تشمع الكبد... مرض شائع بنتائج مدمرة

وسائل عديدة للوقاية منه

الدكتور أديب الغلاييني
الدكتور أديب الغلاييني
TT

تشمع الكبد... مرض شائع بنتائج مدمرة

الدكتور أديب الغلاييني
الدكتور أديب الغلاييني

يقبع تحت الجانب الأيمن من القفص الصدري مباشرة عضو مهم للهضم ولتخليص الجسم من المواد السامة، «الكبد»، وهو بحجم كرة القدم. وكغيره من أعضاء الجسم، يمكن أن يصاب الكبد بالأمراض الوراثية أو تلك المتسببة من عوامل مثل الفيروسات وتعاطي الكحول والسمنة. وبمرور الوقت، يمكن أن تؤدي هذه الحالات لتلف الكبد أو التندب (تشمع الكبد)؛ مما قد يؤدي إلى فشل الكبد، وهي حالة تهدد الحياة. لكن العلاج المبكر قد يمنح الكبد وقتاً للشفاء.
وقد أقام منتدى طب الأسرة بالمركز الطبي الدولي بجدة ندوته «الثامنة» تحت رعاية الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع بهدف التعريف والتوعية بمرض تشمع الكبد. وكان المتحدث الرئيس في هذه الندوة الدكتور أديب الغلاييني استشاري الطب الباطني وأمراض الجهاز الهضمي والكبد والتنظير العلاجي رئيس قسم الجهاز الهضمي بالمركز الطبي الدولي بجدة والذي خص ملحق «صحتك» بالمعلومات التالية في هذا المقال.

تشمع الكبد
أوضح الدكتور أديب الغلاييني أن تشمع الكبد أو الكبد الدهني أو دهون الكبد (Fatty Liver) هي مصطلحات طبية ثلاثة لمرض واحد هو «تشمع الكبد» الذي يرتبط بمشاكل صحية مهمة.
تشمع الكبد هو من أكثر الأمراض شيوعا على المستوى المحلي والعالمي وقد يكون هو الأكثر، حاليا، في إصابة أنسجة الكبد بالتلف، فتناول السعرات الحرارية الزائدة يؤدي إلى تراكم الدهون في الكبد، وعندما يعجز الكبد عن تفكيكها كما ينبغي عادة، يتراكم الكثير من الدهون، خصوصاً مع وجود حالات مرضية أخرى معينة، مثل السمنة أو السكري أو ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية.
يرتبط تشمع الكبد أو الكبد الدهني عند اعتلال وظائفه بثلاثة أمراض رئيسية هي ارتفاع ضغط الدم وداء السكري والدهون الثلاثية إضافة إلى زيادة في كتلة الجسم، فينتج عن هذه الأمراض ارتفاع في نسبة ترسيب الدهون على الكبد مؤديا إلى تلف في أنسجة الكبد من خلال ترسب الدهون داخل الخلايا الكبدية وخروج بعض السموم التي تساهم في عملية تكسير خلايا وأنسجة الكبد.

الأعراض
وحول أعراض تشمع الكبد وتليف خلاياه يقول الدكتور أديب الغلاييني إنها تتلخص في الاعتلال في درجة الوعي وزيادة في نسبة السوائل في البطن وقد تنتهي بدوالي في المريء نتيجة ارتفاع الضغط الوريدي البابي الذي يحصل نتيجة تليف الكبد. ومما يؤسف له أن معظم المرضى الذين يعانون من دهون الكبد يتم اكتشاف هذا المرض لديهم بمحض الصدفة خلال عمل أشعة تلفزيونية بالموجات فوق الصوتية على البطن فيظهر فيها ارتفاع في نسبة الدهون. وتتجاوز نسبة المرضى الذين لا تظهر عليهم أعراض المرض 80 في المائة حيث تبقى أعراضهم صامتة إلى أن يصل الكبد إلى مرحلة التليف الكاملة.
وقد تظهر على مريض الكبد بشكل عام الأعراض التالية (مع تفاوت كبير بين المرضى): اصفرار في الجلد أو العين (اليرقان) - ألم وتورم في البطن - تورم الساقين والكاحلين - حكة في الجلد - بول داكن - براز شاحب اللون - إرهاق مزمن - غثيان أو قيء - فقدان الشهية - ميل للتعرض للكدم بسهولة.

