«بيلة الدم»... تشخيص دقيق لتحديد أسباب الإصابة

نزف الجهاز البولي قد ينجم عن عدد من الحالات المرضية

«بيلة الدم»... تشخيص دقيق لتحديد أسباب الإصابة
TT

«بيلة الدم»... تشخيص دقيق لتحديد أسباب الإصابة

«بيلة الدم»... تشخيص دقيق لتحديد أسباب الإصابة

أكدت مراجعة طبية حديثة أن الخطوة الأهم في المقاربة الإكلينيكية لحالات «خروج دم مع البول (بيلة الدم Hematuria)» هي معرفة «مكان» و«سبب» حدوث نزف الدم من أحد أجزاء الجهاز البولي. ويُعبَّر بالعربية عن حالة «خروج الدم مع البول» بمصطلح «بيلة الدم». ووفق ما نُشر ضمن عدد 8 يوليو (تموز) الحالي في «مجلة نيو إنغلاند جورنال الطبية (NEJM)»، فقد افتتحت الدكتورة جولي ر. إنجلفينغر، استشارية أولى في أمراض الكلى بمستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن، مراجعتها العلمية التي جاءت بعنوان: «خروج الدم مع البول لدى البالغين»، قائلة: «يمكن أن تُؤدي مجموعة كبيرة من الأمراض إلى (بيلة دموية)، والمهمة المركزية هي استبعاد الأمراض التي تهدد الحياة، خصوصاً السرطان». وأضافت: «مشاهدة دم مع بول بشكل مفاجئ؛ بالفعل حالة لافتة للنظر وتحتاج إلى تفسير واضح، خصوصاً عندما لا تكون هناك إصابة سابقة، مثل التعرض لحادث اصطدام، أو شكوى من عُسر التبول بسبب التهاب المثانة، أو ألم في الخاصرة مع مرور حصوات الكلى».

- سبب النزف
وتحديد «سبب» و«موقع» النزف الدموي الذي تسبب في هذه الحالة، هو الأساس في وضع الطبيب خطة المعالجة. وبينما قد يكون السبب في بعض الحالات غير ضار، يُمكن أن يشير وجود الدم في البول إلى حالة مرضية تحتاج إلى معالجة ومتابعة طبية. ولذا من الضروري زيارة الطبيب في أي وقت يُلاحظ فيه المرء تغير لون البول إلى اللون الأحمر أو الوردي أو اللون «الصدئ» أو البني. وأوضحت الدكتورة إنجلفينغر أن الطبيعي في لون البول، هو أن يتراوح بين أن يكون عديم اللون تقريباً (عندما يحدث تخفيفه بشرب كميات جيدة من الماء)، واللون الكهرماني الداكن (عند تركيزه بفعل عدم شرب الكمية الكافية من الماء). والبول ذو اللون الأحمر أو الوردي أو ذو اللون «الصدئ» أو البني، قد يشير إلى وجود حالة «البيلة الدموية»، وقد يكون أيضاً بسبب امتزاج البول بمواد غير الدم، ولذا يتم إجراء فحص البول. وتقسّم الأوساط الطبية خروج الدم مع البول إلى نوعين رئيسيين: الأول: خروج دم مع البول لا يمكن رؤيته بالعين المجردة (Nonvisible Hematuria) البيلة الدموية المجهرية (Microscopic Hematuria)، والثاني: خروج دم واضح للعيان مع البول (Visible Hematuria) البيلة الدموية العيانية (Macroscopic Hematuria).
و«البيلة الدموية المجهرية» يجري اكتشافها بإجراء فحوصات للبول لمعرفة عدد خلايا الدم الحمراء الممتزجة بالبول. ولذا قالت الدكتورة إنجلفينغر: «(البيلة الدموية غير المرئية) قد لا تُكتشف لسنوات. وتُكتشف (بالصدفة) لدى العديد من المرضى عند إجراء تحليل البول لأسباب أخرى»؛ أي عند الشكوى من حالات مرضية لا علاقة لها بخروج دم مع البول ولا باضطرابات الجهاز البولي. وأضافت أنه «بين نتائج الدراسات الإحصائية، يختلف بشكل كبير تقدير معدل انتشار (البيلة الدموية غير المرئية)؛ إذ بعضها يشير إلى أنها نسبة صغيرة، والآخر يشير إلى أنها تلاحظ لدى 40 في المائة من المرضى الذين يراجعون عيادات المسالك البولية».
وفي حالات نوع «بيلة دم مرئية»؛ أي خروج دم مع البول واضح للعيان، غالباً ما يكون هناك تفسير واضح، ويتوافق مع تاريخ المريض وعلاماته وأعراضه (على سبيل المثال، مرور حصوات الكلى أو التهاب المثانة النزفي الحاد أو أزمة الخلايا المنجلية)، كما أوضحت الدكتورة إنجلفينغر. وأضافت: «قد تشير (البيلة الدموية) إلى سرطان المثانة أو المسالك البولية العلوية، ويقترح معظم الخبراء الإحالة إلى طبيب المسالك البولية جنباً إلى جنب مع التصوير بالأشعة وتنظير المثانة لاستبعاد السرطان».

