القطاع الصحي يوفر وظائف جديدة لمطوري البرمجيات في السعودية

توقعات بنمو سوق رقمنة الرعاية والخدمات الطبية إلى 18.5 مليار دولار

(رويترز)
(رويترز)
TT

القطاع الصحي يوفر وظائف جديدة لمطوري البرمجيات في السعودية

(رويترز)
(رويترز)

بينما تهدف الرؤية السعودية لعام 2030 إلى تزويد 88 في المائة على الأقل من السكان بالخدمات الصحية مع تغطية 100 في المائة من المواطنين بنظام السجلات الطبية الرقمية الموحد على مستوى الدولة، تقدر مصادر صحية ما قيمته 18.5 مليار دولار حجما لسوق رقمنة القطاع واحتضان استخدام التكنولوجيا في المجالات ذات العلاقة بالرعاية الصحية والمساهمة في تحقيق الهدف النهائي المتمثل في زيادة متوسط العمر المتوقع للمواطنين السعوديين.
وأكد مختصون في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن التطبيقات المتقدمة بالقطاع الصحي تخلق وظائف جديدة لمطوري البرمجيات بالسعودية، كما أن القطاع يلبّي تعزيز حلول البنية التحتية في النشاط الطبي، مع توقعات التحول الرقمي من خلال الجهود المبذولة في زيادة مستوى الأتمتة واتخاذ خطوة كبيرة في الانتقال من الرقمنة إلى التشغيل الآلي الكامل.
وسمح ذلك، برقمنة المحتوى واستخراج وهيكلة وتحليل البيانات من الحل الورقي السابق ورقمنة الخدمات داخل منصات وزارة الصحة ذات الصلة، حيث إن الوضع الوبائي العالمي المستمر لـ(كوفيد – 19)، عزز الخدمات الافتراضية للحاجة الملحة للحصول على تقنيات جديدة تعتمد على منصات تطوير منخفضة التعليمات البرمجية للمساعدة بشكل أفضل في تعزيز خدمات تكنولوجيا المعلومات وتوفير استجابة أعلى بالجودة المتوقعة.
وتوقع محمد سعود الحسن، مدير إدارة الصحة الإلكترونية في مدينة الملك سعود الطبية، أن تفتح التطبيقات المتقدمة في قطاع الرعاية الصحية وظائف جديدة لمطوري البرمجيات في المملكة، كما أنها ستقلل بشكل كبير من التكلفة والوقت بسبب الإجراءات الإدارية والتشغيلية، ما يتيح تسليط مزيد من الضوء على الحلول الصحية، من خلال التخلص من الحاجة إلى المهام البدائية، يكون لدى الممارسين الصحيين مزيد من الوقت للتركيز على وظائفهم ومساعدة الآخرين، في ظل توقعات بإنفاق 18.5 مليار دولار على الرعاية الصحية سنويا في رقمنة الخدمات الطبية والتقنيات اللازمة في القطاع.
وأوضح الحسن، أن زيادة الوظائف في قطاع التطبيقات الصحية لدي المبرمجين أصبح واقعا، ضاربا مثلا أن المدينة الطبية تبحث عن منصة تحول رقمي واحدة لتحويل جميع الخدمات الداخلية والخارجية إلى خدمات رقمية خلال فترة زمنية قصيرة وبأعلى مستوى من تحسين القوى العاملة لتحقيق الكفاءة، مع تجربة مستخدم مميزة، حيث تمكنت «آوت سيستمز» مع شريكها «ديقنيشن» من تلبية جميع المتطلبات الفنية وتوفير الميزات المطلوبة مع إثبات قيمة التكنولوجيا ورحلة التحول الرقمي.
من جهته، شدد رودريغو كاستيلو، نائب الرئيس للشرق الأوسط وأفريقيا في «آوت سيستمز»، على أهمية استخدام التطبيقات الحديثة التي يمكن تكييفها بسهولة مع الاحتياجات التنظيمية المتغيرة، كما تتجه إليها المدن الطبية في المملكة جنبا إلى جنب مع الآخرين من أنشطة الرعاية الصحية لتحقيق أهداف تقديم الخدمات الصحية على نحو أكثر سهولة لغالبية السكان، مبينا أنهم كانوا جزءا من رحلة الرقمنة لأقدم مقدم للرعاية الصحية في المملكة، حيث استطاع مشروع «ديقنيشن» من التغلب على تحديات التنفيذ، الذي يتميز بالمرونة واستمرارية الالتزام بمواعيد نهائية ضيقة للغاية.
وهنا، يلفت الحسن إلى أن رحلة المرضى العلاجية تعزز باستغلال الوقت وتجنب التكاليف وتحسين الامتثال القانوني ومراقبة كفاءة الصحة العامة، وهي ما تحققت بالتقدم التقني، مما سيساهم في التحول من الرعاية التفاعلية إلى الرعاية الاستباقية والتنبؤية.


