جهود سعودية لتعزيز منظومة البنية التحتية في مجال القياس والمعايرة

تطوير 62 تشريعاً لتنظيم بيئة الأعمال والتجارة منذ بداية «رؤية المملكة 2030»

وزارة التجارة تعمل على تنظيم التشريعات لجاذبية قطاع التجارة والأعمال في السعودية (الشرق الأوسط)
وزارة التجارة تعمل على تنظيم التشريعات لجاذبية قطاع التجارة والأعمال في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

جهود سعودية لتعزيز منظومة البنية التحتية في مجال القياس والمعايرة

وزارة التجارة تعمل على تنظيم التشريعات لجاذبية قطاع التجارة والأعمال في السعودية (الشرق الأوسط)
وزارة التجارة تعمل على تنظيم التشريعات لجاذبية قطاع التجارة والأعمال في السعودية (الشرق الأوسط)

في وقت أكدت فيه ضرورة الارتقاء بمنظومة المواصفات والمقاييس لتعزيز الاقتصاد الوطني، كشفت وزارة التجارة السعودية أمس أنها أنجزت خلال الخمس سنوات الماضية، أي منذ بدء مشروع التحول وفق «رؤية المملكة 2030»، 62 تشريعاً منظماً وممكناً للقطاع التجاري في البلاد بين إعداد وتطوير وتأسيس للنظام. وأفادت التجارة السعودية بأن تلك المستجدات التشريعية جاءت تحقيقا لمبدأ الشفافية والمشاركة وفق أفضل الممارسات العالمية واستنادا على دراسة مستفيضة وشاملة للأنظمة والتنظيمات واللوائح المتعلقة بالموضوعات التجارية، بالشراكة مع المنظمات الدولية ذات العلاقة والقطاع الخاص والمختصين وعموم المهتمين. وشددت الوزارة أمس على أنها حرصت على إجراء إعادة هيكلة اللوائح والأنظمة والتشريعات التجارية؛ بما يتسق مع مكانة السعودية الاقتصادية وحجم تأثيرها في الأسواق العالمية؛ مؤكدة على أهمية توفير بيئة استثمارية جاذبة وعادلة تضمن تدفق الاستثمارات ذات القيمة المضافة وتكفل حقوق المستثمرين وتسهم في دفع عجلة الاقتصاد الوطني. وجاء بين أهم التشريعات الصادرة نظام التجارة الإلكترونية، ونظام الشركات المهنية، ونظام الامتياز التجاري، ونظام الغرف التجارية، ونظام ضمان الحقوق بالأموال المنقولة، ونظام مهنة المحاسبة والمراجعة، ونظام الإفلاس، ونظام مكافحة التستر. في المقابل، يجري حاليا في الوقت الراهن، بحسب الوزارة، العمل على قائمة أنظمة مهمة: النظام التجاري، ونظام الشركات، ونظام السجل التجاري، ونظام الأسماء التجارية، ونظام حماية المستهلك. وأبانت وزارة التجارة، أن مراحل إنجاز التشريعات، شملت دراسات لمعالجة التحديات التي تواجه قطاع الأعمال والمستهلكين، وتحديد الفرص ومجالات النمو التي يمكن تطويرها، ودراسات لأفضل الممارسات العالمية، وورش عمل، وفتح قنوات التواصل مع الجهات الحكومية والخاصة وعموم المهتمين. من جانب آخر، أكد وزير التجارة الدكتور ماجد القصبي، أن للمملكة جهوداً كبيرة للارتقاء بجميع عناصر منظومة البنية التحتية للجودة، وبشكل خاص مجال القياس والمعايرة، إدراكاً منها بأهمية القياس في دعم وتعزيز النماء الاقتصادي والصناعي. وأشار القصبي، إلى أن الحكومة تُوفر الدعم اللازم للمركز الوطني للقياس والمعايرة للاضطلاع بدوره الوطني في هذا المجال، معرباً عن فخره بما يمتلكه المركز من قدرات بشرية وتقنية على أعلى مستوى من التطور والتميّز.
وبين أن عِلْم القياس يُعد واحداً من العلوم المحورية التي تُساعد على تعزيز الاقتصادات الوطنية والعالمية، بما يُمثله هذا من مرجعية للتعاملات والتبادل التجاري سواء على المستويات الوطنية أو الإقليمية أو الدولية.
وقال خلال كلمته في افتتاح فعاليات المنتدى الدولي للقياس الذي تنظمه الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجود، أمس، أن المملكة أولت ومنذُ وقتٍ مُبكر اهتماماً بالغاً بهذا المجال من خلال إصدار أول مرسوم ملكي لنظام المعايرة والمقاييس بالعام 1963. وتَبرز أهمية عِلْم القياس في هذا الوقت الحرج الذي يمر به العالم على الصعيد الصحي، للتأكيد على ضرورة تعزيز القدرات الوطنية والدولية في جميع المجالات الاقتصادية والعِلْمية.
وأضاف الوزير القصبي «لا يخفى على الجميع الوضع الصحي الذي فرضته جائحة (كُورونا) على العالم، الذي استدعى من الجميع العمل الجاد لتسخير جميع الإمكانات العِلْمية لمواجهة هذا الوباء بشكل فاعل ومتكامل، كما تَبرز أهمية عِلْم القياس كأحد العلوم التي تُسهم في دعم نشاطات البحث العلمي للأدوات التشخيصية والعلاجية التي تستهدف مواجهة فيروس (كُورونا)، والحد من تأثيراته السلبية على الإنسان والمجتمعات.
من جهته، أبان محافظ الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة الدكتور سعد القصبي أن احتضان المنتدى يأتي استمراراً لدور المملكة المتواصل في تقديم رؤى مُحفزة للتكامل والتعاون مع دُول العالم كافة لما فيه خير الإنسانية جَمعاء، وإدراكاً بأهمية تعزيز سُبل التعاون في جميع المجالات للمضي قُدماً في تحقيق أهداف التنمية المُستدامة، وتعزيز دور أنشطة التقييس للارتقاء بجودة الخدمات والمنتجات، ورفع معدلات التجارة البينية بين مختلف دُول العالم.
واستطرد محافظ الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة «نحتفي باليوم العالمي للمترولوجيا للعام 2021 تحت شعار «القياس من أجل الصحة»، في الوقت الذي تُلقي فيه التأثيرات السلبية للجائحة بظلالها على جميع مناحي الحياة، صحياً واقتصادياً واجتماعياً، وبالطبع فقد امتد التأثير للحراك العلمي الدولي، حيث يلعب عِلْم القياس دوراً رئيسياً في دعم الأبحاث والقياسات الصحية المُوجَهة للحد من تأثير وانتشار فيروس (كُورونا)».
وتأكيداً على أهمية عِلْم القياس كأحد العلوم الداعمة للمجال الصحي، أشار الدكتور القصبي إلى أن المكتب الدولي للأوزان والمقاييس يُقدم خدمات المقارنة والمعايرة في مجال الإشعاع لمعاهد القياس الوطنية في العالم، إضافة إلى منظمة الصحة العالمية والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتُساعد هذه الخدمات في دعم الدقة في التشخيص والفاعلية في العلاج لحوالي 7 ملايين من المرضى الذين يخضعون للعلاج بالأشعة سنوياً، وكذلك إلى 33 مليون حالة يتم تشخيصها بواسطة الطب النووي، وأكثر من 360 مليون حالة يتم تشخيصها بواسطة الأشعة السينية، إضافة إلى مراقبة 11 مليون شخص يعملون مع الإشعاعات لوقايتهم من الجرعات الزائدة من الإشعاع.


