مطالبات جمهورية لبايدن بتخفيض حزمة الإنقاذ الاقتصادي

مساعٍ لتحقيق التوافق بـ«ثلث القيمة»

TT

مطالبات جمهورية لبايدن بتخفيض حزمة الإنقاذ الاقتصادي

اقترح عشرة أعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ على الرئيس جو بايدن مشروع قانون بديلاً عن خطته الضخمة للإنقاذ الاقتصادي التي تبلغ قيمتها 1.9 تريليون دولار، معتبرين أن اقتراحهم قادر على تحقيق توافق بين الحزبين.
وفي حين تسعى الإدارة الديمقراطية الجديدة إلى الإسراع بإقرار مشروعها في الكونغرس لإخراج البلاد من الركود الاقتصادي الناتج عن جائحة «كوفيد - 19»، يعارض الجمهوريون بشدة قيمتها؛ معتبرين أنها مرتفعة وستفاقم الدين وعجز الموازنة.
وكتبت السيناتور سوزان كولينز على «تويتر»: «انضممت إلى مجموعة من عشرة أعضاء جمهوريين، راسلنا الرئيس بايدن اليوم (الأحد) لنقترح عليه مشروع قانون بديلاً عن خطة الإنقاذ الطارئ قادراً على الحصول على دعم الحزبين». وأشار الموقعون إلى أنهم سيكشفون تفاصيل اقتراحهم في وقت لاحق الاثنين، كما طلبوا موعداً للقاء الرئيس بايدن.
ووفق صحيفة «واشنطن بوست»، تبلغ قيمة الخطة البديلة 600 مليار دولار، أي أقل من ثلث قيمة مشروع القانون الذي يقترحه بايدن. ويعني ذلك أن احتمال قبولها من الرئيس محدود جداً.
من جهته، صرّح المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض براين ديس لشبكة «سي إن إن»، قائلاً: «تلقينا الرسالة وسندرسها بالتأكيد خلال اليوم». وأوضح أن الرئيس الجديد «منفتح على الأفكار» والنقاش... لكنه قال إن بايدن ليس مستعداً للتراجع عن خطة سن قانون شامل لمعالجة الأزمة الصحية العامة وتداعياتها الاقتصادية، كما شدد في تصريحات لوسائل إعلام على أن الأولوية هي إقرار خطة الرئيس، لأن الأميركيين الأكثر فقراً وتضرراً لا يمكنهم الانتظار أكثر.
وكان الكونغرس قد أقر في مارس (آذار) 2020 خطة دعم طارئة بقيمة 2.1 تريليون دولار لمواجهة تداعيات الصدمة الاقتصادية الناتجة عن الوباء. ورغم انتهاء سريان المساعدات الطارئة، تطلب إقرار الكونغرس خطة جديدة بقيمة 900 مليار دولار الانتظار حتى آخر أيام ديسمبر (كانون الأول)، نتيجة خلافات حول تفاصيلها. ويجمع الخبراء الاقتصاديون على ضرورة إقرار خطة دعم اقتصادي جديدة.
ووصف براين ديس الوضع قائلاً: «نعيش أسوأ عام اقتصادي» منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وأسف لأن نحو 30 مليون أميركي يعانون صعوبات معيشية قاسية.
وتسببت الأزمة في انكماش إجمالي الناتج الداخلي الأميركي بنسبة 3.5 بالمائة مقارنة بعام 2019، وهو أسوأ ركود منذ 1946. وفاقمت تداعيات الجائحة التفاوت الاجتماعي في الولايات المتحدة.
ومن بين التدابير التي تشملها الخطة تقديم شيكات مساعدة للعائلات وتخصيص موارد مالية لإعادة فتح المدارس ودعم الشركات الصغيرة وتسريع الفحوص والتطعيم باللقاحات المضادة لـ«كوفيد - 19».
وإضافة إلى رفضهم حجم خطة بايدن، يدعو الجمهوريون أيضاً إلى إجراء تصويت منفصل على مضاعفة الحد الأدنى للأجور الفيدرالية الذي يبلغ حالياً 7.25 دولار للساعة، وهو تدبير مدرج ضمن خطة الرئيس.
وقال زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ تشاك شومر إن المجلس سيبدأ العمل هذا الأسبوع. وقالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إن الكونغرس سيكمل خطوة تمهيدية في هذا الصدد قبل نهاية الأسبوع.
ولن يؤثر إقرار القانون على الأميركيين والشركات المتضررة فحسب، بل سيمثل أيضاً اختباراً مبكراً لتعهد بايدن بالعمل على تجاوز الانقسام الحزبي.
وكان بايدن قد كشف خطته في 14 يناير (كانون الثاني)، وعبّر عن أمله أن يقرها الكونغرس بحلول بداية فبراير (شباط) الجاري. وفي مواجهة التحفظ الجمهوري، أشارت الإدارة هذا الأسبوع إلى إمكان اللجوء إلى إجراء تشريعي يسمح بإقرارها بغالبية بسيطة في الكونغرس. ويملك الديمقراطيون الغالبية في مجلسي النواب والشيوخ.
وقالت وزيرة الخزانة الجديدة جانيت يلين الجمعة: «علينا التحرك الآن، وستكون منافع التحرك القوي الفوري أكثر من التكاليف على المدى القصير». وأضافت أن «كلفة التقاعس ستكون أعلى بكثير من كلفة التحرك».
وأشار الأعضاء الجمهوريون في رسالتهم الأحد، إلى أنه «لم يتم بعد صرف مليارات الدولارات من خطة الدعم السابقة». وشددوا على أنهم يرغبون في «العمل بنية حسنة لمواجهة التحديات الصحية والاقتصادية والاجتماعية للأزمة».