- دراسة الحالات
وهناك تسلسل منطقي في المقاربة الاكلينيكية لحالات خروج الدم مع البول. والخطوة المبدئية تتمثل في مراجعة التاريخ المرضي للشخص وإجراء الفحص الاكلينيكي له، وذلك من جوانب الأمراض التي يُعاني منها بشكل مزمن (مرض السكري، وحصوات الكلى... وغيرهما)، وهل حصلت إصابة حادث أو تم تثبيت قسطرة البول... وغيرها من المعلومات التي ربما تساعد في معرفة «السبب».
وتتمثل الخطوة الثانية في إجراء فحوصات للبول نفسه، لتأكيد أن اللون الأحمر أو الوردي للبول هو بسبب وجود الدم، وتأكيد وجود الدم ولو بمقدار ميكروسكوبي لا يُرى بالعين المجردة، إضافة إلى معرفة ما إذا كان البول يحتوي على كرات الدم الحمراء أم لا، وهل ثمة مؤشرات على وجود التهاب ميكروبي في مجاري الجهاز البولي (خلايا الدم البيضاء، وجود النيترات مع البول، أو عزل ميكروبات في البول)، أو وجود أنواع من المعادن التي تسبب حصى الكلى. كما يجري التأكد من «شكل» خلايا الدم الحمراء إذا كانت موجودة مع البول؛ لأن ذلك قد يُساعد في تحديد «مكان» حدوث النزف، كما سيأتي. وأيضاً إجراء «مزرعة» لعينة من البول لعزل أي ميكروبات من المحتمل تسببها في التهاب مجاري البول.
وإذا تطلب الأمر؛ قد يُقدم الطبيب على الخطوة الثالثة، وذلك لاكتشاف «مكان» و«سبب» البيلة الدموية، وهي إجراء فحوصات التصوير بأحد أنواع تقنيات فحوصات الأشعة، كالأشعة بالموجات فوق الصوتية، أو الأشعة المقطعية، أو التصوير بالرنين المغناطيسي، وذلك وفق مدى الحاجة الإكلينيكية للتشخيص.
ووفق نتائج تلك الخطوات الثلاث السابقة، قد يرى الطبيب ضرورة إجراء منظار المثانة (Cystoscopy)، الذي فيه يُمرر الطبيب أنبوباً ضيقاً يحتوي على كاميرا صغيرة إلى المثانة لفحص المثانة ومجرى البول، وذلك للبحث عن علامات أي مرض وراء خروج الدم مع البول. ويُضيف أطباء المسالك البولية في «مايو كلينك»: «وأحياناً لا يتم اكتشاف سبب النزف البولي. وفي هذه الحالة، قد يوصي طبيبك باختبار المتابعة المنتظمة، خصوصاً إذا كنت تعاني من عوامل خطر الإصابة بسرطان المثانة، مثل التدخين والتعرض للسموم البيئية أو تاريخ بالتعرض للعلاج الإشعاعي. ووفقاً للحالة التي تسبب (البيلة الدموية) لك، فقد يتضمن علاجك تناول المضادات الحيوية للتخلص من عدوى الجهاز البولي، أو تجربة الأدوية المقررة بوصفة طبية لتصغير حجم البروستاتا المتضخمة، أو العلاج بـ(صدمة الموجات Shock Waves) لتفتيت حصوات المثانة أو الكلى. وفي بعض الحالات، قد لا يلزم العلاج. واحرص على المتابعة مع طبيبك بعد العلاج لضمان عدم وجود مزيد من الدم في البول».

