بلديات ليبية تستغيث من «كورونا» بـ«النفير العام»

اكتشاف 17 إصابة بسلالتي بريطانيا وجنوب أفريقيا

جانب من ورشة تدريبية على مخاطر «كورونا» في طرابلس (المركز الوطني)
جانب من ورشة تدريبية على مخاطر «كورونا» في طرابلس (المركز الوطني)
TT

بلديات ليبية تستغيث من «كورونا» بـ«النفير العام»

جانب من ورشة تدريبية على مخاطر «كورونا» في طرابلس (المركز الوطني)
جانب من ورشة تدريبية على مخاطر «كورونا» في طرابلس (المركز الوطني)

تزايدت شكاوى المسؤولين المحليين ومواطنين في بعض البلديات الليبية من تفشي وباء «كورونا» بـ«شكل مخيف»، ما دفعهم للاستغاثة بالسلطات، وإعلان حالة «النفير العام»، في وقت سجلت أرقام الإصابات والوفيات ارتفاعاً جديداً، وفقاً للأجهزة الطبية بالبلاد.
وجاء إعلان المجلس البلدي ببلدية كاباو (شمال غربي ليبيا) مساء أول من أمس، لحالة النفير القصوى داخل البلدية وإقفال جميع القطاعات الخدمية التي تقع داخل حدودها نظراً «لتفاقم الوضع الوبائي وزيادة حالات الوفيات والإصابات بالفيروس هناك».
ودفعت وزارة الصحة بحكومة «الوحدة الوطنية» أمس، بفريق طبي مختص بالعناية الفائقة لمركز العزل ببلدية كاباو استجابة لنداء المجلس البلدي ومركز العزل بالبلدية.
وتكررت الأجواء ذاتها في مدينتي ودان وهون بمنطقة الجفرة بوسط البلاد حيث ناشد المواطنون ومؤسسات المجتمع المدني السلطات الطبية سرعة التدخل وتقديم المساعدة لأقسام العزل، مشيرين إلى أن هذه المراكز تعاني نقصاً في مستلزمات التشغيل والأجهزة والعناصر الطبية.
وقال المتحدث الإعلامي لمفوضية الجفرة للكشافة والمرشدات، إنه تم إطلاق حملة جمع تبرعات لقسم العزل السريري بمدينة ودان، ابتداء من أول من أمس، في مراكز التسوق والمدن المجاورة، معبراً عن أمله في أن يقبل المواطنون على الإسهام في هذه الحملة للتخفيف من معاناة المصابين بتوفير النواقص المطلوبة للمركز.
وأظهرت العينات التي تسلمها المركز الوطني لمكافحة الأمراض من المختبرات الطبية أمس، وجود 1032 إصابة جديدة بالفيروس، في 40 مدينة وبلدية بالبلاد في تغول واسع للوباء عن ذي قبل، بالإضافة إلى 13 حالة وفاة مسجلة رسمياً في السجلات الرسمية، بعيداً عن الحالات التي تعالج منزلياً وتقضي نحبها.
وقال المركز الوطني إن العدد التراكمي بلغ 149207 إصابات، تعافى منهم 136158، بينما توفي 2435 مواطناً ومواطنة، كاشفاً عن 17 إصابة بسلالتي بريطانيا وجنوب أفريقيا.
وأضاف المركز في بيانه أن فريق خبراء الفيروسات وتقنية الأحياء الجزئية بالمختبر المرجعي لصحة المجتمع بفرع المركز بمصراتة توصل إلى إصابة حالتين بالفيروس الإنجليزي المتحور، و15 حالة أخرى من نوع سلالة جنوب أفريقيا، وتابع: «اكتشاف وجود هذه الأنواع المتحورة في ليبيا قد يفسر ما يحدث حالياً من سرعة انتشار هذا الوباء وتفاقم الوضع الوبائي بصورة خطيرة وربما يكون السبب في ارتفاع أعداد الحالات المصحوبة بمضاعفات خطيرة أدت إلى زيادة في ارتفاع نسبة الوفيات في الأسابيع الأخيرة».
وسبق للجنة التنفيذية لمكافحة وباء «كورونا» بمنطقة الجبل الأخضر (شرق ليبيا)، التحذير من وقوع كارثة صحية بسبب ازدياد أعداد الوفيات والإصابات بالفيروس، وقالت إن «المنطقة تسجل انتشاراً وازدياداً متسارعاً للحالات المصابة في ظل غياب تام للوعي والالتزام لدى المواطن وعدم تنفيذه باتخاذ الإجراءات الاحترازية».
وفي إطار مكافحة الوباء بالتوعية، أطلق المركز الوطني ورشة عمل تدريبية استباقاً لعودة الطلاب للمدارس، تحت شعار «نعود بمسؤولية... نعود بحذر».
واستهدفت الورشة تدريب المشرفين والمسعفين الصحيين والاختصاصيين الاجتماعيين والمرشدين النفسيين بمراقبة تعليم طرابلس المركز على الإجراءات الاحترازية وطريقة التعامل في حالة ظهور حالات اشتباه أو مؤكدة وكيفية تحديد المخالطين، بجانب الاعتبارات الواجب مراعاتها لضمان سلامة الجميع وطرق التعقيم والمواد المستخدمة وكيفية التخلص من النفايات.


