نظم مبتكرة لتزييف الصور و«بيع الشخصيات»

تتيح انتحال شخصية منتقاة بهدف الترويح أو التلصص الإلكتروني

الكومبيوترات أضحت أكثر كفاءة في توليد شخصيات مزيفة
الكومبيوترات أضحت أكثر كفاءة في توليد شخصيات مزيفة
TT

نظم مبتكرة لتزييف الصور و«بيع الشخصيات»

الكومبيوترات أضحت أكثر كفاءة في توليد شخصيات مزيفة
الكومبيوترات أضحت أكثر كفاءة في توليد شخصيات مزيفة

قد يبدو هؤلاء الناس، الذين ترون صورهم، مألوفين لكم وربما يشبهون مستخدمين رأيتموهم على «فيسبوك» أو «تويتر» أو حتى أشخاصاً قرأتم مراجعاتهم لمنتجات معينة على «أمازون». يبدو هؤلاء حقيقيين بشكل مذهل للوهلة الأولى... ولكنهم في الواقع غير موجودين لأنهم ولدوا في عقل جهاز كومبيوتر.
بيع الشخصيات
توجد اليوم بعض المجموعات التي تبيع أشخاصاً مزيفين كموقع «جينيريتد فوتوز» الذي يتيح لكم شراء شخص أو شخصية مزيفة «مميزة وغير مثيرة للقلق» مقابل 2.99 دولار أو شراء 1000 شخصية مقابل 1000 دولار.
إذا أردتم بعض الأشخاص المزيفين لشخصيات في لعبة فيديو مثلاً أو لزيادة التنوع على موقع شركتكم الإلكتروني، يمكنكم الحصول على هذه الصور مجاناً على موقع «ThisPersonDoesNotExist.com». كل ما عليكم فعله هو تحديد مواصفاتهم، كباراً أم صغاراً، واختيار العرق الذي تريدونه. وإذا أردتم شخصاً مزيفاً متحركاً، يجب أن تتعاملوا مع شركة «روزباد” Rosebud؛ فالذكاء الصناعي قادر على فعل ذلك وعلى جعلهم يتكلمون حتى.
بدأ هذا النوع من الأشخاص في الظهور في أرجاء الشبكة العنكبوتية ليُستخدموا أقنعةً من قبل أشخاص مريبين كالجواسيس الذين يرتدون وجوهاً جذابة لاختراق مجتمع الاستخبارات أو مروجي بروباغندا اليمين الذين يتخفون خلف ملفات شخصية وصور ومعلومات مزيفة أو المتحرشين الإلكترونيين الذين يخدعون هدفهم بتقديم وجه ودود.
وجوه مزيفة
أبصرت هذه الابتكارات النور في السنوات القليلة الأخيرة بفضل نوع جديد من الذكاء الصناعي يسمى «شبكات الخصومة التوليدية» generative adversarial network. يعمل هذا النظام على الشكل التالي: تزودون برنامج كومبيوتر بمجموعة صور لأشخاص حقيقيين، فيدرسها ويحاول صناعة صور لأشخاص جدد، بينما يسعى برنامج آخر إلى رصد أي من هذه الصور تعود لأشخاص مزيفين. تساعد عملية الذهاب والإياب هذه في تقديم منتج نهائي غير قابل للتمييز عن الحقيقة.
بات هذا التطور في صناعة الوجوه المزيفة ممكناً بفضل التحسن الذي شهدته التقنية في مجال تعريف وتحديد ملامح أساسية في الوجه. فقد أصبح الناس قادرين على فتح قفل الهاتف بوجههم أو الطلب إلى برنامج للصور أن يبحث في آلاف الصور المخزنة ليجد لهم التي تخص طفلهم فقط.
تُستعمل برامج التعرف على الوجه من قبل جهات إنفاذ القانون لتحديد واعتقال المشتبه بهم. وتُستخدم ملايين الصور التي يشاركها المستخدمون يومياً على شبكة الإنترنت لابتكار تطبيقات قادرة على التعرف على شخص غريب من صورة واحدة، وتعد هذه التقنية الأطراف النافذة بتزويدها بالقدرة على تنظيم ومعالجة العالم بطريقة لم تكن ممكنة من قبل.
ولكن خوارزميات التعرف على الوجه كغيرها من أنظمة الذكاء الصناعي ليست مثالية. فبفضل التمييز الكامن في البيانات المستخدمة لتدريبها، تتسم بعض هذه الأنظمة بسوء الأداء في التعرف على الأشخاص ذوي البشرة الملونة مثلاً.
تمييز عرقي
علاوة على ذلك، تخفق الكاميرات التي تعتبر عيون أنظمة التعرف على الوجه، في رصد أصحاب البشرة السمراء، ويعود هذا المعيار السيئ إلى أوائل أيام تطوير الأفلام، عندما كان يتم ضبط الصور لإظهار وجوه أصحاب البشرة الفاتحة. ولكن نتائج هذا الأداء الفاشل يمكن أن تكون كارثية. ففي يناير (كانون الثاني) من هذا العام، تم اعتقال رجل أسود يُدعى روبرت وليامز في ديترويت بعد اتهامه بجريمة لم يرتكبها بسبب مطابقة خاطئة في نظام التعرف على الوجه.
صحيح أن الذكاء الصناعي قادرٌ على تسهيل حياتنا، لكنه في النهاية مليء بالشوائب مثلنا نحن البشر؛ لأننا نحن الذين نقف خلفه. يختار البشر طريقة صناعة أنظمة الذكاء الصناعي وأنواع البيانات التي يجب أن تستخدمها، وهم أيضاً يختارون الأصوات التي تعلم المساعدين الافتراضيين السمع؛ الأمر الذي يؤدي إلى إخفاق هذه الأنظمة في فهم الأشخاص الذين يتحدثون بلكنة معينة، وهم أيضاً يسمون الصور التي يتدرب الكومبيوتر على رؤيتها.
تعمل خوارزميات «غوغل» و«بينغ» على ترتيب معرفة العالم لنا، حيث إن منصات كـ«فيسبوك» تصفي تحديثات صفحة الأخبار الجديدة من دوائرنا الاجتماعية وتقرر عنا أياً من هذه الأخبار مهمة ويجب أن نطلع عليها. ومع تنامي ميزات القيادة الذاتية في السيارات الآلية، أصبحنا نضع سلامتنا بين يدي (وعيني) البرامج الرقمية.
لقد وضعنا ثقة كبيرة بهذه البرامج، لكننا يجب ألا نخطئ يوماً ونعتقد أنها موثوقة أكثر منا.
- خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