مقالات ذات صلة

الخريف: نتوقع إصدار 1100 رخصة صناعية في السعودية بنهاية 2024

الاقتصاد جانب من الجلسة الحوارية في «ملتقى ميزانية 2025» بالرياض (الشرق الأوسط)

الخريف: نتوقع إصدار 1100 رخصة صناعية في السعودية بنهاية 2024

قال وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، إنه خلال العام الحالي، من المتوقع أن يتم إصدار 1100 رخصة صناعية، فيما دخل 900 مصنع حيز الإنتاج.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير المالية السعودي محمد الجدعان (الشرق الأوسط) play-circle 01:31

وزير المالية: ميزانية السعودية 2025 تستهدف مواصلة التوسع في الإنفاق الإستراتيجي

أكد وزير المالية السعودي محمد الجدعان، أن ميزانية العام 2025 تستهدف مواصلة التوسع في الإنفاق الإستراتيجي على المشاريع التنموية وفق الإستراتيجيات القطاعية>

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير المالية متحدثاً في ملتقى «الميزانية السعودية 2025» (الشرق الأوسط)

الجدعان في ملتقى الميزانية: «رؤية 2030» هدفت إلى المحافظة على مالية مستدامة

قال وزير المالية السعودي محمد الجدعان، إن النمو المستدام يعتمد على مالية مستدامة، وأن «رؤية 2030» هدفت للمحافظة على مالية عامة مستدامة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد ولي العهد في أثناء توقيعه على الميزانية العامة للدولة لعام 2025 (واس)

الميزانية السعودية... استدامة مالية واستمرار في الإصلاحات

أقر مجلس الوزراء السعودي برئاسة الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء أمس (الثلاثاء)، ميزانية عام 2025 بإيرادات متوقعة عند 1.184 تريليون ريال.