التشخيص والعلاج
يتم تشخيص تشمع الكبد أو الكبد الدهني من خلال عمل الأشعة الصوتية وفحص إنزيمات الكبد. وفي حال كان ارتفاع إنزيمات الكبد كبيرا ومرضيا فلا بد من التأكد من عدم وجود أمراض مصاحبة لهذا المرض واستبعاد جميع الأسباب التي قد تؤدي إلى ارتفاع إنزيمات الكبد، مثل الفيروس الكبدي الوبائي «إيه» و«بي» و«سي» وأيضاً لا بد من استبعاد وجود أي عوامل خارجية أخرى كبعض العلاجات التي تتسبب في ارتفاع إنزيمات الكبد.
أما عن العلاج فيقول الدكتور أديب الغلاييني إذا ثبت تشخيص تشمع الكبد أو دهون الكبد وجب علينا القيام بخطوات مدروسة للسيطرة على المرض من خلال الآتي:
- السيطرة على العوامل المؤثرة في ارتفاع الإنزيمات وترسيب الدهون وذلك من خلال العلاج الذي يعطى للضغط وعلاجات السكري وعلاجات الدهون الثلاثية والكولسترول.
- يجب أن لا ننسى عاملا مهما وأساسيا في علاج الكبد الدهني وكثير من أمراض العصر الأخرى وهو تغيير أسلوب ونمط الحياة. فعلى المريض الذي يعاني من تشمع الكبد أو دهون الكبد أن يبدأ في التفكير في اتباع أسلوب حياة صحي وذلك من خلال اتباع حمية غذائية صحية خالية من الدهون الضارة وخالية من السكريات الضارة، حمية تعتمد بشكل كبير على البروتينات وبشكل أكبر على الفواكه والخضراوات. ولا بد من إجراء عملية حسابية لكمية الطاقة (السعرات الحرارية) الموجودة في الغذاء اليومي للإنسان، ولا بد أن تكون بشكل محسوب بدقة تبعا لوزن الشخص.
- لا بد أيضاً من الاهتمام ببرامج الرياضة البدنية وزيادة معدل الحرق، فالرياضة تساعد بشكل كبير على حرق الدهون في الكبد من خلال زيادة معدل الحرق وأيضاً إنزال الوزن.
- وبعد تحديد الأسباب والعوامل المؤثرة في دهون الكبد وارتفاع إنزيمات الكبد يبدأ التخطيط لعلاج كل سبب على حدة.
- الاهتمام بالعامل الذي له علاقة بالوزن وزيادة نسبة الدهون، فيتم العمل على خفض معدل استهلاك الدهون والسكريات بشكل كبير حتى يتمكن الكبد من التعافي، وهذه هي أهم نقطة في عملية العلاج حيث إن نزول الوزن مع السيطرة على جميع العوامل المؤثرة في ارتفاع إنزيمات الكبد - بإذن الله تعالى - سوف تكون السبب في استشفاء الكبد بشكل تلقائي.
- في حال كانت هناك صعوبة في الاستشفاء الكامل تلقائيا، فمن الممكن الاستعانة ببعض الأدوية والعلاجات التي توصف عادة لمرضى دهون الكبد حتى يتخلص من الدهون والسموم التي أثرت بشكل سلبي على الكبد.
هل يمكن العيش حياة طويلة مع الكبد الدهني؟ في الحالات الأكثر خطورة، يمكن أن يتسبب مرض الكبد الدهني غير الكحولي NAFLD في تضخم الكبد (التهاب الكبد الدهني)، مما قد يؤدي إلى حدوث ندبات أو تليف الكبد بمرور الوقت - وقد يؤدي أيضاً إلى سرطان الكبد أو فشل الكبد. لكن، هناك العديد من الأشخاص يعيشون حياة طبيعية مع مرضهم (NAFLD) طالما أنهم يحسنون تدبير نظامهم الغذائي ويمارسون الرياضة ويحافظون على وزن صحي.