مقالات ذات صلة

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)
صحتك طفل يخضع لاختبار الكشف عن فيروس كورونا (أرشيفية - أ.ب)

دراسة: «كورونا» يزيد من خطر إصابة الأطفال والمراهقين بالسكري

كشفت دراسة جديدة عن أن عدوى فيروس كورونا تزيد من خطر إصابة الأطفال والمراهقين بمرض السكري من النوع الثاني مقارنة بعدوى أمراض الجهاز التنفسي الأخرى.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك جرعة من لقاح «كورونا» (رويترز)

رجل يتهم لقاح «فايزر» المضاد لـ«كورونا» بـ«تدمير حياته»

قال مواطن من آيرلندا الشمالية إن لقاح «فايزر» المضاد لفيروس كورونا دمر حياته، مشيراً إلى أنه كان لائقاً صحياً ونادراً ما يمرض قبل تلقي جرعة معززة من اللقاح.

«الشرق الأوسط» (لندن)

إشهار تكتل واسع للقوى اليمنية لمواجهة الانقلاب الحوثي

جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)
جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)
TT

إشهار تكتل واسع للقوى اليمنية لمواجهة الانقلاب الحوثي

جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)
جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)

بهدف توحيد الصف اليمني ومساندة الشرعية في بسط نفوذها على التراب الوطني كله، أعلن 22 حزباً ومكوناً سياسياً يمنياً تشكيل تكتل سياسي جديد في البلاد، هدفه استعادة الدولة وتوحيد القوى ضد التمرد، وإنهاء الانقلاب، وحل القضية الجنوبية بوصفها قضيةً رئيسيةً، ووضع إطار خاص لها في الحل النهائي، والحفاظ على النظام الجمهوري في إطار دولة اتحادية.

إعلان التكتل واختيار نائب رئيس حزب «المؤتمر الشعبي» ورئيس مجلس الشورى أحمد عبيد بن دغر رئيساً له، كان حصيلة لقاءات عدة لمختلف الأحزاب والقوى السياسية - قبل مقاطعة المجلس الانتقالي الجنوبي - برعاية «المعهد الوطني الديمقراطي الأميركي»، حيث نصَّ الإعلان على قيام تكتل سياسي وطني طوعي للأحزاب والمكونات السياسية اليمنية، يسعى إلى تحقيق أهدافه الوطنية.

القوى السياسية الموقعة على التكتل اليمني الجديد الداعم للشرعية (إعلام محلي)

ووفق اللائحة التنظيمية للتكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية، ستكون للمجلس قيادة عليا تُسمى «المجلس الأعلى للتكتل» تتبعه الهيئة التنفيذية وسكرتارية المجلس، على أن يكون المقر الرئيسي له في مدينة عدن، العاصمة المؤقتة للبلاد، وتكون له فروع في بقية المحافظات.

وبحسب اللائحة التنظيمية للتكتل، فإن الأسس والمبادئ التي سيقوم عليها هي الدستور والقوانين النافذة والمرجعيات المتفق عليها وطنياً وإقليمياً ودولياً، والتعددية السياسية، والتداول السلمي للسلطة، والعدالة، والمواطنة المتساوية، والتوافق والشراكة، والشفافية، والتسامح.