لصلتها بأوكرانيا... قراصنة روس يستهدفون شركة هندسة أميركية

أوروبا النتائج تعكس الأدوات والتكتيكات المتطورة للحرب الإلكترونية الروسية (رويترز)

لصلتها بأوكرانيا... قراصنة روس يستهدفون شركة هندسة أميركية

كشف محققون في شركة أميركية للأمن السيبراني، اليوم الثلاثاء، عن أن قراصنة إنترنت يعملون لصالح الاستخبارات الروسية هاجموا شركة هندسة أميركية هذا الخريف.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا شعار شركة «ستارلينك» للاتصال المباشر عبر الأقمار الصناعية (أ.ف.ب)

«ستارلينك» تطلق الاتصال المباشر للهواتف في أوكرانيا ولأول مرة في أوروبا

قالت شركة «كييف ستار»، أكبر مشغل للهواتف المحمولة في أوكرانيا، إنها أصبحت أول شركة في أوروبا تطلق تقنية «ستارلينك» للاتصال المباشر عبر الأقمار الصناعية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
تكنولوجيا شعار "إكس" (أرشيفية)

نت بلوكس: منصة «إكس» تواجه انقطاعات على مستوى العالم

قالت منظمة مراقبة الإنترنت (نت بلوكس) اليوم الأحد إن منصة إكس للتواصل الاجتماعي تشهد في الوقت الحالي انقطاعات على مستوى العالم.

«الشرق الأوسط» (سان فرانسيسكو)
تكنولوجيا شعار شركة «كلاود فلير» (رويترز)

ما هي «كلاود فلير»؟ الخدمة الخفية وراء تعطل مواقع ومنصات عالمية اليوم

تُعرف «كلاود فلير» بأنها الشركة التي تُسيطر على جزء كبير من الإنترنت بشكل غير مرئي، وازدادت شهرتها بشكل ملحوظ صباح اليوم الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا للحفاظ على سلامتك تنصح «غوغل» بتجنب شبكات «واي فاي» العامة إلا للضرورة القصوى (الشرق الأوسط)

لماذا أصدرت غوغل تحذيراً بشأن استخدام شبكات «الواي فاي» العامة؟

بعد إصدار غوغل تحذيراً لمستخدمي شبكات «الواي فاي» العامة، أشارت الشركة إلى أن هذه الشبكات المجانية غالباً ما تكون غير آمنة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
TT

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)

اختُتمت في ملهم شمال الرياض، الخميس، فعاليات «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا 2025»، الذي نظمه الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وشركة «تحالف»، عقب 3 أيام شهدت حضوراً واسعاً، عزّز مكانة السعودية مركزاً عالمياً لصناعة الأمن السيبراني.

