منظمات دولية تكافح الوباء في مخيم الهول بشرق سوريا

منظمات دولية تكافح الوباء في مخيم الهول بشرق سوريا
TT

منظمات دولية تكافح الوباء في مخيم الهول بشرق سوريا

منظمات دولية تكافح الوباء في مخيم الهول بشرق سوريا

في مخيم الهول، شرق سوريا، تعمل منظمة «أطباء بلا حدود» و«اللجنة الدولية للصليب الأحمر» ومنظمة «الهلال الأحمر الكردية»، على نشر التوعية عبر «بروشورات» ولوحات إعلانية تدعو قاطني المخيم المكتظ، للتقيد بالإجراءات الاحترازية لمواجهة جائحة «كوفيد – 19»، وسط مخاوف من انتشار سلالتها الجديدة بعد تسجيل حالات إيجابية مؤكدة في الأردن ولبنان.
وقامت منظمة «أطباء بلا حدود» بحملات تدريبية توعوية، ونفذت جملة من التدابير والاستعدادات الاحترازية لحالات الطوارئ، وقال ويل تيرنر مدير الطوارئ لدى المنظمة الدولية في إفادة صحافية، «أجرينا التدريبات المتعلقة بتدابير الوقاية من العدوى، ومكافحتها، وباستعمال معدات الوقاية الشخصية»، وأخبر أنهم جهزوا مستشفى الحسكة الوطني، «أنشأنا جناحاً للعزل بطاقة استيعابية من 48 سريراً، وبدأنا أنشطة المراقبة الوبائية، كما عملنا على تحديد ورعاية المرضى المصابين بالفيروس، وأجرينا فرز المرضى ونظمنا حركتهم للسيطرة على العدوى».
ومخيم الهول الواقع على بعد نحو 45 كيلومتراً شرق محافظة الحسكة يؤوي 62 ألف نسمة، معظمهم من النازحين السوريين واللاجئين العراقيين، كما يضم قسماً خاصاً يسكنه الآلاف من عائلات مقاتلي تنظيم «داعش» الإرهابي، يعاني نقصاً في الاحتياجات الطبية، حيث يستخدم معظم قاطنيه النظافة الشخصية كبديل وقائي لمواجهة «كورونا».
بدورها، أنشأت «اللجنة الدولية للصليب الأحمر»، بالتعاون مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، ومنظمة اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، مركزاً للعزل يضم قسماً توعوياً لمواجهة جائحة «كوفيد - 19» في مخيم الهول، حيث يضم 80 سريراً مزوداً بغرفة للطوارئ ومختبر للتحاليل.
ولدى حديثها إلى صحيفة «الشرق الأوسط»، قالت ناتالي بكداش، مندوبة الإعلام والتواصل باللجنة الدولية، «تحسباً لأي انتشار محتمل لفيروس كورونا وسلالتها الجديدة، افتتحت الصليب الأحمر مركزاً خاصاً للعزل بطاقة استيعابية تضم 80 سريراً، مجهزة بالمعدات والوسائل الطبية كافة لمواجهة خطر الجائحة».
وأشارت بكداش إلى أن المخيمات بالعموم «تكون المخاطر فيها أكبر ما تكون، وغالباً ما يكون التباعد الجسدي ترفاً مستحيلاً، كما يصعب الحصول على الصابون والمياه النظيفة، ويفتقر إلى الرعاية الصحية الأساسية».
وسجلت «إدارة مخيم الهول» نهاية أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي إصابة حالتين في مخيم الهول الذي يعاني من ظروف إنسانية وصحية كارثية، وكانت قد ظهرت أول حالة نهاية أغسطس (آب) من العام نفسه، وحذرت إدارة المخيم من وضع كارثي بعد ظهور إمكانية تفشي الوباء بين قاطنيه، وكانت قد سجلت بالشهر نفسه إصابة 3 عاملين من الطواقم الطبية بفيروس كورونا يعملون لدى منظمة «الهلال الأحمر» الكردية المحلية.
من جانبه، أخبر محمود العلي قائد الفرق الطبية بمنظمة «الهلال الأحمر الكردية» المحلية داخل المخيم، أنه ومنذ بداية ظهور الجائحة ومخيم الهول محجور صحياً: «حيث لا يسمح بدخول المدنيين إليه، ولا يتخالط الأهالي مع الخارج، ضمن إجراءات وتدابير وقائية لمنع تفشي الفيروس»، ولفت إلى أنهم قاموا بحملات توعوية ونظموا حملات للتعقيم: «مرفقة بالتثقيف الصحي الذي شمل محاضرات توعوية حول كيفية الوقاية من (كورونا)، واستهدفنا المراجعين والمرضى الذين كانوا يقصدون نقطة (الهلال الكردية) والمشفى الذي افتتح داخل المخيم».
ونوه العلي، في ختام حديثه، إلى أن المنظمة تسعى لزيادة عدد كواردها الطبية والمتخصصة في المخيم، لتقديم الخدمات الصحية وأفضل الطرق الوقائية لمواجهة الفيروس، «كما قمنا بتجهيز حجرات صحية لفحص السائقين وعمال النظافة وموظفي المنظمات الذين يأتون من الخارج من أجل سلامة المخيم، وتأمين الأدوية والأجهزة للحالات الطارئة».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».