بينما نقلت صحف جزائرية أخباراً متفرقة عن هجرة أكثر من 400 شخص سراً إلى إسبانيا، عبر قوارب تقليدية بالبحر المتوسط خلال 3 أيام فقط، أعلنت وزارة الدفاع أن حرس الحدود اعتقل عشرات المهاجرين السريين، ومنع محاولات هجرة بين نهاية يوليو (تموز) الماضي وبداية أغسطس (آب) الحالي.
ونقلت صحيفتا «الوطن» و«ليبرتيه» في عدديهما أمس، عن وسائل إعلام إسبانية، أن مئات المهاجرين الجزائريين رُصدت قواربهم بالقرب من سواحل ألميريا جنوب إسبانيا، بين 30 يونيو (حزيران) و2 يوليو الماضيين. وأبرزتا أن أعدادهم «ربما أكبر بكثير». فيما صرح رجال شرطة إسبان لصحيفة «لاغاسيطا» المحلية أن عددهم غير كاف لمراقبة موجات الهجرة التي تصل إلى سواحل منطقة ألميريا.
وكتب فرنسيسكو كليمنتي مارتين، وهو مبلغ إسباني عن موجات الهجرة غير الشرعية، أن 14 جزائرياً وصلوا الاثنين الماضي إلى ألميريا عبر 3 قوارب، موضحاً أن الحرس المدني قادهم إلى مركز للتأكد من هوية المهاجرين. كما أشار إلى إنقاذ 32 مهاجراً جزائرياً كانوا في قاربين، من بينهم امرأتان في جزر البليار. وقد كانوا، حسبه، بصحة جيدة. وأفاد مارتين، حسب صحيفة «ليبرتيه»، أنه جرى إنقاذ 10 مهاجرين جزائريين بمنطقة قرطاجنة، و35 آخرين في ألميريا يوم الجمعة الماضي.
وفي ليل 1 يوليو الماضي، رصد حرس السواحل الإسباني 250 مهاجراً تبين أنهم جزائريون، وكان من بينهم أطفال ونساء حسب الإعلام الإسباني، الذي صنّف العدد «رقماً قياسياً». وقد جرى توقيفهم ووضع معظمهم في العزل بمراكز تجمع المهاجرين، كما جرى اكتشاف إصابة 35 مهاجراً جزائرياً بفيروس «كورونا» الخميس الماضي، حيث اقتادهم الحرس إلى مواقع معزولة بمراكز المهاجرين.
من جهتها، ذكرت وكالة «أنسا» الإيطالية أن 71 مهاجراً جزائرياً وصلوا في نهاية عطلة الأسبوع، إلى الشواطئ الجنوبية لجزيرة سردينيا الإيطالية، بعد عبور البحر المتوسط على متن قوارب صغيرة. وقالت إنه في الساعات الأولى من صباح 31 يوليو الماضي، وصل قارب يحمل 54 شخصاً إلى سردينيا، ونقلتهم السلطات فور وصولهم إلى ميناء كالياري. كما وصل قارب ثان على متنه 11 شخصاً في الفترة نفسها، حسب «أنسا»، بينهم امرأة حامل، إلى شاطئ دوموس دي ماريا جنوب سردينيا. كما عثر على 6 مهاجرين آخرين في تيولادا، جنوب غربي الجزيرة، ونُقلوا إلى المركز نفسه.
وكشفت إحصائية لوزارة الداخلية الإيطالية أن 316 مهاجراً جزائرياً وصلوا إلى سردينيا خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي. وقال فلافيو دي جياكومو؛ من «المنظمة الدولية للهجرة» في إيطاليا لموقع «مهاجر نيوز» الإخباري، الذي يهتم بالهجرة السرية في المتوسط، إن «نحو 90 في المائة من الوافدين الجزائريين إلى إيطاليا يصلون عبر سردينيا». وأكد الموقع نفسه أن محاولات عبور البحر المتوسط انطلاقاً من الجزائر، أدت إلى غرق 4 قوارب، وموت 36 مهاجراً خلال النصف الأول من العام، مشيراً إلى ارتفاع أعداد قوارب المهاجرين المغادرة السواحل الجزائرية، والمتجهة في أغلبها إلى إسبانيا. كما ارتفعت عمليات إحباط محاولات هجرة مماثلة في مناطق متعددة على الساحل الجزائري.
وتفيد تقارير أعدتها «الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان» بأن الظروف الاقتصادية السيئة هي السبب الرئيسي لارتفاع أعداد المهاجرين في المدة الأخيرة، يأتي بعدها التضييق على الحريات وملاحقة الناشطين بالحراك بسبب التعبير عن مواقف تزعج السلطة. ويعد شمس الدين لعلامي أشهر الناشطين الذين سجنتهم الحكومة بعد أن سلمه خفر السواحل الإسباني لها بعد محاولة عبوره إلى الضفة الأخرى الشهر الماضي.
وجاء في تقرير لوزارة الدفاع الجزائرية، أمس، أن حرس الشواطئ الذي يتبع الجيش، منع 128 شخصاً من الهجرة في قوارب، بسواحل مدن وهران والشلف (غرب) والقالة وعنابة وسكيكدة (شرق)، بين يومي 28 يوليو الماضي و3 أغسطس الحالي.
أزمات معيشية وسياسية ترغم مئات الجزائريين على الفرار إلى أوروبا
أزمات معيشية وسياسية ترغم مئات الجزائريين على الفرار إلى أوروبا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة