بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب
TT

بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب

* أملاح البوتاسيوم وهشاشة العظام
* من الأخطاء الشائعة بين الناس عدم تناول الفواكه والخضراوات بشكل يومي منتظم غير مدركين الفوائد الصحية لهذه الأصناف من الطعام، التي تغنيهم عن تناول الأدوية في بعض الحالات المرضية. ومن تلك الأمراض التي تستفيد كثيرا من تنظيمنا لوجباتنا الغذائية وانتقاء نوعياتها الجيدة، هشاشة العظام، ذلك المرض الذي يصيب الملايين من الناس في العالم وبالأخص كبار السن منهم.
إن دور التوازن الحامضي القاعدي، كعامل محدد لصحة العظام ومساهمة القلويات التكميلية في تعزيز سلامة الهيكل العظمي ظل موضع نقاش لعقود من الزمن. ولإزالة هذا الغموض وتحديد الرأي الطبي فقد أجريت دراسة تحليلية، الهدف منها تقييم تأثيرات كل من بيكربونات البوتاسيوم التكميلي (KHCO3) وسترات البوتاسيوم (KCitrate) على نسبة الكالسيوم في البول ودرجة إفراز الحمض، وهما من أهم علامات دوران العظام وكثافة المعادن في العظام (BMD) ومقارنة تأثيراتها.
وقد قام فريق البحث في هذه الدراسة التي أجريت في جامعة ساري البريطانية University of Surrey بعمل تحليل منهجي شمل عدد 14 دراسة. توصل العلماء فيها إلى أن أملاح البوتاسيوم وعلى وجه الخصوص البيكربونات والسيترات KHCO3 and KCitrate لا تقوم بإبطاء عملية تآكل العظم فحسب ولكن أيضا تعمل على تقليل إفراز الكالسيوم والأحماض في البول.
وأكدت نتائج هذه الدراسة البريطانية الحديثة التي نشرت أخيرا في 9 يناير (كانون الثاني) 2015 في مجلة «هشاشة العظام الدولية Osteoporosis International»، أن تناول الكثير من الفواكه والخضراوات يمكن أن يساعد على تحسين صحة العظام، وذلك لأن أملاح البوتاسيوم التي تتوفر في الفواكه والخضار بكميات جيدة تعمل هي الأخرى على الحد من تآكل العظام. ووجد أن بيكربونات البوتاسيوم وسترات البوتاسيوم عملت على خفض مستوى الكالسيوم في البول وكذلك إفراز الحامض، وخفض إفراز مؤشر تآكل العظم، وبالتالي فإن هذه الأملاح المتناولة قد تكون مفيدة لصحة العظام من خلال الحفاظ على المعادن في العظام.
إن زيادة الأحماض في جسم الإنسان، والتي تنتج عن اتباع أحد الأنظمة الغذائية الخاطئة مثل الوجبات الغربية التي تتصف بارتفاع نسبة البروتينات الحيوانية والحبوب، سوف تسبب ضعف العظام وتعرضها للكسر. وتشير نتائج هذه الدراسة إلى أن هذه الأملاح يمكن أن تمنع هشاشة العظام، حيث أظهرت نتائجها انخفاض ملحوظ في عملية هدم وتآكل العظم، والسبب يرجع إلى معادلة الحامض الزائد بواسطة أملاح البوتاسيوم.
ولذلك يمكن القول إن تناول المزيد من الفواكه والخضراوات يعتبر وسيلة لتحسين قوة العظام ومنع هشاشة العظام.

* الرياضة المفرطة خطرة

* من الأخطاء الشائعة التي يتناقلها الناس أن ممارسة رياضة المشي تتطلب من الشخص أن يؤديها بأقصى ما لديه من قوة وجهد باعتبار أن رياضة المشي هي أبسط أنواع وأشكال الرياضة التي ينصح بها الأطباء ويؤكدون على الالتزام بها بمعدل نصف ساعة لـ5 أيام في الأسبوع. ويعتقدون أن الواحد منهم سيجني المزيد من فوائد المشي كلما كان أداؤه قويا وسريعا.
والصواب أن ما ينصح به الأطباء هو المشي بخطوات معتدلة، وبعد التمرين والممارسة ينتقل إلى الركض المعتدل فقط وليس الجري المتعب والمنهك والذي قد يضر بالشخص أكثر مما يفيده.
وتؤكد الدراسات على أن الناس النشيطين الذين يتبعون حياة نشيطة بدنيا ينخفض لديهم خطر الوفاة بنحو 30 في المائة مقارنة مع أولئك الذين لا يمارسون أي نوع من الرياضة البدنية أي أنهم «غير نشيطين».
وللتعرف على العلاقة بين الركض وطول العمر، قام مجموعة من الباحثين الدنماركيين المهتمين بوسائل المحافظة على اللياقة البدنية بإجراء دراسة حول هذا الموضوع مع التركيز بشكل خاص على تأثيرات وتيرة الركض، وشدته، ومدة ممارسته.
قام الباحثون، وهم من مستشفى فريدريكسبيرغ في كوبنهاغن Frederiksberg Hospital in Copenhagen كجزء من دراسة قائمة على أمراض القلب، تابعوا فيها منذ عام 2001 عدد 1098 شخصا سليم الجسم تعود على ممارسة الركض، 3950 شخصا سليم الجسم لا يمارس الركض. استمرت الدراسة والمتابعة للمسجلين فيها لمدة 12 عاما. كان جميع المشاركين يتمتعون بصحة جيدة وفقا للكشف الطبي الذي أجري في بداية الدراسة.
نشرت نتائج هذه الدراسة في «مجلة الكلية الأميركية لأمراض القلب (Journal of the American College of Cardiology)». وأظهرت تحليلات نتائج الدراسة أن معدل الوفيات كان منخفضا عند الذين يركضون باعتدال. وهذا يعني أن ممارسة التمارين الرياضية القاسية من خلال الركض المفرط يمكن أن تشكل مخاطر صحية على المدى الطويل، وأن نظام القلب والأوعية الدموية بشكل خاص هو أول أعضاء الجسم التي تتأثر سلبا. لقد كان معدل المدة التي مارس فيها الراكضون رياضتهم القاسية ما بين ساعة واحدة إلى ساعتين ونصف الساعة، وبمعدل 3 مرات في الأسبوع.
استنتج الباحثون أن الركض بسرعة معتدلة لبضع مرات في الأسبوع هو الأفضل من أجل زيادة متوسط عمره المرء المتوقعة، وأن زيادة الركض وممارسته بشكل قاس لا لزوم لها، فقد تكون ضارة على الصحة.

استشاري في طب المجتمع
مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة
[email protected]



جهاز لتحفيز الأعصاب يفتح آفاقاً لعلاج انقطاع التنفس أثناء النوم

لا يستطيع بعضنا النوم أحياناً رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)
لا يستطيع بعضنا النوم أحياناً رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)
TT

جهاز لتحفيز الأعصاب يفتح آفاقاً لعلاج انقطاع التنفس أثناء النوم

لا يستطيع بعضنا النوم أحياناً رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)
لا يستطيع بعضنا النوم أحياناً رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)

لأول مرة في المملكة المتحدة، صُمّم جهاز طبي مبتكَر يُعرَف باسم «Genio» يهدف إلى تحفيز الأعصاب في اللسان لتحسين التنفس أثناء النوم، ما يُعدّ إنجازاً طبياً بارزاً لمرضى انقطاع التنفس أثناء النوم، الذي يؤثر على نحو 8 ملايين شخص في البلاد، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

الجهاز، الذي طوّرته شركة «Nyxoah»، يُدار بالكامل عبر تطبيق على الهاتف الذكي، ويُعدّ خياراً حديثاً للمصابين بانقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم، وهو النوع الأكثر شيوعاً من الاضطراب، حيث يتسبب استرخاء جدران الحلق في انسداد مجرى الهواء، ما يؤدي إلى أعراض مثل الشخير العالي، وأصوات الاختناق، والاستيقاظ المتكرر.

وفي عملية استغرقت ثلاث ساعات بمستشفيات كلية لندن الجامعية (UCLH)، قام الأطباء بتركيب الجهاز للمريضة ناتالي بولر (63 عاماً) التي وُصفت تجربتها بأنها تحسن ملحوظ خلال أيام قليلة، مضيفة أنها تتطلع إلى استعادة نشاطها اليومي بعد سنوات من الإرهاق المزمن.

* تقنية متقدمة لعلاج مريح وفعال

يعمل جهاز «Genio» من خلال تحفيز العصب تحت اللسان، المسؤول عن تحريك عضلات اللسان، لمنع انسداد مجرى الهواء أثناء النوم. يجري التحكم في الجهاز بواسطة شريحة تُلصق أسفل الذقن قبل النوم، وتُزال في النهار لإعادة الشحن.

وعبر تطبيق الهاتف الذكي، يمكن للمرضى ضبط مستويات التحفيز، ومتابعة بيانات نومهم، مما يتيح لهم تجربة علاج شخصية ومتكاملة.

الجهاز يُعدّ بديلاً لأجهزة ضغط الهواء الإيجابي المستمر (Cpap)، التي تُعدّ العلاج الأول لانقطاع التنفس أثناء النوم، لكنها غالباً ما تُواجَه بالرفض من المرضى بسبب عدم الراحة المرتبطة باستخدام الأقنعة.