4 أنواع مختلفة من ندبات حبوب الشباب

ندبة «ثقب الجلد»
ندبة «ثقب الجلد»
TT

4 أنواع مختلفة من ندبات حبوب الشباب

ندبة «ثقب الجلد»
ندبة «ثقب الجلد»

تؤكد مصادر طب الجلدية، أن الندبات الجلدية لحبّ الشباب Acne Scars في الوجه أو الظهر أو الرقبة، هي بالفعل حالة شائعة ويعاني منها كثير ممنْ أصيبوا بحبّ الشباب سابقاً.

- حب الشباب
ولكن - كما يقول الأطباء في معهد سانت جون للأمراض الجلدية في لندن - «تظل معالجتها صعبة ولا يوجد لها حل نهائي سهل وسريع». ويضيفون في الوقت نفسه، أن هذا المجال يشهد تطورات حثيثة ومتقدمة، وثمة خيارات علاجية عدة متوافرة وفعالة لدى أطباء الجلدية، إلا أنها تتطلب الكثير من الصبر وتكرار المعالجة، للحصول على نتائج جيدة في نهاية الأمر.
تقول الأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية AAD «ومع تقدمنا في العمر، غالباً ما تصبح ندبات حبّ الشباب أكثر وضوحاً؛ لأن بشرتنا تفقد الكولاجين. وتتوافر علاجات آمنة وفعالة لندبات حبّ الشباب إذا كانت مزعجة للشخص.
ومفتاح العلاج الفعال هو اختيار الأفضل لكل نوع ندبة». كما تذكر جانباً مهماً، وهو أن «قبل الخضوع لعلاج ندبات حبّ الشباب، من المهم إزالة حبّ الشباب؛ لأن ظهور حبّ الشباب الجديد يمكن أن يؤدي إلى ظهور ندبات جديدة. ووجود حبّ الشباب يعني أيضاً أن بشرتك ملتهبة، وهذا الالتهاب يقلل من فاعلية علاج ندبات حبّ الشباب. وللحصول على أفضل النتائج، يقوم طبيب الأمراض الجلدية بفحص بشرتك أولاً. وبعد الفحص، ربما يتفاجأ بعض المرضى عندما يعلمون أن الندبات لديهم هي في الواقع مشكلة جلدية مختلفة عن حبّ الشباب».
وتعتمد خيارات معالجة ندبات حبّ الشباب على نوع الندبات التي لدى الشخص. وتجدر ملاحظة أن معظم الأشخاص قد يكون لديهم أكثر من نوع واحد من الندبات على بشرتهم؛ ولذلك قد يحتاجون إلى بعض العلاجات المختلفة للحصول على أفضل النتائج.