مقالات ذات صلة

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

الاقتصاد وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

كشف وزير النقل والخدمات اللوجيستية، المهندس صالح الجاسر، عن تسجيل الموانئ السعودية 231.7 نقطة إضافية على مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية.

زينب علي (الرياض)
الاقتصاد رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات فهد الرشيد مع مسؤول في إحدى الشركات التي قررت افتتاح مكتبها في السعودية (الشرق الأوسط)

3 شركات عالمية لتنظيم المعارض تفتح مكاتبها في السعودية

قررت 3 من أكبر 10 شركات عالمية متخصصة في تنظيم المعارض، افتتاح مكاتبها في المملكة، إلى جانب توقيع 19 اتفاقية ومذكرة تفاهم لدعم صناعة الفعاليات.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

ما زال التضخم في السعودية الأقل ضمن مجموعة العشرين، وذلك بعد تسجيل معدل 2 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أساس سنوي.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد وزير السياحة متحدثاً للحضور مع انطلاق النسخة الأولى من القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات بالرياض (الشرق الأوسط)

وزير السياحة السعودي: الرياض تتجه لتصبح مركزاً عالمياً للمعارض والمؤتمرات

أكد وزير السياحة أحمد الخطيب، أنَّ الرياض تتجه لتصبح مركزاً عالمياً لقطاع المعارض والمؤتمرات، مع مشروعات تشمل مطارات جديدة، ومنتجعات، وبنية تحتية متطورة

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير الصناعة والثروة المعدنية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

الخريف: قطاع إعادة التصدير السعودي ينمو ويسجل 16.2 مليار دولار عام 2024

كشف وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، عن تسجيل بلاده صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير خلال العام الحالي.

زينب علي (الرياض)

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
TT

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي، المهندس صالح الجاسر، عن تحقيق الموانئ تقدماً كبيراً بإضافة 231.7 نقطة في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، وفق تقرير «مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)» لعام 2024، إلى جانب إدخال 30 خطاً بحرياً جديداً للشحن.

كما كشف عن توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية باستثمارات تتجاوز 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار).

جاء حديث المهندس الجاسر خلال افتتاح النسخة السادسة من «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»، في الرياض، الذي يهدف إلى تعزيز التكامل بين أنماط النقل ورفع كفاءة الخدمات اللوجيستية، ويأتي ضمن مساعي البلاد لتعزيز موقعها مركزاً لوجيستياً عالمياً.

وقال الوزير السعودي، خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر، إن «كبرى الشركات العالمية تواصل إقبالها على الاستثمار في القطاع اللوجيستي؛ من القطاع الخاص المحلي والدولي، لإنشاء عدد من المناطق اللوجيستية».

يستضيف المؤتمر، الذي يقام يومي 15 و16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عدداً من الخبراء العالميين والمختصين، بهدف طرح التجارب حول أفضل الطرق وأحدث الممارسات لتحسين أداء سلاسل الإمداد ورفع كفاءتها. كما استُحدثت منصة تهدف إلى تمكين المرأة في القطاع من خلال الفرص التدريبية والتطويرية.

وأبان الجاسر أن منظومة النقل والخدمات اللوجيستية «ستواصل السعي الحثيث والعمل للوصول بعدد المناطق اللوجيستية في السعودية إلى 59 منطقة بحلول 2030، من أصل 22 منطقة قائمة حالياً، لتعزيز القدرة التنافسية للمملكة ودعم الحركة التجارية».

