عرب وعجم

عرب وعجم
TT

عرب وعجم

عرب وعجم

> نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش الإماراتي رئيس مجلس إدارة صندوق الوطن، شهد أول من أمس حفل تخرج افتراضي نظمه الصندوق لجميع المشاركين في البرامج الصيفية لمبادرتي «موهبتنا» و«المبرمج الإماراتي» 2021، التي شارك فيها 800 طالب وطالبة، وقال: «في هذا الاحتفال بهؤلاء الخريجين والخريجات، نعاهد الله والوطن والقيادة على بذل الجهود كافة في صندوق الوطن كي نحقق رسالتنا المقررة في الإسهام في أن تكون دولة الإمارات، دائماً وباستمرار، نموذجاً فريداً رائداً في الابتكار الناجح والتنمية المرموقة».
> أمجد القهيوي، سفير الأردن لدى سلطنة عمان، زار أول من أمس الهيئة العامة للتأمينات الاجتماعية، والتقى مدير عام الهيئة، فيصل عبد الله الفارسي. وتم خلال اللقاء استعراض أوجه التعاون المستمر في جميع المجالات، ومنها التعاون بين الهيئة العامة للتأمينات الاجتماعية في السلطنة والمؤسسة العامة للضمان الاجتماعي بالمملكة، وبحث آليات وطرق التعاون المشترك وتبادل الخبرات بما يخدم المصالح المشتركة، ويسهم في التقدم والتطور للهيئة والمؤسسة، وبما يعزز زيادة متانة وكفاءة وجودة خدمة قطاع الحماية الاجتماعية.
> مون بيونج جون، قنصل عام جمهورية كوريا في دبي، استقبله الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة أول من أمس، بمناسبة تسلمه مهام عمله، حيث رحب حاكم رأس الخيمة بقنصل كوريا متمنياً له التوفيق والنجاح في أداء مهام عمله، بما يسهم في تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين على مختلف الصعد. ومن جانبه، عبر السفير عن بالغ شكره وتقديره على كرم الضيافة وحسن الاستقبال، مثنياً على العلاقات الاستراتيجية القوية التي تربط بين البلدين.
> بدر عباس الحليبي، سفير مملكة البحرين المعين لدى جمهورية البرازيل الاتحادية، استقبله أول من أمس رئيس مجلس الشورى البحريني، علي بن صالح الصالح. وخلال اللقاء، تقدم رئيس مجلس الشورى بخالص التهاني للسفير بمناسبة نيلة الثقة الملكية السامية بتعيينه رئيساً للبعثة الدبلوماسية لمملكة البحرين لدى جمهورية البرازيل الاتحادية بلقب سفير فوق العادة مفوض، معرباً عن خالص التمنيات له بالتوفيق في مهامه المقبلة، بما يسهم في تحقيق مزيد من التقدم للعلاقات القائمة بين البلدين والشعبين الصديقين.
> أحمد نايف الدليمي، سفير جمهورية العراق لدى مصر، التقي أول من أمس رئيس مجلس النواب، حنفي جبالي. وبحث الجانبان، خلال اللقاء، العلاقات العراقية - المصرية بشكل عام، وسُبل تعزيزها خاصة على المستوى البرلماني. وأكد السفير أهمية العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، ودور مصر تجاه الأمة العربية، بصفتها الشقيقة الكبرى التي لا يمكن الاستغناء عنها، داعياً إلى الاستفادة من الخبرات المصرية في مشروعات إعادة إعمار العراق، لا سيما في مشروعات البنية التحتية.