- فحص عينة البول... خطوة أولية
> أبسط وسائل فحص عينة البول «شريط فحص البول بالغمْس (Urine Dipstick Test)»، ويضم «شريط فحص البول بالغمْس» عدداً من «الشرائح» أو «الكواشف»، قد تصل إلى 10 في كل شريط. ويتغير لونها بدرجات مختلفة، عند الغمْس في عينة البول. وذلك مثل كريات الدم البيضاء، وكريات الدم الحمراء، والهيموغلوبين، وبروتين الزلال، وسكر الغلوكوز، والكيتونات، وبيلوروبين صفراء الكبد، ونيترات التهاب البول، ومقدار حامضية البول... وغيرها.
وإذا ما أظهر هذا الفحص وجود الدم (الهيموغلوبين، خلايا دم حمراء)، يتم إجراء فحص «عينة مُركّزة لراسب البول (Urinary Sediment)» بالميكروسكوب، للتأكد من ملاحظة وجود خلايا دم حمراء بالفحص الميكروسكوبي عالي القوة.
ثم يتم فحص «شكل» خلايا الدم الحمراء لتحديد مصدر نزوح هذا الخلايا الدموية الحمراء. وللتوضيح؛ عندما يكون موقع نزف خلايا الدم الحمراء في حوض الكلية أو الأجزاء السفلية من الجهاز البولي (المثانة، والحالب، والإحليل)، يكون شكل خلايا الدم الحمراء شكلاً طبيعياً. بينما خروج خلايا الدم الحمراء من «وحدات الكبيبة (Glomeruli)» في الكلية نفسها، يتسبب في تشوه شكل خلية الدم الحمراء (لأنها تمر عبر ممرات ضيقة للوصول إلى البول)، ولذا تظهر «خلايا دم حمراء مشوهة الشكل (Dysmorphic Red Cells)» في عينة البول.

- أسباب لخروج الدم مع البول
> هناك مشكلات صحية ومرضية عدة قد تكون وراء حدوث نزف الدم في البول، مثل التمارين الرياضية الشاقة جداً وغير المعتادة، وإصابة الكلى في حوادث الاصطدام، أو أي إصابات أخرى كوضع «قسطرة البول (Urinary Catheter)»، و«فقر الدم المنجلي Sickle Cell Anemia)»، وتناول بعض أنواع الأدوية لزيادة سيولة الدم. ولكن في المقابل، هناك اضطرابات مرضية محددة تحتاج إلى اهتمام من قبل الطبيب والمريض، وتشمل:
* الالتهابات الميكروبية: سواء في الكلية أو حوض الكلية أو المثانة أو الإحليل، كلها قد ينتج عنها خروج الدم بدرجات متفاوتة. ولكن كل حالة من مواضع الالتهابات هذه لها أعراض مختلفة. وفي التهاب المثانة، يمكن أن تتضمن الأعراض إلحاحاً مستمراً للتبول، وألماً وحرقاناً وقت التبول، وبولاً برائحة كريهة للغاية. وإضافة إلى هذه الأعراض، قد يكون في عدوى الكلى نفسها، حُمّى وألم بالجنب.
- حصوات الجهاز البولي: حصوات المثانة أو الكلى وإن كانت غير مؤلمة بشكل عام، إلا إن تحركها وخروجها مع البول، من منطقة إلى أخرى في الجهاز البولي، يمكن أن يُؤدي إلى خروج دم مع البول بشكل واضح أو بشكل ميكروسكوبي. كما يمكن أن يُسبب تحركها ألماً موجعاً للغاية.
- تضخم البروستاتا: عندما يضغط تضخم البروستاتا على مجرى البول، ويعوق تدفق البول جزئياً، قد تحدث صعوبة التبول، أو الحاجة الشديدة أو المستمرة للتبول، أو خروج الدم مع البول بشكل ميكروسكوبي أو مرئي. كما أن التهاب البروستاتا قد يُؤدي إلى أعراض مماثلة.
- أمراض الكلى: يقول أطباء المسالك البولية في «مايو كلينك»: «يُعد النزف البولي المجهري من الأعراض المنتشرة لالتهاب (كُبيبات الكلى)، وهو التهاب يصيب نظام الترشيح بالكلى. ويمكن أن يكون التهاب (كبيبات الكلى) جزءاً من مرض جهازي، مثل داء السكري، أو يمكن أن يحدث بصورة مستقلة. ويمكن أن يحدث التهاب (كُبيبات الكلى) بسبب العدوى الفيروسية أو العقدية، وأمراض الأوعية الدموية مثل (الالتهاب الوعائي)، ومشكلات المناعة، مثل اعتلال الكلية بالعامل (A)، الذي يصيب الشعيرات الدقيقة التي تقوم بترشيح الدم في الكلى (الكُبيبات)».
- السرطان: يوضح أطباء المسالك البولية في «مايو كلينك» بالقول: «يمكن أن يكون الدم المرئي في البول علامة على سرطان الكلى أو المثانة أو البروستاتا المتقدم. وللأسف، قد لا تظهر العلامات أو الأعراض في المراحل المبكرة حيث تكون هذه الأنواع من السرطان قابلة للعلاج».