13 طريقة للحفاظ على كبد صحي

إن أفضل طريقة لمكافحة أمراض الكبد هي تجنب الإصابة بها، إذا كان ذلك ممكناً. وقد أورد موقع مؤسسة الكبد الأميركية (American liver foundation) في 14 يونيو (حزيران) 2021 مجموعة من الطرق المجربة لخصها في (13) طريقة وحقيقية لتحقيق العافية للكبد! وهي:
>الحفاظ على وزن صحي. يمكن أن يلعب فقدان الوزن دوراً مهماً في المساعدة على تقليل الدهون في الكبد. فإذا كنت تعاني من السمنة أو زيادة الوزن إلى حد ما، فأنت في خطر الإصابة بترسب الدهون في الكبد الذي يمكن أن يؤدي إلى مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD)، وهو أحد أسرع أشكال أمراض الكبد نمواً.
> تناول نظام غذائي متوازن، وذلك بتجنب الوجبات عالية السعرات الحرارية والدهون المشبعة والكربوهيدرات المكررة (مثل الخبز الأبيض والأرز الأبيض والمعكرونة العادية) والسكريات. لا تأكل المحار النيء أو غير المطبوخ جيداً. للحصول على نظام غذائي معدل جيداً، تناول الألياف التي يمكنك الحصول عليها من الفواكه الطازجة والخضراوات وخبز الحبوب الكاملة والأرز والحبوب. تناول اللحوم أيضاً (ولكن قلل من كمية اللحوم الحمراء) ومنتجات الألبان (الحليب قليل الدسم وكميات قليلة من الجبن) والدهون (الدهون الجيدة غير المشبعة الأحادية والمتعددة غير المشبعة مثل الزيوت النباتية والمكسرات والبذور والأسماك). الترطيب ضروري، لذا اشرب الكثير من الماء.
> ممارسة التمارين بانتظام، عندما تمارس الرياضة باستمرار، فإنها تساعد على حرق الدهون الثلاثية للحصول على الطاقة ويمكن أن تقلل أيضاً من دهون الكبد.
> تجنب السموم التي يمكن أن تصيب خلايا الكبد، وذلك بالحد من الاتصال المباشر بالسموم الناتجة عن منتجات التنظيف ومواد الرذاذ المتطاير (أيروسول) والمبيدات الحشرية والمواد الكيميائية والمواد المضافة. وعند استخدام البخاخات، تأكد من تهوية الغرفة وارتد قناعاً. ولا تدخن.
> عدم تناول الكحول والإقلاع عنه تماماً، فيمكن أن تسبب المشروبات الكحولية العديد من المشاكل الصحية، ومنها تلف أو تدمير خلايا الكبد وتندب الكبد.
> عدم استخدام العقاقير المحظورة (المخدرات). في عام 2012، كان هناك ما يقرب من 24 مليون أميركي تتراوح أعمارهم بين 12 عاماً أو أكثر من متعاطي المخدرات غير المشروعة حالياً، مما يعني أنهم استخدموا مخدراً غير مشروع خلال الشهر السابق لإجراء المسح الصحي. يمثل هذا التقدير 9.2 في المائة من السكان الذين تبلغ أعمارهم 12 عاماً أو أكثر. تشمل العقاقير غير المشروعة الماريجوانا / الحشيش، والكوكايين (بما في ذلك الكراك)، والهيروين، والمواد المهلوسة، والمستنشقات، أو العلاجات النفسية من نوع الوصفات الطبية (مسكنات الألم، والمهدئات، والمنشطات، والمنومات) المستخدمة استخداما غير طبي.
> تجنب الإبر الملوثة، أيا كانت وليس فقط الإبر المتسخة بتعاطي المخدرات عن طريق الوريد. فيجب استشارة الطبيب وعمل الفحص والاختبار بعد أي نوع من اختراق الجلد بأدوات أو إبر حادة. وعلى ممارسي الوشم وثقب الجسم أن يستخدموا فقط إبرا نظيفة.
>ا لحصول على الرعاية الطبية عند التعرض لدم من شخص آخر، فإذا لامست دم شخص آخر لأي سبب من الأسباب، يجب على الفور استشارة الطبيب.
> عدم مشاركة أدوات النظافة الشخصية، مثل شفرات الحلاقة وفرشاة الأسنان ومقصات الأظافر، فقد تكون ملوثة بأجزاء مجهرية من دم أو سوائل الجسم الأخرى لشخص آخر.
> ممارسة الجنس الآمن، إن ممارسة الجنس غير المحمي أو ممارسة الجنس مع عدة شركاء تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالتهاب الكبد بي B والتهاب الكبد سي C.
> غسل اليدين باستمرار، باستخدام الصابون والماء الدافئ فوراً بعد استخدام الحمام وعند تغيير الحفاض وقبل تحضير الطعام أو تناوله.
> اتباع التعليمات المرفقة مع جميع الأدوية، عندما يتم تناول الأدوية بشكل غير صحيح مثل تناول الكثير من الأدوية أو تناول نوع خاطئ منها أو عن طريق خلط الأدوية، فقد يتضرر الكبد. عدم خلط الكحول أبداً مع أدوية أخرى حتى لو لم يتم تناولها في نفس الوقت. إخبار الطبيب عن أي أدوية أو مكملات أو علاجات طبيعية أو عشبية يتم استخدامها بدون وصفة طبية.
> أخذ اللقاحات الموصى بها، فهناك لقاحات ضد التهاب الكبد أيه والتهاب الكبد بي. للأسف، لا يوجد لقاح ضد فيروس التهاب الكبد سي.
* استشاري طب المجتمع