> حمزة بلول الأمير، وزير الثقافة والإعلام السوداني، التقى أول من أمس مسؤولي الإعلام بمؤسسات الدولة بقاعة الإنتاج الفني بالوزارة، حيث أكد أن مشروع المنصة الإعلامية الرسمية التي ستطلقها الحكومة سيعمل على توفير المعلومات للدولة كلها، وسيتم فيها تناول القضايا المهمة، إلى جانب إضافة الخدمات في المرحلة اللاحقة، بالتنسيق مع الاتصالات، لافتاً إلى أن المنصة لن تتغول على المواقع الإلكترونية الحكومية والوزارات، وستكون منفصلة عن مواقع تلك الوزارات.
> محمد أمين عبد الله الكارب، سفير جمهورية السودان لدى الإمارات، استقبل أول من أمس أمين عام الاتحاد الإماراتي لكرة القدم، محمد عبد الله هزام الظاهري، الذي أعلن خلال اللقاء عن اكتمال جميع الاستعدادات لاستقبال المنتخب السوداني، من حيث الاستضافة والملاعب، بما في ذلك مراعاة الاشتراطات الصحية الخاصة بجائحة كورونا. ومن جانبه، أعرب السفير عن شكر بلاده، حكومة وشعباً، لدولة الإمارات العربية المتحدة لمبادرتها الكريمة باستضافة معسكر الفريق الوطني السوداني لكرة القدم بالإمارات.
> ماساكي نوكي، سفير اليابان في القاهرة، التقى أول من أمس وزيرة التعاون الدولي المصرية، رانيا المشاط، لبحث محفظة التعاون المشتركة بين مصر واليابان، ومتابعة موقف المشروعات المختلفة، وتذليل أي عقبات قد تواجه المشروعات الممولة من الجانب الياباني لدعم رؤية الدولة التنموية، وذلك ضمن فعاليات توقيع المنحة اليابانية لإنشاء ملحق للعيادات الخارجية بمستشفى أبو الريش الجامعي لعلاج الأطفال بالمجان. وتناول اللقاء الإشادة بالعلاقات المصرية - اليابانية التي تمتد إلى خمسينيات القرن الماضي، وتطورها على مدار العقود الماضية.
> إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة المصرية، استقبلت أول من أمس خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، لمناقشة تنفيذ عدد من المشروعات الإبداعية بالمحافظة. وخلال اللقاء، اطلعت الوزيرة على مراحل تطوير المسرح المفتوح بمدينة الطور لرفع كفاءته وتنظيم الممرات والمداخل والمخارج والإضاءة والتجهيزات الفنية، ووجهت بضرورة العمل على تنظيم المهرجان القومي الأول للفنون الشعبية بمدينة الطور، بمشاركة جميع الفرق المتخصصة في مصر، إلى جانب العمل على تأسيس فرقة للفنون الشعبية بجنوب سيناء، ضمن خطط صون الهوية وحفظ التراث السيناوي.
> نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، شهدت أول من أمس فعاليات المؤتمر الثاني للكيانات المصرية بالخارج «اتكلم عربي»، وذلك بحضور نحو 400 مشارك، و33 كياناً مصرياً بالخارج من 18 دولة، لدعم الهوية المصرية لأبناء المصريين بالخارج من الجيلين الرابع والخامس، وتحقيق رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030. كما التقت السفيرة بالأطفال المشاركين بالمؤتمر، وسط أجواء مبهجة تضمنت كثيراً من الألعاب والأنشطة والمسابقات التي تشرح للأطفال العادات والتقاليد المصرية الأصيلة.
> حافظ إبراهيم عبد النبي، وزير الثروة الحيوانية السوداني، استقبل أول من أمس الدكتور سمير عبد الرسول علي، الأمين العام للمجلس البيطري، حيث أكد أهمية دور المجلس البيطري في دعم وتطوير قطاع الثروة الحيوانية، وأشار إلى سعي وزارته إلى تشكيل المجلس حتى يقوم بدوره بأكمل وجه، بصفته يساهم في تنمية قطاع الثروة الحيوانية، ودعم الاقتصاد القومي، متعهداً بحل التحديات والإشكاليات التي تواجه تشكيل المجلس.