- استشارية الأمراض الباطنية


مقالات ذات صلة

الحليب الخام أم المبستر... أيهما أكثر صحة؟

صحتك أبقار من قطيع غير مشتبه به في حظيرة الألبان التعليمية بجامعة كورنيل بنيويورك (أ.ف.ب)

الحليب الخام أم المبستر... أيهما أكثر صحة؟

لا يتوقف الجدل حول صحة الحليب الخام في مقابل الحليب المبستر. فماذا يقول الخبراء؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك مريضة بالسرطان (رويترز)

علماء يستعينون بـ«الغراء» في تطوير علاج جديد للسرطان

طوَّر علماء يابانيون علاجاً جديداً للسرطان باستخدام مركَّب موجود في الغراء يسمى «أسيتات البولي فينيل PVA».

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك ارتفاع ضغط الدم تحدٍّ كبير للصحة العامة (رويترز)

10 علامات تحذيرية من ارتفاع ضغط الدم... وكيفية التعامل معها

بعض العلامات التحذيرية التي تنذر بارتفاع ضغط الدم، وما يمكنك القيام به لتقليل المخاطر:

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك المشي اليومي يسهم في تعزيز الصحة ودعم الحالة النفسية (رويترز)

6 فوائد صحية للمشي اليومي

أكدت كثير من الدراسات أهمية المشي اليومي في تعزيز الصحة، ودعم الحالتين النفسية والجسدية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك زيوت البذور يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون (رويترز)

للوقاية من سرطان القولون... تجنب استخدام هذه الزيوت في طهي الطعام

حذَّرت دراسة من أن زيوت البذور -وهي زيوت نباتية تستخدم في طهي الطعام، مثل زيوت عباد الشمس والذرة وفول الصويا- يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

10 علامات تحذيرية من ارتفاع ضغط الدم... وكيفية التعامل معها

ارتفاع ضغط الدم تحدٍّ كبير للصحة العامة (رويترز)
ارتفاع ضغط الدم تحدٍّ كبير للصحة العامة (رويترز)
TT

10 علامات تحذيرية من ارتفاع ضغط الدم... وكيفية التعامل معها

ارتفاع ضغط الدم تحدٍّ كبير للصحة العامة (رويترز)
ارتفاع ضغط الدم تحدٍّ كبير للصحة العامة (رويترز)

لا يمكن تجاهل أعراض أزمة ارتفاع ضغط الدم، مثل ألم الصدر، وعدم وضوح الرؤية، والارتباك، وضيق التنفس. ولكن ارتفاع ضغط الدم نفسه (تكون قوة خلايا الدم التي تندفع في الشرايين مرتفعة باستمرار) يصيب واحداً من كل 4 منا.

وتقول الدكتورة سيميا عزيز، الطبيبة العامة في «هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية»، إن ارتفاع ضغط الدم «قاتل صامت»، ويمكن أن تسبب هذه الحالة كل شيء؛ من «زيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، إلى الخرف الوعائي ومشكلات الكلى»، وفقاً لما ذكرته لصحيفة «تلغراف» البريطانية.

لهذا السبب ينصح الأطباء كل من تجاوز الأربعين من العمر بفحص ضغط الدم مرة واحدة على الأقل كل 5 سنوات. ولكن مع بعض العوامل، مثل زيادة الوزن السريعة أو الإجهاد، التي تزيد خطر الإصابة، من المهم معرفة العلامات التحذيرية بين الفحوصات.

