أرض الصومال بالإقليم.

ويوضح المحلل السياسي الصومالي، عبد الولي جامع بري، أن «النزاع في إقليم سول بين أرض الصومال وبونتلاند يعود إلى عام 2002، مع تصاعد الاشتباكات في 2007 عندما سيطرت أرض الصومال على لاسعانود (عاصمة الإقليم)»، لافتاً إلى أنه «في فبراير (شباط) 2023، تفاقم القتال بعد رفض زعماء العشائر المحلية حكم أرض الصومال، وسعيهم للانضمام إلى الحكومة الفيدرالية الصومالية؛ ما أدى إلى مئات القتلى، ونزوح أكثر من 185 ألف شخص».

ويرى الأكاديمي المختص في منطقة القرن الأفريقي، الدكتور علي محمود كلني، أن «الحرب المتجددة في منطقة سول والمناطق المحيطة بها هي جزء من الصراعات الصومالية، خصوصاً الصراع بين شعب إدارة خاتمة الجديدة، وإدارة أرض الصومال، ولا يوجد حتى الآن حل لسبب الصراع في المقام الأول»، لافتاً إلى أن «الكثير من الدماء والعنف السيئ الذي مارسه أهل خاتمة ضد إدارة هرجيسا وجميع الأشخاص الذين ينحدرون منها لا يزال عائقاً أمام الحل».

ولم تكن دعوة «عرو» للسلام هي الأولى؛ إذ كانت خياراً له منذ ترشحه قبل شهور للرئاسة، وقال في تصريحات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إن «سكان أرض الصومال وإقليم سول إخوة، ويجب حل الخلافات القائمة على مائدة المفاوضات».

وسبق أن دعا شركاء الصومال الدوليون عقب تصعيد 2023، جميع الأطراف لاتفاق لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ووقتها أكد رئيس أرض الصومال الأسبق، موسى بيحي عبدي، أن جيشه لن يغادر إقليم سول، مؤكداً أن إدارته مستعدة للتعامل مع أي موقف بطريقة أخوية لاستعادة السلام في المنطقة.

كما أطلقت إدارة خاتمة التي تشكلت في عام 2012، دعوة في 2016، إلى تسوية الخلافات القائمة في إقليم سول، وسط اتهامات متواصلة من بونتلاند لأرض الصومال بتأجيج الصراعات في إقليم سول.

ويرى بري أن «التصعيد الحالي يزيد من التوترات في المنطقة رغم جهود الوساطة من إثيوبيا وقطر وتركيا ودول غربية»، لافتاً إلى أن «زعماء العشائر يتعهدون عادة بالدفاع عن الإقليم مع التمسك بالسلام، لكن نجاح المفاوضات يعتمد على استعداد الأطراف للحوار، والتوصل إلى حلول توافقية».

وباعتقاد كلني، فإنه «إذا اشتدت هذه المواجهات ولم يتم التوصل إلى حل فوري، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث اشتباك بين قوات إدارتي أرض الصومال وبونتلاند، الذين يشككون بالفعل في بعضهم البعض، ولديهم العديد من الاتهامات المتبادلة، وسيشتد الصراع بين الجانبين في منطقة سناغ التي تحكمها الإدارتان، حيث يوجد العديد من القبائل المنحدرين من كلا الجانبين».

ويستدرك: «لكن قد يكون من الممكن الذهاب إلى جانب السلام والمحادثات المفتوحة، مع تقديم رئيس أرض الصومال عدداً من المناشدات من أجل إنهاء الأزمة»، لافتاً إلى أن تلك الدعوة تواجَه بتشكيك حالياً من الجانب الآخر، ولكن لا بديل عنها.