المخلّفات البلاستيكية تخنق الحياة البحرية في المحيطات

مخلفات بلاستيكية في ساحل جزر دونغشا المتناثرة في بحر الصين (إ.ب.أ)
مخلفات بلاستيكية في ساحل جزر دونغشا المتناثرة في بحر الصين (إ.ب.أ)
TT

المخلّفات البلاستيكية تخنق الحياة البحرية في المحيطات

مخلفات بلاستيكية في ساحل جزر دونغشا المتناثرة في بحر الصين (إ.ب.أ)
مخلفات بلاستيكية في ساحل جزر دونغشا المتناثرة في بحر الصين (إ.ب.أ)

أثار العثور بشكل متزايد على حيوانات بحرية نافقة بابتلاعها مخلفات بلاستيكية غضب الناشطين البيئيين، خصوصاً أن هذه الثدييات تكون في الغالب من الأنواع المهددة بالانقراض. ومنذ عام 2009. عُثر على طول السواحل الأميركية على نحو 1800 من ثدييات وسلاحف البحرية ابتلعت مخلفات بلاستيكية أو علقت بها، وفقاً لتقرير صادر عن منظمة «أوشيانا» البيئية غير الحكومية نشر أمس الخميس.
ويهدف تقرير المنظمة إلى وصف التأثير التراكمي للتلوث البلاستيكي على الحيوانات البحرية في الولايات المتحدة خلال العقد الماضي رغم عمليات إعادة التدوير المتزايدة. وقد وجد باحثون أن أكثر المخلفات التي تم ابتلاعها كانت خيوط صنارات الصيد والأغطية البلاستيكية والأكياس والبالونات وأغلفة الطعام، في حين كانت أحزمة التوضيب والأكياس والبالونات بشرائط، المسؤولة عن حوادث التشابك. ويتأثر بهذه الظاهرة أكثر من 900 نوع من بينها الطيور والأسماك والعديد منها مدرج على قوائم أنواع مهددة بالانقراض وفقاً لـ«أوشيانا».
وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة والعالمة في «أوشيانا» كيمبرلي وارنر لوكالة الصحافة الفرنسية: «هناك حالات كثيرة لم يتم رصدها أو تسجيلها ربما». لكن رغم أن البيانات ليست شاملة، فإن المجموعة ما زالت تأمل في أن يساعد التقرير على تغيير سلوك الناس. وأوضحت: «هذه مشكلة موجودة على شواطئنا، ويجب أن تكون حافزاً لجعل الناس يتحركون الآن لوقف تدفق البلاستيك إلى المحيط». و20 في المائة من بين السلاحف التي عثر عليها مبتلعة البلاستيك، من صغار هذه الأنواع. وأضافت وارنر: «بعد لحظات فقط من ولادتها، وفي رحلتها الأولى إلى المحيط، تبدأ ابتلاع البلاستيك المنتشر على شواطئنا».
ويمكن أن تشكل هذه المخلفات داخل جوف الحيوانات عوائق داخلية تمنعها من أن تتناول الطعام، وهو أمر يؤدي في نهاية المطاف إلى نفوقها. وفي بعض الأحيان، تعلق حلقة من البلاستيك حول أعناقها وعندما تكبر تختنق ببطء.
ولفتت العالمة إلى أنه «قد تؤدي هذه المخلفات البلاستيك إلى تضييق مجرى الهواء لدى الحيوانات أو قطعه، مما يعيق عملية التنفس». وتابعت: «وأحياناً، لا يسمح وزن المخلفات التي تشتبك بها الحيوانات بالصعود إلى السطح للتنفس». ومن الصعب تحديد مصادر البلاستيك التي تساهم أكثر من غيرها في هذه الظاهرة... من المنتجات المعدة للاستخدام مرة واحدة المنتشرة على الشواطئ والتي تنتهي في المياه إلى مطامر النفايات السيئة وصولاً إلى المخلفات المصدرة التي تسقط من السفن.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.