وفيما يلي بعض العلامات التحذيرية التي تنذر بارتفاع ضغط الدم، وما يمكنك القيام به لتقليل المخاطر:

زيادة الوزن

لقد ثبت أن السمنة تسبب ما بين 65 و78 في المائة من جميع حالات ارتفاع ضغط الدم الأساسي، حيث يكون ضغط الدم مرتفعاً بشكل خطر دون سبب واضح، ولا يكون ناتجاً بشكل مباشر عن حالة صحية أخرى، مثل انقطاع النفس في أثناء النوم أو مشكلة الغدة الدرقية.

لحسن الحظ، تقول الدكتورة عزيز: «يختفي خطر ارتفاع ضغط الدم الناجم عن زيادة الوزن بعد أن يفقد الشخص ما يكفي من وزنه والعودة إلى نطاقه الصحي».

التدخين

يتسبب أيضاً في زيادة خطر إصابتك بارتفاع ضغط الدم، حيث يجعل الشرايين ضيقة ومتصلبة.

وتقول الدكتورة عزيز: «نعلم أن النيكوتين الموجود في السجائر يرفع ضغط الدم، ويمكن أن يتلف جدران الأوعية الدموية، مما قد يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية بالتزامن مع ارتفاع ضغط الدم».

وجدت الأبحاث أن الأشخاص الذين ما زالوا يدخنون هم الأكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم.

وأشارت إلى أن «الإقلاع عن التدخين لا يزال وسيلة فعالة للحد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم بشكل عام».

أنت أكبر من 60 عاماً

تتصلب الشرايين في جسمك بشكل طبيعي مع تقدم العمر، مما يتسبب في ارتفاع ضغط الدم، حتى لدى أولئك الذين عاشوا دائماً أنماط حياة صحية للغاية.

ويعاني ما يصل إلى 60 في المائة من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً من ارتفاع ضغط الدم، وهو رقم يرتفع إلى 65 في المائة لدى الرجال و75 في المائة لدى النساء فوق سن 70 عاماً.

وبينما لا يوجد كثير مما يمكنك فعله لمواجهة تقدمك في السن، لكن من المهم بالطبع أن تفحص ضغط دمك بانتظام. وتحذر الدكتورة عزيز: «من الشائع أن تشعر باللياقة والصحة ومع ذلك فلا يزال لديك ضغط دم مرتفع بشكل خطر. والطريقة الوحيدة التي يمكنك عبرها معرفة ذلك هي قياسه بشكل دائم».

تتناول الأطعمة المصنعة

سواء أكنت نحيفاً أم تعاني من زيادة الوزن؛ «فإذا كنت تتناول الأطعمة المصنعة، فإنها تزيد من علامات الالتهاب لديك، مما يسبب التهاباً منخفض الدرجة يؤثر على نظامك الأيضي بالكامل؛ بما في ذلك ضغط الدم»، كما تقول الدكتورة عزيز.

ربطت دراسات متعددة بين النظام الغذائي الغني بالأطعمة فائقة المعالجة وارتفاع ضغط الدم. ووجدت إحدى الدراسات، التي شملت 10 آلاف امرأة أسترالية، أن أولئك الذين تناولوا أكبر قدر من الأطعمة فائقة المعالجة كانوا أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم بنحو 40 مرة.

ولعلاج هذا، توصي عزيز بتناول نظام غذائي «يحتوي كثيراً من البروتينات الخالية من الدهون والدهون الصحية، بالإضافة إلى الفاكهة والخضراوات، ويفضل أن يكون منخفض الصوديوم»، كما تقول، فالنظام الغذائي الغني بالملح يمكن أن يزيد أيضاً من خطر ارتفاع ضغط الدم على المدى الطويل.

الكحول

تقول الدكتورة عزيز إن تناول الكحول «سبب معروف لارتفاع ضغط الدم».

ولحسن الحظ، يمكن خفض ارتفاع ضغط الدم الناجم عن الشرب عندما يمتنع الشخص من تناول الكحول أو يقلل منه.

تشعر بالإغماء والدوار

تقول الدكتورة عزيز: «قد يشكو بعض الأفراد الذين يعانون من ارتفاع الضغط من الشعور بالدوار أو الإغماء». وبينما قد يكون من السهل عَدُّ هذا أمراً طبيعياً.