وتحقيقاً لتكامل أنماط النقل ورفع كفاءة العمليات اللوجيستية، أفصح الجاسر عن «نجاح تطبيق أولى مراحل الربط اللوجيستي بين الموانئ والمطارات والسكك الحديدية بآليات وبروتوكولات عمل متناغمة؛ لتحقيق انسيابية حركة البضائع بحراً وجواً وبراً، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، ودعم العمليات والخدمات اللوجيستية وترسيخ مكانة المملكة مركزاً لوجيستياً عالمياً».

وخلال جلسة بعنوان «دور الازدهار اللوجيستي في تعزيز أعمال سلاسل الإمداد بالمملكة وتحقيق التنافسية العالمية وفق (رؤية 2030)»، أضاف الجاسر أن «الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)» تعمل على تنفيذ ازدواج وتوسعة لـ«قطار الشمال» بما يتجاوز 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار)، وذلك مواكبةً للتوسعات المستقبلية في مجال التعدين بالسعودية.

إعادة التصدير

من جهته، أوضح وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، أن السعودية سجلت في العام الحالي صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير، بنمو قدره 23 في المائة مقارنة بالعام الماضي، «وهو ما تحقق بفضل البنية التحتية القوية والتكامل بين الجهات المعنية التي أسهمت في تقديم خدمات عالية الكفاءة».

وأشار، خلال مشاركته في جلسة حوارية، إلى أن شركة «معادن» صدّرت ما قيمته 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) من منتجاتها، «وتحتل السعودية حالياً المركز الرابع عالمياً في صادرات الأسمدة، مع خطط لتحقيق المركز الأول في المستقبل».

جلسة حوارية تضم وزير النقل المهندس صالح الجاسر ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف (الشرق الأوسط)

وبين الخريف أن البلاد «تتمتع بسوق محلية قوية، إلى جانب تعزيز الشركات العالمية استثماراتها في السعودية، والقوة الشرائية الممتازة في منطقة الخليج»، مما يرفع معدلات التنمية، مبيناً أن «قوة السعودية في المشاركة الفاعلة بسلاسل الإمداد تأتي بفضل الموارد الطبيعية التي تمتلكها. وسلاسل الإمداد تساهم في خفض التكاليف على المصنعين والمستثمرين، مما يعزز التنافسية المحلية».

وفي كلمة له، أفاد نائب رئيس «أرامكو السعودية» للمشتريات وإدارة سلاسل الإمداد، المهندس سليمان الربيعان، بأن برنامج «اكتفاء»، الذي يهدف إلى تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد في البلاد، «أسهم في بناء قاعدة تضم أكثر من 3 آلاف مورد ومقدم خدمات محلية، وبناء سلاسل إمداد قوية داخل البلاد؛ الأمر الذي يمكّن الشركة في الاستمرار في إمداد الطاقة بموثوقية خلال الأزمات والاضطرابات في الأسواق العالمية».

توقيع 86 اتفاقية

إلى ذلك، شهد «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية» في يومه الأول توقيع 86 اتفاقية؛ بهدف تعزيز أداء سلاسل الإمداد، كما يضم معرضاً مصاحباً لـ65 شركة دولية ومحلية، بالإضافة إلى 8 ورشات عمل تخصصية.

جولة لوزيرَي النقل والخدمات اللوجيستية والصناعة والثروة المعدنية في المعرض المصاحب للمؤتمر (الشرق الأوسط)

وتسعى السعودية إلى لعب دور فاعل على المستوى العالمي في قطاع الخدمات اللوجيستية وسلاسل التوريد، حيث عملت على تنفيذ حزمة من الإصلاحات الهيكلية والإنجازات التشغيلية خلال الفترة الماضية، مما ساهم في تقدمها 17 مرتبة على (المؤشر اللوجيستي العالمي) الصادر عن (البنك الدولي)، وساعد على زيادة استثمارات كبرى الشركات العالمية في الموانئ السعودية».