6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر
TT

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

لا يزال كبار الطهاة العالميين، إضافة إلى ربات البيوت الماهرات في الطهي، يستخدمون أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر Cast Iron Cookware.

أواني الطهي الحديدية

والواقع أن هناك سبباً وجيهاً لاستخدام البشر منذ آلاف السنين هذه النوعية من أواني الطهي، فهي متينة للغاية وغير قابلة للتلف وطويلة الأمد في دوام الاستخدام، وتتحسن جودتها وجودة طعم الأطعمة المطهية بها بمرور الوقت. ولكن حتى مع توفر أنواع كثيرة متطورة من أواني الطهي، سواء بدواعٍ ذات صلة بسهولة الطهي بها أو إعطاء نكهات زكية من خلال استخدامها في طهي الأطعمة أو حتى بدواعٍ صحية، تظل اليوم أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر هي أداة الطهي الكلاسيكية الشائعة كما كانت دائماً في السابق.

وهناك نوعان رئيسان من أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر: أوانٍ عارية مصنوعة من الحديد الزهر Bare Cast Iron، وهي التي يمكن استخدامها على مواقد المطابخ وعلى الحطب. والأخرى أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر المطلية بالمينا Enameled Finish، وتُسمى تجارياً الأفران الهولندية Dutch Ovens التي يجب استخدامها فقط على الموقد أو في الفرن، وليس على الحطب.

ويختلف عموم أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر تماماً، ومن جوانب عدة صحية وغير صحية، عن أواني الطهي المصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ Stainless Steel.

حقائق عن أواني الحديد

ولكن قد يشعر البعض بالقلق بشأن المخاطر الصحية المحتملة لاستخدام أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر، وخاصة تراكم الحديد في الجسم أو احتمالات التسبب بالسرطان. ولهذا إليك المزيد من الحقائق التالية حول أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر وفوائدها الصحية وكيفية التعامل معها، بما يغطي لديك غالبية المعلومات التي تود معرفتها عنها، وهي:

1. أحد الأسباب الرئيسة وراء تفضيل البشر لأواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر هو أنها تتحمل طويلاً وغير قابلة للتلف، مقارنة بغيرها. ولكن إذا تم إهمالها لفترة طويلة فإنها تصدأ. ومقلاة الحديد الزهر مثلاً هي حرفياً قطعة من الحديد الزهر المصبوب على شكل أواني الطهي.

والحديد الزهر بمفرده رمادي اللون وشديد التفاعل، وقادر على الصدأ في غضون دقائق في الهواء الرطب وحده، ما يؤدي تلقائياً إلى التصاق الأطعمة عند الطهي به.

وعملية «التتبيل» Seasoning تقوم بتشكيل طبقة صلبة واقية على سطح أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر، عن طريق تسخين طبقات رقيقة للغاية من الدهون (مثل الزيت) على الحديد الزهر، وإعادة تكوين طبقة من «الزيت المتفحم» عملية تسمى البلمرة Polymerization، ما يشكل طبقة واقية فوق سطح الطهي. وكلما طهينا بمقلاة الحديد الزهر، أصبحت هذه الطبقة من الزيت أكثر سمكاً، ما يحول المقلاة إلى «قطعة أثرية» ذات سطح طهي أكثر نعومة وداكنة.

ومن دون هذه الطبقة من الزيت المتفحم، تتآكل أواني الطهي المصنوعة من الحديد وتصدأ بسبب الأكسجين والرطوبة في الهواء، وتلتصق عليها الأطعمة. ولذا فإنه مع القليل من التنظيف والعناية، يمكن استعادتها إلى حالة شبه جديدة وملائمة للطهي بطريقة صحية. وخاصة عند كثرة طهي الأطعمة الحمضية مثل الطماطم وعصير الليمون والخل، التي قد تزيل بعض الطبقة الطبيعية غير اللاصقة لمقلاة حديد الزهر.

2. عملية «التتبيل» يتم إجراؤها لأول مرة في مصانع أواني الطهي المصنوعة من حديد الزهر، قبل تقديمها للمستهلك. حيث يتم رش طبقة رقيقة من الزيت النباتي على السطح، ثم خبزها في درجة حرارة عالية في فرن كبير. ولكن يجدر التأكد من إجراء المصنع لهذه العملية عند شراء تلك الأواني للطهي وقبل استخدامها في المطبخ المنزلي.

هناك طريقتان للحفاظ على تتبيل أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر. الطريقة الأفضل والأسهل هي الطهي فيها بانتظام، حيث إنه في كل مرة يُطبخ فيها بالزيت أو الدهن، تُضاف طبقة أخرى من التتبيل إلى المقلاة. وبمرور الوقت، تتراكم هذه الطبقات لتشكل سطح طهي قوي غير لاصق. والطريقة الأخرى يُلجأ إليها إذا تمت ملاحظة أن المقلاة أو القدر أصبحا باهتي اللون أو رماديي اللون. ويتم أولاً غسل مقلاة الحديد الزهر بالماء الدافئ والصابون. ثم تجفيفها تماماً بمنشفة ورقية أو قطعة قماش خالية من النسالة. ويمكن وضعها على الموقد على نار خفيفة لبضع دقائق للتأكد من أنها جافة تماماً. بعد ذلك تُضاف طبقة رقيقة جداً من زيت الطهي (القليل من الزيت) على سطح الحديد الزهر (من الداخل والخارج) بقطعة قماش أو منشفة ورقية خالية من النسالة. ثم سخن الفرن إلى 350 - 450 درجة فهرنهايت (177 - 232 درجة مئوية). ثم ضع أواني الطهي مقلوبة على الرف الأوسط. يساعد هذا في منع الزيت من التجمع على سطح الطهي. اخبز لمدة ساعة. بعد ذلك أطفئ النار واترك المقلاة المصنوعة من الحديد الزهر تبرد في الفرن، ليسمح ذلك للدهون بالتصلب والالتصاق بالحديد.