مقالات ذات صلة

هل بدأ الانفصال بين أكبر اقتصادين؟ وما تبعاته على البلدين والعالم؟

الاقتصاد امرأة تسير نحو مدخل مصنع أحذية في منطقة صناعية بدونغقوان مقاطعة قوانغدونغ الجنوبية في الصين (أ.ف.ب) play-circle

هل بدأ الانفصال بين أكبر اقتصادين؟ وما تبعاته على البلدين والعالم؟

مع الرسوم الجمركية الجديدة التي طرحها دونالد ترمب على الصين، يُطرح كثير من التساؤلات عمّا إذا كان «فك الارتباط» بين أكبر اقتصادين في العالم قد بدأ بالفعل.

إيلي يوسف (واشنطن)
الاقتصاد متسوّق ينظر إلى الأطعمة المجمدة في سوبر ماركت «ألبرتسونز» في سياتل بواشنطن (رويترز)

تراجع غير متوقع في إنفاق المستهلكين الأميركيين

سجّل إنفاق المستهلكين في الولايات المتحدة تراجعاً غير متوقع في يناير، إلا أن ارتفاع التضخم قد يمنح مجلس الاحتياطي الفيدرالي مبرراً لتأجيل خفض الفائدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد متداولون في قاعة بورصة نيويورك (أ.ب)

المستثمرون يعززون مراكزهم في صناديق الأسهم الأميركية

زاد المستثمرون حيازاتهم في صناديق الأسهم الأميركية خلال الأسبوع المنتهي في 26 فبراير بدعم من الثقة في مرونة الاقتصاد الأميركي وتوقعات بخفض أسعار الفائدة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد شاشة تعرض أخباراً مالية عن «إنفيديا» في بورصة نيويورك (أ.ب)

«إنفيديا» تدعم ارتفاع سوق الأسهم الأميركية بعد فترة من التراجع

ساعدت شركة «إنفيديا» في دعم سوق الأسهم الأميركية، يوم الخميس، حيث ارتفعت المؤشرات بعد فترة صعبة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد لافتة «نوظف الآن» لغسيل السيارات على طول أحد شوارع ميامي بولاية فلوريدا (رويترز)

ارتفاع طلبات إعانات البطالة في الولايات المتحدة

ارتفع عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة أكثر من المتوقع الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