- أنواع الندبات
وتنقسم ندبات حبّ الشباب إلى فئتين رئيسيتين: تلك الناتجة من فقدان الأنسجة (الندوب الضامرة)، وتلك الناتجة من زيادة الأنسجة (الندوب المتضخمة). وضمن هاتين الفئتين، هناك أربعة أنواع رئيسية من ندبات حبّ الشباب، لكل منها آلية نشوء مختلفة وشكل مختلف، وهي:
* ندبة ثُقب الجليد Ice Pick scar: هي ندبة عميقة وضيقة وذات فتحة صغيرة للغاية، ويمتد عمقها إلى طبقة الأدمة DERMIS من الجلد (التي تحت طبقة البشرة)، وتبدو كما لو كانت مثقوبة بمخرز الثلج (أداة منزلية لتكسير قطع الثلج). وقد يبدو البعض منها كأنها مسام كبيرة ومفتوحة. وتتكون هذه النوعية من الندبات عند حصول التهاب ميكروبي لكيس Cyst (خرّاج) عميق في الجلد، ثم يجد طريقة للفتح على سطح الجلد لتصريف ما بداخله. ونتيجة لذلك؛ يحصل تلف في أنسجة الجلد، مما يترك ندبة أنبوبية طويلة (تشبه العمود المغروس في الجلد) وصولاً إلى طبقة الأدمة. أي أنه عادة ما تحدث ندبات ثقب الجليد بسبب حب الشباب الشديد، مثل الخراجات التي تنشأ في عمق المسام الجلدية.
> ندبة صندوق العربة Boxcar scar: وهي عبارة عن منخفضات مستديرة أو بيضاوية ذات جوانب عمودية شديدة الانحدار إلى الداخل (بزاوية 90 درجة تقريباً). وندبة صندوق العربة أوسع من ندبة ثُقب الجليد؛ مما يعطي الجلد مظهر الحفرة وعدم الاستواء. وتنشأ هذه النوعية من الندبات عندما يحصل التهاب ميكروبي يدمر ألياف الكولاجين؛ ما يعني فقدان تماسك النسيج الجلدي، وبالتالي يُترك الجلد فوق هذه المنطقة من دون دعم. مما يؤدي إلى تكوين منطقة منخفضة بمستويات مختلفة، أي إما سطحية أو عميقة وفق كمية الكولاجين والأنسجة الجلدية التي تلفت.
> ندبة اللفائف Rolling scar: وتبدو الندبات في هذا النوع كانخفاضات جلدية تشبه الموجة. وتختلف ندبة اللفائف عن ندبة صندوق العربة من ناحية أن حوافها غير محددة بشكل حاد، والجلد نفسه يبدو متفاوتاً وخشناً. وتظهر ندبة اللفائف عندما تتكون أربطة (كالشرائط) ليفية بين الجلد وبين الأنسجة التي تحتها. وبالتالي تسحب وتشدّ هذه الشرائط طبقة البشرة لتربطها بالأجزاء الأعمق تحت الجلد. وهذا «الشدّ للبشرة» إلى الداخل هو الذي يصنع مظهر تموّج اللفائف على الجلد.
- الندبة المتضخمة/الجُدْرَة Hypertrophic/Keloid Scar: وهي ندبات قوية ومرتفعة تنمو فوق سطح الجلد. وغالباً ما تظهر على جلد الظهر والصدر والبطن. وقد تنمو بشكل «متضخّم» Hypertrophic أو تأخذ شكل «الجُدْرَة» Keloid الأكبر حجماً. أي أنها أشكال مختلفة الحجم من الندبات المرتفعة. وعلى عكس ندبات حبّ الشباب الأخرى، فإن هذه النوعية من الندبات لا تنتج من فقدان الأنسجة. بل بدلاً من ذلك، هي تنشأ بسبب الإفراط في إنتاج الكولاجين. أي أنه نتيجة لخلل ما (غير معلوم علمياً آليته) يستمر الجلد في إنتاج الكولاجين كي يُتمّ التئام الجروح الصغيرة (لالتهابات حبوب الشباب) دون أن يعلم الجسم أن الجرح قد التئم بالفعل.
وتجدر ملاحظة أن زيادة صبغة الجلد بعد الالتهاب والتئام البثورPost - Inflammatory Hyperpigmentation ليس ندبة حقيقية لحبّ الشباب، بل هي منطقة مسطحة (لا بارزة ولا محفورة) يراوح لونها بين الوردي والأحمر أو الأرجواني أو البني أو الأسود، حسب نوع ولون البشرة لدى الشخص. وتنشأ نتيجة الالتهاب الجلدي أياً كان سببه (جرحاً أو طفحاً جلدياً أو بثوراً أو حبّ شباب).