وسجّلت نسخة هذا العام مشاركة مكثفة جعلت «بلاك هات 2025» من أبرز الفعاليات السيبرانية عالمياً؛ حيث استقطب نحو 40 ألف زائر من 160 دولة، داخل مساحة بلغت 60 ألف متر مربع، بمشاركة أكثر من 500 جهة عارضة، إلى جانب 300 متحدث دولي، وأكثر من 200 ساعة محتوى تقني، ونحو 270 ورشة عمل، فضلاً عن مشاركة 500 متسابق في منافسات «التقط العلم».

كما سجّل المؤتمر حضوراً لافتاً للمستثمرين هذا العام؛ حيث بلغت قيمة الأصول المُدارة للمستثمرين المشاركين نحو 13.9 مليار ريال، الأمر الذي يعكس جاذبية المملكة بوصفها بيئة محفّزة للاستثمار في تقنيات الأمن السيبراني، ويؤكد تنامي الثقة الدولية بالسوق الرقمية السعودية.

وأظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية؛ حيث بلغ إجمالي المشاركين 4100 متسابق، و1300 شركة عالمية، و1300 متخصص في الأمن السيبراني، في مؤشر يعكس اتساع التعاون الدولي في هذا القطاع داخل المملكة.

إلى جانب ذلك، تم الإعلان عن أكثر من 25 صفقة استثمارية، بمشاركة 200 مستثمر و500 استوديو ومطور، بما يُسهم في دعم بيئة الاقتصاد الرقمي، وتعزيز منظومة الشركات التقنية الناشئة.

وقال خالد السليم، نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز لـ«الشرق الأوسط»: «إن (بلاك هات) يُحقق تطوّراً في كل نسخة عن النسخ السابقة، من ناحية عدد الحضور وعدد الشركات».

أظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية (بلاك هات)

وأضاف السليم: «اليوم لدينا أكثر من 350 شركة محلية وعالمية من 162 دولة حول العالم، وعدد الشركات العالمية هذا العام زاد بنحو 27 في المائة على العام الماضي».

وسجّل «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا» بنهاية نسخته الرابعة، دوره بوصفه منصة دولية تجمع الخبراء والمهتمين بالأمن السيبراني، وتتيح تبادل المعرفة وتطوير الأدوات الحديثة، في إطار ينسجم مع مسار السعودية نحو تعزيز كفاءة القطاع التقني، وتحقيق مستهدفات «رؤية 2030».


دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
TT

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)

أظهرت دراسة حديثة أجرتها شركة «كاسبرسكي» في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، ونُشرت نتائجها خلال معرض «بلاك هات 2025» في الرياض، واقعاً جديداً في بيئات العمل السعودية.

فقد كشف الاستطلاع، الذي حمل عنوان «الأمن السيبراني في أماكن العمل: سلوكيات الموظفين ومعارفهم»، أن نصف الموظفين فقط في المملكة تلقّوا أي نوع من التدريب المتعلق بالتهديدات الرقمية، على الرغم من أن الأخطاء البشرية ما زالت تمثل المدخل الأبرز لمعظم الحوادث السيبرانية.

وتشير هذه النتائج بوضوح إلى اتساع فجوة الوعي الأمني، وحاجة المؤسسات إلى بناء منظومة تدريبية أكثر صرامة وشمولاً لمختلف مستويات الموظفين.

تكتيكات تتجاوز الدفاعات التقنية

تُظهر البيانات أن المهاجمين باتوا يعتمدون بشكل متزايد على الأساليب المستهدفة التي تستغل الجانب النفسي للأفراد، وعلى رأسها «الهندسة الاجتماعية».

فعمليات التصيّد الاحتيالي ورسائل الانتحال المصممة بعناية قادرة على خداع الموظفين ودفعهم للإفصاح عن معلومات حساسة أو تنفيذ إجراءات مالية مشبوهة.

وقد أفاد 45.5 في المائة من المشاركين بأنهم تلقوا رسائل احتيالية من جهات تنتحل صفة مؤسساتهم أو شركائهم خلال العام الماضي، فيما تعرّض 16 في المائة منهم لتبعات مباشرة جراء هذه الرسائل.

وتشمل صور المخاطر الأخرى المرتبطة بالعنصر البشري كلمات المرور المخترقة، وتسريب البيانات الحساسة، وعدم تحديث الأنظمة والتطبيقات، واستخدام أجهزة غير مؤمنة أو غير مُشفّرة.