مطار الملك خالد بالرياض يتصدر قائمة الالتزام في الرحلات الدولية

مطار الملك خالد الدولي بالرياض (الشرق الأوسط)
مطار الملك خالد الدولي بالرياض (الشرق الأوسط)
TT

مطار الملك خالد بالرياض يتصدر قائمة الالتزام في الرحلات الدولية

مطار الملك خالد الدولي بالرياض (الشرق الأوسط)
مطار الملك خالد الدولي بالرياض (الشرق الأوسط)

أشار تقرير حديث صادر في نسخته الأولى عن شهر يناير (كانون الثاني) المنصرم، إلى تصدر كل من مطار الملك خالد الدولي بالرياض، والملك فهد الدولي بالدمام، والملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي بجيزان، وخليج نيوم الدولي، ومطار شرورة، المراكز المتقدمة حيث حقق المركز الأول في فئة المطارات الدولية التي يزيد أعداد المسافرين فيها على 15 مليون مسافر سنوياً، مطار الملك خالد الدولي بالرياض بنسبة التزام بلغت 81 في المائة.

وفي الفئة الثانية للمطارات الدولية التي يأتي فيها أعداد المسافرين من 5 إلى 15 مليون مسافر سنوياً، حصل مطار الملك فهد الدولي بالدمام (شرق المملكة) على المركز الأول بنسبة 81 في المائة، وجاء في الفئة الثالثة للمطارات الدولية التي يأتي فيها أعداد المسافرين من 2 إلى 5 ملايين مسافر سنوياً، حصول مطار الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي بجيزان على المركز الأول بنسبة التزام 91 في المائة.

وحصل مطار خليج نيوم الدولي على المركز الأول في الفئة الرابعة للمطارات الدولية التي تقل فيها أعداد المسافرين عن مليوني مسافر سنوياً، بنسبة التزام 97 في المائة، وحقق مطار شرورة المركز الأول في الفئة الخامسة للمطارات الداخلية بحصوله على نسبة 97 في المائة.

وأطلقت الهيئة العامة للطيران المدني تقريرها الشهري لالتزام المطارات والناقلات الوطنية بأوقات الرحلات لشهر يناير الماضي، وفقاً لحالة مغادرة الرحلة أو قدومها خلال فترة أقل من 15 دقيقة من بعد الوقت المجدول لها، مما يوفر للمسافرين رؤية واضحة حول مستوى التزام شركات الطيران والمطارات بجداول الرحلات، وتستهدف تجويد الخدمات المُقدَّمة للمسافرين، ورفع مستواها، وتحسين تجربة المسافر.

وعلى مستوى شركات الطيران، احتلت الخطوط الجوية السعودية المركز الأول بين الناقلات الوطنية بنسبة التزام 86 في المائة في القدوم، و88 في المائة في المغادرة، كما حققت طيران «ناس» 71 في المائة في القدوم و75 في المائة في المغادرة، فيما سجلت «أديل» 80 في المائة في القدوم و83 في المائة في المغادرة.

كما سلط التقرير الضوء على أبرز المسارات الجوية المحلية والدولية، حيث شهدت رحلة (أبها - جدة) التزاماً بنسبة 95 في المائة بالحركة الجوية المحلية، فيما احتلت رحلة (الدمام - دبي) المرتبة الأولى بين الرحلات الدولية بنسبة التزام 93 في المائة.

وأوضح نائب الرئيس التنفيذي للجودة وتجربة العميل بالهيئة، المهندس عبد العزيز الدهمش، أن هذا التقرير يُعد مكملاً لتقارير الأداء الشهرية التي تقيّم المطارات وشركات الطيران بناءً على جودة الخدمة، و«من خلال هذه المبادرة نؤكد على دور الهيئة بوصفها جهة تنظيمية تضع المسافر أولاً، وتحفز التحسين المستمر في القطاع بالمملكة». وتأتي هذه الجهود في إطار مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للطيران الهادفة إلى تعزيز مكانة المملكة مركزاً إقليمياً رائداً في قطاع الطيران، وذلك عبر تحسين المعايير التشغيلية، وتعزيز الكفاءة، ورفع جودة الخدمات المقدمة للمسافرين.