- خيارات علاجية مختلفة لأنواع ندبات حبّ الشباب
يقول الدكتور لورنس غيبسون من مايوكلينك «تتسم ندبات حب الشباب بأنها عنيدة، وليس لها علاج واحد يناسب الجميع. وذلك اعتماداً على نوع بشرتك ونوع الندوب وشدتها».
- بالنسبة لندبات «ثُقب الجليد»، يتوفر عدد قليل من الخيارات لعلاجها. والاستئصال الجراحي الدقيق تحت اسم «لكمة التطعيم» Punch Grafting هو علاج شائع لها. ويتكون هذا العلاج التقليدي من عملية جراحية دقيقة تتضمن إزالة الندبة واستبدالها بطُعم جلدي Skin Graft (عادة يُؤخذ من الجلد خلف الأذن)، ثم إجراء إعادة تشكيل سطح الجلد Resurfacing Procedures، لإزالة الطبقة العليا من الجلد. وذلك إما بفرشاة سريعة الدوران أو أي جهاز آخر أو بالليزر. وبالنسبة للتقشير الكيميائي Chemical Peeling، يتم وضع محلول كيميائي على النسيج الندبي لإزالة الطبقة العليا من الجلد وتقليل ظهور الندبات العميقة. ويمكن تكرار التقشير الخفيف والمتوسط للحفاظ على النتائج. أما التقشير العميق فيمكن إجراؤه مرة واحدة فقط. وتشمل الآثار الجانبية المحتملة تغيرات في لون البشرة، خاصة مع التقشير العميق المستخدم على البشرة الداكنة.
- كما يمكن علاج ندبة «صندوق العربة» بالاستئصال الجراحي مع رفع الجلد الموجود في الحفرة الداخلية للندبة، وذلك عبر حقن الحشوات الجلدية Dermal Fillers فيها (الكولاجين أو الدهون أو أي مواد أخرى)؛ مما يساعد على تسوية سطح جلد منطقة الندبة ويجعله أكثر تناسقاً مع سطح الجلد المحيط بها. والنتائج ليست دائمة تماماً؛ لأن هذه الحشوات الجلدية يمكن أن تستمر لمدة 18 شهراً إلى عامين. أي أنه ورغم أن هذه الطريقة تتسم بقلة خطر تعرض البشرة لتغير لونها، لكن نتائجها مؤقتة، وقد يلزم تكرار العلاج. وإعادة التسطيح بالليزر هو خيار آخر، ويساعد على تحفيز تكوين أنسجة الجلد الجديدة وتكوين الكولاجين وتحسين لون البشرة وملمسها.
وكذلك تعتمد الإجراءات الأخرى المعتمدة على الطاقة، مثل استخدام مصادر النبضات الضوئية وأجهزة الترددات الراديوية، قد تجعل الندبات أقل وضوحاً دون الإضرار بالطبقة الخارجية للجلد. وتتسم نتائج هذه الإجراءات بالدقة، وقد تحتاج إلى تكرار العلاج.
- ويمكن معالجة ندبة اللفائف المتموجة جراحياً عن طريق فصل أنسجة الجلد في المنطقة المصابة عن النسيج الندبي الأعمق Subcision، وهو إجراء جراحي بسيط يتم إجراؤه تحت التخدير الموضعي في العيادة الخارجية. وفيه يتم إدخال إبرة (موازية لسطح لجلد) لتقطع القاعدة الليفية للندبة (التي تسحب الجلد من الأسفل). وبمجرد قطع هذه الأربطة، سيبدو الجلد أكثر نعومة. مما يؤدي في النهاية إلى تسوية الندبة مع بقية منطقة الجلد، ثم يمكن استخدام علاجات مثل التقشير بالليزر لتنعيم كامل المنطقة الجلدية.
- وهناك العديد من الخيارات المختلفة لعلاج الندبة المتضخمة/الجُدْرَة. والطبيب يُقرر أفضلها ملائمة لكل حالة بشكل شخصي. وتشمل كريمات الستيرويد، وهلام السيليكون، والعلاج بالتبريد (تجميد الندبات بالنيتروجين السائل)، وعلاجات الليزر، للمساعدة في تقليص الندبة وتسطيحها.

- استشارية في الباطنية


مقالات ذات صلة

7 عادات يومية لتحسين صحة أمعائك وتعزيز قدرتك العقلية

صحتك صورة لوجبة صحية من بيكسباي

7 عادات يومية لتحسين صحة أمعائك وتعزيز قدرتك العقلية

على الرغم من أن الأمعاء لا تكتب الشعر أو تحل مسائل الرياضيات فإنها تحتوي على ثروة من الخلايا العصبية مشابهة للدماغ.

كوثر وكيل (لندن)
صحتك أشخاص يمارسون تمارين (رويترز)

كيف يمكن أداء تمارين التمدد بشكل مفيد؟

تساعد تمارين التمدد في جعل الجسم أكثر مرونة، وتحسن من حركة المفاصل، وتسبب شعوراً بالارتياح. وتختلف الآراء بشأن توقيت أداء تلك التمارين... هل الأفضل قبل أو…

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
صحتك تتنافس الألمانيتان لينا هينتشيل وجيت مولر في نهائي مسابقة الغطس المتزامن للسيدات 27 يوليو (د.ب.أ)

3 اختلافات مهمة بينك وبين الرياضي الأولمبي

بينما لا تتنافس من أجل الحصول على ميدالية، يمكنك التعلم من أولئك الذين يفعلون ذلك.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك يصيب سرطان الفم نحو 8800 شخص في المملكة المتحدة كل عام (أرشيفية - رويترز)

