خبير أممي: المجلس العسكري في ميانمار يرتكب «جرائم ضد الإنسانية»

محتجون ضد الانقلاب العسكري في ماندالاي (أ.ف.ب)
محتجون ضد الانقلاب العسكري في ماندالاي (أ.ف.ب)
TT

خبير أممي: المجلس العسكري في ميانمار يرتكب «جرائم ضد الإنسانية»

محتجون ضد الانقلاب العسكري في ماندالاي (أ.ف.ب)
محتجون ضد الانقلاب العسكري في ماندالاي (أ.ف.ب)

أعلن خبير بارز في حقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة، اليوم (الأربعاء)، أن الجيش في ميانمار ارتكب «جرائم ضد الإنسانية» منذ انتزع السلطة في فبراير (شباط)، داعياً المجتمع الدولي لبذل مزيد من الجهود لوقف الانتهاكات.
وقال المقرر الخاص المعنيّ بوضع حقوق الإنسان في ميانمار توماس أندروز، لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، إن الانتهاكات التي ارتُكبت في أثناء «هجمات المجموعة العسكرية واسعة النطاق والممنهجة ضد شعب بورما... ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية»، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
ونزل معارضون للمجموعة العسكرية الحاكمة منذ أكثر من خمسة أشهر في ميانمار إلى شوارع رانغون (الأربعاء) لإحياء ذكرى احتجاجات الطلاب في 1962 ضد المجلس العسكري الذي كان حاكماً حينذاك بعدما قام بأول انقلاب عسكري في تاريخ ميانمار.
ومنذ الانقلاب العسكري الذي وقع في الأول من فبراير 2021 وأطاح بالحاكمة المدنية الفعلية للبلاد أونغ سان سو تشي، شهدت ميانمار مظاهرات وإضرابات متواصلة وأشكالاً أخرى من الاحتجاجات على الرغم من القمع العنيف الذي أدى إلى سقوط نحو 900 قتيل حسب منظمة غير حكومية.
ويشهد الاقتصاد تراجعاً سريعاً بينما يقوم آلاف من المسؤولين الحكوميين والعاملين في المجال الطبي بإضراب ويسجل عدد الإصابات بـ«كورونا» ارتفاعاً في بلد يُعد من أفقر البلدان في آسيا.
وكان القمع الوحشي الذي قام به الجيش بعد انقلاب 1962 قد أدى إلى سقوط مئات القتلى بينما بقي آلاف في عداد المفقودين. ويعتقد كثيرون أن التاريخ يعيد نفسه بعد ما يقرب من سبعة عقود.
وهتف المتظاهرون: «لنطرد الجيش الفاشي» و«لنحافظ على روح السابع من يوليو (تموز) ونحارب الديكتاتورية العسكرية»، قبل أن يجروا هرباً من الشرطة.
وتجمّع عشرات الأشخاص الذين رفعوا لافتات في ماندالاي، ثانية كبرى مدن البلاد، وكذلك في ساغاينغ في الوسط، حيث أحرق محتجون عَلَم الجيش، كما يظهر في صور نشرتها وسائل الإعلام المحلية.
وحكم الجيش ميانمار بشكل شبه مستمر منذ استقلالها عن بريطانيا عام 1948.
وبعد إصلاحات سياسية واقتصادية في أعقاب حل المجلس العسكري في 2011، فازت الرابطة الوطنية للديمقراطية بقيادة أونغ سان سو تشي في انتخابات 2015 ثم 2020، مما أدى إلى انتقال الحزب الرئيسي المدعوم من الجيش إلى المعارضة.
وبرر الجيش انقلاب فبراير بحدوث تزوير في الانتخابات التشريعية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020.


مقالات ذات صلة

77 عاماً على القرار 181... إسرائيل تتجاهل والفلسطينيون يتمنون «التقسيم»

خاص متظاهر يشارك في إحياء يوم التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني في جوهانسبورغ الجمعة (إ.ب.أ)

77 عاماً على القرار 181... إسرائيل تتجاهل والفلسطينيون يتمنون «التقسيم»

بعد 77 عاماً على قرار التقسيم، يثبت من جديد أن «حل الدولتين» هو الأفضل والأمثل والأجدى. والحرب الأخيرة تثبت أكثر من ذي قبل أن سياسة الرفض لن تجلب سوى الويل.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي مشهد للدمار الذي خلفه القصف الإسرائيلي على منطقة مرجعيون في جنوب لبنان (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة: تنفيذ اتفاق وقف النار في لبنان لا يمكن أن يتم «بين ليلة وضحاها»