مساعد الزياني (الرياض) عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد ولي العهد مترئساً جلسة مجلس الوزراء المخصصة لإقرار ميزانية عام 2025 (واس) play-circle 00:51

الميزانية السعودية 2025... نمو مستدام مدعوم بالإصلاحات الاقتصادية

جاء إعلان السعودية عن ميزانية العام المالي 2025 التي أقرّها مجلس الوزراء السعودي ليظهر مدى توسع الاقتصاد السعودي.

مساعد الزياني (الرياض) عبير حمدي (الرياض)

تقلبات اليورو تهدد الاستقرار العالمي

مسؤول في البنك المركزي النمساوي يتسلم أوراقاً نقدية جديدة من فئة 200 يورو (رويترز)
مسؤول في البنك المركزي النمساوي يتسلم أوراقاً نقدية جديدة من فئة 200 يورو (رويترز)
TT

تقلبات اليورو تهدد الاستقرار العالمي

مسؤول في البنك المركزي النمساوي يتسلم أوراقاً نقدية جديدة من فئة 200 يورو (رويترز)
مسؤول في البنك المركزي النمساوي يتسلم أوراقاً نقدية جديدة من فئة 200 يورو (رويترز)

مع اقتراب اليورو من أسوأ شهر له منذ أوائل 2022، يحذر المحللون من أن التقلبات الحادة في العملة قد تصبح المصدر القادم لعدم الاستقرار في الأسواق العالمية، خاصة بعد أن أحدثت تقلبات الين الياباني، في أغسطس (آب) الماضي، اضطرابات عبر الأصول المختلفة.

وانخفض اليورو بنحو 3.8 في المائة أمام الدولار، في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، وهو الآن يقترب من مستوى 1 دولار الرئيسي، تحت ضغط عدة عوامل تشمل خطط الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لفرض تعريفات تجارية، وضعف الاقتصاد في منطقة اليورو، وتصاعد النزاع بين روسيا وأوكرانيا. وفي الوقت نفسه، تسهم رهانات النمو الأميركي في تقوية الدولار والأسواق الأميركية، وفق «رويترز».

ورغم ذلك، يبقى المستثمرون والمتداولون في العملات منقسمين حول المسار القادم للعملة الأوروبية، حيث يُعدّ الدولار نفسه مهدَّداً بتداعيات التضخم الناجم عن التعريفات وزيادة الديون الحكومية التي قد تُزعزع الثقة في الأسواق والاقتصاد الأميركي.

وقد تتصاعد حالة عدم اليقين إذا استمر اليورو في التراجع، مما يزيد من احتمالية حدوث تحولات مفاجئة قد تؤدي إلى تأثيرات غير متوقعة على الاستراتيجيات الاستثمارية المرتبطة بسياسات ترمب، مثل تلك التي تراهن على انخفاض اليورو وارتفاع الأسهم الأميركية، وفقاً لما أشار إليه المحللون.

في هذا السياق، قال كيت جاكس، رئيس استراتيجية العملات الأجنبية في «سوسيتيه جنرال»: «نحن نشهد تقلبات هائلة، حيث بدأ المتداولون التساؤل: هل نتجاوز سعر صرف اليورو مقابل الدولار أم يعود إلى مستوياته السابقة؟». وأضاف: «الخلاصة هي أننا سنرى مزيداً من المناقشات الساخنة في كلا الاتجاهين بشأن اليورو، وأنا شخصياً لا أعتقد أن هذه الارتباطات العالية بين الأصول سوف تستمر».

وبدأت أزمة السوق، في أغسطس، بتقلبات الين مقابل الدولار، والتي فاجأت صناديق التحوط التي كانت تراهن ضد العملة اليابانية، وتحولت إلى بيع الأسهم لتمويل طلبات الهامش.

وحذّرت الجهات التنظيمية من أن الأسواق قد تصبح عرضة لمثل هذه الأحداث، عندما تتغير الروايات الاقتصادية بسرعة، وخاصة في ضوء المستويات العالية من الاستدانة في النظام.

وأضاف جاكس: «إذا تجاوزنا نقطة تكافؤ اليورو مع الدولار، فسنبدأ مواجهة المخاوف التي شهدناها من قبل في الأسواق».

