أدان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد حافظ، اليوم (الخميس)، تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية الذي تطرق إلى الشأن الداخلي المصري، مؤكدا أنها «غير مقبولة جملةً وتفصيلاً».
وقال المتحدث، في بيان نقلته وكالة الأنباء الألمانية، إن هذه التصريحات «تعد تجاوزاً سافراً، كما تمثل خروجاً فجاً عن الالتزامات الواردة في القانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي والذي ينص بوضوح في مادته الرابعة على التزام الدول الأعضاء بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدولة أخرى، ويعد خروجاً عن القيم الأفريقية العريقة التي تزكي الإخاء واحترام الآخر».
كما شدد المتحدث على أن «هذا التهجم على الدولة المصرية والتجني في تناول شؤونها الداخلية لا يمثلان سوى استمرار لنهج توظيف النبرة العدائية وتأجيج المشاعر لتغطية الإخفاقات الإثيوبية المتتالية على العديد من الأصعدة داخلياً وخارجياً». وأشار إلى أن مصر «آثرت الامتناع دوماً عن التطرق بأي شكل للأوضاع والتطورات الداخلية في إثيوبيا»، مضيفاً أنه كان من «الأجدر بالمتحدث الإثيوبي الالتفات إلى الأوضاع المتردية في بلاده التي تشهد الكثير من النزاعات والمآسي الإنسانية التي أفضت إلى مقتل المئات وتشريد عشرات الآلاف من المواطنين الأبرياء، وآخرها ما يدور في إقليمي تيغراي وبني شنقول على مرأى ومسمع من الجميع، وكذا ما يشهده إقليم أوروميا من توتر وعدم استقرار متواصلين».
ولفت المتحدث إلى «الممارسات الإثيوبية العدائية المتواصلة إزاء محيطها الإقليمي، بما في ذلك ما يشهده الشريط الحدودي مع السودان مؤخراً من أعمال عسكرية وتوتر متصاعد».
وكانت الخارجية المصرية استدعت، مساء أمس (الأربعاء)، القائم بالأعمال الإثيوبي بالقاهرة، وذلك لتقديم توضيحات حول ما نقل من تصريحات للمتحدث الإثيوبي. وجاء في بيان مقتضب للوزارة المصرية ليل الأربعاء «استدعت وزارة الخارجية مساء اليوم 30 ديسمبر (كانون الأول)، القائم بالأعمال الإثيوبي بالقاهرة، وذلك لتقديم توضيحات حول ما نُقل من تصريحات للمتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإثيوبية يتطرق فيها إلى الشأن الداخلي المصري».
والثلاثاء عقد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية دينا مفتي مؤتمراً صحافياً بثّه التلفزيون الإثيوبي قال فيه باللغة الأمهرية: «يعلم كل من السودان ومصر أن سد النهضة لن يضرهما بأي شكل من الأشكال، لكن لديهما (أجندة) أكبر من ذلك».
ورأى مفتي، الذي شغل منصب السفير الإثيوبي لدى مصر أن البلدين يستخدمان سد النهضة كسبب بدلاً من «التعامل مع العديد من المشكلات المحلية التي قد تنفجر، خاصة هناك (مصر)».
ومنذ العام 2011. تتفاوض الدول الثلاث للوصول إلى اتفاق حول ملء السدّ وتشغيله، لكنها رغم مرور هذه السنوات أخفقت في الوصول إلى اتفاق.
وتوقفت المفاوضات منذ أغسطس (آب) الماضي بين الدول الثلاث، حول السد الذي تبنيه إثيوبيا على النيل الأزرق ويثير مخاوف في مصر والسودان حول حصتيهما من مياه النيل. وعلقت المفاوضات جراء خلافات حول آلية تعبئة السد وتشغيله.
وتشارك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، إضافة إلى الاتحاد الأفريقي في المفاوضات منذ مطلع العام الحالي عبر خبراء ومراقبين.
الخارجية المصرية تدين تصريحات المتحدث الإثيوبي: «تجاوز سافر»
الخارجية المصرية تدين تصريحات المتحدث الإثيوبي: «تجاوز سافر»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة