نصائح لمواجهة التحرش الجنسي

نصائح لمواجهة التحرش الجنسي
TT

نصائح لمواجهة التحرش الجنسي

نصائح لمواجهة التحرش الجنسي

تجدد النقاش في مصر أخيراً حول الكيفية التي تجب بها مواجهة «التحرش الجنسي (Sexual Harassment)» بالأطفال، بعد انتشار فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي التقطته كاميرات مراقبة لرجل بالغ يتحرش بطفلة صغيرة. والحقيقة أن التحرش بالأطفال يمثل ظاهرة مخيفة تترك آثاراً نفسية بالغة السوء على الطفل يمكن أن تلازمه لبقية حياته ما لم يتم علاجها.
وخلافاً لتصور كثيرين؛ فإن التحرش أو حتى «الاعتداء الجنسي (Sexual Abuse)» الكامل على الأطفال ليس أمراً نادراً وليس قاصراً على مجتمعات معينة؛ بل يعدّ مشكلة نفسية عالمية تعاني منها جميع الدول؛ حتى المجتمعات المتدينة، ولذلك، فإن التوعية ضد خطورتها ومقاومة حدوثها ضرورية للحفاظ على الصحة النفسية للأطفال.

مواجهة التحرش
يعدّ احتواء الطفل وتشجيعه على الحديث عن أحداثه اليومية أول وأهم طرق مواجهة التحرش؛ لأن الطفل في كثير من الأحيان لا يكون مدركاً الأمر وقت حدوثه، ويجب على الآباء الالتزام بالهدوء وعدم إبداء الغضب أو إلقاء اللوم على الطفل مطلقاً في حال اكتشاف حدوث التحرش حتى لا يفقدوا ثقته في المستقبل، ويتوقف عن مصارحتهم.
كما أن إحساس الآباء بالغضب يمكن أن يجعل الطفل يشعر بالذنب ويعتقد أن ما حدث كان نتيجة لخطأ معين قام به. ويمكن سؤاله عن مدى تكرار حدوث هذه الأشياء، وفي أي مكان على وجه التحديد، وطبيعة الحديث الذي دار. ويجب تقديم الدعم الكامل والتأكيد على عدم وجود أي داعٍ للشعور بالذنب جراء ما حدث.
وهناك كثير من النصائح يمكن أن يقوم الآباء بتقديمها لأطفالهم، وأهمها: عدم التحدث مع الغرباء في الشارع مهما بدا عليهم الترحيب بالطفل ما دام كان بمفرده، وكذلك عدم خلع ملابسه مطلقاً أمام أي شخص آخر خصوصاً في حمام المدرسة أو النادي حتى في حالة اتساخها والاحتياج لتبديلها. ومن المعروف أن بعض المتحرشين يلجأون إلى حيلة تعتمد على جعل الطفل يقوم بخلع ملابسه بغرض تنظيفها مثل سكب عصير أو إلقاء الماء على الملابس، ويجب أيضاً التنبيه على الطفل بعدم الجلوس على ساقي أي شخص حتى في حال الشعور بالتعب أو بغرض اللعب والدعابة حتى لو كان من الأفراد المعروفين لدى الطفل خصوصاً الأود الأكبر عمراً.
يجب على الآباء خصوصاً في مجتمعنا العربي التنبيه على الأقارب بعدم استخدام الألفاظ التي ربما تحمل مضموناً جنسياً بشكل غير مباشر في الدعابة، وعلى سبيل المثال؛ فإن عبارات شهيرة، مثل «أريد أن أتزوج هذه الفتاة الجميلة» أو «التندر بتزويج طفل وطفلة»، والتي يستخدمها معظم أقارب الأسرة بحسن نية للتعبير عن إعجابهم بالأطفال، وهي تعدّ غير لائقة، وربما يكون لها أثر في لفت نظر المتحرش. وفي المقابل؛ يجب أن يتم التنبيه على الطفلة بعدم قبول مثل هذه الدعابة مطلقاً عند عدم وجود الآباء، ويتم نصحها بإبلاغ إدارة المدرسة أو إبلاغ الأم في حال تعرضها لمثل هذه العبارات من أي فرد؛ سواء أكان معروفاً لها أم لا.

مراقبة غير مباشرة
وفي حال الوجود مع أطفال آخرين للعب أو لمشاهدة فيديو على الكومبيوتر يجب على الأم أن تعرف طبيعة اللعبة من خلال حديثها مع طفلتها (رغم أن التحرش لا يقتصر على الأطفال الإناث)، خصوصاً إذا كان هناك أطفال ذكور أكبر عمراً أو على أعتاب فترة المراهقة.
وفي حال مشاهدة الفيديوهات والألعاب يجب أن تكون الأم على علم مسبق بطبيعة الفيلم وأحداثه، وما إذا كان يناسب الأطفال من عدمه وفقاً لمعايير الرقابة على الإنترنت والفئة العمرية المناسبة، حتى في أفلام الكرتون أو الأنيمشن. وهناك أفلام كارتون تحتوي على مشاهد أو أحداث غير مناسبة تماماً للأطفال، ويمكن التأكد من ذلك من خلال خدمة موجودة على بعض مواقع الأفلام نفسها (imdb parents guide). وفي كل الأحوال يجب عدم السماح بإغلاق باب الغرفة بدعوى الخصوصية، ويمكن للأم أن تقوم بمراقبة الأطفال بشكل غير مباشر، مثل تبرير وجودها بالرغبة في مشاهدة الفيلم أو متابعة اللعبة الإلكترونية.
وتبعاً لعمر الطفل، يمكن شرح معنى خصوصية أجزاء معينة من الجسم، وضرورة عدم إطلاع أي شخص آخر عليها تحت أي دعوى. ويمكن لفت نظر الطفل الصغير إلى هذه الأعضاء أثناء الاستحمام أو على الشاطئ من خلال توضيح أنها الأعضاء التي يخفيها لباس البحر (المايوه). ويجب الحرص على استخدام كلام مبسط ولا يحقر من قيمة هذه الأعضاء، وبدلاً من استخدام جملة مثل «أعضاء سيئة» يمكن استخدام جملة «الله خلق كل الجسد بشكل جميل، ولكن هناك أعضاء خاصة»، حتى لا يشعر الطفل بالذنب من جسده، خصوصاً في الفترة العمرية ما قبل البلوغ والمراهقة حيث يصاب كثير من الفتيات في المجتمعات المحافظة بما يمكن تسميته «الخجل من الجسد (body shaming)»، مما يساعد في إخفاء جريمة التحرش؛ لأن الفتاة تشعر بالذنب نظراً لاعتقادها بمسؤوليتها بشكل ما عن هذا الفعل؛ وهو أمر شديد الخطورة.
من الأمور المهمة مراقبة سلوك الطفل عند مقابلة الآخرين؛ سواء الأقران الأكبر عمراً أو البالغين من الأقارب والمدرسين ومدربي الرياضة، وملاحظة ما إذا كان الطفل يتجنب شخصاً معيناً أو يشعر بعدم الارتياح في وجوده. والأمر ذاته ينطبق على مكان معين يرفض الطفل الذهاب إليه ويشعر بالضيق في حال ذهابه، بجانب متابعة أي تغير في الحالة النفسية مثل الميل إلى الانعزال والبكاء وتراجع المستوى الدراسي.
* استشاري طب الأطفال


مقالات ذات صلة

بريطانيا: الأطفال يعيشون حياة أقصر بسبب الوجبات السريعة

صحتك التقرير يوضح أنه من الأقل احتمالاً أن يكون أمام الأطفال في وسط المدن فرصة للحصول على خيارات غذائية صحية وبتكلفة مقبولة (رويترز)

بريطانيا: الأطفال يعيشون حياة أقصر بسبب الوجبات السريعة

كشف كبير المسؤولين الطبيين في إنجلترا عن أن «الصحاري الغذائية» في المدن إلى جانب إعلانات الوجبات السريعة تتسببان في عيش الأطفال حياة «أقصر وغير صحية».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك دراسة جديدة تشير إلى إمكانية علاج مرض قصور القلب (ميديكال إكسبرس)

علاج ثوري جديد لقصور القلب... والتعافي غير مسبوق

تاريخياً، عُدَّت الإصابةُ بقصور القلب غير قابل للعكس، لكن نتائج دراسة جديدة تشير إلى أن هذا قد يتغير يوماً ما.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق التثاؤب يحدث عندما يكون الناس في حالة انتقالية مثلاً بين النوم والاستيقاظ (رويترز)

التثاؤب... هل يعني أن أدمغتنا لا تحصل على الأكسجين الكافي؟

يشعر معظمنا بقرب عملية التثاؤب. تبدأ عضلات الفك بالتقلص، وقد تتسع فتحتا الأنف، وقد تذرف أعيننا الدموع عندما ينفتح فمنا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف تُحسّن السيطرة على السكري

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف مع مرضى السكري من أفراد مدرّبين على القيام بذلك، أدَّت إلى تحسينات كبيرة في قدرتهم على التحكُّم في نسبة السكر بالدم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك لا يستطيع بعضنا النوم في بعض الأحيان رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)

لماذا لا يستطيع البعض النوم ليلاً رغم شعورهم بالتعب الشديد؟

أحياناً لا يستطيع بعضنا النوم رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين، الأمر الذي يعود إلى سبب قد لا يخطر على بال أحد وهو الميكروبات الموجودة بأمعائنا.

«الشرق الأوسط» (لندن)

علاج ثوري جديد لقصور القلب... والتعافي غير مسبوق

دراسة جديدة تشير إلى إمكانية علاج مرض قصور القلب (ميديكال إكسبرس)
دراسة جديدة تشير إلى إمكانية علاج مرض قصور القلب (ميديكال إكسبرس)
TT

علاج ثوري جديد لقصور القلب... والتعافي غير مسبوق

دراسة جديدة تشير إلى إمكانية علاج مرض قصور القلب (ميديكال إكسبرس)
دراسة جديدة تشير إلى إمكانية علاج مرض قصور القلب (ميديكال إكسبرس)

تاريخياً، عُدَّت الإصابةُ بقصور القلب غير قابل للعكس، لكن نتائج دراسة جديدة تشير إلى أن هذا قد يتغير يوماً ما.

في جامعة يوتا، استخدم العلماء علاجاً جينياً جديداً أظهر أنه يعكس آثار قصور القلب، في دراسة أُجريت على حيوانات كبيرة.

في الدراسة، وُجد أن الخنازير التي تعاني من قصور القلب لديها مستويات منخفضة من «مُدمِج الجسور القلبية 1 (cBIN1)»، وهو بروتين قلب مهم.

وفقاً لبيان صحافي صادر عن الجامعة، حقن العلماء فيروساً غير ضار في مجرى دم الخنازير لنقل جين «cBIN1» إلى خلايا قلبها.

لقد نجت الخنازير طوال مدة الدراسة التي استمرّت 6 أشهر، في حين كان من المتوقع أن تموت من قصور القلب دون العلاج الجيني.

فيما أطلق عليه الباحثون «التعافي غير المسبوق لوظيفة القلب»، بدا أن الحقن الوريدي يحسِّن وظيفة القلب من خلال زيادة كمية الدم التي يمكنه ضخها، مما «يحسِّن بشكل كبير من البقاء على قيد الحياة».

كما بدت قلوب الخنازير «أقل اتساعاً وأقل نحافة» بعد العلاج، «أقرب في المظهر إلى قلوب طبيعية».

وفي حين أدت المحاولات السابقة لعلاج قصور القلب إلى تحسين الوظيفة بنسبة 5 في المائة إلى 10 في المائة فقط، فإن العلاج الجيني المُستخدَم في الدراسة الجديدة أدى إلى تحسُّن بنسبة 30 في المائة، وفقاً للباحثين.

تم نشر الدراسة، التي موَّلتها المعاهد الوطنية للصحة، في مجلة «npj Regenerative Medicine».

قال الدكتور تينغ تينغ هونغ، أستاذ مشارِك في علم الأدوية والسموم في جامعة يوتا، في البيان الصحافي: «على الرغم من أن الحيوانات لا تزال تواجه ضغوطاً على القلب لإحداث قصور القلب، فإننا رأينا في الحيوانات التي حصلت على العلاج تعافياً لوظيفة القلب، وأن القلب يستقر أو ينكمش أيضاً».

وأضاف: «نطلق على هذا إعادة البناء العكسي. إنه يعود إلى الشكل الذي يجب أن يبدو عليه القلب الطبيعي».

وقال هونغ لـ«فوكس نيوز»: «هناك علاج جديد محتمل لعلاج قصور القلب في الطريق».

وأشار هونغ إلى أن الباحثين فوجئوا عندما وجدوا أن العلاج الجيني نجح بشكل جيد للغاية في الحيوانات الكبيرة بجرعة منخفضة للغاية.

وقال المؤلف المشارِك روبن شو، دكتوراه في الطب، ومدير «معهد نورا إكليس هاريسون لأبحاث وتدريب أمراض القلب والأوعية الدموية» في جامعة يوتا، إن الدراسة «غير المسبوقة» تبشِّر بـ«نموذج جديد» لعلاجات قصور القلب.

وقال لـ«فوكس نيوز»: «نظراً لفعالية علاجنا، يمكن تقليص متلازمة قصور القلب المعقدة متعددة الأعضاء إلى مرض قابل للعلاج يتمثل في فشل عضلة القلب».

وأوضح أن «سمية العلاج الجيني تزداد مع الجرعة، لذا فإن جرعتنا المنخفضة تشير إلى أن نهج العلاج الجيني لدينا سيكون آمناً للمرضى».

وبينما تم استخدام العلاج الجيني تاريخياً للأمراض النادرة، فقد أشارت نتائج الدراسة إلى أنه قد يكون أيضاً نهجاً فعالاً لـ«الأمراض المكتسبة»، وفقاً لشو.

وفي حين أقرَّ الباحثون بأنَّ الدراسة بها بعض القيود، أشار هونغ إلى أن «دراسات زيادة الجرعة وعلم السموم لا تزال مطلوبةً حتى ينتقل العلاج إلى الخطوة التالية (نحو موافقة إدارة الغذاء والدواء)».

وقال الباحثون إنه من غير المؤكد أيضاً ما إذا كان العلاج الجيني سينجح مع الأشخاص الذين حصلوا على مناعة طبيعية ضد الفيروس الذي يحمل العلاج.

وقال هونغ إن دراسة علم السموم جارية حالياً، ويخطط الفريق لبدء التجارب السريرية البشرية في خريف عام 2025.

أطباء القلب يشاركون

لم يشارك الدكتور جاسديب دالاواري، متخصص أمراض القلب التداخلية والمسؤول الطبي الإقليمي في «VitalSolution»، وهي شركة «Ingenovis Health» ومقرها أوهايو، في البحث، ولكنه شارك في رد فعله على النتائج.

وقال لـ«فوكس نيوز»: «البحث في مرحلة الحيوان مثير للاهتمام دائماً، لكن التطبيق على موضوعات الاختبار البشرية ضروري من حيث فهم ما إذا كان هذا النهج سيكون له التأثير نفسه على البشر».

وأضاف: «مع ذلك، هناك كثير من التعديلات الجينية التي تحدث في أمراض مختلفة، مثل التليف الكيسي وخلل العضلات، التي تبحث عن تدخل مماثل - حقن الجينات الصحية على أمل إيجاد علاجات».

وأكد أن «العلاج الجيني والطب الدقيق والرعاية الصحية الشخصية هي المستقبل، وأنا أتطلع إلى معرفة المزيد عن هذا».

لاحظت الدكتورة جوهانا كونترايراس، متخصصة أمراض القلب المتقدمة وزراعة القلب في «مستشفى ماونت سيناي فوستر للقلب» في مدينة نيويورك، أن التدخلات الدوائية التقليدية يمكن أن تساعد على تخفيف الضغط على القلب و«الاحتقان الجهازي»، ولكن «في الغالب، لا تعالج إعادة تشكيل عضلة القلب الفاشلة».