ونصَّ الباب الثالث من اللائحة التنظيمية على أن «يسعى التكتل إلى الحفاظ على سيادة الجمهورية واستقلالها وسلامة أراضيها، والتوافق على رؤية مشتركة لعملية السلام، ودعم سلطات الدولة لتوحيد قرارها وبسط نفوذها على كافة التراب الوطني، وتعزيز علاقة اليمن بدول الجوار، ومحيطه العربي والمجتمع الدولي».

وكان المجلس الانتقالي الجنوبي، الشريك في السلطة الشرعية، شارك في اللقاء التأسيسي للتكتل الجديد، لكنه عاد وقاطعه. وأكد المتحدث الرسمي باسمه، سالم ثابت العولقي، أن المجلس الانتقالي الجنوبي يتابع نشاط التكتل الذي تعمل عليه مجموعة من الأطراف لإعلانه، ويؤكد عدم مشاركته في هذا التكتل أو الأنشطة الخاصة به، وأنه سيوضح لاحقاً موقفه من مخرجات هذا التكتل.

ومن المقرر أن يحل التكتل الجديد محل «تحالف الأحزاب الداعمة للشرعية»، الذي تأسس منذ سنوات عدة؛ بهدف دعم الحكومة الشرعية في المعركة مع جماعة الحوثي الانقلابية.

ويختلف التكتل الجديد عن سابقه في عدد القوى والأطراف المكونة له، حيث انضم إليه «المكتب السياسي للمقاومة الوطنية» بقيادة العميد طارق صالح عضو مجلس القيادة الرئاسي، و«مؤتمر حضرموت الجامع»، وغيرهما من القوى التي لم تكن في إطار التحالف السابق.

ووقَّع على الإعلان كل من حزب «المؤتمر الشعبي العام»، وحزب «التجمع اليمني للإصلاح»، و«الحزب الاشتراكي اليمني»، و«التنظيم الناصري»، و«المكتب السياسي للمقاومة الوطنية»، و«الحراك الجنوبي السلمي»، وحزب «الرشاد اليمني»، وحزب «العدالة والبناء».

كما وقَّع عليه «الائتلاف الوطني الجنوبي»، و«حركة النهضة للتغيير السلمي»، وحزب «التضامن الوطني»، و«الحراك الثوري الجنوبي»، وحزب «التجمع الوحدوي»، و«اتحاد القوى الشعبية»، و«مؤتمر حضرموت الجامع»، وحزب «السلم والتنمية»، وحزب «البعث الاشتراكي»، وحزب «البعث القومي»، وحزب «الشعب الديمقراطي»، و«مجلس شبوة الوطني»، و«الحزب الجمهوري»، وحزب «جبهة التحرير».

وذكرت مصادر قيادية في التكتل اليمني الجديد أن قيادته ستكون بالتناوب بين ممثلي القوى السياسية المُشكِّلة للتكتل، كما ستُشكَّل هيئة تنفيذية من مختلف هذه القوى إلى جانب سكرتارية عامة؛ لمتابعة النشاط اليومي في المقر الرئيسي وفي بقية فروعه في المحافظات، على أن يتم تلافي القصور الذي صاحب عمل «تحالف الأحزاب الداعمة للشرعية»، الذي تحوَّل إلى إطار لا يؤثر في أي قرار، ويكتفي بإعلان مواقف في المناسبات فقط.

بن دغر مُطالَب بتقديم نموذج مختلف بعد إخفاق التحالفات اليمنية السابقة (إعلام حكومي)

ووفق مراقبين، فإن نجاح التكتل الجديد سيكون مرهوناً بقدرته على تجاوز مرحلة البيانات وإعلان المواقف، والعمل الفعلي على توحيد مواقف القوى السياسية اليمنية والانفتاح على المعارضين له، وتعزيز سلطة الحكومة الشرعية، ومكافحة الفساد، وتصحيح التقاسم الحزبي للمواقع والوظائف على حساب الكفاءات، والتوصل إلى رؤية موحدة بشأن عملية السلام مع الجماعة الحوثية.