فوائد ومخاوف صحية

3.هل الطهي باستخدام الحديد الزهر له فوائد صحية؟ هذا سؤال يتم طرحه كثيراً. وهناك جانبان للأمر، هما: موضوع الحديد وموضوع سلامة نضج الطهي. ونظراً لأن أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر موصل ممتاز للحرارة، فيمكنها الحفاظ على درجات حرارة عالية لفترات طويلة من الزمن، ما يعزز الطهي «المتساوي» لأجزاء اللحم أو الدواجن أو الأسماك، سواء كانت قطعاً، أو مفرومة. كما أن الخبز في مقلاة من الحديد الزهر يصنع قشرة مقرمشة على القطع المخبوزة. ومعلوم أن الطبقة المقرمشة من الخبز أغنى بالمواد المضادة للأكسدة من اللب الأبيض داخلها، ما يعزز الفوائد الصحية.

ويقول بعض خبراء التغذية الصحية إن أواني الحديد الزهر تتناسب مع طرق الطهي الصحية منخفضة السعرات الحرارية التي تحافظ على الطعام خالياً من الدهون ولا تتطلب الكثير من الزيت، مثل الطرق القائمة على الغلي في الماء، بما في ذلك السلق والطهي على نار هادئة، بالإضافة إلى الشواء والشواء السريع.

4. أحد أكبر المخاوف المتعلقة بالطهي باستخدام المقالي المصنوعة من الحديد الزهر هو أنه نظراً لقدرتها على نقل كمية معينة من الحديد إلى طعامك، فقد يكون ذلك ضاراً بصحتك. والحديد هو معدن رئيس في مكونات بروتين يسمى الهيموغلوبين، الذي يحمل الأكسجين إلى خلايا الدم الحمراء في جميع أنحاء الجسم.

ولكن كمية الحديد التي تنتقل إلى الطعام من المقالي المصنوعة من الحديد الزهر ضئيلة للغاية لأنها «متبلة» بطبقة عازلة، كما تقدم توضيحه، والذي لا يتسرب منه كمية كبيرة من الحديد إلى الأطعمة. وبالتالي لا يشكل هذا الأمر مصدر قلق صحي كبير. كما لا ينبغي اعتبار الطهي باستخدام الحديد الزهر مكملاً للحديد (أي لتزويد الجسم بالحديد) أو بديلاً عن تناول الأطعمة الغنية بالحديد. ومع ذلك، فإن استخدام مقلاة من الحديد الزهر غير متبلة، أو متبلة بشكل سيئ، يمكن أن يساهم في زيادة الحديد الذي يدخل الجسم. بالإضافة إلى ذلك، فإن طهي الأطعمة الحمضية، مثل الطماطم والحمضيات، قد يؤدي إلى تسرب المزيد من الحديد من المقلاة، لأنها يمكن أن تجرد طبقة التتبيل الدهنية، ووفقاً لما يشير إليه أطباء مايو كلينيك، فإن الطهي باستخدام الحديد الزهر قد يشكل خطراً في بعض الحالات النادرة مثل «مرض ترسب الأصبغة الدموية» Hemochromatosis الذي يتسبب في امتصاص الجسم للكثير من حديد الأطعمة التي يتناولها الشخص. وبالتالي تخزين الجسم لكميات زائدة من الحديد في أعضائه، وخاصة في الكبد والقلب والبنكرياس، ما يعرضه لخطر الإصابة بمشكلات صحية تهدد الحياة، مثل أمراض الكبد ومشكلات القلب والسكري.

و«مرض ترسب الأصبغة الدموية» هو حالة وراثية، ومعظم الأشخاص لا يعانون من علامات وأعراض حتى منتصف العمر، أي بعد سن الأربعين للذكور وبعد سن الستين للإناث. وإذا كان لدى شخص ما أقارب مصابون بالمرض، فيمكنهم إجراء الاختبار لمعرفة ما إذا كانوا مصابين به.