قالت منسقة الأمم المتحدة لشؤون لبنان، الجمعة، إن تنفيذ اتفاق وقف النار وانسحاب إسرائيل من الجنوب وتعزيز انتشار الجيش اللبناني، لا يمكن أن يتم «بين ليلة وضحاها».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
أوروبا جانب من الدمار جراء الغارات الروسية على أوكرانيا (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة قلقة بشأن «تصعيد جديد» للحرب في أوكرانيا

أعرب مسؤول كبير في الأمم المتحدة، اليوم (الأربعاء)، عن قلقه بشأن «تصعيد جديد» للحرب في أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي آليات للجيش اللبناني في قانا شرق مدينة صور تنتشر بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ (رويترز)

​إسرائيل تفعل إجراءات أمنية في جنوب الليطاني مع دخول «وقف النار» حيز التنفيذ

انتقل الجيش الإسرائيلي من الحرب العسكرية إلى تطبيق إجراءات أمنية في منطقة جنوب الليطاني بجنوب لبنان مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي جنود من قوات «اليونيفيل» يقفون بجوار حفرة ناجمة عن غارة جوية إسرائيلية على طريق في منطقة الخردلي في جنوب لبنان في 27 نوفمبر 2024 بعد دخول وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» حيز التنفيذ (أ.ف.ب)

«اليونيفيل» تبدأ «تعديل» عملياتها في جنوب لبنان لتتلاءم مع «الوضع الجديد»

أعلنت «اليونيفيل» في بيان اليوم الأربعاء، أنها بدأت تعديل عملياتها في جنوب لبنان بما يتلاءم مع «الوضع الجديد» في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

«الجنائية الدولية» ترفض طعن منغوليا في قرار يدين عدم توقيفها بوتين

لحظة وصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى منغوليا (رويترز)
لحظة وصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى منغوليا (رويترز)
TT

«الجنائية الدولية» ترفض طعن منغوليا في قرار يدين عدم توقيفها بوتين

لحظة وصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى منغوليا (رويترز)
لحظة وصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى منغوليا (رويترز)

رفضت المحكمة الجنائية الدولية، الجمعة، طلب استئناف تقدمت به منغوليا ضد قرار أكد انتهاكها التزاماتها بعدم توقيفها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثناء زيارة أجراها للبلاد.

وزار الرئيس الروسي منغوليا في أوائل سبتمبر (أيلول) رغم صدور مذكرة توقيف بحقّه من المحكمة التي تتخذ من لاهاي مقرّاً، بشبهة الترحيل غير القانوني لأطفال أوكرانيين بعد غزو أوكرانيا عام 2022.

وقالت المحكمة في قرارها: «إنها رفضت طلب منغوليا بالحصول على إذن بالاستئناف»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وفي أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، اتهمت المحكمة الجنائية الدولية منغوليا، وهي دولة عضو، بالفشل في اعتقال بوتين، وأحالت المسألة على جمعية الدول الأطراف لاتخاذ مزيد من الإجراءات.

وينص نظام روما، وهو المعاهدة التأسيسية للمحكمة التي وقّعتها جميع الدول الأعضاء، على التزام الدول بتوقيف المطلوبين.

مسؤول عن «جريمة حرب»

وبعد أيام من صدور القرار، تقدّمت منغوليا بطلب للحصول على إذن باستئنافه، فضلاً عن استبعاد اثنين من القضاة، لكن المحكمة رفضت، الجمعة، طلبي منغوليا.

وقال القضاة إن قرار المحكمة، وإحالة المسألة على جمعية الدول الأطراف، لا يمكن استئنافهما، لأنهما «لا يُشكلان حكماً رسمياً للمحكمة بشأن جوهر القضية أو بشأن مسألة إجرائية».

وأضاف القضاة أن القرار كان «تقييماً للامتثال في ما يتعلق بواجب التعاون مع المحكمة».

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق بوتين في مارس (آذار) 2023. وقالت حينها إن هناك «أسباباً معقولة» للاعتقاد بأن بوتين «يتحمل المسؤولية عن جريمة الحرب المتمثلة في الترحيل غير القانوني» لأطفال أوكرانيين إلى روسيا.

ورفضت موسكو مذكرة التوقيف وعَدّتها باطلة، لكن زيارة بوتين إلى منغوليا كانت الأولى لدولة عضو في المحكمة الجنائية الدولية خلال 18 شهراً منذ صدور المذكرة.

وألغى الرئيس الروسي العام الماضي زيارة إلى قمة مجموعة «بريكس» في جنوب أفريقيا، العضو في المحكمة الجنائية الدولية، بعد ضغوط داخلية وخارجية على بريتوريا لتوقيفه.