دراسة: بكتيريا الفم «تذيب» بعض أنواع السرطان

في اكتشاف علمي مذهل وجد الباحثون أن نوعاً شائعاً من بكتيريا الفم يُعرف بـ«الفوسوباكتيريوم» يمكنه إذابة بعض أنواع السرطان.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك هل لتطهير القولون فوائد؟ (Science Photo Library)

من العصائر والشاي إلى الحقن... هل هناك أي فوائد لتطهير القولون؟

لطالما تم الترويج لتنظيف القولون بوصفه الحل لعدد لا يحصى من المشكلات الصحية، من التعب إلى فقدان الوزن وحتى مشكلات البشرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

دراسة: بكتيريا الفم «تذيب» بعض أنواع السرطان

دراسة: بكتيريا الفم «تذيب» بعض أنواع السرطان
TT

دراسة: بكتيريا الفم «تذيب» بعض أنواع السرطان

دراسة: بكتيريا الفم «تذيب» بعض أنواع السرطان

في اكتشاف علمي مذهل، وجد الباحثون أن نوعاً شائعاً من بكتيريا الفم يُعرف بـ«الفوسوباكتيريوم» يمكنه إذابة بعض أنواع السرطان، حسبما أفادت به صحيفة «الغارديان».

وكشف العلماء في مستشفى «جاي وسانت توماس» وكلية «كينغز» في لندن، عن أن هذه البكتيريا تلعب دوراً حاسماً في تحسين نتائج المرضى الذين يعانون من سرطان الرأس والعنق.

وفقاً للدراسة، الأشخاص الذين يعانون من سرطان الرأس والعنق ويحتوي سرطانهم على بكتيريا «الفوسوباكتيريوم»، لديهم نتائج أفضل بشكل ملحوظ.

وأوضح الدكتور ميغيل ريس فيريرا، المؤلف الرئيسي للدراسة والمستشار في سرطان الرأس والعنق، «أن وجود هذه البكتيريا داخل السرطان يمكن أن يساهم في تدمير الخلايا السرطانية».

وأشار فيريرا إلى أن الفريق كان مفاجأً بشدة لاكتشاف أن «الفوسوباكتيريوم»، الذي يوجد عادة في الفم، يمتلك القدرة على قتل بعض أنواع السرطان في مزرعة الخلايا.

وأضاف: «نكتشف حالياً الآليات البيولوجية الدقيقة وراء هذا الارتباط، ونتطلع إلى نشر ورقة بحثية جديدة قريباً».

تفاصيل الدراسة وأهميتها

قام العلماء بنمذجة لتحديد البكتيريا المثيرة للاهتمام لمزيد من التحقيق، ثم درسوا تأثير البكتيريا على الخلايا السرطانية في المختبر. كما قاموا بتحليل بيانات 155 مريضاً بسرطان الرأس والعنق من قاعدة بيانات أطلس جينوم السرطان، ووجدوا أن هناك تقليلاً بنسبة 70 في المائة إلى 99 في المائة في عدد الخلايا السرطانية القابلة للحياة بعد الإصابة ببكتيريا «الفوسوباكتيريوم».

تأثيرات إيجابية غير متوقعة

في بداية الدراسة، توقع الأكاديميون نتائج مختلفة؛ نظراً لربط «الفوسوباكتيريوم» سابقاً بتقدم سرطان الأمعاء، ولكنهم وجدوا أن وجود هذه البكتيريا في سرطانات الرأس والعنق كان مرتبطاً بتقليص بنسبة 65 في المائة من خطر الوفاة.

وقال فيريرا: «كان اكتشافاً مذهلاً عندما وجدنا أن هذه البكتيريا تقتل السرطان بسرعة كبيرة في غضون بضعة أيام».

آفاق جديدة للعلاج

يأمل الباحثون أن يؤدي هذا الاكتشاف إلى توجيه العلاج وتحسينه للمرضى الذين يعانون من سرطان الرأس والعنق، وأعرب الخبراء عن أملهم في أن يساهم هذا الاكتشاف في تطوير علاجات جديدة وفعالة لسرطان الرأس والعنق، خصوصاً مع التقدم العلاجي المحدود في هذا المجال خلال السنوات الـ20 الماضية.

ويعد هذا الاكتشاف خطوة هامة نحو فهم أفضل لعلاقة البكتيريا بالسرطان وتطوير استراتيجيات علاجية مبتكرة، مما يفتح آفاقاً جديدة في مكافحة هذا المرض الخطير وتحسين فرص البقاء للمرضى.