اعتاد الشعب البريطاني على الاحتفالات السنوية التي تصاحب عيد ميلاد الملكة إليزابيث الثانية والاستعراضات الجوية والعسكرية التي تصاحب ذلك اليوم. وكانت الملكة مع زوجها الراحل وأفراد عائلتها يشاركون في متابعة العرض الجوي من شرفة قصر باكنغهام، غير أنها لم تكن تخطط للاحتفال هذا العام فهي كانت تخطط لاحتفال آخر وهو العيد 100 لزوجها الأمير فيليب والذي توفي قبله بأيام.
وبالأمس نشر موقع العائلة المالكة رسالة موجهة من الملكة إليزابيث لكل من واساها في وفاة زوجها دوق إدنبرة قالت فيها: «تلقيت بمناسبة عيد ميلادي الـ95 رسائل وتمنيات طيبة كثيرة أقدرها كثيراً. ورغم أن العائلة تمر بفترة حزن عظيم فإننا شعرنا بالراحة لسماع ورؤية كل الرثاء والتحية التي وجهت لزوجي سواء كانت من داخل المملكة المتحدة أو من دول الكومونولث أو العالم.
أود أنا وعائلتي أن أشكركم على كل الدعم واللطف الذي أسبغتوه علينا في الأيام الأخيرة، لقد تأثرنا بعمق وكانت التمنيات بمثابة تذكار دائم بأن فيليب كان له تأثر استثنائي على أناس كثيرين خلال حياته».
وبحسب ما ذكرت صحيفة «ديلي ميل» أمس، فقد احتفلت أكبر ملكات العالم سناً بهذا اليوم «بشكل محدود» في قلعة «وندسور»، حيث استقبلت زيارة من أفراد الأسرة المقربين وتمشت برفقة كلابها.
وجاءت الاحتفالات محدودة هذا العام مع عدم عرض التحية التقليدية باستخدام الأسلحة النارية وعدم وجود صورة تقليدية لعيد الميلاد، حيث لا تزال الملكة في حالة حداد على زوجها، دوق إدنبرة، الذي قضت معه 73 عاماً من عمرها، والذي وصفته بمصدر «القوة والبقاء».
وفي محاولة لعدم ترك الملكة بمفردها، وافقت الأسرة على ترتيب جدول لأفراد العائلة لزيارتها خلال الأيام المقبلة لضمان عدم بقائها بمفردها. يأتي ذلك في الوقت الذي يقيم فيه أفراد العائلة المالكة أسبوعين من الحداد بعد وفاة فيليب في 9 أبريل (نيسان) عن عمر ناهز 99 عاماً.
كانت الملكة إليزابيث قد قررت العام الماضي عدم إقامة العرض الاحتفالي العسكري نظراً «لأن المملكة المتحدة كانت في حالة إغلاق جراء مقتل الآلاف بسبب تفشي فيروس كورونا».
عادة ما يتم إطلاق 21 طلقة تحية من قبل «سلاح مدفعية الخيل الملكي» إما في متنزه «غرين بارك» أو «هايد بارك» في العاصمة لندن، تليها 62 طلقة تحية في برج لندن من قبل «المدفعية البريطانية».
في مثل هذا اليوم من العام الماضي، احتفلت العائلة المالكة بنشر مقاطع فيديو منزلية خاصة مؤثرة للملكة وهي تلعب مع أختها الصغرى مارغريت. والأرشيف الملكي محفوظ في مكتبة «رويال كولكشن تراست» الملكية التي تحوي ذكريات للأختين في مراحل عمرية مختلفة، وذلك لإعطاء نظرة نادرة على الحياة الأسرية للملكة في فترة الشباب.
وأظهرت المقاطع الملكة إليزابيث وهي تلهو بعربة أطفال، ومقاطع أخرى وهي طفلة صغيرة على أرجوحة، ومقطع آخر وهي تلعب في حديقة، وترقص على يخت مع شقيقتها مارغريت.
وأشارت التقارير إلى أن أفراد الأسرة وافقوا على زيارة الملكة خلال الأيام المقبلة للتأكد من أنها ليست بمفردها طيلة اليوم، على أن تقوم الأميرتان آن وصوفي ويسيكس بأول زيارة.
وتعتبر الأميرتان جزءاً من مجموعة من السيدات المخلصات «الجديرات بالثقة» من ضمن الدائرة الداخلية للملكة اللائي يقدمن دعماً قوياً في وقت تواجه فيه الملكة معضلة الحياة من دون شريك حياتها الأمير فيليب.
ومن بين هذه المجموعة الأساسية من المقربين، هناك صديقة الطفولة للملكة السيدة باميلا هيكس والمزينة الملكية أنجيلا كيلي. وقال مصدر ملكي إن «صوفي تعتبر ابنة أخرى للملكة، فهما قريبتان جداً. فهما موثوقتان ومن القليلات اللائي يعتمدن عليهما».
يقال إن باميلا وأنجيلا يتحدثان إلى الملكة مرة واحدة على الأقل يومياً ويستمتعان بفترة ما بعد الظهيرة عندما يشاهدان الأفلام القديمة معاً. يصادف اليوم عيد ميلاد الملكة الفعلي، ويتم الاحتفال بعيد ميلادها الرسمي في يوم السبت الثاني من شهر يونيو (حزيران) من خلال عرض عسكري.
بدأ تقليد يونيه (حزيران) من قبل الملك جورج الثاني في عام 1748. الذي شعر بأن الطقس سيكون بارداً جداً لإقامة الحفل في الهواء الطلق في عيد ميلاده الفعلي في نوفمبر (تشرين الثاني) واستبدله بشهر يونيه.
وذكرت صحيفة «ذا ميرور» أن ابنها أندرو وحفيدتها أوجيني سيزورانها أيضاً في الأيام المقبلة. ومن المتوقع أيضاً أن تزور دوقة كورنوال كاميلا الملكة الأسبوع الحالي.
وبحسب تصريح المصدر لصحيفة «ذا ميرور»: «لن تكون الملكة بمفردها حيث سيكون هناك آخرون يهتمون بها ليدعمونها في أكثر أوقاتها شدة». أضاف المصدر، أن الملكة «أصرت على أنها تتكيف ورغم الإيحاء بأنها قد أعدت نفسها لهذا اليوم القادم (يوم فراق زوجها)، فإن الجميع يدركون جيداً أنه لا يوجد شيء مثل المرور بتجربة الفراق فعلياً، أياً كان الاستعداد لهذه اللحظة».