الأخطاء البشرية مثل كلمات المرور الضعيفة وتسريب البيانات وعدم تحديث الأنظمة تشكل أبرز أسباب الاختراقات (شاترستوك)

التدريب... خط الدفاع الأول

ورغم خطورة هذه السلوكيات، يؤكد الاستطلاع أن الحد منها ممكن بدرجة كبيرة عبر برامج تدريب موجهة ومستمرة.

فقد اعترف 14 في المائة من المشاركين بأنهم ارتكبوا أخطاء تقنية نتيجة نقص الوعي الأمني، بينما أشار 62 في المائة من الموظفين غير المتخصصين إلى أن التدريب يعدّ الوسيلة الأكثر فاعلية لتعزيز وعيهم، مقارنة بوسائل أخرى مثل القصص الإرشادية أو التذكير بالمسؤولية القانونية.

ويبرز هذا التوجه أهمية بناء برامج تدريبية متكاملة تشكل جزءاً أساسياً من الدفاع المؤسسي ضد الهجمات.

وعند سؤال الموظفين عن المجالات التدريبية الأكثر أهمية لهم، جاءت حماية البيانات السرية في صدارة الاهتمامات بنسبة 43.5 في المائة، تلتها إدارة الحسابات وكلمات المرور (38 في المائة)، وأمن المواقع الإلكترونية (36.5 في المائة).

كما برزت موضوعات أخرى مثل أمن استخدام الشبكات الاجتماعية وتطبيقات المراسلة، وأمن الأجهزة المحمولة، والبريد الإلكتروني، والعمل عن بُعد، وحتى أمن استخدام خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

واللافت أن ربع المشاركين تقريباً أبدوا رغبتهم في تلقي جميع أنواع التدريب المتاحة، ما يعكس حاجة ملحة إلى تعليم شامل في الأمن السيبراني.

«كاسبرسكي»: المؤسسات بحاجة لنهج متكامل يجمع بين حلول الحماية التقنية وبناء ثقافة أمنية تُحوّل الموظفين إلى خط دفاع فعّال (شاترستوك)

تدريب عملي ومتجدد

توضح النتائج أن الموظفين مستعدون لاكتساب المهارات الأمنية، لكن يُشترط أن تكون البرامج التدريبية ذات طابع عملي وتفاعلي، وأن تُصمَّم بما يتناسب مع أدوار الموظفين ومستوى خبراتهم الرقمية. كما ينبغي تحديث المحتوى بانتظام ليتوافق مع تطور التهديدات.

ويؤدي تبني هذا النهج إلى ترسيخ ممارسات يومية مسؤولة لدى الموظفين، وتحويلهم من نقطة ضعف محتملة إلى عنصر دفاعي فاعل داخل المؤسسة، قادر على اتخاذ قرارات أمنية واعية وصد محاولات الاحتيال قبل تصعيدها.

وفي هذا السياق، يؤكد محمد هاشم، المدير العام لـ«كاسبرسكي» في السعودية والبحرين، أن الأمن السيبراني «مسؤولية مشتركة تتجاوز حدود أقسام تقنية المعلومات».

ويشير إلى أن بناء مؤسسة قوية يتطلب تمكين جميع الموظفين من الإدارة العليا إلى المتدربين من فهم المخاطر الرقمية والتصرف بوعي عند مواجهتها، وتحويلهم إلى شركاء حقيقيين في حماية البيانات.

تقوية دفاعات المؤسسات

ولتقوية دفاعاتها، تنصح «كاسبرسكي» أن تعتمد المؤسسات نهجاً متكاملاً يجمع بين التكنولوجيا والمهارات البشرية واستخدام حلول مراقبة وحماية متقدمة مثل سلسلة «Kaspersky Next» وتوفير برامج تدريبية مستمرة مثل منصة «كاسبرسكي» للتوعية الأمنية الآلية، إضافة إلى وضع سياسات واضحة تغطي كلمات المرور وتثبيت البرمجيات وتجزئة الشبكات.

وفي الوقت نفسه، يساعد تعزيز ثقافة الإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة ومكافأة السلوكيات الأمنية الجيدة في خلق بيئة عمل أكثر يقظة واستعداداً.

يذكر أن هذا الاستطلاع أُجري في عام 2025 بواسطة وكالة «Toluna»، وشمل 2,800 موظف وصاحب عمل في سبع دول، بينها السعودية والإمارات ومصر، ما يقدم صورة إقليمية شاملة حول مستوى الوعي والتحديات المرتبطة بالأمن السيبراني في أماكن العمل.


تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
TT

تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)

كشف تقرير جديدة عن أن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، يتطلع إلى بناء أو تمويل أو شراء شركة صواريخ لمنافسة الملياردير إيلون ماسك، مؤسس «سبيس إكس»، في سباق الفضاء.

وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال»، الخميس، بأن ألتمان يدرس شراء أو الشراكة مع مزود خدمات إطلاق صواريخ قائم بتمويل.

وأشار التقرير إلى أن هدف ألتمان هو دعم مراكز البيانات الفضائية لتشغيل الجيل القادم من أنظمة الذكاء الاصطناعي.

كما أفادت الصحيفة بأن ألتمان قد تواصل بالفعل مع شركة «ستوك سبيس»، وهي شركة صواريخ واحدة على الأقل، ومقرها واشنطن، خلال الصيف، واكتسبت المحادثات زخماً في الخريف.

ومن بين المقترحات سلسلة استثمارات بمليارات الدولارات من «أوبن إيه آي»، كان من الممكن أن تمنح الشركة في نهاية المطاف حصة مسيطرة في شركة الصواريخ.

وأشار التقرير إلى أن هذه المحادثات هدأت منذ ذلك الحين، وفقاً لمصادر مقربة من «أوبن إيه آي».

ووفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال»، جاء تواصل ألتمان مع شركة الصواريخ في الوقت الذي تواجه فيه شركته تدقيقاً بشأن خططها التوسعية الطموحة.

ودخلت «أوبن إيه آي» بالتزامات جديدة بمليارات الدولارات، على الرغم من عدم توضيحها لكيفية تمويلها عملية التوسعة الكبيرة.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن ألتمان حالة من القلق الشديد على مستوى الشركة بعد أن بدأ برنامج «شات جي بي تي» يتراجع أمام روبوت الدردشة «جيميني» من «غوغل»؛ ما دفع «أوبن إيه آي» إلى تأجيل عمليات الإطلاق الأخرى، وطلب من الموظفين تحويل فرقهم للتركيز على تحسين منتجها الرائد.

يرى ألتمان أن اهتمامه بالصواريخ يتماشى مع فكرة أن طلب الذكاء الاصطناعي على الطاقة سيدفع البنية التحتية للحوسبة إلى خارج الأرض.

لطالما كان من دعاة إنشاء مراكز بيانات فضائية لتسخير الطاقة الشمسية في الفضاء مع تجنب الصعوبات البيئية على الأرض.

تشارك كل من ماسك وجيف بيزوس وسوندار بيتشاي، رئيس «غوغل»، الأفكار نفسها.

تُطوّر شركة «ستوك سبيس»، التي أسسها مهندسون سابقون في «بلو أوريجين»، صاروخاً قابلاً لإعادة الاستخدام بالكامل يُسمى «نوفا»، والذي تُشير التقارير إلى أنه يُطابق ما تسعى «سبيس إكس» إلى تحقيقه.

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (أ.ف.ب)

وأشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى أن الشراكة المقترحة كانت ستُتيح لألتمان فرصةً مُختصرةً لدخول قطاع الإطلاق الفضائي.

تُسلّط محادثات ألتمان الضوء على التنافس المستمر بينه وبين ماسك. فقد شارك الاثنان في تأسيس شركة «أوبن إيه آي» عام 2015، ثم اختلفا حول توجه الشركة، ليغادر ماسك بعد ثلاث سنوات.

ومنذ ذلك الحين، أطلق ماسك شركته الخاصة للذكاء الاصطناعي، xAI، بينما وسّع ألتمان طموحات «أوبن إيه آي»، ودعم مؤخراً مشاريع تُنافس مشاريع ماسك مباشرةً، بما في ذلك شركة ناشئة تُعنى بالدماغ والحاسوب.

ألمح ألتمان إلى طموحاته في مجال الفضاء في وقت سابق من هذا العام، وقال: «أعتقد أن الكثير من العالم يُغطى بمراكز البيانات بمرور الوقت. ربما نبني كرة دايسون كبيرة حول النظام الشمسي ونقول: مهلاً، ليس من المنطقي وضع هذه على الأرض».

ثم في يونيو (حزيران)، تساءل: «هل ينبغي لي أن أؤسس شركة صواريخ؟»، قبل أن يضيف: «آمل أن تتمكن البشرية في نهاية المطاف من استهلاك قدر أكبر بكثير من الطاقة مما يمكننا توليده على الأرض».