من مخاطرها تراكم الحديد في الجسم أو احتمالات التسبب بالسرطان

مواد مسرطنة محتملة

5. تتمثل إحدى الفوائد الرئيسة الأخرى في أنه عند اختيارك أواني الحديد الزهر بدلاً من أواني الطهي الحديثة غير اللاصقة، فإنك ستتجنب حمض البيرفلورو الأوكتانويك PFOA، وهو مادة مسرطنة محتملة. ولكن هناك بعض المخاوف من أن المقالي المصنوعة من الحديد الزهر قد تنتج مواد كيميائية تعرف باسم الأمينات الحلقية غير المتجانسة HCAs والهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات PAHs، والتي ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان؛ وذلك لأن هذه المواد الكيميائية تتشكل عندما يتم طهي اللحوم، بما في ذلك لحم البقر ولحم الضأن والأسماك والدجاج، باستخدام تقنيات الطهي عالية الحرارة، مثل القلي في المقلاة والشواء على لهب مكشوف، وفقاً لما يقوله المعهد الوطني الأميركي للسرطان National Cancer Institute. ولكن تفيد المصادر الطبية بأن مخاطر الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات والهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات تشكل مصدر قلق صحي في المقام الأول فقط عند شواء الأطعمة الحيوانية مباشرة على اللهب. حيث تتشكل الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات عندما تتساقط الدهون والعصائر من اللحوم على نار مفتوحة أو سطح ساخن، ما يتسبب في حدوث ألسنة اللهب والدخان. وتتواجد الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات في الدخان ثم تلتصق بسطح اللحم، وفقاً للمعهد الوطني الأميركي للسرطان. وصحيح أن أواني الحديد الزهر تتحمل درجات الحرارة العالية، لكن هذا لا يعني أنك تطبخ على الموقد أو في الفرن بدرجة حرارة عالية بما يكفي للقلق بشأن المواد المسرطنة. وعادة ما تكون هذه مشكلة فقط عند الشواء، ولا ينبغي أن يؤدي الطهي في الداخل باستخدام مقلاة من الحديد الزهر إلى حدوث أي من هذه المشكلات المسببة للسرطان.

6. مزايا أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر لا تتوقف عند هذا الحد، بل تشمل ما يلي:

-تحتفظ بالحرارة جيداً. حيث إنه بمجرد تسخين الحديد الزهر، يظل دافئاً مما يساعد في الحفاظ على سخونة الطعام. ولكن يجب أن تعلم أيضاً أن هذا يعني أن الحديد الزهر يستغرق بعض الوقت حتى يسخن تماماً ويبرد تماماً.

- تعمل جيداً مع العديد من مصادر الحرارة. إذ يمكن استخدام الحديد الزهر على أي نوع من مواقد الطهي (الغاز أو الكهرباء). ويمكن استخدامه أيضاً على لهب مكشوف مثل نار الحطب والفحم، أو وضعه مباشرة في الفرن مثل طبق الخبز.

- سهلة التنظيف. بمجرد أن تعرف أساسيات تنظيف الحديد الزهر، فلن يكون تنظيفه أكثر صعوبة من أنواع أخرى من أواني الطهي. بالإضافة إلى ذلك، فإن سطحه الطبيعي غير اللاصق قد يجعل تنظيفه أسهل من الزجاج أو الألمنيوم.

- توفر أواني حديد الزهر بأسعار معقولة. غالباً ما تُباع أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر بأسعار معقولة ونظراً لأنها تدوم إلى الأبد تقريباً، يمكنك اعتبارها استثماراً لمرة واحدة. من السهل عادةً العثور على الحديد الزهر في متاجر التوفير والمتاجر المستعملة أيضاً.

- تأتي بأشكال وأحجام عديدة. ربما تكون مقالي الحديد الزهر هي الشكل الأكثر شيوعاً لهذه الأواني، ولكن يستخدم الحديد الزهر أيضاً لصنع الأواني والمقالي وأطباق الكيك وأطباق البيتزا والمزيد.

- يمكن استخدامها للطهي والتقديم. يجد العديد من الأشخاص أن أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر جميلة من الناحية الجمالية ويمكن أن تشكل إضافة رائعة لأي طاولة طعام. في الواقع، تستخدم العديد من المطاعم الراقية مقالي صغيرة مصنوعة من الحديد الزهر كأطباق تقديم.

* استشارية في الباطنية