التداعيات المحتملة

يُعد زوج اليورو/الدولار الأميركي هو الزوج الأكثر تداولاً في الأسواق العالمية. والتغيرات السريعة في سعر صرفه يمكن أن تعطل أرباح الشركات المتعددة الجنسيات، فضلاً عن التأثير على آفاق النمو والتضخم في البلدان التي تعتمد على استيراد أو تصدير السلع بالدولار.

وقال ثيموس فيوتاكيس، رئيس استراتيجية النقد الأجنبي في «باركليز»، إن «اليورو هو معيار رئيسي»، مما يعني أن الدول الحساسة للتجارة مثل الصين وكوريا الجنوبية وسويسرا قد تسمح لعملاتها بالضعف مقابل الدولار، إذا استمر اليورو في الانخفاض؛ من أجل الحفاظ على قدرة صادراتها على المنافسة مقابل منتجات منطقة اليورو.

وأشار فيوتاكيس إلى أن الجنيه البريطاني، الذي انخفض بنحو 2 في المائة أمام الدولار في نوفمبر ليصل إلى نحو 1.26 دولار، سيكون حساساً جداً تجاه أي تقلبات في تحركات اليورو.

وأصبحت الأسواق أيضاً أكثر حساسية لتحركات اليورو/الدولار، بعد أن لاحظ خبراء استراتيجيات العملة تدفقاً من المتداولين على عقود الخيارات التي تجمع الرهانات على النتائج المرتبطة بسياسات ترمب، مثل ضعف اليورو، وارتفاع مؤشر «ستاندرد آند بورز».

وقال فيوتاكيس: «لقد رأينا كثيراً من المستثمرين يحاولون الاستثمار في هذه النتائج المشروطة»، منوهاً بالارتباطات بين تحركات العملة والأسواق الأوسع.

انقسام الآراء بشأن المستقبل

في الوقت نفسه، يبدو أن مديري الأصول على المدى الطويل منقسمون بشكل كبير بشأن الاتجاه المستقبلي لليورو والدولار، مما يشير إلى أن هذا الزوج من العملات قد يشهد تقلبات ملحوظة في الأشهر المقبلة.

وقال ويليم سيلز، كبير مسؤولي الاستثمار في وحدة الخدمات المصرفية الخاصة والثروات ببنك «إتش إس بي سي»: «نتوقع أن يهبط اليورو إلى 99 سنتاً، بحلول منتصف العام المقبل».

في المقابل، اقترح كبير مسؤولي الاستثمار في «أموندي»، أكبر مدير للأصول في أوروبا، فينسنت مورتييه، أن انخفاض أسعار الفائدة في منطقة اليورو قد يعزز النشاط الاقتصادي والإنفاق الاستهلاكي، وهو ما قد يساعد في رفع اليورو إلى 1.16 دولار، بحلول أواخر عام 2025.

وفي سوق خيارات العملة السريعة، كان المتداولون في أواخر يوم الثلاثاء يقدّرون احتمالات بنسبة 56 في المائة بأن ينتهي العام باستعادة اليورو بعض الأرض فوق مستواه الحالي عند نحو 1.047 دولار، على الرغم من أن البنوك الكبرى، مثل «جيه بي مورغان»، و«دويتشه بنك»، قالت إن التحرك إلى دولار واحد قد يحدث، خاصة إذا كان مرتبطاً بمزيد من التعريفات الجمركية.

وقد أدى ازدياد الرهانات على أن البنك المركزي الأوروبي سيخفض أسعار الفائدة بنصف نقطة مئوية إلى 2.75 في المائة، الشهر المقبل، إلى إضعاف اليورو بشكل كبير.

لكن الرواية السائدة بأن سياسات ترمب الاقتصادية، مثل ارتفاع التضخم الناجم عن الرسوم الجمركية، سوف تُبقي أسعار الفائدة مرتفعة والدولار قوياً، بدأت تتعرض لبعض الضغوط.

في هذا السياق، قال ستيفن جين، الرئيس التنفيذي لشركة «يوريزون إس جيه إل كابيتال»، إن الولايات المتحدة قد تواجه ما يسمى «لحظة يقظة السندات»، إذا قام المقرضون في سوق سندات الخزانة الأميركية التي تبلغ قيمتها 27 تريليون دولار، برفع تكلفة الديون؛ في محاولة للحد من التخفيضات الضريبية المموَّلة بالديون المفرطة. وأضاف: «من المحتمل أن يسمح هذا بالتيسير المالي، مما يسمح بهبوط هادئ للاقتصاد الأميركي، وخفض أسعار الفائدة طويلة الأجل، ومن ثم جعل الدولار مُبالغاً في قيمته».