أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت يحذّرون السلطات اللبنانية

أحد المصابين أمام موقع الانفجار في مرفأ بيروت 4 أغسطس الماضي (أ.ب)
أحد المصابين أمام موقع الانفجار في مرفأ بيروت 4 أغسطس الماضي (أ.ب)
TT

أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت يحذّرون السلطات اللبنانية

أحد المصابين أمام موقع الانفجار في مرفأ بيروت 4 أغسطس الماضي (أ.ب)
أحد المصابين أمام موقع الانفجار في مرفأ بيروت 4 أغسطس الماضي (أ.ب)

حذّر أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت من أن «فترة السماح انتهت ولن نسمح بقتل شهدائنا مرة ثانية»، قائلين إن السلطات اللبنانية تحاول إلهاء الرأي العام بتوقيفات لبعض الإداريين بدلاً من المسؤولين، مهددين بأنهم لن يسكتوا.
وبعد إحالة المحقق العدلي في انفجار المرفأ القاضي طارق البيطار، إلى النيابة العامة التمييزية، طلبات تخلية السبيل المقدمة من سبعة موقوفين في قضية انفجار المرفأ لاتخاذ الموقف، أبدى المدعي العام العدلي القاضي غسان الخوري رأيه بالقضية، لا سيما لجهة رد طلبات كبار الموظفين والموافقة على تخلية سبيل صغار الموظفين والعمال في المرفأ. ولم تثمر التوقيفات بعد نحو عشرة أشهر عن أي حكم صادر في الملف كما لم يتم توقيف أي مسؤول أو مشتبه به إضافي.
وذهب أهالي شهداء فوج الإطفاء وعدد من الأهالي المدنيين إلى التصعيد أمس، إذ أصدروا بياناً لفتوا في مستهله إلى أنهم انتظروا 4 أشهر للبدء في المحاسبة الجدية للمتورطين الفعليين، و«للأسف لم نرَ حتى الآن أي نتيجة، والوعود لم تترجَم».
ولفت البيان إلى أن «مصدر النترات معروف والدولة التي استوردتها معروفة، النترات متفجرات وليست بضاعة عادية فأين مسؤوليات القضاء والأمنيين؟»، معتبرين أن «إضراب نقابة المحامين التي توكلت بالدفاع عن قضيتنا، أوقفت بإضرابها التحقيق العدلي ومنعت من الادعاء وتوقيف أي من المتورطين الفعليين»، وقالوا: «أصبحنا على شبه قناعة بأنه يتم إلهاء الرأي العام بتوقيفات بدل عن ضائع لبعض الإداريين والعمال لعدم مقاربة المسؤولين الأمنين والسياسيين والقضاة».
واجتمع وفد من أهالي ضحايا انفجار المرفأ مع وزيرة العدل في حكومة تصريف الأعمال ماري كلود نجم، التي أكدت أن «القضاء مسؤول عن جلاء الحقيقة وتطبيق القانون وصولاً إلى إحقاق العدالة في ملف انفجار مرفأ بيروت».
ولفتت إلى «دور وزارة العدل الإداري الداعم للتحقيق، مع التقيد التام بفصل السلطات واستقلالية القضاء، فالوزارة لا تتدخل بعمل القاضي لا من قريب ولا من بعيد». كما شرحت للوفد الآلية التي تسلكها الإجراءات في الملفات المحالة أمام المجلس العدلي.
وعن موضوع توجه عدد من أهالي الضحايا للمطالبة بلجنة تحقيق دولية لمتابعة التحقيق في الملف، أكدت نجم أن «أي شخص له الحق في المطالبة بلجنة تحقيق دولية»، لكنها لفتت إلى أنه «يوجد حالياً تعاون قضائي قائم مع دول أجنبية، لا سيما مع القضاء الفرنسي الذي كان قد فتح بدوره أيضاً تحقيقاً في القضية لوجود ضحايا يحملون الجنسية الفرنسية». وأكدت نجم «تقديم الوزارة، ضمن الصلاحيات والإمكانات المتوافرة، كل ما يلزم للإسراع من دون التسرع، في الوصول إلى الخواتيم المرجوة إحقاقاً للعدالة».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.