لبنان يحجز مليوني جرعة من «فايزر»

لبنان يحجز مليوني جرعة من «فايزر»
TT

لبنان يحجز مليوني جرعة من «فايزر»

لبنان يحجز مليوني جرعة من «فايزر»

أعلن وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال، حمد حسن، عن حجز لبنان نحو مليوني جرعة لقاح ضد فيروس «كورونا» من شركة «فايزر»، آملاً أن يحقق لبنان مناعة مجتمعية تصل إلى حدود 60 في المائة بحلول فصل الربيع المقبل.
وأعلن حسن بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون الذي أعطى الإذن للوزارة بالتفاوض لتأمين اللقاح، وتزويده بالتوجيهات اللازمة لإبرام الاتفاق مع الشركة المذكورة، أنه جرى تشكيل لجنة لضمان وصول اللقاح بفاعلية إلى مراكز التلقيح المعتمدة وبعدالة، مطمئناً إلى أنه «ستكون هناك شفافية ومواكبة أمنية وعسكرية ومجتمعية كي نحقق فعلياً الأهداف التي من أجلها نضحي في هذا الوقت الصعب».
وفي حين وصف حسن هذه الخطوة بـ«المحطة المشرفة والمسؤولة والحكيمة ننجزها اليوم»، انتقد «ما يتم تسويقه إعلامياً ضد اللقاح؛ ضد الحكومة أو ضد العهد» حسب تعبيره. وقال: «ما ننجزه اليوم هو رد بالأفعال وليس بالأقوال؛ لأن السلطة الصحية، بدعم من فخامة رئيس الجمهورية، ودولة رئيس مجلس الوزراء، قد اتخذت القرار المناسب بتغطية المجتمع اللبناني بلقاح (فايزر) الوحيد المتاح حتى الآن، والذي حصل على الاستثناءات والموافقات كافة من قبل المنظمات الطبية العالمية».
ولفت إلى أن هذا القرار «يهدف للوصول إلى مناعة اجتماعية ابتداءً من منتصف شهر فبراير (شباط) المقبل كما وعدنا... فإن الدولة اللبنانية ستقوم بتأمينه بعدالة وبصورة مجانية للطبقات والفئات المستهدفة وفق المعايير الطبية العالمية، مع الخصوصية اللبنانية». ولفت إلى أنه لدى وزارة الصحة مركز لتسجيل احتمال أي مضاعفات جانبية محدودة تُسجل في بعض الدول، داعياً إلى الثقة بما تقوم به الدولة في هذا الإطار.
ورداً على سؤال، أوضح وزير الصحة أن «الكمية التي تم حجزها من قبل (فايزر) هي بنسبة 15 في المائة من عدد القاطنين على الأرض اللبنانية؛ أي نحو مليوني جرعة تغطي مليون مواطن. وقد قمنا بعقد سابقاً مع منصة (كوفاكس) لتغطية 20 في المائة من المجتمع اللبناني، وبالتالي نحن نتكلم عن مليونين و800 ألف جرعة. من هنا، فمع الذي تأمن إلى الآن من مناعة مجتمعية، تدريجية، من مصابين ومن أصبحت لديهم مناعة، نحن أمام من 15 إلى 17 في المائة، وقد تصل إلى 20 في المائة بحلول الربيع المقبل، فنكون بما مجموعه 50 و60 في المائة من المجتمع اللبناني إذا تأمن لقاح (فايزر)، و(كوفاكس) لاحقاً، مع العدد التراكمي من الإصابات التي حققت مناعة مجتمعية، ونصل إلى ما بين 50 و60 في المائة، وهذا أمر جيد وكفيل بضمان حماية المجتمع، لإعادة العجلة الاقتصادية ودورة الحياة الطبيعية فننهض ببلدنا ومجتمعنا».
وعن كيفية توزيع أول دفعة من اللقاحات، أوضح حسن أنه شُكلت «اللجنة الوطنية لإدارة لقاح (كورونا)»، برئاسة الدكتور عبد الرحمن البزري وعضوية كل النقابات والجمعيات والمرجعيات الطبية، ومستشاري رئيسي الجمهورية ومجلس الوزراء، و«نحن نطمح من خلال هذه اللجنة إلى وضع آلية لضمان وصول اللقاح بفاعلية إلى مراكز التلقيح المعتمدة وبعدالة، فيتمكن الفقير والمحتاج والغني من الحصول عليه مجاناً». وأكد «أننا نشدد على عدالة التوزيع وضمان جودة وفاعلية اللقاح، وهما من ضمن الخطة والمعايير الأساسية التي تضعها اللجنة الفنية»، مؤكداً أنها «ستكون شفافة مع مواكبة أمنية وعسكرية ومجتمعية كي نحقق فعلياً الأهداف التي من أجلها نضحي في هذا الوقت الصعب».
من جهة أخرى؛ وفي ظل التخوف من زيادة انتشار وباء فيروس «كورونا» في فترة الأعياد، وعن إمكانية العودة إلى الإقفال التام مجدداً، قال حسن: «هذا الأمر دونه تعقيدات وصعوبات كثيرة. ومن يصنع هذا القرار والمؤشر له هو سلوك المجتمع. ونحن نأمل من مجتمعنا أن يكون حريصاً على التوازن بين الصحة والاقتصاد، وعلى الدمج بين الاثنين، فيكون حريصاً على الحياة كما هو حريص على الصحة».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.