في بعض الحالات، فإنه يمكن أن تتضرر الأوعية الدموية الضيقة في أذنيك بسبب ارتفاع ضغط الدم، مما يتسبب في انخفاض تدفق الدم عبر تلك المناطق، ثم ضعف التوازن.

ومع ذلك، يمكن أن تكون الدوخة المفاجئة أيضاً علامة على نوبة قلبية أو سكتة دماغية. إذا كانت الدوخة مفاجئة أو جاءت مع ألم في الصدر، وصعوبة في التنفس، وشعور بالقلق أو الهلاك، فمن المهم الاتصال بسيارة إسعاف على الفور.

ألم الصدر

ألم الصدر أحد أعراض ارتفاع ضغط الدم الذي قد يتداخل مع أعراض النوبة القلبية أو السكتة الدماغية.

وتوضح عزيز: «يمكن أن يشير الضيق المستمر أو الضغط أو الشعور بالإجهاد في صدرك إلى ارتفاع ضغط الدم؛ لأن هذه أعراض الذبحة الصدرية، حيث يحدث انخفاض مؤقت في تدفق الدم إلى القلب، مما يسبب ألماً في الصدر».

ومع ذلك، يمكن أن يشير ألم الصدر الشديد والمفاجئ إلى نوبة قلبية تتطلب عناية طارئة.

لديك صداع مستمر

من السهل تجاهل الصداع بوصفه مرضاً بسيطاً، لكن بعض أنواع الصداع المستمر يمكن أن تشير إلى أن ضغط دمك مرتفع للغاية.

وتقول عزيز إن الصداع المتكرر، مع الألم المستمر النابض الذي يبدأ في أسفل الجمجمة، يمكن أن يشيرا إلى ارتفاع ضغط الدم.

قد يكون هذا النوع من الألم في رأسك مختلفاً تماماً عن الصداع أو الصداع النصفي.

طنين الأذن

لقد ارتبط طنين أو رنين الأذن بارتفاع ضغط الدم، خصوصاً لدى المرضى الأكبر سناً. يشير بعض الأبحاث إلى أن نحو 44 في المائة من جميع المصابين بطنين الأذن يعانون أيضاً من ارتفاع ضغط الدم.

وتقول الدكتورة عزيز إن طنين الأذن الجديد أو الذي يحتوي صوتاً نابضاً، مثل ضربات قلبك، «يمكن أن يرتبط بمستويات ضغط دم مرتفعة للغاية».

رؤيتك ضبابية

إن الاضطرابات البصرية، أو ما يسمى «اعتلال الشبكية»، مثل عدم وضوح الرؤية أو الرؤية المزدوجة، «يمكن أن تحدث بسبب تلف الأوعية الدموية في العين بسبب ارتفاع ضغط الدم».

قد تشمل التغيرات الأخرى في الرؤية الناجمة عن ارتفاع ضغط الدم «العوامات» في العين، وهي بقع صغيرة تطفو عبر رؤية الشخص، وفي بعض الحالات فقدان الرؤية، الذي قد يكون مفاجئاً.

التغيرات المفاجئة في الرؤية هي علامة أخرى على أن أعراضك وصلت إلى مستوى الطوارئ وتحتاج إلى العلاج في المستشفى.

وهناك بعض النصائح التي تقلل من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم أو تخفضه إلى مستوى أقل؛ وهي:

- تناول نظاماً غذائياً متوازناً يحتوي كمية قليلة من الملح والصوديوم (لا تزيد على 6 غرامات من الملح يومياً).

- مارس الرياضة بانتظام لمدة ساعتين ونصف على الأقل كل أسبوع.

- فكر في إنقاص الوزن إذا كنت تعاني من زيادة الوزن.

- حد من تناول الكافيين بحيث لا يزيد على 4 أكواب من الشاي أو القهوة يومياً.

- اتخذ التدابير اللازمة لخفض مستويات التوتر لديك، مثل ممارسة تمارين التنفس، أو ممارسة تمارين التقوية، مثل اليوغا أو الـ«تاي تشي» وهو فن قتالي يعمل على تعزيز التنفس والاسترخاء والصحة عموماً.

- احصل على 7 ساعات على الأقل من النوم كل ليلة.