مقالات ذات صلة

عرب وعجم

عرب وعجم

عرب وعجم

> نايف بن بندر السديري، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة الأردنية الهاشمية، استقبل أول من أمس، الدكتور زهير حسين غنيم، الأمين العام للاتحاد العالمي للكشاف المسلم، والوفد المرافق له، حيث تم خلال اللقاء بحث سبل التعاون المشترك بين الجانبين. من جانبه، قدّم الأمين العام درع الاتحاد للسفير؛ تقديراً وعرفاناً لحُسن الاستقبال والحفاوة. > حميد شبار، سفير المملكة المغربية المعتمد لدى موريتانيا، التقى أول من أمس، وزير التجارة والصناعة والصناعة التقليدية والسياحة الموريتاني لمرابط ولد بناهي.

عرب وعجم

عرب وعجم

> عبد الله علي عتيق السبوسي، قدّم أول من أمس، أوراق اعتماده سفيراً لدولة الإمارات غير مقيم لدى جزر سليمان، إلى الحاكم العام لجزر سليمان السير ديفيد فوناكي. وتم خلال اللقاء استعراض مجالات التعاون بين دولة الإمارات وجزر سليمان، وبحث سبل تطويرها بما يحقق مصالح وطموحات البلدين والشعبين الصديقين. وأعرب السفير عن اعتزازه بتمثيل دولة الإمارات.

عرب و عجم

عرب و عجم

> عبد العزيز بن علي الصقر، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الجمهورية التونسية، استقبله رئيس مجلس نواب الشعب التونسي إبراهيم بودربالة، وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية، وسبل دعمها وتعزيزها، وأشاد بودربالة بالعلاقات الأخوية التي تربط البلدين الشقيقين.

عرب وعجم

عرب وعجم

> خالد فقيه، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية بلغاريا، حضر، مأدبة غداء بضيافة من ملك جمهورية بلغاريا سيميون الثاني، في القصر الملكي.

عرب وعجم

عرب وعجم

> فهد بن معيوف الرويلي، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية فرنسا، أدى أول من أمس، صلاة عيد الفطر في مسجد باريس الكبير، تلاها تبادل التهاني بين السفراء ورؤساء الجالية المسلمة الفرنسية، في الحفل الذي رعاه عميد المسجد حافظ شمس الدين، وذلك بحضور عدد من المسؤولين الفرنسيين لتهنئة مسلمي فرنسا بعيد الفطر.


100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
TT

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)

في الرابع من شهر الخِصب وبراعم اللوز والورد، وُلد عاصي الرحباني. كانت البلادُ فكرةً فَتيّة لم تبلغ بعد عامها الثالث. وكانت أنطلياس، مسقط الرأس، قريةً لبنانيةً ساحليّة تتعطّر بزهر الليمون، وتَطربُ لارتطام الموج بصخور شاطئها.
لو قُدّر له أن يبلغ عامه المائة اليوم، لأَبصر عاصي التحوّلات التي أصابت البلاد وقُراها. تلاشت الأحلام، لكنّ «الرحباني الكبير» ثابتٌ كحقيقةٍ مُطلَقة وعَصي على الغياب؛ مقيمٌ في الأمس، متجذّر في الحاضر وممتدّةٌ جذوره إلى كل الآتي من الزمان.


عاصي الرحباني خلال جلسة تمرين ويبدو شقيقه الياس على البيانو (أرشيف Rahbani Productions)

«مهما قلنا عن عاصي قليل، ومهما فعلت الدولة لتكريمه قليل، وهذا يشمل كذلك منصور وفيروز»، يقول المؤلّف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة مئويّة عمّه. أما الصحافي والباحث محمود الزيباوي، الذي تعمّق كثيراً في إرث الرحابنة، فيرى أن التكريم الحقيقي يكون بتأليف لجنة تصنّف ما لم يُنشر من لوحاته الغنائية الموجودة في إذاعتَي دمشق ولبنان، وتعمل على نشره.
يقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى». غير أنّ ما انتشر من أغانٍ ومسرحيات وأفلام، على مدى أربعة عقود من عمل الثلاثي الرحباني عاصي ومنصور وفيروز، أصبح ذخيرةً للقرون المقبلة، وليس للقرن الرحباني الأول فحسب.

«فوتي احفظي، قومي سجّلي»
«كان بركاناً يغلي بالعمل... يكتب بسرعة ولا يتوقف عند هاجس صناعة ما هو أجمل، بل يترك السرد يمشي كي لا ينقطع الدفق»، هكذا يتذكّر أسامة عمّه عاصي. وفي بال الزيباوي كذلك، «عاصي هو تجسيدٌ للشغف وللإنسان المهووس بعمله». لم يكن مستغرباً أن يرنّ الهاتف عند أحد أصدقائه الساعة الثالثة فجراً، ليخرج صوت عاصي من السمّاعة قارئاً له ما كتب أو آخذاً رأيه في لحنٍ أنهاه للتوّ.
ووفق ما سمعه الزيباوي، فإن «بعض تمارين السيدة فيروز وتسجيلاتها كان من الممكن أن يمتدّ لـ40 ساعة متواصلة. يعيد التسجيل إذا لم يعجبه تفصيل، وهذا كان يرهقها»، رغم أنه الزوج وأب الأولاد الأربعة، إلا أن «عاصي بقي الأستاذ الذي تزوّج تلميذته»، على حدّ وصف الزيباوي. ومن أكثر الجمل التي تتذكّرها التلميذة عن أستاذها: «فوتي احفظي، قومي سَجّلي». أضنى الأمر فيروز وغالباً ما اعترفت به في الحوارات معها قبل أن تُطلقَ تنهيدةً صامتة: «كان ديكتاتوراً ومتطلّباً وقاسياً ومش سهل الرِضا أبداً... كان صعب كتير بالفن. لمّا يقرر شي يمشي فيه، ما يهمّه مواقفي».


عاصي وفيروز (تويتر)
نعم، كان عاصي الرحباني ديكتاتوراً في الفن وفق كل مَن عاصروه وعملوا معه. «كل العباقرة ديكتاتوريين، وهذا ضروري في الفن»، يقول أسامة الرحباني. ثم إن تلك القسوة لم تأتِ من عدم، فعاصي ومنصور ابنا الوَعر والحرمان.
أثقلت كتفَي عاصي منذ الصغر همومٌ أكبر من سنّه، فتحمّلَ وأخوه مسؤولية العائلة بعد وفاة الوالد. كان السند المعنوي والمادّي لأهل بيته. كمعطفٍ ردّ البردَ عنهم، كما في تلك الليلة العاصفة التي استقل فيها دراجة هوائية وقادها تحت حبال المطر من أنطلياس إلى الدورة، بحثاً عن منصور الذي تأخّر بالعودة من الوظيفة في بيروت. يروي أسامة الرحباني أنها «كانت لحظة مؤثرة جداً بين الأخوين، أبصرا خلالها وضعهما المادي المُذري... لم ينسيا ذلك المشهد أبداً، ومن مواقفَ كتلك استمدّا قوّتهما».
وكما في الصِبا كذلك في الطفولة، عندما كانت تمطر فتدخل المياه إلى المدرسة، كان يظنّ منصور أن الطوفان المذكور في الكتاب المقدّس قد بدأ. يُصاب بالهلَع ويصرخ مطالباً المدرّسين بالذهاب إلى أخيه، فيلاقيه عاصي ويحتضنه مهدّئاً من رَوعه.

«سهرة حبّ»... بالدَين
تعاقبت مواسم العزّ على سنوات عاصي الرحباني. فبعد بدايةٍ متعثّرة وحربٍ شرسة ضد أسلوبه الموسيقي الثائر على القديم، سلك دروب المجد. متسلّحاً بخياله المطرّز بحكايا جدّته غيتا و«عنتريّات» الوالد حنّا عاصي، اخترع قصصاً خفتت بفعلِ سحرِها الأصواتُ المُعترضة. أما لحناً، فابتدعَ نغمات غير مطابقة للنظريات السائدة، و«أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية»، على ما يشرح أسامة الرحباني.


صورة تجمع عاصي ومنصور الرحباني وفيروز بالموسيقار محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، بحضور بديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
كان عاصي مستعداً للخسارة المادية من أجل الربح الفني. يحكي محمود الزيباوي أنه، ولشدّة مثاليته، «سجّل مسرحية (سهرة حب) مرتَين ولم تعجبه النتيجة، فاقترض مبلغاً من المال ليسجّلها مرة ثالثة». ويضيف أن «أساطير كثيرة نُسجت حول الرحابنة، لكن الأسطورة الحقيقية الوحيدة هي جمال عملهم».
ما كانت لتكتمل أسطورة عاصي، لولا صوت تلك الصبية التي دخلت قفصَه الذهبي نهاد حدّاد، وطارت منه «فيروز».
«أدهشته»، يؤكّد الزيباوي؛ ويستطرد: «لكنّ أحداً منهما لم يعرف كيف يميّز بين نهاد حداد وفيروز»... «هي طبعاً المُلهِمة»، يقول أسامة الرحباني؛ «لمح فيها الشخصية التي لطالما أراد رسمَها، ورأى امرأةً تتجاوب مع تلك الشخصية»، ويضيف أن «عاصي دفع بصوت فيروز إلى الأعلى، فهو في الفن كان عنيفاً ويؤمن بالعصَب. كان يكره الارتخاء الموسيقي ويربط النجاح بالطبع الفني القوي، وهذا موجود عند فيروز».


زفاف عاصي الرحباني ونهاد حداد (فيروز) عام 1955 (تويتر)

دماغٌ بحجم وطن
من عزّ المجد، سرقت جلطة دماغيّة عاصي الرحباني عام 1972. «أكثر ما يثير الحزن أن عاصي مرض وهو في ذروة عطائه وإبداعه، وقد زادت الحرب اللبنانية من مرضه وصعّبت العمل كثيراً»، وفق الزيباوي. لم يكن القلق من الغد الغامض غريباً عليه. فهو ومنذ أودى انفجارٌ في إحدى الكسّارات بحياة زوج خالته يوسف الزيناتي، الذي كان يعتبره صياداً خارقاً واستوحى منه شخصيات لمسرحه، سكنته الأسئلة الحائرة حول الموت وما بعدَه.
الدماغ الذي وصفه الطبيب الفرنسي المعالج بأنه من أكبر ما رأى، عاد ليضيء كقمرٍ ليالي الحصّادين والعاشقين والوطن المشلّع. نهض عاصي ورجع إلى البزُق الذي ورثه عن والده، وإلى نُبله وكرمه الذي يسرد أسامة الرحباني عنهما الكثير.
بعد المرض، لانت قسوة عاصي في العمل وتَضاعفَ كرَمُه المعهود. يقول أسامة الرحباني إن «أقصى لحظات فرحه كانت لحظة العطاء». أعطى من ماله ومن فِكرِه، وعُرف بيدِه الموضوعة دائماً في جيبِه استعداداً لتوزيع النقود على المحتاجين في الشارع. أما داخل البيت، فتجسّد الكرَم عاداتٍ لطيفة وطريفة، كأن يشتري 20 كنزة متشابهة ويوزّعها على رجال العائلة وشبّانها.
خلال سنواته الأخيرة ومع احتدام الحرب، زاد قلق عاصي الرحباني على أفراد العائلة. ما كان يوفّر مزحة أو حكاية ليهدّئ بها خوف الأطفال، كما في ذلك اليوم من صيف 1975 الذي استُهدفت فيه بلدة بكفيا، مصيَف العائلة. يذكر أسامة الرحباني كيف دخل عاصي إلى الغرفة التي تجمّع فيها أولاد العائلة مرتعدين، فبدأ يقلّد الممثلين الأميركيين وهم يُطلقون النار في الأفلام الإيطالية، ليُنسيَهم ما في الخارج من أزيز رصاص حقيقي. وسط الدمار، بنى لهم وطناً من خيالٍ جميل، تماماً كما فعل وما زال يفعل في عامِه المائة، مع اللبنانيين.


عاصي الرحباني (غيتي)